ولادة اللوتس ليست الخيار الآمن لطفلك
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يعد قطع الحبل السري وفصل المشيمة عن المولود من الممارسات التقليدية المتعارف عليها والسائدة في غرف الولادة بالمستشفيات والولادات المنزلية.
غير أنه وتحت مظلة السباق المجتمعي لاختيار ممارسات بديلة وأكثر طبيعية للولادة، ظهر اتجاه حديث يطلق عليه "ولادة اللوتس" أو "عدم قطع الحبل السري".
ما ولادة اللوتس؟لا يتم قطع الحبل السري في ولادة اللوتس، وتظل المشيمة عالقة به، ويكون الطرف الآخر من الحبل مرتبطا بالمولود حتى يجف الحبل وينفصل بشكل طبيعي، قد تستغرق عملية الانفصال 5 إلى 15 يوما.
ترجع جذور هذه الممارسة إلى بضعة عقود مضت، عندما حاولت الأميركية كلير لوتس داي عام 1974، اتباع نفس نهج حيوان الشمبانزي الذي يترك صغيره ملتصقا بالمشيمة دون فصل حتى تجف وينفصل الحبل من تلقاء نفسه، وتصدرت هذه الطريقة عناوين الأخبار عام 2008، ومنذ ذلك الحين، تحاول المنظمات الطبية العالمية الحد من هذه الممارسة لعدم وجود أدلة علمية كافية تدعم فوائدها المزعومة.
تتطلب هذه الممارسة رعاية خاصة للمشيمة بعد الولادة، عادة ما يتم غسلها وتمليحها ووضعها في مصفاة لتصفية المياه والرطوبة مع الحرص على إبقائها بالقرب من المولود.
وتعتمد الأمهات اللاتي يلجأن إلى هذه الممارسة على منتجات تُستخدم في معالجة المشيمة وإخفاء رائحتها مثل الملح والزهور المجففة والزيوت العطرية والأعشاب كالخزامي وإكليل الجبل، كذلك يتم تغليفها بقطعة قماش أو توضع في حقيبة مخصصة، ويختار بعض الآباء لف المشيمة مع الطفل لتسهيل حملهما معا، ولم تتم دراسة أي من هذه الأساليب بشكل منهجي.
فوائد مزعومةيعتقد أنصار هذه الممارسة أن المشيمة جزء من تكوين الطفل، وأن قطع الحبل السري قد يسبب صدمة نفسية للمولود، على الرغم من عدم وجود دليل علمي يدعم هذه النظرية، ويروج المؤيدون لولادة اللوتس مجموعة من الفوائد مثل:
تعزيز الترابط بين الطفل والوالدين منذ اللحظات الأولى، إذ يوضع المولود الجديد على صدر أحد الوالدين لاستكمال خروج المشيمة والتي تستغرق من 5 إلى 30 دقيقة. تشجيع الوالدين على التصرف بشكل هادف مع أخذ الحيطة والحذر لضمان بقاء المشيمة بالقرب من المولود حتى لا تسحبه أو يُعرض لخطر إصابة الحبل السري، كذلك يتشاركان في حمل الطفل ومعالجة المشيمة، بما يعزز الترابط الأسري. تخفيف وطأة انتقال الطفل من رحم الأم إلى العالم الخارجي. تساعد المولود أن يكون أكثر هدوءا في الأيام الأولى. الانتقال الكامل لدم المشيمة إلى الطفل بما يوفر إمدادات إضافية من العناصر الغذائية التي تعزز صحته. متى تكون ولادة اللوتس ضرورية؟لا تدعم الأبحاث العلمية ولادات اللوتس، ولا توجد أدلة كافية توضح كيفية معالجة المشيمة والحفاظ عليها آمنة أو تجنب المخاطر التي قد يتعرض لها المولود قبل انفصالها، وبحسب موقع "هيلث لاين" قد تكون هذه الطريقة ضرورية فقط في حالات الولادة الطارئة، وفي ظروف تحول دون الرعاية الطبية السريعة، كحالات الولادة أثناء الأعاصير حيث تغمر المياة الشوارع ولا يمكن الوصول السريع إلى المستشفى، وفي هذه الحالة، فإن إبقاء المشيمة متصلة بالطفل قد يقلل من خطر حدوث مضاعفات، مثل خطر النزيف أو العدوى إذا تم قطع الحبل السري في ظروف غير مواتية.
أوصت الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد بالمملكة المتحدة عام 2008، في بيان لها، بعدم اتباع هذه الممارسة لنقص الأبحاث المتعلقة بالسلامة.
وأشار الدكتور باتريك أوبراين، المتحدث باسم الكلية الملكية إلى خطر إصابة المولود بالعدوى نظرا لأن أنسجة المشيمة تحتوي على الدم، وبمجرد توقف الحبل السري عن النبض (بعد حوالي 5 دقائق من الولادة) تتوقف الدورة الدموية بها، وتصبح مجرد نسيج ميت تستعمره البكتيريا ومعرض للتلوث بمسببات الأمراض التي من شأنها أن تضر بالرضيع وتصبح مصدرا للعدوى.
وحذرت الجمعية الأميركية لطب الأطفال في إحدى دراسات الحالة عام 2021 من احتمال التهاب السرة وتجرثم الدم مع عدم قطع الحبل السري، كما ربطت دراسة نشرتها دورية طب الأطفال وحديثي الولادة في تايوان عام 2017 بين ولادة اللوتس والتهاب الكبد الوليدي لعدم قدرة كبد الطفل على التعامل مع كمية الدم المنتقلة من المشيمة.
يُضاف إلى ذلك، احتمال ظهور رائحة كريهة بسبب تحلل المشيمة والحبل السري، وفي هذا الصدد، وبحسب موقع "سكبتيكال"، علقت طبيبة النساء والتوليد، جينيفر جونتر، أن ولادة اللوتس ليس لها أي فوائد طبية مثبتة حتى الآن، ولم يتم رصدها في أي من الثقافات، وأضافت، أنها تعادل وضع قطعة لحم نيئة بجوار مولودك الجديد لمدة أيام متواصلة.
ولادة اللوتس مقابل تأخر قطع الحبل السريلا ينبغي الخلط بين ولادة اللوتس وتأخر قطع الحبل السري الذي أثبتت الأبحاث العلمية فوائده، إذ توصي المنظمات الطبية الكبرى بتأخير قطع الحبل السري، ومنها الكلية الأميركية لأطباء التوليد وأمراض النساء التي توصي بالانتظار لمدة 30 إلى 60 ثانية على الأقل قبل ربط الحبل السري وفصله عن المشيمة، في حين توصي منظمة الصحة العالمية بالانتظار من دقيقة إلى 3 دقائق.
وتشمل الفوائد الصحية لتأخير قطع الحبل السري: ارتفاع مستويات الهيماتوكريت (النسبة المئوية لحجم خلايا الدم الحمراء من إجمالي حجم الدم)، إذ يسمح التأخير بانتقال 80 إلى 100 مليلتر من الدم المتدفق من المشيمة إلى الدورة الدموية للرضيع. تحسين مخزون الحديد في الأشهر الأولى من عمر الطفل، والوقاية من فقر الدم الذي يعوق الأداء العقلي (يعاني ما يزيد على 40% من الأطفال دون الخامسة على مستوى العالم من فقر الدم). انخفاض معدلات الإصابة بالتهابات الأمعاء والقولون الناخر ونزيف الدماغ عند الأطفال الخدج بنسبة 50% تقريبا، وكذلك إنعاش الرضع المعرضين لخطر الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات هذه الممارسة
إقرأ أيضاً:
المغرب.. الكشف عن مكان الأسلحة السري لخلية "داعش"
مكن البحث الميداني الذي قام به الأمن المغربي على خلفية تفكيك خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش" بمنطقة الساحل من رصد معلومات بشأن وجود منطقة جبلية، يشتبه في تسخيرها كقاعدة خلفية للدعم اللوجيستيكي بالأسلحة والذخيرة الموجهة لأعضاء الخلية من أجل تنفيذ مخططاتها الإرهابية.
وذكر بلاغ المديرية الأمن المغربي، أن "الخبرة التقنية وعملية تحديد المواقع عبر الأقمار الاصطناعية المنجزة باستخدام الإحداثيات والمعطيات الجغرافية المحجوزة في إطار البحث أسفرتا عن تحديد المنطقة المشكوك فيها بإقليم الرشيدية".
أوضح البلاغ أن "المعاينات الميدانية وعمليات المسح الجغرافي بينت أن المنطقة المشكوك فيها توجد عند سفح مرتفع صخري، موسوم بوعورة المسالك غير المعبدة، وهو ما استدعى تسخير معدات لوجيستيكية لتيسير الولوج إلى مكان التدخل بغرض القيام بإجراءات التفتيش الضرورية والأبحاث التمهيدية اللازمة".
وتابع: أنه "إعمالا لبروتوكول الأمن والسلامة الخاص بالتهديدات الإرهابية، خصوصا في الأماكن التي يشتبه في احتوائها على أسلحة ومواد متفجرة، فقد استعان المكتب المركزي للأبحاث القضائية بدوريات للكلاب المدربة للشرطة، المتخصصة في الكشف عن المتفجرات".
كما تمت الاستعانة بآليات للكشف عن المعادن، وجهاز لرصد وتحديد طبيعة المواد المشبوهة، وروبوتات تقنية لرصد الأجسام الناسفة، فضلا عن جهاز للمسح بالأشعة السينية.
حجز أسلحة وذخيرة
وقد مكنت عمليات التفتيش والتمشيط، التي استغرقت أكثر من 3 ساعات، من العثور على شحنة من الأسلحة والذخيرة النارية مدفونة في مكان أسفل المرتفع الصخري، كانت ملفوفة في أكياس بلاستيكية وجرائد ورقية منشورة بدولة مالي، من بينها أسبوعيات ورقية صادرة بتاريخ 27 يناير 2025.
وقد تم حجز في إطار هذه العملية، سلاحي كلاشينكوف مع خزانين للذخيرة، وبندقيتين ناريتين، و10 مسدسات نارية فردية من مختلف الأنواع، وكمية كبيرة من الخراطيش والطلقات النارية من عيارات مختلفة.
وقد تم وضع مختلف الأسلحة والذخيرة المحجوزة في أختام للحجز، وجردها بشكل مفصل، من أجل إحالتها على المختبر الوطني للشرطة العلمية بغرض إخضاعها للخبرات الباليستيكية والتقنية اللازمة.
"إحداثيات وفريق منسقين"
وأوضح بلاغ مديريرة الأمن، أن التحريات المنجزة تشير إلى أن الأسلحة والمعدات المحجوزة تم توفيرها وإرسالها من طرف قيادي تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل، المسؤول عن العلاقات الخارجية، وذلك عبر مسالك وقنوات تهريب غير شرعية.
وبعد تأمين تهريب الأسلحة والذخيرة وضمان إخفائها بهذه القاعدة الخلفية للدعم اللوجيستيكي، قام قيادي تنظيم "داعش" بإرسال إحداثيات المكان لفريق "المنسقين" ضمن الخلية الإرهابية التي تم تفكيكها الأربعاء، وذلك من أجل الانتقال لاستلامها والشروع في استخدامها في تنفيذ المشاريع الإرهابية.