كيف يعزز مشروع سد باتوكا مستقبل أفضل لزامبيا وزيمبابوي؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يعد مشروع سد باتوكا للطاقة الكهرومائية -الذي يقع على نهر الزمبيزي بين زامبيا وزيمبابوي– لإنتاج 2.4 غيغاوات منارة مستقبلية. وتتولى سلطة نهر الزمبيزي -المملوكة بالتساوي لحكومتي البلدين- مسؤولية تنفيذ وتشغيل وصيانة المنشأة.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين في فبراير/شباط 2012، وبدأت أعمال البناء بالمشروع بتكلفة تقدر بنحو 4 مليارات جنيه إسترليني (5.
ومن المنتظر أن تنتج المنشأة -بمجرد الانتهاء منها- أكثر من 10 آلاف غيغاوات ساعة سنويا من الكهرباء، تُقسم بين البلدين، مما سيعزز تعاون زامبيا وزيمبابوي في مجال الطاقة المستدامة.
تفاصيل المشروعويتم إنشاء السد بتصميم قوسي من الخرسانة المدموكة، ويبلغ ارتفاعه نحو 181 مترا وطوله 720 مترا، ويتضمن بناء محطتي طاقة، كل منها مزودة بـ6 توربينات هيدروكهربائية تبلغ قدرة الواحدة 200 ميغاوات.
وتعتبر المحطات مثالا للتكنولوجيا المتقدمة في مجال الطاقة الكهرومائية، مع سد فائض يضم 12 بوابة شعاعية للتحكم في تدفق المياه. وتم تصميم السد لتحمل ضغط تصريف يصل إلى 20 ألف متر مكعب في الثانية، مما يؤكد قدرته العالية على التحكم في الموارد المائية، وفق مراقبين.
وتعتمد المنشأة على نظام تجميع المياه بمساحة 508 آلاف كيلومتر مربع. وتُنقل هذه المياه عبر أنفاق بطول 4.2 كيلومترات إلى المحطات لتوليد الطاقة.
نساء يجمعن المياه من خزان قدمته الحكومة لتوفير المياه الصالحة للشرب في لوساكا في زامبيا (غيتي) فوائد اقتصادية كبيرةوفي عام 2019، فاز تحالف يضم شركة بناء الطاقة الصينية وشركة جنرال إلكتريك الأميركية بعقد لتنفيذ مشروع محطة الطاقة الكهرومائية باتوكا جورج، بطاقة 2400 ميغاوات، وفق نموذج التمويل بناء وتشغيلا ونقلا، وذلك قبل إعادة التفاوض على المشروع لوجود عدة عقبات، منها تداعيات جائحة كورونا (كوفيد-19) والصعوبات المالية التي واجهتها، على أن يتم تقاسم الطاقة المولدة بالتساوي بين زيمبابوي وزامبيا.
وفي هذا السياق أفاد زيمو سودا، رئيس مجلس وزراء سلطة نهر الزمبيزي ووزير الطاقة في زيمبابوي، بعد المؤتمر الافتراضي الـ38 لمجلس الوزراء لصحف محلية، بأن المشروع سيوفر أكثر من 4 آلاف فرصة عمل مباشرة و6 آلاف أخرى غير مباشرة، ومن المتوقع أن يولد إيرادات تزيد على 750 مليون دولار سنويا.
وستتولى سلطة نهر الزمبيزي، المؤسسة المشتركة بين حكومتي زامبيا وزيمبابوي، مسؤولية إدارة وصيانة السد الكاريبا وتنمية البنية التحتية على طول نهر الزمبيزي. وهي السلطة التي تشرف على تنفيذ مشروع السد، بقيادة مجموعة بنك التنمية الأفريقي لترتيب التمويل.
ويُتوقع أن يسهم المشروع بشكل كبير في تلبية احتياجات الطاقة للبلدين، وأن يوجه الفائض من الكهرباء إلى شبكة الطاقة الجنوب أفريقية، مما يعزز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة لمنطقة جنوب القارة كلها.
المشروع الذي يعتبر جزءا من مبادرة مشتركة بين زامبيا وزيمبابوي لتعزيز الاستقلال الطاقي وتعزيز البنية التحتية الإقليمية، يتضمن بناء مرافق إضافية كنفق تحويل، وساحات تحويل، وخطوط نقل، ومساكن للعاملين ومكاتب لسلطة نهر الزمبيزي، مما يوفر بيئة عمل متكاملة لتشغيل وصيانة المنشأة الكهرومائية.
جسر كازونجولا بالقرب من حدود بوتسوانا وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي على نهر زامبيزي له أهمية اقتصادية (الأناضول) التحديات والعوائقوقال نيمبي تشابيشامانو، المختص بالأعمال والمُهتم بتطورات الطاقة والبنية التحتية في أفريقيا، إن سد باتوكا جورج للطاقة الكهرومائية، الذي يُخطط لإنشائه على نهر الزمبيزي واجه تحديات بيئية واقتصادية ملحوظة. وسلط تشابيشامانو في حديث للجزيرة نت الضوء على هذه التحديات بشكل خاص خلال كورونا (كوفيد-19) في عام 2020، حيث أُعيد طرح مناقصة المشروع عبر الإنترنت. وخلال هذه الفترة، أثيرت شكوك حول القابلية الاقتصادية للمشروع من قبل خبراء التغير المناخي وفقا له.
وعليه تم إعداد تقرير تقييم الأثر البيئي والاجتماعي وتحديث الدراسات الهندسية التي بدأت عام 1993. وعرض التقرير للجمهور في مارس/آذار 2020 جزءا من الاستشارة العامة التي اختتمت في 25 يناير/كانون الثاني 2021، وفقا للمعايير البيئية للدول المعنية. ثم أجرى لاحقا ستوديو بيترانجيلي الإيطالي الدراسات الفنية للمشروع، في حين قامت شركة إدارة الموارد البيئية "إي آر إم" (ERM) البريطانية بتقييم التأثير البيئي.
ونتيجة للمراجعة المستفيضة وضرورة استيفاء الشروط القانونية والبيئية، لم تأت الموافقة النهائية على بناء المشروع من الأمم المتحدة إلا في الربع الأخير من عام 2023.
آفاق مستقبليةوفي تصريح لوكالة بلومبيرغ، أوضح منيارادزي منوداوافا، الرئيس التنفيذي لسلطة نهر الزمبيزي، أن المنطقة الأفريقية الجنوبية تعاني حاليا من جفاف شديد بسبب نمط الطقس النينو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الغذاء وتأثيره السلبي على العائلات ذات الدخل المنخفض.
ومن هنا قد يكون مشروع باتوكا للطاقة الكهرومائية بمثابة استجابة لهذه الأزمة، حيث سيسهم في توليد طاقة إضافية خلال فترات الذروة وتخزين المياه في سد كاريبا للاستخدام خلال الموسم الجاف، مما يعزز القدرة الإنتاجية للطاقة لزامبيا وزيمبابوي، ويخفف من المشاكل الهيدرولوجية المحتملة.
أما تشابيشامانو، فقد خَلُصَ فيه ختام حديثه مع الجزيرة نت، إلى أن محطة باتوكا جورج للطاقة الكهرومائية تمثل نقطة تحول في تاريخ التنمية الاقتصادية والطاقية في زامبيا وزيمبابوي وفي منطقة جنوب أفريقيا ككل. وبقدرتها الإنتاجية الكبيرة وتقنياتها المتطورة، تُوفر المحطة حلا مستداما لتحديات الطاقة في المنطقة، معززة بذلك النمو الاقتصادي وتحسين الاستقرار الاجتماعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات للطاقة الکهرومائیة
إقرأ أيضاً:
طرح مشروع خط الغاز الطبيعي بين قطر وتركيا مجددا
أنقرة (زمان التركية) – تستعد تركيا مرة أخرى لطرح مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي بينها وبين قطر، والذي يمر عبر السعودية والأردن وسوريا ووصولا إلى بلغاريا عبر تركيا.
بدأت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الاستعدادات لتلبية احتياجات سوريا من الطاقة، عبر إصلاح خط كهرباء بيريجيك-حلب الرابط بين تركيا وسوريا.
وبمجرد أن يبدأ الخط بالعمل بكامل طاقته، تهدف تركيا إلى توفير الكهرباء لـ 150 ألف أسرة في سوريا، وسيكون أمن إمدادات الطاقة عاملاً مهماً لتسريع عودة اللاجئين السوريين.
وعلى الناحية الأخرى، ستطرح أنقرة مجددا مشروع خط الغاز، الذي تم طرحه على جدول الأعمال في عام 2009 ولكن تم تأجيله لاحقًا لأسباب فنية واقتصادية وجيوسياسية مختلفة.
وفي ذلك الوقت، كان المشروع يهدف إلى نقل احتياطيات قطر الهائلة من الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية عبر تركيا، لكن المسار المخطط للخط ليمر عبر سوريا لم يتسن تحقيقه بسبب عدم الاستقرار السياسي في المنطقة ومعارضة النظام السوري للمشروع.
والخط، الذي كان مخططا له سابقا أن يبلغ طوله 1500 كيلومتر، سيدخل قطر-السعودية-الأردن وسوريا ثم تركيا من غازي عنتاب، ويخرج إلى أوروبا من بلغاريا.
وإذا تم تنفيذ خط أنابيب الغاز الطبيعي، الذي من المقرر أن تبلغ سعته 30 مليار متر مكعب على الأقل، فسيتم تجاوز العتبة الحرجة في هدف تركيا المتمثل في أن تصبح قاعدة الطاقة في المنطقة.
وقطر هي الدولة التي تمتلك ثالث أكبر احتياطي من الغاز الطبيعي في العالم، حيث يبلغ 25 تريليون متر مكعب.
وبينما تهدف قطر إلى تنويع خيارات الطرق المتاحة لها في صادرات الغاز الطبيعي المسال وزيادة نفوذها في سوق الطاقة، تولي تركيا أهمية كبيرة لمشاريع خطوط الأنابيب بما يتماشى مع استراتيجيتها لتصبح مركزًا للطاقة.
وفي الوقت الذي تتكثف فيه الجهود الأوروبية لتنويع أمن إمدادات الطاقة والمنافسة على موارد الطاقة في شرق البحر الأبيض المتوسط، يعتبر مشروع خط الأنابيب التركي-قطر خطوة استراتيجية فيما يتعلق بتوازنات الطاقة الإقليمية والعالمية.
Tags: - بلغاريااسطنبولالاتحاد الأوروبيالسعوديةتركياغاظطبيعيقطركهرباءنفط