سودانايل:
2025-04-29@21:43:58 GMT

كمال كرار: السياسة والقفزة في الظلام

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أجرت جريدة "الأحداث" الصادرة يوم 24 إبريل 2024م اليكترونيا حوارا مع كمال كرار عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني، تناول الحوار الوضع السياسي الراهن، و معروف عن كمال أنه لا يجمل و يزخرف الكلمات، و أنما يجعل بذات حمولاتها السياسية دون أي رتوش أو زخرفة تجعل حمولاتها مطاطة تقبل التآويل.

و هذه خاصية جيدة.. تناول اللقاء عدد من التساؤلات حول الوضع السياسي، و سوف أعلق فقط على بعض الرؤى التي تثير بالفعل تساؤلات أخرى و إيضاحات، خاصة أن الحزب الشيوعي غاب صوته منذ بداية الحرب إلا من بعض البيانات التي يحاول بها فقط أثبات وجود..
في إجابة كمال كرار عن سؤال " لماذا يرفض الحزب الشيوعي الانضمام لتحالف تقدم؟" قال كرار (أن الطرح "لتقدم" يعيد إنتاج الأزمة في السودان " الشراكة مع العسكر" و يضيف و الحرب سببها الصراع على السلطة و عدم تفكيك بنية النظام القديم خلال الفترة الانتقالية أفرزت واقعا جديدا لم تستطيع "تقدم" استيعابه .. فالقوى صانعة الثورة و من ضمنها لجان المقاومة لن تسمح باختطاف الثورة مرة أخرى) كان المتوقع أن يبين كمال كرار ما هو الواقع الجديد الذي لم تستطيع " تقدم" استيعابه حتى يتبين للمتابع السياسي الفرق بين فهم "الشيوعي" و فهم " تقدم" لكن كمال كرار ذهب مباشرة بالقول أن القوى صانعة الثورة لن تسمح بإختطاف الثورة.. و معلوم أن ثورة ديسمبر 2018م انتهت بعد توقيع " الميثاق الدستوري" و انتقلت البلاد من الثورة إلي شرعية دستورية متوافق عليها.. أي حديث عن ثورة مرة أخرى ليس لها علاقة بثورة ديسمبر 2018م، انما حديث لثورة جديدة و هذه ثورة تخص فقط الزملاء.. إذا يريدون الديمقراطية عليهم بالحوار بهدف التوافق الوطني..
ينتقل كمال كرار للإجابة على سؤال " لكن تقدم حمدوك لديها الآن حراك سياسي تؤكد على تمسكها بالثورة؟" يقول كرار (حراكها السياسي لا يعدو إلا قفزة في الظلام.. و يقول لابد من محاسبة الذين اشعلوا الحرب، و يقول اولويات الجماهير الثورية ابعاد العسكر و حل الميليشيات و تصفية بنية النظام السابق) نقف عند الجماهير الثورية من الذي يحدد معايير الثورية في الجماهير.. بأن هؤلاء ثوريين و اؤلئك غير ثوريين.. و مطلوب من الشعب أن ينتظر حتى تكتمل عوامل الثورة الجديدة التي ينتظرها الزملاء.. رغم أن كرار اشار في إجابته عن السؤال الأول عن أفرازات الواقع الجديد و لم يبين ماهية ملامح الأفرازات، و موقعها في الصراع الدائر الآن، و هل نحن نريد نظاما ثوريا أم ديمقراطيا؟..
عن مؤتمر باريس قال كمال كرار ( مؤتمر باريس و حكاية دعم المجتمع الدولي زوبعة في فنجان لآن الذي ليس حريصا على وقف القتال و موت الناس لن يكون حريصا على إغاثتهم و بقائهم على قيد الحياة) هذا صحيح المجتمع الدولي يبحث عن كيفية لتحقيق مصالحهم الخاصة.. و عن سؤال هل " تقدم" تمثل الحليف السياسي للدعم السريع هل تتفق مع هذا القول؟" يقول كرار ( لا اعتقد " تقدم" تمثل حليفا للدعم السريع بل أنها تبحث عن صيغة حكم انتقالي تعتلي فيه السلطة) و يضيف كرار (الشعب قال العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل و لكن "تقدم" لا تزال ترى التفاهمات مع العسكر اسرع طريق للوصول للسلطة)..
أن نفي كرار أن "تقدم" ليس حليف للميليشيا يبقي السؤال لماذا وقعت معهم " إعلان أديس أبابا السياسي" و سعيها مع المجتمع الخارجي من أجل التفاوض هو إعادة " الإتفاق الإطاري" و لكي يتحقق هذا لابد أن تكون حليفة للإثنين، هي وقعت مع الميليشيا و ما تزال تطارد قيادات الجيش لكي تكمل صور دائرة الاتفاق الإطاري، و " تقدم" تعلم أن انتصار الجيش سوف يغير المعادلة السياسية تماما، و يبرز واقعا جديدا لن تكون هي جزءا فيه..
سؤال هل صوت الحزب الشيوعي غائبا أو ربما منخفضا؟ قال كرار ( أبدأً لم يغب صوت الحزب الشيوعي في أي لحظة سواء بالبيان أو التصريح.. و أن الحرب سوف تقف بإرادة الشعب و ضغطه و يمكن بمساعدة الدول الصديقة) إذا كان الحرب سوف تقف بالضغط الشعبي لماذا تقاعس الزملاء عن تعبئة الشعب لوقف الحرب.. أن قيادات الشيوعي لا تستطيع الحديث باسم الحزب دائما يستلفون لسان الشعب و رغم ذلك يعجزون عن تعبئته..
سأل المحاور كمال كرار مرة أخرى " ما هو تصور الشيوعي لوقف الحرب؟ " قال كمال كرار ( وقف الحرب و معاقبة مرتكبي الجرائم و سلطة مدنية ثورية) لم يقدم كرار أي تصور لوقف الحرب.. و ذهب مباشرة لسلطة مدنية ثورية.. كيف الوصول لهذه السلطة الثورية؟ هل ينتظر الشعب السوداني حتى تنضج مرة أخرى عوامل ثورة الزملاء...! الغريب أن كرار يتحدث عن ثورية لا توجد إلا في مخيلة الزملاء.. رغم أن كرار تحدث أن الحرب قد خلقت واقعا جديدا لكنه لم يبين أبعاد و أثر هذا الواقع في العملية السياسية القادمة، أن الحرب استنفرت مجموعات كبيرة من الشباب هؤلاء لابد أن يكون لهم أثرا و مشاركة في النظام السياسي القادم بقدر حجم حركتهم و تفاعلهم مع الواقع أم يعتقد كرار هؤلاء ليس بثوريين؟
سؤال: مارأيكم في حديث القيادي بالنظام السابق البروفيسور إبراهيم غندور بأن الحوار السوداني السوداني هو الطريق لإنهاء الحرب و هل يمثل الحوار الشامل حلا للأزمة؟ إجاب كمال كرار ( المؤتمر الوطني " شبع موتا" في نظر الشعب السوداني و ثورة ديسمبر كنسته إلي الأبد) إذا الحديث الذي يقال أنهم وراء الحرب و وراء فشل الفترة الانتقالية غير صحيح " شبعوا موت" و لماذا الزملاء جعلوهم طابعة بوسته في السنتهم في أي حوار.. أن الشيوعي لا يوافق بالحوار السوداني السوداني لأنهم يعتقدون أنهم الحزب الذي يجب أن يحكم الفترة الانتقالية القادمة أي " السلطة المدنية الثورية" و قبل الحرب كان قد سئل كرار عندما قال أن الفترة الانتقالية يجب أن تسلم للقوى الثورية.. قيل و من هي؟ قال الحزب الشيوعي و لجان المقاومة و النقابات... من حق كمال كرار أن يحلم بحكم الفترة الانتقالية بالثورية.. لكن الواقع أيضا له إفرازاته السياسية. و الثورية مرحلة أنتهت تماما فالحرب تجاوزت كل المصطلحات التي دونها أم كرار ترك الواقعية و ذهب مع الخيال.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة الحزب الشیوعی مرة أخرى

إقرأ أيضاً:

اضربه واعتذر له- كوميديا سياسية سودانية

اعتذار إلى مجرم حرب... حين تتحول الفظاعة إلى كوميديا سوداوية
في مسرحية لا يكتبها إلا خيال السخرية السودانية، تطل حركة العدل والمساواة بمشهد يُسجَّل في سجل "اللامعقول السياسي": اعتذار رسمي مُذهب ومخدوم بختم ذهبي، موجه إلى "البطل" أبو عاقلة كيكل، قائد مليشيا "درع الشمال"، الذي حوّل ولاية الجزيرة إلى ساحة لتجاربه في فنون الإبادة. وكأنهم يقولون: "عذرًا يا سيدي، بالغنا في نقد طريقة ذبحك للمدنيين... آسفين شديد!".

من تراجيديا الدم إلى كوميديا الاعتذارات: مسلسل الضحك على الجثث
الاعتذار هنا ما مجرد كلام ساكت، ده شغل تزيين للفظاعة. بدل يحاكموا زول سرق أرض وحرق أولاد صغار، قاعدين يرسلوا ليه خطابات ود ومحبة. "معليش، غلطنا لما ضربنا قواتك وأنت كنت بتطرد في الأهالي من قراهم!"... كأنو الحرب بين عصابتين اتخانقوا على نصيب العشاء، والجثث مجرد خلفية ديكورية للاجتماع!

مدرسة السودان في "أخلاقيات الحرب": اعتذر ثم اقتل، وكرر!
ساسة الحرب السودانيين برعوا في قلب المفاهيم: الدم بقى بطولة، والاعتذار للمجرمين بقى قمة التحضر. أما المساكين الماتوا؟ مجرد كومبارس. متين نسمع واحد يعتذر للغيوم لأن الدخان سوّد ليها وشها؟

الاعتذار لعبة أولاد المصارين البيض- منو القال المجرم بستنى غُفران؟
المفارقة المرة، أنو كيكل ما كان منتظر اعتذار من زول، المجرم البقتل بدم بارد ما فاضي لـ "آسفين". لكن جماعتنا جو من فوق راس الشعب، بيكتبوا اعتذارات ويدوروا في الشوارع وهم بيقنعوا العالم أنهم ناس حضاريين "بنعتذر حتى للزول القاتل"!

الضحك الأصفر- الاعتذار إهانة فوق الإهانة
كل كلمة في البيان كانت كف فوق كف للضحايا: أول مرة لما سحقوهم تحت جنازير المليشيات، وتاني مرة لما جوا يطلبوا منهم يبلعوا الاعتذار المسموم. لكن الشعب، البعرف يحول الوجع لصمود، ساكتب مذكراته بطريقتو: "سجل كل حاجة... الحساب جاي مهما طول الطريق".

نبوءة السخرية الأخيرة- لا واتساب ولا حبر ذهبي بينفع!
اليوم السخفاء عاملين زحمة وضحك، لكن بكرة يفاجئهم الزمن: كل اعتذار مكوج، حفرة جديدة تحت رجليهم. الشعب الراقص فوق قبور الطغاة زمان، عارف أنو اللعبة حتنتهي بأول محكمة شعبية... وما بينفعهم ختم ذهبي ولا ورق مزين.

مافي اعتذار بينقذهم. الشمس، الحاجبة دخان الحرائق، حتنكشف. وحيجي زمن تُدفن فيه الأكاذيب مع أصحابها... والشعب السوداني حيضحك آخِر حاجة، لكن حيضحك فوق قبور المجرمين.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • زيارة البرهان إلى مصر: محاولة لالتقاط أنفاس السياسة وسط ركام الحرب
  • مصدران أمنيان مصريان: تقدم كبير بمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • الإمارات: التزام راسخ بتخفيف معاناة الشعب السوداني
  • إعلام صهيوني : خلافات بين المستوى السياسي وقائد الأركان حول الحرب على غزة
  • الخارجية: الحرب التي تخوضها ميليشيا الجنجويد بالوكالة عن راعيتها الإقليمية موجهة ضد الشعب السوداني ودولته الوطنية
  • الشيوعي العراقي.. حراك لتشكيل تحالف انتخابي كبير لمواجهة القوى التقليدية
  • حماس: نؤكد استمرار التحرك في المستوى السياسي لإنهاء حرب الإبادة وإغاثة المواطنين
  • اضربه واعتذر له- كوميديا سياسية سودانية
  • كاتب إسرائيلي: الحكومة تضحي بالمختطفين في غزة من أجل بقائها السياسي