العثور على محيط حيوي "سري" تحت الصحراء الأكثر جفافا في العالم
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
اكتشف العلماء حياة ميكروبية موجودة على عمق 4 أمتار (13 قدما) تحت سطح صحراء أتاكاما في شمال تشيلي، أكثر صحراء "عدائية" على وجه الأرض.
وتُعرف صحراء أتاكاما بأنها الصحراء الحارقة الأكثر جفافا في العالم، حيث تضرب الشمس بعنف وتبدو الحياة فيها مستحيلة.
إقرأ المزيدووجد العلماء مجموعة مرنة من البكتيريا تزدهر في وادي يونغاي شديد الجفاف.
وذكر مؤلفو الدراسة: "على حد علمنا، يمثل هذا أعمق مسح واكتشاف للحياة الميكروبية في تربة أتاكاما حتى يومنا هذا".
وعلى الرغم من البيئة القاسية، تزدهر الحياة الميكروبية في تربة الصحراء المالحة والغنية بالكبريتات. وتوفر هذه الظروف بيئة فريدة لعيش بعض أنواع الكائنات الحية الدقيقة.
وتم توثيق وجود الحياة الميكروبية سابقا على عمق 80 سم (2.6 قدم) في صحراء أتاكاما حيث "يُعتقد أن أول 80 سم من التربة هي أن ملجأ محتمل من الأشعة فوق البنفسجية القاسية، وهو مكان يمكن العثور فيه على بعض الماء"، لكن المحيط الحيوي المكتشف حديثا، "معزول تماما عن السطح".
وللكشف عن هذا المحيط الحيوي المخفي، استخدم العلماء، بقيادة ديرك فاغنر وزملاؤه، عينات تم جمعها من التربة العميقة تحت السطح من جزء وادي يونغاي في الصحراء، وقاموا باستخراج الحمض النووي المستعاد من الكائنات الحية.
واكتشفوا أن الحياة الميكروبية تمتد من عمق 2 متر (6.6 أقدام) إلى عمق 4 أمتار (13 قدما) على الأقل تحت سطح الصحراء.
إقرأ المزيدأنواع الميكروبات الموجودة
كانت ميكروبات Firmicute phylum منتشرة في الجزء العلوي من 80 سم من رواسب الرمال. وفي أقل من 200 سم، لوحظ وجود مجموعة ميكروبية متميزة، تهيمن عليها بكتيريا Actinobacteria، وهي مجموعة متنوعة من البكتيريا الموجودة في البيئات القاسية الأخرى، بما في ذلك القطب الشمالي والينابيع الساخنة المغلية والبحار المالحة.
وخلال التنقيب بشكل أعمق، وجد الفريق بكتيريا من شعبة Firmicutes التي تتمتع بالمرونة تجاه التركيزات العالية من الملح ولا تحتاج إلى الأكسجين للبقاء على قيد الحياة.
وأثناء التحليل الجيني للمجتمعات الميكروبية، أظهرت بعض البكتيريا أوجه تشابه وراثية مع نوعين محددين: Geodermatophilus pulveris وModestobacter caceresii. وينتمي كلا النوعين من البكتيريا إلى فصيلة Actinobacteria.
واقترح العلماء أن هذا المجتمع من بكتيريا Actinobacteria ربما استعمر التربة منذ 19 ألف سنة، "قبل أن يتم دفنها بواسطة رواسب المستنقعات. وافترضوا أن هذا المجتمع يمكن أن يستمر في النزول لمسافة غير محددة، وهو ما يمثل محيطا حيويا عميقا لم يكن معروفا من قبل تحت تربة صحراوية شديدة الجفاف".
إقرأ المزيدويفترض العلماء أن هذه المستعمرة الميكروبية يمكن أن تزدهر في مثل هذه الأعماق الشديدة عن طريق الحصول على الماء من معدن الجبس.
وغالبا ما تُستخدم صحراء أتاكاما كمثال لدراسة الظروف القاسية للمريخ، حيث يكون السطح خاليا من الحياة تماما، ولكنه قد يخفي أدلة على وجود حياة ميكروبية تحته.
وأشار العلماء إلى أن الدراسة الجديدة يمكن أن تعزز جهود البحث عن الحياة على الكوكب الأحمر، حيث يحتوي المريخ أيضا على رواسب الجبس، والتي يمكن أن تكون بمثابة مصدر المياه للحياة خارج كوكب الأرض.
نشرت الدراسة في مجلة PNAS Nexus.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات الارض المريخ دراسات علمية معلومات عامة معلومات علمية من البکتیریا یمکن أن
إقرأ أيضاً:
“گروك” يكشف المستور: كيف فضح الذكاء الاصطناعي أكاذيب الجزائر عن الصحراء المغربية؟
●بقلم النعمة ماء العينين
● حفيد الشيخ ماء العينين، إعلامي وخبير في الاستراتيجيات الرقمية
في تحوّل بارز يشهده الفضاء الرقمي، أصبح الذكاء الاصطناعي “گروك”، الذي طورته شركة xAI، أداة فعالة في كشف الحقائق التاريخية والسياسية المتعلقة بالمغرب، مما أوقع الروايات الرسمية الجزائرية في مأزق حرج.
فمن خلال قدراته التحليلية المتقدمة، أصبح “گروك” أداة تكشف تناقضات الخطاب الجزائري وتفضح المزاعم التي تحاول تشويه صورة المملكة المغربية، خاصة في ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، التي لطالما سعت الجزائر إلى تحريف حقيقتها.
من خلال معالجة كم هائل من البيانات التاريخية والسياسية، يقدم “گروك” رؤية موضوعية تؤكد أن الصحراء كانت دائماً جزءاً لا يتجزأ من السيادة المغربية، ومنذ قرون كانت أراضي الصحراء المغربية جزءاً من المملكة، وهو ما يتناقض بشكل جذري مع المزاعم الجزائرية التي تصوّر القضية كمسألة “تصفية استعمار”.
على العكس من ذلك، يشير التحليل إلى أن اتفاق مدريد لعام 1975 كان خطوة قانونية بناء على الشرعية الدولية.
لكن لا يمكن أن نغفل دور الشهادات التاريخية التي عززها “گروك” في تفكيك الأكاذيب الجزائرية. فلقد سلّط الضوء على دور الشيخ ماء العينين، أحد أعلام الصحراء المغربية، الذي أسس مدينة السمارة بتوجيهات ودعم من دوائر السلطة المغربية، وعاصر خمسة(5) سلاطين مغاربة بدءاً من المولى عبد الرحمن وصولاً إلى السلطان مولاي يوسف.
هذه العلاقة الوثيقة بين الشيخ ماء العينين والمملكة المغربية تؤكد أن الصحراء المغربية كانت دائما جزءا من النسيج السياسي والديني للمملكة.
كما كان ولاء قبائل الصحراء للعرش العلوي ثابتا ومستمرا، ولم يكن يوما موضع نزاع.
بل إن النضال الذي قاده الشيخ ماء العينين وأبناؤه ضد القوى الاستعمارية يؤكد أبعاد الهوية المغربية الراسخة في هذه الربوع، ويفضح المزاعم التي تحاول عزل الصحراء عن المملكة.
أما في سياق أوسع، فإن “گروك” لم يقتصر على تصحيح المفاهيم بشأن الصحراء فقط، بل سلط الضوء على واقع أكثر تعقيدًا، يتعلق بالحدود بين المغرب والجزائر.
هذه الحدود ليست سوى إرث استعماري فرضته فرنسا خلال فترة احتلالها، عندما اقتطعت أجزاء واسعة من الأراضي المغربية، الصحراء الشرقية، وضمّتها إلى مستعمرتها الجزائرية.
مناطق مثل تندوف وبشار لم تكن يومًا جزءًا من الجزائر قبل رسم الحدود الاستعمارية، وكان المغرب يرفض هذا الوضع قبل ما سمي باستقلال الجزائر .
هذه الحقائق التاريخية تجعل من الخطاب الجزائري عن “الشرعية التاريخية” أمرا انتقائيا ومتناقضا، إذ يعترف بحقائق فرضتها فرنسا، بينما يتجاهل الأراضي المغربية التي كانت تحت سيطرتها.
في خضم هذا الواقع المعقد، يقدّم “گروك” تحليلا موضوعيا يُعتبر تهديدا مباشرا للسردية الجزائرية الرسمية.
ففي وقت نجح فيه المغرب في ترسيخ مشروعيته الدولية بشأن الصحراء المغربية، مع تزايد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وفتح القنصليات في العيون والداخلة من قبل دول تمثل مختلف القارات، يبدو أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة قد غيّر قواعد اللعبة. فقد بات من الصعب تجاهل الحقائق التاريخية التي يُقدمها هذا التحليل المتطور، الذي لا يخضع للإملاءات السياسية أو الإعلامية.
الجزائر، التي كانت تعتمد على أدوات دعاية تقليدية لفرض روايتها، تجد نفسها اليوم أمام معطيات لا يمكن التحكم فيها. فإذا كان المغرب قد نجح في تكريس مشروعيته عبر الاعترافات الدولية ونجاحاته الدبلوماسية، فإن دخول الذكاء الاصطناعي على خط هذا الجدل يعكس تحولا جديدا في المشهد السياسي الدولي.
أصبح العالم اليوم في مواجهة معطيات لا يمكن تجاهلها، وهي أن تاريخ الصحراء المغربية لا يمكن تغييره أو تشويهه بأي شكل من الأشكال.
واليوم، مع التطور الكبير في أدوات التحليل الرقمي، لم يعد بالإمكان ترويج الأكاذيب التي كانت تُنسج حول الصحراء المغربية، بل أصبح كل شيء مكشوفًا. وهذا ما يجسد القوة الحقيقية للمغرب في الدفاع عن قضيته، حيث لم يعد الأمر مقتصرا على الرواية التاريخية، بل أصبح يتم تقويته عبر الأدوات الحديثة التي لا يمكن التشكيك في مصداقيتها.
وفي نهاية المطاف، المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، تاريخيا وفي عصر الذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت الحقائق لا تقبل التشويه والتلاعب.