تقدَّم الدكتور شوقي علام -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- بخالص التهاني القلبية وأصدقها إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة بَدْء فترة رئاسية جديدة، وبَدْء مرحلة جديدة من العمل والبناء والتنمية والاستقرار والعبور بمصرنا الغالية إلى بر الأمان متمنيًا له ولكل الشعب المصري التوفيق والسداد.

جاء ذلك في مستهلِّ أُولى حلقات برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق على فضائية صدى البلد والتي تناولت ذكرى "تحرير سيناء" الحبيبة، وقد تقدم أيضًا بخالص التهاني القلبية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وللقوات المسلحة المصرية قادةً وضباطًا وجنودًا، وجموع الشعب المصري، بمناسبة ذكرى "تحرير سيناء" الحبيبة حيث إن تحرير سيناء الغالية ما كان ليتمَّ إلا ببذل كل غالٍ ونفيس من أجل تحرير هذا الوطن، فقد بُذِلَت من أجل تحقيق ذلك الأرواح الغالية، حتى استطعنا أن نسترد كل شبر محتَلٍّ من أرض الوطن العزيز.

وقال المفتي إن الرئيس عبد الفتاح السيسي إنسان عنده نبل شديد وقدرة على العطاء وعزيمة غير مسبوقة لم نجدها في أي إنسان، فهو لا يدخر أي جهد في رفعة الوطن، وهذا نابع من وطنيته الصادقة وأصله الرفيع.

وطالب مفتي الجمهورية بالدعاء للرئيس ولكل مسؤول بالتوفيق والسداد مشيرًا إلى أنَّ فقه الدعاء لولي الأمر بالتوفيق والسداد يقع في رتبة أعلى من رتبة الدعاء للنفس، حيث إنَّ الله سبحانه وتعالى حثَّ الإنسان على أن يدعوه بأي شيء يحلو له، سواء في أي زمن أو مكان أو حال.

وتابع: ورُوي عن الإمام مالك وعن غيره من العلماء أنهم قالوا لو كانت لي دعوة مستجابة، يعني لو علمت أن الدعوة هذه مستجابة عند الله سبحانه وتعالى، لدعوت بها لولي الأمر... لأنَّ ولي الأمر إذا ما قَوِيَ فنحن نقوى معه.

وأوضح أنَّ الدعاء لولاة الأمور مُحبَّب في كل الأوقات، مؤكدًا أهمية الدعاء للوطن وللمؤسسات حتى يعمَّ الخير على الجميع.

وعن المشككين في خيرية الجيش المصري والأحاديث التي وردت وتحدثت عن خيريته، قال المفتي: إن هؤلاء يرددون كلامًا باطلًا من الناحية العلمية والواقعية، مؤكدًا أن هذه المقولات المشككة في خيرية الجيش المصري العظيم لم تتردد إلا بعد أحداث ثورة يونيو 2013، والتي كانت تحريرًا لأرض مصر من أفكار خاطئة، بعدما وقف إلى جانب الشعب المصري؛ وانحاز لإرادة هذا الشعب العظيم في جميع التغيرات السياسية، وهذا الانحياز للحق لم يعجب البعض فأخذ يشكِّك في وطنية الجيش المصري الذي يقف بجانب الشعب على مدار التاريخ.

وبيَّن المفتي أن الأحاديث التي تشهد بأن هذا الجيش في خير وعافية إلى قيام الساعة هي شهادة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتشمل كلَّ من انتسب إلى هذا الجيش، فخيرية الجيش المصري لم تأتِ من فراغ وإنما نتيجة إرادة صادقة لرجال أوفياء، حيث إن الثابت عن علماء المسلمين أن الجند الغربي الذي أخبرت السُّنة المطهرة بأنه سالم من الفتن هو الجندي المصري، وقد تناقل ذلك جمع غفير من العلماء والحفاظ والمؤرخين، وهذا ما أيَّده الواقع على مر العصور والأزمان.

وأشار المفتي إلى أنَّ مصر محل تشريف وعناية من الله في كل وقت وحين، كما أنَّ الله عزَّ وجلَّ حفظ مصر في أصعب الظروف من الضياع. وهذه أمور تتابع على ذكرها وإثباتها أئمة المسلمين ومحدِّثوهم ومؤرخوهم عبر القرون سلفًا وخلفًا؛ انطلاقًا من الأدلة الشرعية الصحيحة والثابتة في ذلك، فضلًا عن ذِكر مصر في القرآن صراحةً أكثر من 30 مرة، بشكل صريح، ومرات عديدة تلميحًا، كما حقَّق ذلك كثير من العلماء منهم الإمام السيوطي في كتابه "حسن المحاضرة".

وردًّا على سؤال عن جنود الله، قال: إنَّ جنود الله كثيرة لا يعلمها إلا هو؛ فدعم الملائكة ومساندتهم كما أخبر الله عزَّ وجل، والتوفيق والعناية الإلهية كلها جنود من جنود الله.

واختتم حواره بالردِّ على سؤال عن حُكم تحية العلم والرد على من قال من المتشددين بأنه لا يجوز، قال فضيلته: تحية العلَم المعهودة أو الوقوف للسلام الوطني أمران جائزان لا كراهةَ فيهما ولا حُرْمة كما شغَّب به مَن لا علمَ له، بل كِلاهُما تعبير عن الحب لرمز الوطن وعلامته وشعاره، كما أنَّ "تحية العلم" ارتبطت عند الناس بحب الأوطان، فصارت بذلك وسيلة عامة للتعبير عن حب الأوطان وإظهار الانتماء، وتقرر في قواعد الشريعة أن الوسائل لها أحكام المقاصد، فإذا كان حب الوطن مِن المطلوبات الشرعية، فإن وسيلته الجائزة في أصلها تكون كذلك مشروعة، مؤكدًا أننا لا نعظم قطعة القماش في حد ذاتها بل للذي ترمز إليه وهي قيمة الوطن.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتى الجمهورية الرئيس عبد الفتاح السيسي الدعاء الجیش المصری

إقرأ أيضاً:

جامعة الزقازيق تستضيف مفتي الجمهورية في ندوة توعوية حول العلاقة بين العلم والدين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شهد الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية، ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والمهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، والدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق فعاليات الندوة العلمية الدينية التوعوية،  بعنوان  "العلاقة بين العلم والدين" والتي أقيمت بقاعة المنتديات.

  تأتي هذه الندوة في إطار جهود دار الإفتاء المصرية لنشر الفكر الديني المستنير داخل الجامعات المصرية.، بحضور الدكتور  إيهاب الببلاوي، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث والدكتورة جيهان يسري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والدكتور هلال عفيفي، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور سيد سالم، الأمين العام للجامعة، وعدد من عمداء ووكلاء الكليات والمديرين العموم، وبمشاركة متميزة من اتحاد طلاب الجامعة وتنظيم"طلاب من أجل مصر".

استهلت الندوة بتلاوة عطرة من آيات الذكر الحكيم، أعقبها كلمة ترحيبية من الأستاذ الدكتور خالد الدرندلي رئيس جامعة الزقازيق، عبّر فيها عن إعتزازه باستضافة المفتي، مؤكدًا أهمية اللقاء في إضاءة العقول والقلوب لأبنائنا الطلاب ومواجهة التحديات الفكرية والدينية التي تعصف بعصرنا الراهن، من خلال خطاب ديني عقلاني قائم على الحكمة والوسطية.

هذا وقد ثمّن المهندس حازم الاشموني  محافظ الشرقية جهود دار الإفتاء في دعم قيم التنوير ومواجهة الفكر المتطرف، مؤكدًا تكامل جهودها مع الدولة المصرية، ومع مؤسسات مثل الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف، في إطار أهداف المبادرة الرئاسية "بداية لبناء الإنسان".فكريًا وثقافيًا ودينيًا واجتماعيًا بما يحقق التنمية الشاملة ويصون الهوية الوطنية.

دار الإفتاء المصرية تُعد من أعرق المؤسسات الدينية


وقال المحافظ  في كلمته "ان دار الإفتاء المصرية تُعد من أعرق المؤسسات الدينية  العاملة علي  نشر الفتاوى المستنيرة بمنهج الأزهر الشريف لمواجهة السلوكيات الدخيلة على مجتمعنا " مؤكدًا ان بناء الوعي الصحيح يتطلب تكاتف جميع المؤسسات لبناء جيل قادر على الفهم والإدراك ومواجهه التحديات والمشاركة في إحداث التنمية المنشودة.

المفتي: العلاقة بين العلم والدين علاقة تكاملية

 

ومن جانبه الدكتور نظير محمد عيّاد، مفتي الجمهورية عن سعادته بهذا اللقاء الجامعي، موضحًا أن العلاقة بين العلم والدين هي علاقة تكاملية، لا تعارض فيها ولا صدام، بل كل منهما يُرشد الآخر نحو تحقيق الخير للبشرية.

وأشار المغتي إلى أن الإشكال في فهم العلاقة بين الوحي والعقل يرجع غالبًا إلى خلط المفاهيم، أو محاولة إخضاع النصوص لفرضيات علمية مؤقتة، داعيًا الطلاب إلى إعمال الفكر والفهم العميق لتكامل هذين المسارين في بناء الإنسان.

شهدت الندوة تفاعلًا واسعًا من الطلاب، حيث فُتح باب النقاش لطرح الأسئلة، وحرص فضيلة المفتي على الإجابة عنها بروح علمية وأبوية، مما ترك أثرًا طيبًا في نفوس الحاضرين.
هذا وقد تناولت الندوة الحديث عن موضوع العلاقة بين العلم والدين، وقال فضيلة المفتي إن موضوعالندوة من الأهمية بمكان، وأن الحديث عنه ضرورة حياتية وفريضة دينية، فهذا الموضوع الذي يتهم بسببه الدين، ويظلم بسببه العلم، فالعلاقة بين الدين والعلم علاقة تكامل وتعاضد وإرشاد وتوجيه، وإذا ما وجد ثمة تعارض بين الدين والعلم فلا يرجع ذلك إلى الدين أو العلم؛ وإنما مرده إلى المنتسبين إليهما. 
وأشار الي أننا أمام بعض الأمور التي تحدث لبسًا عند بعض الناس في العلاقة بين العقل والنقل،

أولًا: عدم فهم العلاقة بين العقل والنقل، أو بين الوحي والفكر وهذا مرده إلى الدائرة الخاصة بكل منهما، فهناك دوائر يستقل بها الدين، وهناك دوائر يستقل بها العلم، وهناك دوائر يشتبك ويختلط بينهما، إذ إن العلم مصدره العقل، والعقل مصدره الله تبارك وتعالى، والدين مصدره الله تبارك وتعالى، فالمصدر واحد والغاية واحدة، فغاية الدين تحقيق السعادة في الأولى والآخرة، وغاية العلم بسط النفوذ الإنسان على الطبيعة والعمل على إستفادة من الموارد الموجودة في هذا الكون؛ خدمة للإنسان وصولًا للتشييد والعمران، وبالتالي لا يوجد ما يسمى بالتعارض بين العلم والدين، أوالوحي والفكر.

أوضح المفتي أن النقطة الثانية تتمثل في: الخلط بين جوانب العلم وبين جوانب الدين،فالقول بأن العلم يصل إلى كل شيء لكن الكلام ليس صحيحًا على إطلاقاه وإن كان
الإنسان سخر الكون، ولكن مع هذا التقدم لم يستطع أن يدرك حقيقة النفس أو الروح التي تضمن له حقيقة البقاء من عدمه، ولكن يلتقيان في جوانب كثيرة يستفيد منها العلم ويتأكد من خلالها الدين.
وختم المفتي بأن النقطة الثالثة في القول بين التعارض بين العلم والدين مرده إلى إخضاع النظريات العلمية إلى النصوص القرآنية، إذ الحقيقة العلمية تختلف تمامًاعن عن النظرية العلمية.

وفي ختام اللقاء، أهدت جامعة الزقازيق درعها لفضيلة المفتي، تقديرًا لدوره الريادي في نشر تعاليم الدين الوسطية في مختلف المحافل العلمية.

مقالات مشابهة

  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري العظيم بذكرى تحرير سيناء
  • الكنيسة القبطية تهنئ الشعب المصري بعيد تحرير سيناء
  • مفتي الجمهورية مهنئًا بذكرى تحرير سيناء: رمز للفداء وعزيمة لا تُقهر
  • المفتي يهنئ رئيس الجمهورية والشعب بذكرى تحرير سيناء
  • مفتي الجمهورية يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى تحرير سيناء
  • مفتي الجمهورية: العلاقة بين العلم والدين "علاقة تعاضد وتكامل "والتعارض بين العلم والوحي وهمٌ
  • مفتي الجمهورية: «الإسلام والعلم يحققان التكامل وليسا في صراع»
  • جامعة الزقازيق تستضيف مفتي الجمهورية في ندوة توعوية حول العلاقة بين العلم والدين
  • رئيس دفاع النواب: تحرير سيناء سيظل رمزا لبطولات وتضحيات أبطال الجيش المصري
  • مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا من جيبوتي