قال ياسر بن راشد الدوسري ،  إمام وخطيب المسجد الحرام ، إنه قد تضافرتْ نصوصُ الوحيين واستفاضتْ في بيانِ فضلِ الذكرِ، وما يترتبُ عليهِ مِنْ عظيمِ الثوابِ والأجرِ، وما أعِدَّ لأهلِهِ مِنَ العواقبِ الحميدةِ، والدرجاتِ الرفيعةِ، في الدنيا وفي الآخرةِ.

ماذا يحدث عند ذكر الله

واستشهد " الدوسري" خلال خطبة الجمعة الثالثة من شوال اليوم من المسجد الحرام بمكة المكرمة ، بما قالَ الله تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا}، مشيرًا إلى أنّ ذِكرَ اللهِ تعالى هو أزكى الأَعمَالِ، وخيرُ الخصالِ، وأحبُّها إلى اللهِ ذي الجلالِ.

وأوضح أنّ ذِكرَ اللهِ تعالى يُرضِي الرّحمَنَ، وَيَزِيدُ الإِيمَانَ، ويَطرُدُ الشَّيطَانَ، وَيجتثُّ الهمومَ والأحزانَ، وَيَملَأُ النفسَ بِالسُّرُورِ وَالرّضوَانِ، فَيَحيَى القَلبُ مِنْ مَوَاتِهِ، ويحولُ بينَ الإنسانِ وبينِ فواتِهِ، وَيُفِيقُ مِنْ سُبَاتِهِ، فيكونُ سَبَباً لِنَشَاطِ البدن وَقُوَّتِهِ، وَنضارة الوَجهِ وَهَيبَتِهِ.

ونبه إلى أن الذكرُ يُوصلُ الذاكرَ إلى المذكورِ، حتى يصبحَ الذاكرُ مذكورًا، قالَ جلَّ ذكرُهُ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونَ}  الآية 152 من سورة البقرة، ولو لم يكنْ في فضلِ الذكرِ إلا هذهِ وحدهَا لكفَى بهِ فضلاً وشرفاً، وإنَّ ذكرَ اللهِ أكبرُ مِنْ كلِّ شيءٍ، وقدْ أمرَ ربُّنا جلَّ وعلا بالإكثارِ منْ ذكرِهِ، ولقدْ توعَّدَ اللهُ بالخسـرانِ مَنْ غَفلَ عنْ ذكرِهِ.

وأشار إلى أن  العباداتِ لم تُشـرعْ إلا لإقامةِ ذكرِ اللهِ تعالى، قالَ جلَّ وعلا: {وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي}، وقالَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: «إِنَّمَا جُعِلَ رَمْيُ الجِمَارِ، وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ»، وجعلَ اللهُ الذكرَ خاتمةً للأعمالِ الصالحةِ، فخَتَمَ بِهِ الصلاةَ عامةً في قولِهِ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُوا اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ}.

شرعت لإقامة ذكر الله

وتابع:  وخَتَمَ بِهِ صلاةَ الجمعةِ خاصةً في قولِهِ: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاَةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللهِ وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وخَتَمَ بِهِ الصيامَ في قولِهِ: {ولِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}، وخَتَمَ بِهِ الحجَّ في قولِهِ: {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكَمْ فَاذْكُرُوا اللهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكَمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً}.

وأفاد بأن للذكرِ فوائدُ كثيرةٌ عظيمةٌ، ومنافعُ جليلةٌ جسيمةٌ، يعجزُ العقلُ عنْ إدراكِ نعمائِهَا، وينقطعُ النظرُ دونَ أفقِ سمائِهَا، ويضيقُ المقامُ عنْ إحصائِهَا، والإحاطةِ بهَا أو استقصائِهَا، فالذكرٌ جالبٌ للنِّعمِ المفقودةِ، وحافظٌ للنِّعمِ الموجودةِ، منوهًا بأن منْ منافعِ الذكرِ وفوائدِه: أنَّهُ يُورثُ القلبَ حياةً، فهو لهُ كالقُوتِ، ومَنْ هجرَهُ فهو المخذولُ الممقوتُ.

وأضاف أنه إذا فقدَهُ العبدُ صارَ بمنـزلةِ الجسمِ الهامِدِ، أو الرمادِ الخامدِ، وصارَ بناؤُهُ كالخرابِ، وإقبالُهُ على مَرامِهِ كالسـرابِ، ومنها: أنَّهُ يُورثُ الذاكرَ الاقترابَ، وبدونِهِ يَشعرُ بالوحشةِ والاغترابِ، فعلى قدرِ ذكرِهِ للهِ عزَّ وجلَّ يكونُ قُربُ العبدِ منهُ، كما أنَّ الذكرَ يُورثُ العبدَ المراقبةَ للهِ حتى يبلغَ بذلكَ درجةَ الإحسانِ، فيعبدَ اللهَ كأنَّه يراهُ.

وبين أن منها: أنَّ الذكرَ طمأنينةٌ للقلوبِ، وصلةٌ وثيقةٌ بعلَّامِ الغيوبِ،، ومنها: أنَّهُ سببٌ لتنزّلِ السكينةِ، وغِشيانِ الرحمةِ، وحضورِ الملائكةِ، فمجالسُ الذكرِ مجالسُ الملائكةِ الكرامِ، وميادينُ بلوغِ المرامِ، ومنها: أنَّ اللهَ يُباهي بالذاكرينَ ملائكتَهُ، ومنها: أنَّهُ سببٌ لاشتغالِ اللسانِ عنِ الغيبةِ والنميمةِ، والفحشِ وسَيّءِ الكلامِ، فمَنْ عوَّدَ لسانَهُ ذكرَ اللهِ صانَ لسانَهُ عنِ اللغو والآثامِ.

واستطرد: ومنها: أنَّ الذكرَ مكفِّرٌ للذنوبِ والسيئاتِ، ومنها: أنَّ دوامَ ذكرِ اللهِ يُوجبُ السعادةَ للعبدِ في أوانِهِ ومآلِهِ، فلا يشقى في معاشهِ ولا في معادِهِ، ومنها: أنَّ ذكرَ اللهِ في الخلوةِ مع انحدارِ الدمعةِ، سببٌ ليكونَ العبدُ يومَ القيامةِ في منازلِ الرفعةِ، فيكونُ في ظلِ اللهِ يومَ القيامةِ مِنَ السبعةِ، ومَنْ دانَ نفسَهُ وعمِلَ لما بعدَ الموتِ، والعاجزُ مَنْ أتبعَ نفسَهُ هواهَا، وتمنَّى على اللهِ الأماني.
 
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد الحرام خطيب المسجد الحرام الشيخ الدوسري خطبة الجمعة من المسجد الحرام فضل الذكر ر وا الله فی قول ه

إقرأ أيضاً:

ماذا يحدث للجسم عند تغيير الساعة إلى التوقيت الشتوي؟ علامات غير متوقعة

مع دخول فصل الشتاء، تُعاد عقارب الساعة إلى الوراء في ما يُعرف بـ التوقيت الشتوي، ويظن كثيرون أن هذا التغيير البسيط لا يؤثر سوى على مواعيد العمل والنوم.

ماذا يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي؟

وقد كشفت الدراسات الحديثة، أن أجسامنا تتأثر بيولوجيًا ونفسيًا بهذا التبديل في الزمن.
فالتغيير المفاجئ في التوقيت يؤثر على الساعة الداخلية للجسم، وهي النظام الذي ينظم النوم والطاقة والمزاج، مما قد يؤدي إلى اضطرابات مؤقتة في النوم والمزاج وصحة القلب.

بنرميها في الزبالة.. فوائد مسحوق قشور المانجو وطريقة عملهماذا يحدث للجسم عند مضغ حبة من القرنفل يوميًا؟.. فوائد مذهلة وأضرار خفية

واستعرض موقع، NCBI عن أبرز ما يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي ومن أبرزها ما يلي :

ـ اختلال الساعة البيولوجية:
إعادة ضبط الوقت تُحدث اضطرابًا في الإيقاع الداخلي للجسم، مما يجعلنا نستيقظ أو نشعر بالنعاس في غير الوقت المعتاد, وقد يؤثر على المزاج والطاقة.

ـ اضطرابات النوم والتعب الصباحي:
كثير من الأشخاص يعانون من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ خلال الأيام الأولى بعد تغيير الساعة، حيث يحتاج الجسم إلى التكيف مع نمط ضوء جديد.

ماذا يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي؟

ـ زيادة طفيفة في مخاطر القلب:
بعض الدراسات ربطت تغيير التوقيت بزيادة مؤقتة في معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية بسبب اضطراب الساعة البيولوجية وتأثيرها على ضغط الدم.

ـ تأثيرات على المزاج والصحة النفسية:
قد يسبب التحول المفاجئ في الضوء والنوم اضطرابات مزاجية مؤقتة، خصوصًا لمن يعانون من الاكتئاب الموسمي، إذ يقل التعرض للضوء الطبيعي خلال النهار.

ـ انخفاض الإنتاجية والتركيز:
قلة النوم واضطراب الإيقاع اليومي يؤديان إلى ضعف التركيز وزيادة الشعور بالخمول، خاصة في الأيام الأولى من التحول الزمني.

ماذا يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي؟ كيف يمكن التغلب على آثار التوقيت الشتوي؟

وهناك بعض النصائح العلمية لتساعدك على التأقلم بطريقة صحية، وهي :

ـ التهيئة المسبقة للتغيير:
ابدأ بضبط مواعيد نومك تدريجيًا قبل أيام من التحول، بتقديم وقت النوم أو الاستيقاظ 15 دقيقة كل يوم لتسهيل التكيف.

ـ احصل على ضوء الشمس صباحًا:
التعرض لأشعة الشمس المباشرة في الصباح يُعيد ضبط الساعة البيولوجية ويمنحك طاقة إيجابية لبداية اليوم.

ـ ثبّت مواعيدك اليومية:
حافظ على انتظام وجباتك وأنشطتك ومواعيد نومك، فهذا يساعد الجسم على التكيف بسرعة مع التوقيت الجديد.

ماذا يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي؟

ـ قلّل استخدام الشاشات قبل النوم:
الضوء الأزرق المنبعث من الهواتف وأجهزة الكمبيوتر يؤخر إفراز هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، ما يزيد الأرق.

ـ مارس النشاط البدني:
الرياضة الخفيفة خلال النهار تساعد في تحسين جودة النوم وتقليل الإجهاد المرتبط بالتغيير الزمني.

ـ كن صبورًا:
قد يستغرق التأقلم مع التوقيت الشتوي من 3 إلى 5 أيام، وهي فترة مؤقتة تعود بعدها الساعة الداخلية إلى توازنها الطبيعي.

ـ انتبه إذا كنت تعاني أمراضًا مزمنة:
الأشخاص المصابون بأمراض القلب أو السكري أو اضطرابات المزاج عليهم مراقبة حالتهم جيدًا خلال الأسبوع الأول من التغيير.

ماذا يحدث للجسم عند الانتقال إلى التوقيت الشتوي؟

وتغيير الساعة إلى التوقيت الشتوي قد يبدو إجراءً بسيطًا، لكنه يؤثر على الجسم من الداخل، بدءًا من النوم وحتى الحالة النفسية.

ولتجنب التعب واضطرابات المزاج، يُنصح بالتحضير المسبق والحفاظ على روتين صحي من النوم والغذاء والنشاط البدني، إلى أن تتأقلم الساعة البيولوجية تدريجيًا.

طباعة شارك التوقيت الشتوي تغيير الساعة اضطراب النوم الساعة البيولوجية اكتئاب موسمي الإيقاع اليومي تنظيم النوم اكتئاب موسمي الإيقاع اليومي صحة القلب

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: الذكر حياة القلب.. والكلمات العشر المباركات زاد المسلم في الحياة
  • فوئد وأضرار.. ماذا يحدث للجسم عند تناول الفول في الصباح
  • ماذا يحدث للجسم عند تغيير الساعة إلى التوقيت الشتوي؟ علامات غير متوقعة
  • ماذا يحدث للجسم عند الإكثار من تناول البيض؟
  • علي جمعة: الذكر في اللغة ضد النسيان وفي الاصطلاح يشمل جميع العبادات
  • سعر الذهب.. من 4300 إلى 3800 دولار ماذا يحدث في سوق تداول الأصفر عالميا؟
  • خطيب المسجد الأقصى يحذر من تداعيات خطيرة للحفريات الإسرائيلية أسفل وحول المسجد
  • دعاء الذهاب للعمرة .. ردده بيقين يرزقك الله زيارة بيته الحرام
  • لن يغفر الله لي.. أمين الإفتاء يحذر: هذا الشعور مدخل كبير للشيطان
  • ماذا يحدث لكبار السن عند شرب القهوة؟ دراسات تكشف الفوائد والمخاطر