خطيب المسجد النبوي: الملائكة تحفظ المؤمن من الشياطين.. وأعلى درجات الاستقامة أداء الفرائض
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
قال الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الاستقامة أمر عظيم، وأعلاها القيام بالفرائض والواجبات والمستحبات، ومجانبة المحرمات والمكروهات، والثبات على ذلك، كما أمر الله بذلك رسوله - صلى الله عليه وسلم - بقوله جلّ وعلا: «فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ».
وأوضح الشيخ الدكتور علي الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم، أن المؤمنين في الاستقامة درجات كما قال سبحانه: «فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا. وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ».
وأوضح: وقول الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا، وقت قولهم ذلك عند انقطاع الدنيا والدخول في الآخرة، فتقول للمؤمنين جزاءً لهم على الاستقامة لا تخافوا، والخوف لا يكون إلا من مستقبل، أي: لا تخافوا على من خلفتم وراءكم من الذرية، فالله يتولاهم وهو يتولى الصالحين.
وتابع: «ولا تحزنوا على ما مضى معناه أن الحزن انتهى ولن يعود، وهذه بشرى على الاستقامة بالأمن من المستقبل، وأن الحزن لن يعود، وتقول لهم الملائكة وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون، مستشهداً بقول الله تعالى: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ» والجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
وأشار إلى أن الملائكة تطمئن المؤمن ليصدق بوعد الله، وتطرد وساوس الشيطان عن المسلم، فالملائكة أولياء المؤمنين بالحفظ في الدنيا من الشياطين، والملائكة أولياء المؤمنين في الدنيا بالصحبة الدائمة بكل خير وبرّ، والملائكة أولياء المؤمنين في الآخرة، قال تعالى: «وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ . فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ».
وبين أن البشائر من الملائكة للمؤمنين بأمر الله تتوالى، وكل بشارة أعظم من الأخرى، وآخر بشارة لهم في هذه الآية قولهم: «وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ»، أي لكم في الجنة كل ما تتمنون وفوق الأماني، ولكم كل طلب تدعون به، نزلاً من غفور للذنوب، رحيمٌ رحمة بالمؤمن، موضحًا أن النزُل في لغة العرب ما يعدُّ للضيف.
وحضَ إمام وخطيب المسجد النبوي، كل مسلم على تذكّر هذه الآيات العظيمة بعد أن يقوم بصالحات الأعمال راغباً راجياً لله تعالى، راهباً خائفاً من ربه ليرحمه ويجيره من عذابه، مبيناً أن المسلمين بالعمل بالاستقامة درجات، فأعلاهم درجة وأحسنهم حالاً هم الذين يتبعون الحسنات بالحسنات، ويتركون المحرمات، فأولئك السابقون، قال الله تعالى: «وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ»، ودون هذه الدرجة درجة قوم عملوا الحسنات، وقارفوا بعض السيئات، واتبعوا السيئات الحسنات، قال تعالى: «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ . إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ».
وأردف: أن المسلم إذا نزل عن هذه الدرجة الثانية من درجات الاستقامة، خلَط عملاً صالحاً وآخر سيئاً وهو لما غلب عليه منهما، فهو تحت رحمة الله ومشيئته، قال تعالى: «وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ».
واختتم الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي الخطبة، مبيناً أن من جاء بالحسنة محافظاً عليها من المبطلات فله عشر أمثالها، داعياً إلى الحرص على عمل الخيرات، واجتناب المحرّمات، والعمل بوصية الرسول - صلى الله عليه وسلم -: «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» رواه أحمد والترمذي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام وخطيب المسجد النبوي المسجد النبوي الإستقامة الحذيفي
إقرأ أيضاً:
مشاهد تخطف الأنظار من إفطار المصلين داخل المسجد النبوي في ثاني أيام رمضان.. صور
بمشاهد تخطف القلوب والانظار، تراص زوار المسجد النبوي الشريف من المصلين استعدادا للإفطار من داخل المسجد، وقبل دقائق من أذان مغرب ثاني أيام رمضان الكريم.حدث فى أول يوم رمضان.. احتراق المسجد النبوى.. ودخول الفتح الإسلامى مصر.. ووفاة السيدة خديجة
خطيب المسجد النبوي: شهر رمضان أفضل الأوقات وأعظم مواسم الطاعات
وأعلنت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، استقبال ضيوف الرحمن خلال شهر رمضان المبارك بجهود متكاملة وعناية فائقة، حيث وفّرت نحو 5.6 مليون وجبة إفطار لرواد المسجد الحرام خلال الشهر الفضيل.
وتتضمن جهود الهيئة المتكاملة للعناية بضيوف الرحمن خلال الموسم الرمضاني، توفير 5 مواقع لعربات التحلل من النسك، ومركزين لحفظ الأمتعة، و6 مواقع لتسلُّم الأمتعة عند الأبواب الرئيسة، ومركزين لضيافة الأطفال.