بوابة الفجر:
2025-01-18@10:11:50 GMT

محمد أكرم دياب يكتب: حدثت الله في سيناء

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

كان ندائه الاقوى منذ كان عمري عشرون عاما، تلك المرة الاولى التي رأيت فيها جبال الطرق في نويبع، اصابتني بالذهول والرهبة، أو شعور يمتزج بينهما تلك من صنع فنان ابدع في نحتها، بل وحركها " تسير الجبال سيرا" تلك الاية في سورة خصصت لقطعة من سيناء "الطور " التي اصطفاها الله قبل ذكرها في القرآن وتخصيص سورة قرآنية كاملة باسم سورة الطور، وآيات أخرى تعظم سيناء في سور متفرقة.

في الجنوب رأيت الله كثيرا، رأيته في كافة رحلاتي التي إن طالت فترة التباعد بينها اغتربت، رأيته في فنه الكبير "فسبحان الله" هي الكلمة التي لاتفارق لساني منذ رؤية جبالها في رحلاتي لهناك، حتى آخر لحظات خروجي منها، كل شبر في جنوب سيناء يستطيع ان يبهرك بقيت يوم كامل اتأمل صخور الجبال سيرا على الاقدام حتى وصولي محمية ابو جالوم في دهب دون ملل ودون مزيكا، جعلتني أتحدث مع الله في أمور شتى دون ان ادري فلا وجود لبشر سواي.

يمكنها أن تكون مهد التواصل مع السماء، فيها كانت الاتصالات الاولى والمباشرة بين الله وصنيعته الإنسان، مع من صنعه لنفسه سيدنا موسى، حينما تصدعت جبالها بعد تجلي الخالق على ابداع صنعه في طور سيناء" ومن الجبال جدد بيض وحمر ومختلف ألوانها وغرابيب سود" تلك الألوان تحتم سحرك من الابداع، تزيد تأملك في الصانع، وبحثك عن المبدع، وضئالتك  أمامها، حتى تستدرجك في الحديث مع الله.
و يوم اخر اتأمل ابداع البحر في رأس محمد، بعد ان هويت رياضة السنوركلينج،  فهناك تجد فن أكبر، شعاب مرجانية لايمكن لانسان نسج الوانها، واندهشت لأسباب تكوينها من فضلات اسماك الحريد الذي تتقارب الوانه معها،  وتمتزج مع الوان اسماك اخرى تشكل لوحة فنية لن يتوصل فنان من رسمها، يمكن أن نطلق على سيناء لوحة فن الهي ابدع خالقها حتى تجلى بها وتركها اية لخلقه ترشدهم الرقي والجمال.

منظومة كاملة في دوائر لا متناهية تجعل لوحة الله متجددة الجمال، استمتعت بفكرة المقارنة بين طبية المياه في مناطقها المختلفة، نويبع وجدتها صافية هادئة قد لاتجد فيها صخب الشعاب المرجانية، ولكنك تعيش أجواء من الجنه في منطقة رأس شيطان خاصة مع اكتمال القمر، في رأس محمد يمكن ان تكون اكثر المناطق مناسبة للسباحة تحمل دفء للمياه مختلف، وفي دهب هناك تنوع كبير خاصة ان كنت من هواة رياضة الغوص.

سيناء قد تكون مميزة لرؤية الله في خلقه، لكن يمكنك رؤيته في اي وقت، وسماع صوته إن أردت، حينما يصفوا قلبك وتنظر إلى ماخلف الاشياء، وقت تفكيرك في الخالق للحجر والانسان، اثناء انشغالك بترتيب الكون  و فطر السماوات وخلق الأرض، الخالق لا يغيب وهو في قلبك دائما لكي تتمكن من رؤيته فقط عليك نداءه ويقينك في سماعه لكلماتك وقد يجيبك باشارات مختلفة، فهو "الملك" المسير.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الطاهر التوم يكتب: احتفالات بورتسودان… لا تغادروا مواقعكم يرحمكم الله

وأنا أشاهد الجموع التي اجتمعت لاستقبال الفريق أول البرهان في بورتسودان، احتفالًا بانتصار مدني، تذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم للرماة يوم غزوة أحد: “إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإن رأيتمونا هزمنا القوم فلا تبرحوا حتى أرسل إليكم، وانضحوا عنا بالنبل لا يأتونا من خلفنا، إنا لن نزال غالبين ما ثبتم مكانكم.”

في الحقيقة، لست متحمسًا لهذا النوع من الاحتفالات في هذا التوقيت بالذات، وأرى فيها استعجالًا وحرصًا سياسيًا لتحصيل غنائم لم يحن وقتها بعد. وأخطر ما في هذه الاحتفالات أنها ترسل رسائل خاطئة إلى المجتمع، المتعجل بطبعه لنصر سريع، فتُوحي وكأن المعركة قد انتهت أو شارفت على ذلك، بينما العدو ما زال يعربد ويحيك المؤامرات. يرسل طائراته المسيّرة على مروي وعطبرة، ويحشد مرتزقته للهجوم على مدني نفسها، فيما لا تزال المعارك دائرة في الخرطوم والفاشر.

لقد خالف الرماة أمر النبي صلى الله عليه وسلم وغادروا مواقعهم عندما لاح لهم النصر وداعب بريق الغنائم أعينهم، فكانت النتيجة التفاف جيش قريش على المسلمين، وتحول النصر إلى هزيمة.

ما يجب أن يُقال في هذا المقام هو أن وقت الاحتفالات لم يحن بعد، وأن المطلوب، قياسًا بما تم إنجازه، ما زال كبيرًا. وعلى القيادة أن تشد الجميع نحو الغاية النهائية دون تشاغل بتنافس أو محاولات للاستثمار السياسي.

كل ما هو دون النصر التام وكسر ظهر المؤامرة يمكن إدراكه في وقته وزمانه. فلماذا العجلة والتسرع؟ يجب ألا ننسى أن عدم التحسب الجيد والبطء والتردد هو ما أدخل بلادنا في هذا النفق المظلم. ونحمد الله أننا بتنا نشهد من جوف الظلمة أشعة الفجر، فلا تغادروا مواقعكم. يرحمنا ويرحمكم الله.

الطاهر التوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أفعال محرمة في رجب.. احذر الوقوع فيها خلال الـ12 يوم القادمة
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. شؤم ترامب بين جحيم غـزة وجحيم لوس أنجلوس
  • أفضل 4 أعمال مستحبة يوم الجمعة.. متى تكون ساعة الإجابة؟
  • رحلة النبي (1): كيف حدثت معجزة الإسراء والمعراج على 3 مراحل
  • “التجارة” توضح الحالات التي يحق للمستهلك فيها الحصول على سيارة بديلة
  • محمد بن زايد: الإمارات تدعم الابتكارات التي تخدم التنمية
  • الأب بطرس دانيال يكتب: دعوة واستجابة
  • د. مزمل أبو القاسم يكتب: دموع في عيون وقحة!
  • الطاهر التوم يكتب: احتفالات بورتسودان… لا تغادروا مواقعكم يرحمكم الله
  • شاهد بالفيديو والصور| هكذا تمت عملية تطهير منطقة حنكة آل مسعود من “داعش” والأماكن التي كانت تتمترس فيها العناصر التكفيرية وطريقة تعامل رجال الأمن مع الأسرى