تعرض الكاتب والمفكر الدكتور مصطفى الفقي لمحاولة تجنيد من جانب إسرائيل، في فترة من الفترات، وبالتحديد فترة عمله في السفارة المصرية بالمملكة المتحدة، وهو ما كشفه الفقي في كتابه "ذكريات د. مصطفى الفقي" الصادر عن دار سما للنشر والتوزيع من تحرير الكاتب السيد الحراني.

 

أول محاولات تجنيد إسرائيل لمصطفى الفقي 

ويقول الفقي عن محاولة تجنيده من قبل الكيان الصهيوني أو بالتحديد من قبل بعض الإسرائيليين: " ما أكثر الشخصيات المهمة التي شاهدتها في هذا المكان الذي كان يعتبر ملتقى للمصريين والعرب يقصد به السفارة المصرية في أمريكا، حيث كان مقرا للسفارة السورية قبل الوحدة، وعندما جرت مقايضة المباني بعد الانفصال أصبح ذلك هو مقر القنصلية المصرية العامة في لندن»، ومن النوادر التي لا أنساها أيضًا أن الخارجية المصرية أرسلت إلينا تلفت النظر إلى دخول أعداد من اليهود الذين يعيشون في «إسرائيل» بجوازات سفر أوروبية وأمريكية، وطلب الأمن مراعاة ذلك عند منح تأشيرات الدخول لهم، فقمت في عفوية ومع قلة خبرة ابن السابعة والعشرين بإعداد استمارات جديدة لطلب التأشيرة المصرية وأضفت إليها - خانة للسؤال عن الديانة، ولسوء حظي أن القنصل العام والقنصل لم يكونا موجودين فكنت أنا رئيس البعثة بالإنابة وأمرت بوضع الاستمارات الجديدة لطالبي التأشيرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى وجدت السفير المصري يستدعيني على عجل قائلا: « الخارجية البريطانية احتجت رسميًا على وجود سؤال غير مألوف عن الديانة باعتبارها مسألة شخصية لا يجوز السؤال عنها فذلك ضد الأعراف البريطانية»، وطلب مسئول الخارجية سحب تلك الاستمارات على الفور وفعلت ذلك، وتعلمت منذ ذلك الحين كيف تلمس معرفة ديانة شخص عند اللزوم دون سؤال مباشر لأن فيه معنى الإقصاء أحيانًا والاستبعاد أحيانا أخرى".

وتابع: "لم أنس ما حييت أنني كنت أتصفح صحيفة بريطانية، خاصة باليهود الإنجليز، فوجدت في الصفحة الأولى اسمي تحت عنوان «القنصل المصري» يمهد لاتصالات بين اتحاد الطلاب الإسرائيلي واتحاد الطلاب العرب في العاصمة البريطانية وذكروني بالاسم في الخبر، فشعرت بحالة من الذعر لأن مثل تلك الأخبار لو صحت كان يمكن أن تودي بمستقبل كله، وقد تتبع أمن السفارة الخبر ليعرف أن شخصًا قد جاء إلى القنصلية- يبدو إنجليزيا عاديًا- وقابلني على عجل وطلب مني عنوان الملحق الثقافي فأعطيته له بحسن نية متصورًا أنه يريد الحصول على بعض الوثائق أو زيارة المكتبة، فإذا به يقوم بعملية فبركة لذلك الخبر في وقت كانت فيه إسرائيل تلهث من أجل التطبيع على أي مستوى، ولولا أن الأجهزة المصرية كانت تعرف توجهاتي الحقيقية وموقفي الثابت من إسرائيل لكان رد الفعل مختلفا".

 

محاولة تجنيد إسرائيل لمصطفى الفقي في الطائرة 

وأكمل: "أتذكر موقفا مشابها عندما كنت حامل حقيبة دبلوماسية في شرق أفريقيا عام 1970، وبينما أنا في الطائرة من دار السلام إلى بيروبي جاءتني المضيفة قائلة: ابن عمك على ذات الطائرة يرسل لك هذه التفاحة ومعها كارت باسمه ووظيفته كمستشار للسفارة الإسرائيلية في دار السلام، وكدت أقفز من الطائرة رعبا، فلقد كانت لدينا مخاوف ومحاذير في ذلك الوقت تصور لنا أن الإسرائيلي رجل بأربع عيون وست آذان، وأن مجرد النظر إليه جريمة قومية".

 

محاولة تجنيد إسرائيل لمصطفى الفقي في لندن

وكشف الفقي عن محاولة ثالثة بدأت بتهشيم زجاج سيارته قائلا: " إذا صدقت رؤيتي، فإن سيارة قد اصدمت بسيارتي أما ملعب الكريكيت، المواجه لباب البناية التي نسكنها، لكن لن أستطيع النزول للتحقق من الأمر في هذا الجو العاصف والصباح رباح كما يقولون، وعندما ذهبت لأستقل سيارتي، في صباح اليوم التالي، وجدت فانوس الإضاءة الأيسر الأمامي مهشما، مع بعض خبطات ورضوض الجسم السيارة الباسات - وكانت موديلاً جديدًا في ذلك الوقت - ووجدت بطاقة ملفوفة في ورقة بلاستيكية، وقد وضعت تحت إحدى مساحتي الزجاج الأمامي للسيارة، يقول صاحبها - وتوقيعه هو مستر ميللر - أنه قد اصطدم نتيجة خطأ منه وانحراف مفاجئ بسبب الأعاصير والأمطار بسيارتي، وهو يعتذر عن ذلك بشدة، ويطلب الاتصال به في الرقم الموجود في البطاقة حتى يدفع تكاليف إصلاح تلفيات السيارة.

ذهبت بالفعل إلى سفارتنا في لندن حيث عملي، وأجريت اتصالاً بصاحب الرقم، فقال لي إنه على استعداد لكل شيء مطلوب، وإنه يقترح أن يأتي إلي في مكتبي لتناول القهوة، ودفع المبلغ المطلوب لإصلاح السيارة، التي أصابها هو بتلفيات في الليلة الماضية.. وبالفعل جاء إلى مكتبي فوجدته إنجليزيا ذا لحية، يعتذر بشدة عما حدث، وسألني عن التلفيات فقدرناها معًا بأربعمائة جنيه إسترليني - وقد كان ذلك مبلغا كبيرًا يتجاوز مرتب شهر كامل لي - فأخذت منه شيئًا بالمبلغ، وانصرف شاكرًا طالبًا أن نكون أصدقاء.. خالجني الشك في أن يكون «مثليا» يتطلع إلى علاقة مع شاب شرق أوسطي ولكنني حاولت طرد ذلك الخاطر من ذهني؛ لأن وضعي ووظيفتي لا يشجعان على التفكير في شيء من ذلك، وظل يتردد علي مرتين أو ثلاثا، ويعرض علي دعوة إلى الغذاء.. وفي كل مرة كنت أعتذر برقة، ولكنني أتساءل فيما بيني وبين نفسي عن دافع لك الشاب البريطاني، من هذه المعاملة المتعمدة وغير المفهومة أو المبررة استشرت زميلي الكبير الوزير مفوض، «جمال سعيد» ضابط اتصال المخابرات العامة بالسفارة، وشرحت له ما جرى؛ فاقترح علي أن يكون اللقاء القادم ثلاثيا يحضره هو معنا، وبالفعل حددت للصديق البريطاني الجديد موعدًا في أحد المطاعم القريبة من السفارة؛ حيث فوجئ بوجود زميلي الوزير المفوض، ممثل المخابرات المصرية معي، وكنت في ذلك الوقت مجرد سكرتير ثان بالسفارة ذاتها، وجلسنا نتحدث على الطعام قرابة ساعتين، والوزير المفوض جمال سعيد يسأله في موضوعات مختلفة ويفتح حوارًا طويلا، بعد نهاية الغداء والعودة للسفارة، انتحى بي زميلي الكبير، وقال لي: إن هذه محاولة تجنيد واضحة، لأن الشاب البريطاني يعمل لجهة أجنبية".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مصطفى الفقي إسرائيل الكيان الصهيونى خطة التجنيد جاسوس تجنید إسرائیل

إقرأ أيضاً:

محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية

قال المستشار محمد السيد فراج، مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، إن تغير الموقف الأمريكي بخصوص عدم مطالبة سكان غزة بالرحيل يمثل انتصارًا كبيرًا للموقف المصري، إذ لطالما تمسكت مصر برفض أي محاولات لفرض واقع جديد على المنطقة يتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الشعوب.

وأوضح فراج، في تصريحات صحفية، أنه منذ اندلاع الأزمة، أكدت مصر بشكل واضح وحاسم رفضها لأي حلول تقوم على التهجير القسري، سواء في فلسطين لأبناء غزة أو في أي منطقة أخرى في الشرق الأوسط، حيث يعتبر هذا الموقف انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وأشار إلى أن الحلول العادلة يجب أن تستند إلى احترام حقوق الشعوب، والحفاظ على وحدة الأراضي، ودعم الحلول الدبلوماسية التي تجنب المنطقة المزيد من التصعيد والتوترات، منوها بأن مصر لعبت دورًا محوريًا في كبح محاولات التهجير القسري للسكان في غزة. 

تغير الموقف الأمريكي بشأن تهجير الفلسطينيين

أكد المستشار محمد فراج، أن أي محاولات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم لن تجد أي دعم إقليمي أو دولي، بل ستقابل برد حاسم من القاهرة، حيث تعتبر القضية الفلسطينية جزءًا من الأمن القومي المصري، وليس مجرد ملف دبلوماسي.

وشدد على أن تغير الموقف الأمريكي يعد انتصارًا للدبلوماسية المصرية والعربية، ويعكس قدرة مصر على التأثير في القرارات الدولية، مما يعزز من دورها كقوة إقليمية مؤثرة في قضايا الشرق الأوسط.

مصر والقضية الفلسطينية 

أوضح مستشار التنمية والتخطيط بالأمم المتحدة، أن السياسة المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية تتميز بالقوة والثبات، حيث تستند إلى مبادئ راسخة تؤكد حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة، مؤكدا أن مصر كانت دائمًا في طليعة الدول الساعية لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التركيز على حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الدولة المصرية ستواصل جهودها الدبلوماسية لدعم الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، كما أكد على أهمية حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967.

واختتم بالتأكيد أن هذا الموقف يؤكد مرة أخرى أهمية تحقيق السلام في المنطقة، ويحتاج إلى حل عادل للقضية الفلسطينية، والالتزام بدعوة الرئيس السيسي لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه في القمة العربية.

جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أنه "لا أحد سيُجبر على مغادرة غزة"، وهو ما يبدو متناقضا مع مواقفه السابقة التي ألمح فيها إلى إمكانية تهجير سكان القطاع كجزء من تسوية سياسية.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج: تغير الموقف الأمريكي بشأن التهجير انتصار للدبلوماسية المصرية والعربية
  • مسلسل حكيم باشا الحلقة 15.. كيف سيواجه مصطفى شعبان محاولات الغدر؟
  • الإطاحة بمتهم قام بالتحريض على التجمهر أمام السفارة السورية ببغداد
  • الجيش اليمني يحبط محاولات هجومية للحوثيين في جبهات مأرب
  • الداخلية حسمت القصة.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل هامة عن خناقة الفردوس
  • مصطفى بكري: سننتصر على كل محاولات النيل من مصر.. والرئيس السيسي يعمل بلا كلل
  • مصطفى بكري: الاستقرار في مصر أهم مقومات الدولة وسط حزام النار بالمنطقة
  • مصطفى بكري: مصر لديها قيادة وطنية.. ولن تتخلى عن حقوق الشعب الفلسطيني
  • مصطفى بكري: ذكرى العاشر من رمضان تجسد معجزة انتصار أكتوبر
  • الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تشارك بإفطار السفارة المصرية بروما