في اجتماع عالي المخاطر في بكين، وجه وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن رسالة صارمة إلى الرئيس الصيني شي جين بينغ، محذرا من أن الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين مستعدون لفرض عقوبات جديدة على الشركات الصينية إذا استمرت في توريد المواد إلى روسيا. 

يسلط هذا التحذير الضوء على التوترات المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم، وخاصة فيما يتعلق بالدور الذي تلعبه الصين في تغذية الحملة العسكرية التي يقودها فلاديمير بوتن في أوكرانيا.

وفقا للجارديان، جاءت تصريحات بلينكن في أعقاب بيان سابق لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، الذي حذر من الاضطرابات المحتملة التي تهدد التحسينات الأخيرة في العلاقات الأمريكية الصينية. واعترف وزير الخارجية الأمريكي ببعض التطورات الإيجابية منذ القمة التي عقدت في سان فرانسيسكو، لكنه شدد على أن الخلافات بشأن دعم الصين لروسيا لا تزال نقطة شائكة رئيسية.

وفي قلب النزاع يكمن الدور المحوري الذي تلعبه الصين كمورد للمواد والمعدات الحيوية لقطاع الدفاع الروسي. وسلط بلينكن الضوء على إمدادات الصين من الأدوات الآلية والإلكترونيات الدقيقة وغيرها من العناصر ذات الاستخدام المزدوج الضرورية للعمليات العسكرية لموسكو، مشددًا على التأثير على الأمن الأوروبي.

وبينما أعرب بلينكن عن انفتاحه على الحوار والتعاون، أكد استعداد الولايات المتحدة لاتخاذ مزيد من الإجراءات إذا فشلت الصين في معالجة هذه القضية. واستشهد بالعقوبات السابقة وضوابط التصدير كدليل على التزام واشنطن بحماية مصالحها.

ومن جانبه، تجنب شي جين بينغ التعليق المباشر على سياسات الصين تجاه روسيا وأوكرانيا، وبدلاً من ذلك حث الولايات المتحدة على النظر إلى التنمية في الصين بشكل إيجابي. ومع ذلك، اتخذ وانغ يي لهجة صارمة، محذرا من التعدي على سيادة الصين ومصالحها التنموية.

وتطرقت محادثات بكين أيضا إلى التعاون في مكافحة المخدرات، حيث أكد بلينكن على أهمية تحقيق نتائج ملموسة في هذا المجال لتحسين العلاقات الثنائية. ورغم الاعتراف ببعض التقدم، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة بشأن مدى فعالية التدابير التي اتخذتها الصين ضد الاتجار بالمواد الأفيونية الاصطناعية.

بشكل عام، يشير الاجتماع إلى التوترات المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، حيث تعمل الخلافات حول تصرفات روسيا في أوكرانيا كنقطة محورية. ويلوح التهديد بفرض المزيد من العقوبات في الأفق، وهو ما يسلط الضوء على الطبيعة غير المستقرة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين والتفاعل المعقد بين المصالح الاستراتيجية على الساحة العالمية.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الخارجية الامريكي روسيا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

السلطات الأميركية تدرس حظر أجهزة الراوتر الصينية في الولايات المتحدة

تحقق السلطات الأميركية في المخاطر الأمنية المحتملة لأجهزة "الراوتر"، التي تصنّعها شركة صينية وتلقى رواجا واسعا في الولايات المتحدة، وسط مخاوف من استغلالها في الهجمات السيبرانية التي تشنها بكين ضد الغرب.

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير أعده هيذر سومرفيل وداستن فولز وأرونا فيسواناثا، إن شركة "تي بي لينك" الصينية تستحوذ على ما يقرب من 65% من سوق أجهزة الراوتر في المنازل والشركات الصغيرة داخل الولايات المتحدة، كما أنها تقدم خدمات الاتصال بالإنترنت لوزارة الدفاع وعدد من الوكالات الفدرالية الأخرى.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن محققين من وزارات التجارة والدفاع والعدل فتحوا تحقيقات بشأن الشركة الصينية، في خطوة قد تؤدي إلى حظر بيع أجهزتها بالولايات المتحدة العام المقبل.

حظر متوقع

وقد كشفت دراسة تحليلية أجرتها شركة مايكروسوفت في أكتوبر/تشرين الأول، أن كيانا صينيا متخصصا في القرصنة يحتفظ بشبكة كبيرة من الأجهزة المخترقة، تتألف في الغالب من آلاف أجهزة الراوتر من شركة "تي بي لينك".

وأضافت الدراسة أن العديد من الجهات الصينية استخدمت الشبكة لشن هجمات إلكترونية، واستهدفت هذه الجهات أهدافا غربية تتضمن مراكز أبحاث ومنظمات حكومية وغير حكومية وشركات تتعامل مع وزارة الدفاع الأميركية.

إعلان

وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادرها، أن أجهزة الراوتر غالبا ما تحتوي على ثغرات بغض النظر عن الشركات المصنعة، لكن "تي بي لينك" لا تتواصل مع الخبراء الأمنيين لمعالجة هذه الثغرات.

وقالت متحدثة باسم "تي بي لينك" إن الشركة تقيّم المخاطر الأمنية المحتملة وتتخذ إجراءات لمعالجة الثغرات المعروفة.

وردا على طلب "وول ستريت جورنال" للتعليق على الإجراءات المحتملة ضد شركة "تي بي لينك"، قال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن ليو بينغيو إن الولايات المتحدة تستخدم ستار الأمن القومي "للتضييق على الشركات الصينية"، وأضاف أن بكين "ستدافع بحزم" عن الحقوق والمصالح المشروعة للشركات الصينية.

نمو كبير

وحسب ما أكدته مصادر مطلعة للصحيفة، فإن أجهزة الراوتر الخاصة بشركة "تي بي لينك" ليست مرتبطة بشكل مباشر بما يتم تداوله عن اختراق مجموعة صينية تُعرف باسم "سولت تايفون" لثماني شركات اتصالات أميركية، لكن يبدو أن التحقيقات الأميركية التي تستهدف الشركة اكتسبت زخما في ضوء تلك الاختراقات التي كُشف عنها مؤخرا.

واعتبرت الصحيفة أن الحظر المحتمل لأجهزة الراوتر الخاصة بشركة "تي بي لينك" في الولايات المتحدة، سيكون أكبر عملية حظر لمعدات اتصالات صينية في البلاد منذ العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب عام 2019 على شركة هواوي.

ووفق بيانات سوق الاتصالات الأميركي، فقد شهدت مبيعات شركة "تي بي لينك" نما كبيرا في الولايات المتحدة خلال جائحة كورونا، عندما كان الناس في أشد الحاجة إلى خدمة إنترنت عالية الجودة. وقد ارتفعت حصة الشركة في سوق أجهزة الراوتر في المنازل والشركات الصغيرة بالولايات المتحدة من حوالي 20 بالمئة في 2019، إلى حوالي 65 بالمئة في 2024، واستحوذت على 5 بالمئة إضافية من السوق في الربع الثالث من العام الجاري.

وحسب البيانات ذاتها، فقد تحققت هيمنة الشركة على السوق الأميركي بدرجة كبيرة من خلال انخفاض أسعار خدماتها، فأجهزة الراوتر الخاصة بها أقل تكلفة من أجهزة الشركات المنافسة بأكثر من النصف.

إعلان تحقيقات حكومية

وأوضحت الصحيفة أن وزارة العدل تحقق حاليا فيما إذا كان هذا التباين في الأسعار ينتهك قانونا فدراليا يحظر محاولات الاحتكار عن طريق بيع المنتجات بأقل من تكلفة صنعها. وقالت المتحدثة باسم "تي بي لينك" إن الشركة لا تبيع المنتجات بأقل من التكلفة، وأنها ملتزمة بالامتثال للقوانين الأميركية، بما في ذلك قوانين مكافحة الاحتكار.

وأضافت الصحيفة أن إدارة بايدن تدرس عددا من الإجراءات ضد "تي بي لينك" كجزء من الرد على سلسلة الهجمات الإلكترونية الأخيرة المرتبطة بالصين، وقد يشمل ذلك تطهير البنية التحتية للاتصالات في الولايات المتحدة بالكامل من معدات شركة "تشاينا تيليكوم"، وهي شركة اتصالات تسيطر عليها الحكومة الصينية وتُستخدم على نطاق ضيق في الولايات المتحدة.

وقد حظرت تايوان، التي تفرض قيودا واسعة النطاق على استخدام التكنولوجيا الصينية، أجهزة الراوتر الخاصة بشركة "تي بي لينك" من المنشآت الحكومية والتعليمية، وأصدرت الحكومة الهندية تحذيرا هذا العام بشأن شركة "تي بي لينك"، قائلة إن أجهزة الراوتر الخاصة بها تمثل خطرا أمنيا.

لكن المسؤولين الأميركيين لم يعثروا -وفقا للصحيفة- على أي دليل على أن شركة "تي بي لينك" متورطة في الهجمات الإلكترونية التي ترعاها الدولة الصينية، مقابل العثور على ثغرات واختراقات كبيرة في أجهزة الراوتر الأميركية، ومنها أجهزة راوتر قديمة من شركتي "سيسكو سيستمز" و"نتغير".

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات السيبرانية الصينية سلّطت الضوء على نقاط الضعف التي تشكلها أجهزة الراوتر غير المحصنة، والتي تمنح القراصنة فرصة سهلة للهجوم، فضلا عن المخاطر المحتملة التي تشكلها أجهزة الراوتر المصنوعة خارج الولايات المتحدة.

وقد فتحت وزارة الدفاع تحقيقا في نقاط ضعف الأمن القومي بشأن أجهزة الراوتر الصينية في وقت سابق من هذا العام، وحثت "لجنة الحزب الشيوعي الصيني" داخل مجلس النواب الأميركي، وزير التجارة في أغسطس/آب على التحقيق في أجهزة شركة "تي بي لينك"، لأنها تمثل "درجة غير عادية من نقاط الضعف"، كما أقر مجلس النواب في سبتمبر/أيلول تشريعا يدعو إلى دراسة المخاطر التي تشكلها أجهزة الراوتر التي لها علاقة بدول أجنبية معادية على الأمن القومي.

إعلان

مقالات مشابهة

  • السلطات الأميركية تدرس حظر أجهزة الراوتر الصينية في الولايات المتحدة
  • الصين تنتقد أمريكا بسبب جوانتانامو
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على كيانات إيرانية والحوثيين في تصاعد للتوترات.. العقوبات تهدف إلى تعطيل تدفق الإيرادات التي يستخدمها النظام الإيراني لتمويل الإرهاب في الخارج وللقمع الداخلي لشعبه
  • أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
  • الولايات المتحدة وبريطانيا تفرضان عقوبات على مسؤولين في جورجيا بسبب قمع الاحتجاجات
  • «الخارجية الروسية»: حلف «ناتو» يستعد للحرب مع موسكو
  • الخارجية الروسية: حلف الناتو يستعد للحرب مع روسيا
  • الخارجية الروسية: "الناتو" يستعد للحرب مع روسيا
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة مستعدة لزيادة الاستعداد القتالي للقوات النووية بسبب روسيا
  • أمريكا تفرض عقوبات على الحوثيين