إتيكيت المقهى.. 11 قاعدة يتبعها محبو القهوة المهذبون
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
شهدت ستينيات وسبعينيات القرن الـ20، بزوغ عصر "القهوة المتخصصة" التي تعتمد على الجودة العالية والمذاق الأفضل، وتتميز بالنكهات والروائح الفريدة، ومن أشهرها "اللاتيه" و"الإسبريسو" و"الكابتشينو"، والتي أصبحت منتشرة عبر آلاف المقاهي الحديثة المزودة بالتكنولوجيا المتطورة لتحميص وتحضير وتقديم القهوة في جميع أنحاء العالم.
هذه المقاهي العصرية التي يتسم معظمها بالكفاءة والود والابتسامة الترحيبية، يستقبلك فيها صانع قهوة محترف، يُطلق عليه "باريستا"، غالبا ما يكون من الشباب الذين اجتازوا دورات تدريبية في صناعة القهوة بمهارة تضمن تقديمها لك بمذاق مميز، وابتكار طرق جديدة لجعلها أكثر جودة.
وهو ما يستحق منك مراعاة بعض "إتيكيت" أو آداب القهوة، إذا أردت الاحتفاظ بتصنيف "العميل المفضل" لدى المقهى الذي تتردد عليه، "فالعملاء المهذبون هم المُفضلون دائما لدى صانعي القهوة"، كما يقول مات وودبرن سيموندز، خبير القهوة وأحد أشهر صناعها.
فقد عَبّرت صانعة قهوة تُسمي نفسها كاثرين لصحيفة "هافينغتون بوست" عن اندهاشها ممن "يطلب صنفا تَعوّد أن يشربه في أحد المقاهي، ويفترض أنه لا بد أن يكون مُتاحا في مقهى آخر".
مُضيفة أنه "لو نظر إلى لافتة المقهى أو تفحص قائمة الأصناف، لأدرك أنه في مكان مختلف، ولم يُعطل مقدمي الخدمة ولا الزبائن المصطفين خلفه، لشرح مكونات شيء غير موجود أصلا".
أنت تقف أمام إنسانتقول كاثرين بنبرة لا تخلو من غيظ "عندما تدخل المقهى لتطلب قهوتك، فسوف تجد نفسك أمام إنسان له عينان خُلقتا للتواصل البصري". وبالتالي فإن تحدثك في الهاتف بصوت عال، "سوف يقف حائلا بينه وبين التفاعل معك لمدة 30 ثانية، لأخذ طلبك ومعرفة رغباتك" بخلاف تضرر الأشخاص الموجودين في الطابور خلفك.
حَدّد تفضيلاتكتنبه كاثرين إلى الأشخاص الذين يصلون إلى مقدمة الصف، ويرتبكون بشأن الأسئلة الأساسية حول تفضيلاتهم "مثل أنواع الحليب، وحجم المشروب، ودرجة الحرارة، وطريقة الدفع".
وتتساءل قائلة "إذا كانت وظيفتي هي التأكد من حصولك على ما تريده بالضبط، فكيف سأرضيك إذا كنت لا تعرف تفضيلاتك الخاصة؟ وماذا يمكنني قوله لهذا الطابور الذي يستشيط غضبا خلفك؟".
لهذا، يقول سيموندز إن "الوقت المناسب لطرح الأسئلة أو التحديق في القائمة والتفكير فيها، ليس في مقدمة طابور انتظار ضخم خلال أوقات الذروة".
من أغرب ما يستوقف كاثرين أن يطلب شخص قهوة لاتيه فانيليا مثلجة، على سبيل المثال، ولكن لسبب ما -كتغيير الصانع أو الخطأ في تحديد مكان الطالب- يُوضع أمامه كوبا من الكابتشينو الساخن، "دون أن يكلف نفسه بالسؤال على وجه السرعة، إن كان هذا يخصه أم لا؟".
وهو ما يعلق عليه تانر إس، صانع القهوة في كاليفورنيا، قائلا "هناك عملاء قد يتناولون مشروبا غير الذي طلبوه ودفعوا ثمنه، لمجرد أنهم يريدون أن يكونوا هادئين".
وتضيف كاثرين أن "الأغرب من هذا، أن يطلب بعض الناس مشروبا، ويدفعون ثمنه ثم يختفون، دون أن نعرف أين ذهبوا"، ونظل نصرخ لبضع دقائق بأن المشروب أصبح جاهزا، حتى يظهر الشخص الغائب، ويأخذ رشفة واحدة، "ثم يشكو أن قهوته أصبحت باردة، ولا يمكنه الاستمتاع بها، وبالتالي علينا أن نحضر له مشروبا جديدا".
لا تكن أنانياتقول صانعة القهوة، بيكي بيتش، لموقع "بيزنس إنسايدر" إن تقديم القهوة لمن لا يتسامحون مع أي اختلاف عن تفضيلاتهم الخاصة المحددة للغاية "هو أمر فظيع، بل كابوس"، لذلك عادة ما يكونون الزبائن الأقل تفضيلا لدى صانعي القهوة.
ويوضح سيموندز أن "المبالغة في تحديد مواصفات لا نهاية لها، وطلب أكثر من 5 تفضيلات، قد يؤدي إلى إبطاء وقت إعداد طلبك، وكلما كان طلبك أكثر تعقيدا، استغرق تنفيذه وقتا أطول".
أيضا، "لا تبالغ في الجلوس لأكثر من ساعة، فكلما زاد الوقت الذي تشغل فيه الطاولة، زاد عدد من سيُحرمون من أخذ فرصتهم"، كما تقول خبيرة السلوك، أدينا ماهالي.
وعندما تجلس بمفردك، لا تحتل طاولة كبيرة، وتوصل أجهزتك بمنافذ الشحن، وتُحدث ضوضاء بأصوات تنبيهات الهاتف والإنترنت، "فهذا ليس سلوكا أنانيا فحسب، بل هو ضار للآخرين"، على حد قول ماهالي.
إبداء الثقة أفضليقول سيموندز "إذا كنت ممن يتجنبون الكافيين، فمن الأفضل التخلي عن الاعتقاد أن صانع القهوة يكره شاربي القهوة منزوعة الكافيين، وتوقف عن سؤاله عما إذا كان متأكدا من أن قهوتك منزوعة الكافيين".
مؤكدا أن هذا السؤال "يمثل إزعاجا لجميع صناع القهوة المحترفين"، لأن إشعارهم بعدم الثقة من جانبك، "هو أمر محرج للغاية".
فاستخدام حبوب منزوعة الكافيين لصنع قهوتك ليس صعبا بالنسبة لهم، كما أنهم لن يحاولوا أن يعطوك جرعة من الكافيين، "لمجرد أنك تطلب شيئا تفترض أنهم لا يفضلونه".
لا تطلق النكاتدين كيه، صانع القهوة في أتلانتا، يلفت النظر إلى من يدخل المقهى في ساعة الذروة، ويبادر بإلقاء النكات المكررة لتهدئة الحالة المزاجية لمقدم الخدمة، دون إدراك أنه قد يكون في حالة من الانشغال والتعب، "تجعله يشعر بأنه أقل رغبة في الضحك".
لا مجال لإلقاء المحاضراتينصح سيموندز، "عشاق القهوة" الذين يحاولون إظهار ثقافتهم وخبرتهم الفائقة فيها، أمام الصانع المتخصص الذي يقوم على خدمتهم، "ألا يتوقعوا أن يتم الترحيب بهم بحرارة من صناع القهوة، لأنهم لا يشعرون بالسعادة لتلقي محاضرة في مجال خبرتهم، أثناء وجودهم في العمل".
بحسب أوبراين، فإن إحدى الطرق للحصول على جائزة "العميل المزعج" هي تغيير طلبك بعد تقديمه، مما يؤدي إلى إضاعة وقت ثمين، خاصة في ساعات الصباح المزدحمة.
الإكرامية أساسيةالإكرامية ليست مجرد لفتة لطيفة أو مكافأة على خدمة استثنائية، "لكنها قد تشكل الجزء الأكبر من دخل صانع القهوة"، بحسب أوبراين، التي تقترح ترك حوالي 20% من قيمة الفاتورة.
لا تتخلص من بقايا القهوة السائلة في سلة المهملاتتقول صانعة القهوة، أونا أوبراين "ليس هناك ما هو أسوأ من رمي بقايا القهوة السائلة في سلة المهملات، وما يسببه من مشاكل في التنظيف للعاملين بالمكان في نهاية يوم عمل شاق، في الوقت الذي يمكنك فيه تسليمه لمقدم الخدمة ليفرغه لك".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صور تظهر طائرات مسيرة للدعم السريع في قاعدة بدارفور
أظهرت صور التقطتها شركة ماكسار تشييد ثلاث حظائر للطائرات على مدى خمسة أسابيع بين يناير وفبراير.
التغيير: وكالات- رويترز
أظهرت صور أقمار صناعية وجود ثلاث طائرات مسيرة على الأقل وتشييد حظائر للطائرات في مطار بجنوب دارفور تسيطر عليه قوات الدعم السريع السودانية، في دليل على استمرار تدفق أسلحة متقدمة تساهم في تأجيج الحرب الطاحنة بالبلاد.
وتعد مدينة نيالا من معاقل قوات الدعم السريع وتستخدمها لشن هجمات على مدينة الفاشر بمنطقة دارفور التي يسيطر الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه على معظم مساحتها. واستهدفت قوات الدعم السريع أيضا مخيم زمزم للنازحين القريب والذي يواجه مجاعة.
وتستخدم قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش السوداني الطائرات المسيرة خلال قتالهما، بدعم خارجي، في إطار صراع على السلطة اندلع في أبريل نيسان 2023.
وأدت الحرب إلى مقتل عشرات الآلاف وتسببت في انتشار المرض والجوع الحاد.
وأظهرت صور التقطتها شركة ماكسار تشييد ثلاث حظائر للطائرات على مدى خمسة أسابيع بين يناير وفبراير.
ووفقا لصور ماكسار التي حللتها رويترز ظهرت طائرة مسيرة واحدة على الأقل لأول مرة في المطار في التاسع من ديسمبر 2024.
أفاد باحثون من جامعة ييل بوجود طائرات مسيرة في المطار في يناير.
وخلص تحليل أجرته شركة الاستخبارات الدفاعية جينز إلى أن الطائرات المسيرة الظاهرة في الصور صينية الصنع من طراز (سي.إتش-95) ذات القدرة على المراقبة بعيدة المدى وتوجيه الضربات على مسافة تصل إلى 200 كيلومتر.
ولم تتمكن رويترز من التأكد من طراز الطائرات المسيرة بشكل مستقل أو كيفية وصولها إلى نيالا. ولم ترد السلطات الصينية وشركة الصين للعلوم والتقنيات الجوفضائية، التي تنتج طائرات (سي.إتش-95)، على طلبات للتعليق بعد.
واتهم الجيش في وقت سابق قوات الدعم السريع باستخدام مطار نيالا لاستقبال أسلحة من الإمارات التي يقول إنها تزودها بطائرات مسيرة منذ بدء الحرب.
وردا على طلب للتعليق قالت وزارة الخارجية الإماراتية إن الإمارات “أوضحت بالفعل وبشكل قاطع أنها لا تقدم أي دعم أو إمدادات لأي من الطرفين المتحاربين في السودان”، وإنها تركز على الإغاثة الإنسانية.
وقال متحدث باسم قوات الدعم السريع إن الاتهامات بتلقي الدعم من الإمارات لا أساس لها من الصحة.
وأضاف “الدعم السريع لا يمتلك طائرات مسيرة حديثة من يمتلك ذلك هو الجيش”
غارات جوية في نيالاأظهرت تقارير لرويترز العام الماضي أن طائرات قادمة من الإمارات تصل إلى مطار بالقرب من الحدود السودانية مع تشاد لتزويد قوات الدعم السريع بالسلاح على الأرجح.
ويقول ناشطون وسكان من مدينة الفاشر إن طائرات مسيرة انطلقت من نيالا قصفت أهدافا مدنية في المدينة تضمنت آخر مستشفى كبير متبق في المدينة.
وقال ناشطون محليون وعمال إغاثة إنسانية إن الجيش السوداني دأب في المقابل على استهداف نيالا ومطارها، بما شمل ضربات جوية قتلت مدنيين.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن 32 شخصا قتلوا في ضربات وقعت في الثالث من فبراير شباط.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أدلة على وقوع خمس ضربات جديدة على الأقل لقصف من الجيش فيما يبدو بالقرب من حظائر طائرات مسيرة في نيالا في الفترة من 14 يناير كانون الثاني إلى 18 فبراير شباط.
وقال مصدر في قوات الدعم السريع ومحلل أمني غربي إن إسقاط طائرة تابعة للجيش مساء الأحد أظهر قدرات جديدة لقوات الدعم السريع في الدفاع الجوي في نيالا. وذكر مصدر محلي يعمل في المساعدات الإنسانية أن الطائرة قصفت المطار مرتين قبل إسقاطها بنيران مضادة للطائرات.
وقال ثلاثة خبراء في مجال الطيران إن الطائرة التي جرى إسقاطها كانت على الأرجح طائرة شحن من طراز إليوشن 76 تماثل تلك التي أُسقطت في شمال دارفور في أكتوبر تشرين الأول استنادا إلى لقطات تظهر قطع المحرك ومعدات الهبوط.
وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على الإنترنت وتحققت رويترز منها حشودا تتجمع بجوار حطام الطائرة المحترق. وحددت رويترز الموقع على بعد كيلومتر واحد تقريبا من حي المستقبل في شمال نيالا.
ولم يرد الجيش السوداني على طلبات للتعليق على الأدلة على وجود طائرات مسيرة في نيالا أو قصف المنطقة.
وستكون دارفور هي المنطقة الأكثر أهمية بالنسبة للحكومة التي تشكلها قوات الدعم السريع مع السياسيين المتحالفين معها في ظل تعمق الانقسامات الجغرافية الناجمة عن الحرب.
ولم ينجح حظر أسلحة فرضته الأمم المتحدة على دارفور منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في منع تدفق مستمر للأسلحة الأجنبية إلى البلاد.
الوسومالأمم المتحدة الإمارات الجيش السوداني الدعم السريع السودان دارفور رويترز طائرات مسيرة نيالا