لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي وأمريكا إجراءات ضد تيك توك؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يكاد لا يوجد تطبيق آخر يحظى بشعبية كبيرة بين الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم مثل تطبيق "تيك توك"، ويكاد لا يوجد أيضا تطبيق آخر يثير الجدل أكثر منه. وفي الأيام القليلة الماضية، أثارت منصة الفيديوهات الصينية الغضب مرة أخرى. لمحة عامة عن القضية.
لماذا سيحظر "تيك توك" في الولايات المتحدة؟
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي الثلاثاء 23 أبريل/ نيسان (بالتوقيت المحلي) على مشروع قانون يستهدف فرض تغيير على ملكية التطبيق الصيني في الولايات المتحدة.
وبناء على هذا القانون يجب على "تيك توك" الانفصال عن شركة "بايت دانس الصينية للتكنولوجيا" (Bytedance)، وهي الشركة الأم المالكة للتطبيق، في غضون 270 يومًا، وإذا لزم الأمر، يمكن تمديد الموعد النهائي لمدة 90 يومًا آخر. وبخلاف ذلك، سيتعين إزالة "تيك توك" من متاجر التطبيقات مثل "أبل ستور" و"غوغل بلاي" وغيرهما، وسيكون هناك على الأقل منع تنزيل التطبيق من جديد.
وتنبع المبادرة البرلمانية ضد "تيك توك" من مخاوف تتعلق بحماية البيانات: حيث يشتبه في أن شركة "بايت دانس" منحت الحزب الشيوعي الصيني إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدمين. ويبلغ عددهم في الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 170 مليون شخص. وبالتحديد يُخشى أن يُجبر "تيك توك" على تسليم بيانات المستخدمين. ويمكن للصين أيضًا استخدام الدعاية والمعلومات المضللة عبر الخوارزميات. وتنفي الشركة هذه الاتهامات.
لماذا يقوم الاتحاد الأوروبي بالتحقيق؟
كما اِسْتَهْدَفَ الاتحاد الأوروبي أيضًا تطبيق "تيك توك" مرة أخرى، وإن كان ذلك لأسباب مختلفة تمامًا عن الولايات المتحدة. ومن خلال إجراء جديد سيتم التحقق مما إذا كانت "وظيفة المكافأة" بالتطبيق الجديد "تيك توك لايت" (TikTok lite) تعرض الصحة العقلية للشباب للخطر وبالتالي تنتهك قواعد الاتحاد الأوروبي. والتطبيق الجديد موجود منذ أبريل/ نيسان وهو متاح حاليًا فقط في فرنسا وإسبانيا داخل أوروبا.
منذ أغسطس/ آب 2023 تحتم على منصات التواصل الاجتماعي الكبيرة مثل "فيسبوك" و"إكس" (تويتر سابقا) و"إنستغرام" بل و"تيك توك" أيضا تلبية متطلبات قانون الخدمات الرقمية (DSA). ويهدف ذلك القانون إلى منع الأنشطة غير القانونية أو الضارة عبر الإنترنت. ويُحظر أيضًا ما يسمى بـ "الأنماط المظلمة"، أي ممارسات التلاعب لإبقاء المستخدمين على المنصات.
تنتقد مفوضية الاتحاد الأوروبي تطبيق "تيك توك" لتقديمه الإصدار الجديد من التطبيق المسمى "تيك توك لايت" في الدولتين العضوين في الاتحاد الأوروبي (فرنسا وإسبانيا) دون تقييم المخاطر بشكل مناسب مسبقًا. وكان أمام شركة "بايت دانس" مهلة حتى 18 أبريل/ نيسان لتقديم تقريرها، لكنها في البداية سمحت بفوات الموعد النهائي، فتم منحها مهلة جديدة مدتها 24 ساعة، ووفقًا لتصريحاتها الخاصة، تم تقديم تقييم المخاطر المطلوب للتطبيق الجديد يوم الثلاثاء (23 أبريل/ نيسان).
وهذا يعني أن المنصة، المعروفة بمقاطع الفيديو الراقصة والتي تحظى بشعبية خاصة بين الشباب، تجنبت الغرامة في الوقت الحالي. ولولا ذلك لكان بوسع الاتحاد الأوروبي أن يفرض غرامات تصل إلى واحد في المائة من إجمالي الإيرادات السنوية. ومن الممكن أيضًا حظر "وظيفة المكافأة" المثيرة للجدل في إصدار التطبيق الجديد.
وكان الاتحاد الأوروبي قد فتح بالفعل في فبراير/ شباط إجراءً ضد "تيك توك" لأسباب من بينها مزاعم بعدم كفاية الحماية للقاصرين.
هل يسبب "تيك توك لايت" للإدمان بشكل خاص؟
يتضمن "تيك توك لايت" نظام نقاط جديد غير متوفر في نسخة "تيك توك" التقليدية. وأي شخص يشاهد أكبر عدد ممكن من مقاطع الفيديو، أو يعجب بالمحتوى - أي يقيمه بشكل إيجابي - أو يدعو الأصدقاء إلى "تيك توك"، سيحصل على عملات رقمية. ويمكن استبدال هذه العملات بقسائم يتم الشراء بها مثلا من متجر أمازون بالإنترنت. وقالت مفوضية الاتحاد الأوروبي إن هذه الوظيفة تسبب الإدمان بشكل خاص.
ويحظى التطبيق، الذي يحتوي أيضًا على العديد من مقاطع الفيديو للرقص والغناء، بشعبية خاصة لدى الأطفال والشباب. ووفقًا لشروط الاستخدام، يجب ألا يقل عمر المستخدم عن 13 عامًا. وإذا كان المستخدم تحت سن 18 عامًا، فيجب على الوالدين أو الأوصياء القانونيين الآخرين أيضًا تقديم موافقتهم الرسمية. وأوضحت المفوضية أنه ليس من الواضح ما إذا كان يتم التحقق من العمر بشكل فعال.
في العموم، هل "تيك توك" يسبب الإدمان أكثر من وسائل التواصل الاجتماعي الأخرى؟
تعمل خوارزميات تيك توك بشكل مختلف قليلاً عن خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي الأقدم منه، وبالتالي فهي (خوارزميات تيك توك) ربما تسبب الإدمان بطريقة أسرع من غيرها. فعلى عكس المنصات السابقة، يعرض تيك توك في البداية أيضًا مقاطع فيديو، وجدها مستخدمون آخرون جذابة، بدلاً من عرض المحتوى الأساسي الذي تقدمه الحسابات، التي تم الاشتراك فيها.
وخوارزميات "تيك توك" ذكية للغاية. وكلما زاد الوقت الذي يقضيه المستخدمون على المنصة الصينية، أصبحت التنبؤات أكثر دقة حول ما قد يرغبون فيه.
وهذا لا يخلو من العواقب: ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يقضي مستخدمو "تيك توك" الشباب في المتوسط أكثر من 2.5 ساعة أمام التطبيق. ويأتي ذلك من دراسة نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" في مارس/ آذار 2023. وتقريبا، تصف واحدة من كل اثنتين من البنات، اللاتي تستخدمن تيك توك، نفسها بأنها مدمنة للتطبيق. والفتيات المصابات بالاكتئاب معرضات للخطر بشكل خاص.
بل إن هناك قسما من الشبان يستخدمون التطبيق دوما، بطريقة أو بأخرى. ووفقًا لمعهد أبحاث الرأي الأمريكي "بيو ريسيرش" (Pew Research)، فإن الوضع في سبتمبر/ أيلول 2023، كان هو أن حوالي 17 بالمائة من الشبان يقضون وقتهم في تصفح التطبيق بشكل شبه مستمر. وهي قيمة عليا مقارنة بالتطبيقات الأخرى.
أعده للعربية: صلاح شرارة
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة الاتحاد الأوروبی تیک توک لایت
إقرأ أيضاً:
ليبيا تُعلن إجراءات مشددة لمنع أي مظاهر للاحتفال خلال العام الجديد
أعلنت السلطات الليبية، عن إجراءات مشددة لمنع أي مظاهر للاحتفال باستقبال العام الميلاد الجديد في البلاد في إطار خطتها لما أسمته "تعزيز الأمن والالتزام.
الدبيبة: ليبيا لن تكون ساحة لتصفية الحسابات والصراعات الإقليمية روسيا تحذر مواطنيها من السفر إلى ليبيا
وبحسب"روسيا اليوم"، أكدت مديرية أمن بنغازي الكبرى التزامها بتعزيز الأمن وبالقيم الدينية والاجتماعية، مشددة على "منع مظاهر الاحتفال بما يُعرف برأس السنة بما في ذلك الترويج أو بيع المنتجات المرتبطة به".
وأوضحت المديرية أن المخالفات ستواجه بإجراءات قانونية صارمة، حيث تعمل فرق التحريات على رصد الأماكن التي قد تشهد أنشطة مخالفة، مثل تجمعات ترويج وتعاطي المخدرات والخمور، لضبط المخالفين وتقديمهم للعدالة.
وأعربت المديرية عن حرصها على حماية القيم والعادات الاجتماعية، داعية المواطنين للتعاون من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المجتمع.
وحظرت الحكومة الليبية مكلفةً من قبل مجلس النواب بقيادة أسامة حمّاد رسمياً مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية كافة وأمرت "بعدم السماح ببيع السلع المرتبطة بالاحتفال، أو إدخالها إلى البلاد، من بينها شجرة الميلاد وتمثال بابا نويل والصلبان".
وقال جهاز البحث الجنائي بشرق ليبيا إنه تنفيذاً لتعليمات وزير الداخلية بالحكومة الليبية اللواء عصام أبوزريبة"يتم منع الاحتفال بما يسمي عيد رأس السنة" وبناء على ذلك كُلف جهاز البحث الجنائي إدارة فروع الظواهر السلبية والتحري والاستدلال والدوريات والتمركزات الأمنية ومكافحة التزييف والتزوير والآداب العامة "بعدم السماح بدخول وبيع جميع السلع المرتبطة بالاحتفال برأس السنة"
وحدد القرار السلع بأنها «شجرة الميلاد، وتمثال بابا نويل، والصلبان وغيرها»، وشدد على «منع كافة مظاهر الاحتفال بهذا الحدث».
وصادر جهاز الحرس البلدي بمدينة بنغازي مجموعة من الألعاب وأدوات الزينة والأغراض المتعلقة باحتفالات رأس السنة بعد حملة تفتيش على المحلات التجارية.
وحذر بيان للداخلية الليبية أصحاب المحلات من بيع أو تداول الألعاب والمنتجات المتعلقة باحتفالات رأس السنة والكريسماس، معتبرا ذلك "مخالفة واضحة للشريعة".
وتوعد جهاز البحث الجنائي بإجراءات قانونية صارمة ضد أي محل يضبط صاحبه متلبساً ببيع أو عرض هذه المنتجات، وتصادر على الفور.
وجاء قرار حكومة حماد بعد نحو شهر من تصريحات أطلقها وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في غرب ليبيا عماد الطرابلسي، تحدث فيها عن تفعيل جهاز شرطة "متخصص بالآداب" سيُكلف بـ"مراقبة مدى احترام الرجال والنساء لقيم المجتمع الليبي، ومنع صيحات الموضة المستوردة، ومراقبة محتوى الشبكات الاجتماعية.