دار “بيتر هارينجتون” تعرض مخطوطات نادرةٌ في “أبوظبي للكتاب 2024”
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أعلنت دار بيتر هارينجتون للكتب النادرة، أنها ستعرض خلال مشاركتها في الدورة الـ33 لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، مجموعةٍ استثنائية من الكتب التي تضم صفحاتها أول ظهورٍ لمنطقة الخليج ولمدينة مكة المكرمة في خرائط مطبوعة “حديثة”، وذلك في كتابٌ ألفه فراكانزيو دا مونتالبودو يحمل عنوان “Itinerarium Portugallensium” ويرجع تاريخه إلى القرن السادس عشر الميلادي.
وستعرض دار بيتر هارينجتون، كتابا نادرا آخر، يضم واحدةً من أقدم الخرائط التي تحمل اسم أبوظبي، يعود تاريخها إلى منتصف القرن التاسع عشر، وتظهر فيها ملاحظاتٌ مستفيضةٌ لضابطٍ سابقٍ في الجيش البريطاني، وهو يستشهد بكلام عالمي الجغرافيا أبو الفدا ومحمد الإدريسي.
ويُعتقد أن الضابط الإنجليزي استخدم هذه الخريطة خلال محاضرة مصورة عن “تاريخ العرب” قدمها في العاصمة لندن في إبريل العام 1844.
وتعد الخرائط النادرة عنصراً أساسياً في معروضات دار بيتر هارينجتون في لندن، الرائدة في مجال الكتب والمخطوطات النادرة، في نسخة هذا العام من معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ إذ ستعرض الدار مطبوعتين استثنائيتين عريقتين؛ هما كتاب “Itinerarium Portugallensium” بقلم فراكانزيو دا مونتالبودو، والذي يتميز بخريطة خشبية مذهلة تظهر منطقة “الخليج العربي”، وتعد أول مرجعٍ مطبوعٍ لمنطقة الخليج، كما تعتبر أول خريطة كبيرة لقارة إفريقيا، وأقدم خريطة مطبوعة “حديثة” تظهر العاصمة المقدسة مكة المكرمة، ومن المقرر أن تطرح الدار هذا الكتاب النادر للبيع بقيمة 450 ألف جنيه استرليني “حوالي 2 مليون درهم”.
وتعتزم الدار كذلك، عرض مجموعة مختارةٍ تضم 124 كتاباً نادراً استثنائياً خلال أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 29 أبريل إلى 5 مايو لاستقطاب الجهات المهتمة بجمع الكتب النادرة في المنطقة من الأفراد ومؤسسات الاقتناء المميزة والمتاحف الإقليمية، والتي بات عددها يزداد في الفترة الأخيرة.
وقال بوم هارينجتون، مالك دار بيتر هارينجتون ” نحن فخورون بالدور الذي نقوم به في الحفاظ على مثل هذه الكنوز التاريخية، واختيارنا لهذه المجموعة الاستثنائية لعرضها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام جاء على أثر الاهتمام الواسع بها من قبل هواة جمع المخطوطات النادرة في منطقة الشرق الأوسط على مر العصور، حيث تهدف اختياراتنا إلى إبراز الأهمية الجيوسياسية المتزايدة لمنطقة الخليج كما جسدتها الخرائط الأولى لمعالم المنطقة خلال عصر الاستكشاف، ونكشف عن جهود القوى العالمية الكبرى التي بُذلت في مجال رسم الخرائط بعد الحرب العالمية الثانية وفي الحرب الباردة”.
وأضاف ” نعتز بعرض هذه القطع النادرة الاستثنائية في أبوظبي، لنوفر للمعاهد الثقافية وكل هواة وعشاق جمع المقتنيات النادرة فرصة فريدة لاستكشاف الثراء الذي طالما تميز به تاريخ الشرق الأوسط من خلال سجلات الخرائط النادرة هذه”.
من جهةٍ أخرى، تعتزم الدار طرح خريطة عريقة توضح في طياتها منطقة أبوظبي من منتصف القرن التاسع عشر للبيع بقيمة 95 ألف جنيه استرليني “نحو 400 ألف درهم”.
وتستند الخريطة إلى العمل الرائد لكارستن نيبور وتم رصدها من بين عددٍ من المكتشفات التي حصل عليها “إل جي إيرنبرغ” و”إدوارد روبيل”، عالما الطبيعة الألمانيان اللذان كانا يجريان عمليات استكشافية للمنطقة على نطاق واسع.
وفي حين أن العديد من أسماء الأماكن الواقعة على ساحل الخليج العربي، بما في ذلك دبي وجزيرة صير بني ياس، سجلت مطبوعة في وقت مبكر من العام 1590م من قبل الصائغ والتاجر الإيطالي غاسبارو بالبي، الذي سافر على متن السفن التجارية البرتغالية، فإن أبوظبي لم تذكر فيها، وتفسير ذلك، أن تاريخ الاستيطان الحديث بدأ في العام 1793م، عندما انتقلت قبائل بني ياس إلى الجزيرة بحثًا عن المياه العذبة، ولذلك لم يظهر الاسم على الخرائط إلا في أوائل القرن التاسع عشر، وبالتالي، تعد هذه الخريطة واحدة من أقدم الخرائط المطبوعة قبل أن يتم إدراج أبوظبي على الخارطة.
ويشير بوم هنا بقوله ” قمنا بتتبع نسختين من هذه الخريطة موجودتين في المكتبة البريطانية بجامعة ديورهام في المملكة المتحدة؛ و11 نسخة أخرى في أوروبا، واثنتين في مكتبة الكونغرس بجامعة هارفارد الأميركية، في حين لم نعثر على أي نسخٍ من تلك الخريطة في مكتبات الشرق الأوسط”.
ومن بين أهم الخرائط الأخرى المعروضة مجموعة من الخرائط النادرة للقوات الجوية الأمريكية، تعد من أقدم الخرائط التفصيلية لكامل شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلى مجموعة كبيرة تضم 45 خريطة غير مفصلةٍ للمنطقة، وكلها جزءٌ من برنامج رسم الخرائط العالمي الرئيسي الذي قام به الاتحاد السوفيتي، في إشارة واضحة على الأهمية المتزايدة للمنطقة بالنسبة للقوى العالمية خلال الحرب الباردة، وتغطي هذه المجموعة غالبية مساحة المملكة العربية السعودية؛ بما في ذلك مكة المكرمة والمدينة المنورة والرياض وبعض المواقع الرئيسية بالمنطقة الشرقية، إلى جانب الكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة “شاملة الإمارات السبع”، وأجزاء من العراق، وعمان، واليمن.
يذكر، أن دار بيتر هارينجتون تشارك بانتظام في معرض أبوظبي الدولي للكتاب منذ العام 2016 في تأكيدٍ على التزامها الراسخ تجاه سوق الشرق الأوسط، الذي يشكل 10% تقريباً من مبيعاتها العالمية.
وتعد الإمارات العربية المتحدة المساهم الرئيسي في أعمال بيتر هارينجتون في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مجتمع هواة جمع الأعمال الفنية في المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، حيث تتنوع عمليات الاستحواذ الأخيرة لهواة الجمع بالمنطقة بين الكتب الفردية التي تقدر قيمتها بالآلاف إلى المجموعات دقيقة التنسيق والترتيب التي تبلغ قيمتها ملايين الدراهم.
وتشهد عمليات دار بيتر هارينجتون بالمنطقة نمواً ملموساً مستمراً، إلى جانب المنشورات الغربية الرائدة التي تتنوع في موضوعاتها عبر التاريخ الفكري للإنسان من الاقتصاد والتطوير إلى الأعمال التاريخية المميزة، والتي ما تزال تحظى باهتمام المشترين في المنطقة، حيث تثمر عمليات الاستحواذ المؤسسية عن زيادةٍ في الطلب على الأعمال النادرة في مجالات محددة، بما في ذلك النسخ النادرة من التقارير، والوثائق المنسية، وغيرها من السجلات التاريخية التي تسرد مسيرة تكوين العنصر البشري، وازدهار الحضارات في حوض الخليج العربي.
وتشارك دار بيتر هارينجتون في معرض أبوظبي الدولي للكتاب من خلال الجناح رقم “8E18”.وام
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: معرض أبوظبی الدولی للکتاب الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
تحت رعاية رئيس الدولة... عبدالله بن زايد يفتتح الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب
أبوظبي - الرؤية
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، الدورة الـ34 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية، خلال الفترة من 26 إبريل إلى 5 مايو 2025، في مركز أدنيك أبوظبي، تحت شعار "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع".
وقام سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بجولة على أجنحة المعرض، واطلع على أبرز الإصدارات الحديثة لدور النشر المحلية والعالمية، التي تسهم في الارتقاء بقطاع النشر والأدب وإثراء الساحة الثقافية العالمية. كما استمع سموه إلى آراء الناشرين بشأن التحديات والفرص التي يشهدها القطاع، في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
واختار المعرض لنسخة هذا العام "ثقافة حوض الكاريبي" ضيف شرف، والعالم الموسوعي ابن سينا شخصية محورية، و"ألف ليلة وليلة" كتاب العالم.
ويعزز المعرض مفهوم المعارض الثقافية الشاملة من خلال احتضان هذه الدورة لأكثر من 2000 فعالية متنوعة، منها فعالية "مجلس الشعر"، التي تقام للمرة الأولى، إضافة إلى النسخة الأولى من مؤتمر "رقمنة الإبداع"، الذي يركز على دمج التكنولوجيا الحديثة بالنشر، ما يرسخ دور أبوظبي المحوري في استدامة صناعة النشر، وقيادة قطاع النشر دولياً.
ويدعم شعار المعرض هذا العام "مجتمع المعرفة... معرفة المجتمع" إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2025 عاماً للمجتمع. ويبلغ عدد الناشرين المشاركين في الدورة الـ34 من المعرض 1400 دار نشر من 96 بلداً، ويعكس هذا الإقبال الكبير مكانته بوصفه منصة عالمية لصناع النشر والمفكرين والمبدعين، ومحطة رئيسة لإطلاق إصداراتهم الجديدة والترويج لها، بالاستفادة من السمعة الرائدة التي يحظى بها المعرض في قطاع النشر الدولي، والموثوقية التي يتسم بها بين عشاق القراءة ورواد الثقافة في العالم.
وقال معالي محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي: "يجسد معرض أبوظبي الدولي للكتاب إيماننا بأن المعرفة تشكل جسراً للحوار والتفاهم بين الثقافات، وركيزة للتقدم والازدهار الإنساني. وتشهد هذه الدورة برنامجاً حافلاً بالفعاليات والبرامج التي تؤكد من جديد التزام أبوظبي بتكريس قيم الشمولية والتنوع الثقافي. ويسلط المعرض الضوء على قدرة الكتاب على نقل المعرفة، وتحفيز الإلهام عبر الأجيال. وفي (عام المجتمع) في دولة الإمارات العربية المتحدة، نمضي قدماً في تعزيز مكانة اللغة العربية، والاحتفاء بدور الأدب كمنارة للإبداع تضيء طريقنا نحو مستقبل أفضل".
وقال سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية: "تعكس الدورة الحالية من معرض أبوظبي الدولي للكتاب قيمة الثقافة والقراءة في التجربة التنموية الرائدة لدولة الإمارات وعاصمتها أبوظبي، وتبرز- عبر محاورها وبرامجها المتنوعة- مستوى الاهتمام الذي تحظى به اللغة العربية وصناعة الكتاب والنشر، والصناعات الإبداعية، ضمن جهود خدمة المجتمع، من خلال تعزيز علاقته باللغة العربية لغةً لهويته الثقافية المكتنزة بقيمه الأصيلة المستمدة من ثقافة المكان وتراثه".
وأضاف سعادته: "تتناغم هذه الدورة مع إعلان عام 2025 ليكون عام المجتمع، من خلال برنامج متكامل من الفعاليات التي تلائم أذواق واحتياجات فئات المجتمع كافة، انسجاماً مع أهداف دولة الإمارات ورؤيتها في تعزيز التنوع الثقافي، وتوسيع حصة قطاع النشر ومشاركته في التنمية المستدامة، وتسريع جهود استكمال منظومة الاقتصاد المعرفي".
وتابع سعادته: "تتكامل مشاريع المعرض ومبادراته مع أهداف مركز أبوظبي للغة العربية في تعزيز مكانة اللغة العربية وحضورها، ودعم ثقافة القراءة والتسامح والتعايش، وهو ما تتضافر برامج المعرض لاستكماله عبر اختيار العالم الجليل ابن سينا شخصية محورية، والكتاب العربي الأكثر تأثيراً في مخيلة الإنسانية (ألف ليلة وليلة) ليكون كتاب العالم، والاحتفاء بثقافة حوض الكاريبي الفريدة ضمن برنامج ضيف الشرف تأكيداً للبعد الإنساني الذي تحرص أبوظبي على تحقيقه في مشاريعها الثقافية كافة".
وتجسد الدورة الحالية من المعرض رؤية إمارة أبوظبي الثقافية، التي تسعى إلى ترسيخ مكانتها وجهة للثقافة العربية، ومنصة للتبادل الفكري العالمي، وتعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وتشتمل فعاليات المعرض على تنوع لافت يغطي مساحة واسعة من الموضوعات التي تشمل المجتمع، والفنتازيا، والاستدامة، والعلوم العربية، والذكاء الاصطناعي، والابتكار، ما يجعل من زيارته تجربة فريدة من نوعها غنية بالتنوع لما يقدمه من برامج متكاملة تتوزع على خمسة برامج.
ويمثل محور "أستلهم" البرنامج الثقافي للمعرض، الذي ينظم فعاليات في مجالات الشعر، والأدب، والفنون، والترجمة، والنقاشات الثقافية، إضافة إلى عقد جلسات نقاشية، وحوارات، وورش عمل، ومحاضرات تضم نخبة من المفكرين، والأدباء، والمبدعين في لقاءات تستكشف الجوانب المختلفة للأدب، والفنون، والفكر.
ويتميز البرنامج الثقافي هذا العام بمجلس الشعراء، الذي يواكب شغف الجمهور للشعر والكلمة المغناة عبر تجارب سابقة للمركز، ويتضمن أمسيات مخصصة للشعر النبطي، والشعر الفصيح، تصاحبها موسيقى مستمدة من القصائد وإيقاعاتها، إضافةً إلى أمسيات يلتقي خلالها الشعراء العرب بنظرائهم من ثقافات أخرى، في تفاعل إبداعي عابر للحدود.
ويضيء البرنامج الثقافي على كتاب "ألف ليلة وليلة" في إطار النسخة الثانية من مبادرة كتاب العالم التي أطلقها المعرض في عام 2024، ليقف الجمهور على أكبر منجزات المخيلة القصصية الإنسانية، والتاريخ الروائي العربي، في رحلة تخيلية في عوالم الأدب والسينما والموسيقى.
ويواصل برنامج بودكاست من أبوظبي تقديم محتوى ثقافي صوتي متميز في موسمه الثالث، مستضيفاً نخبة من أبرز صناع المدونات الصوتية في العالم العربي وخارجه، ليقدموا محتوى يناقش موضوعات ملهمة تلبي اهتمامات الجمهور وتغذي شغفهم بالمعرفة، إلى جانب مساحة يفردها للأصوات الشابة.
وإضافة إلى برنامج الشخصية المحورية "ابن سينا"، وجناح ضيف الشرف، يتضمن البرنامج جلسات توقيع الكتب من خلال ركن التواقيع الذي يستضيف عدداً من أبرز الكتاب، ويتيح للجمهور لقاءهم والحصول على أحدث إصداراتهم.
ويعزز البرنامج المهني للمعرض "أتطور" مكانة إمارة أبوظبي العالمية في استدامة قطاع النشر العالمي، ويتيح للناشرين عقد الشراكات، عبر توفير فرص التواصل مع 1,400 ناشر من مختلف أنحاء العالم.
ويسعى البرنامج المهني للمعرض لاستكشاف مستقبل النشر والصناعات الإبداعية، مع التركيز على تأثير الذكاء الاصطناعي، عبر ورش عمل، وندوات رئيسة، إضافة إلى استكشاف الفرص الجديدة في الصناعات الرقمية والإبداعية، من خلال إطلاق النسخة الأولى من مؤتمر «رقمنة الإبداع»، الذي يناقش كيفية دمج التكنولوجيا في الفنون والنشر، وتحقيق التفاعل بين التقنيات الحديثة والإبداع التقليدي، ما يوفر للمشاركين رؤى مهمة حول استراتيجيات النمو والابتكار في مجالاتهم، إلى جانب مبادرة «ردهة الأعمال»، التي توفر مساحة للتواصل والشراكات المهنية بين الناشرين.
ويحافظ المعرض على تنوعه ومساحته الترفيهية من خلال برنامج "أبدع"، الذي يضيء على تنوع فنون الطهي في العالم المرتبطة بالتراث الحضاري للشعوب، إضافة إلى معارض وورش التصوير الفنية، ويتضمن البرنامج سينما الصندوق الأسود التي تعرض مجموعة مختارة من الأفلام العربية القصيرة، إلى جانب برنامج موسيقي يحييه فنانون مميزون على مدى أيام المعرض.
ويشكل برنامج الأطفال والناشئة أولوية في فعاليات مركز أبوظبي للغة العربية، في إطار استراتيجية مستدامة ينتهجها لتعزيز حب اللغة العربية وترسيخها في عقول الأطفال وقلوبهم، وتمكينهم من التعبير عن أنفسهم، ما يدعم ارتباطهم بهويتهم الثقافية، انطلاقاً من أن الأطفال يشكلون مستقبل الدولة الثقافي والحضاري، والضامن الحقيقي لاستدامة ريادتها الثقافية العالمية.
ويقدم محور "أتعلم" تجربة تعليمية ساحرة للأطفال والناشئة تجمع بين التعليم والترفيه، وتشمل ورش عمل، وأنشطة تفاعلية تسلط الضوء على اللغة العربية في الأركان المخصصة للأطفال والناشئة، وهو ركن "ألفا" ضمن بيئة تعليمية جاذبة.
ويسلط برنامج "استكشف" الخاص ببرامج العارضين والشركاء الضوء على إسهامات الشركاء الحكوميين من خلال الأنشطة الثقافية، ما يعزز الروابط بين أوساط المجتمع الأدبي العالمي. وفي ركن خاص يحتضنه "تحت ظلال الغاف"، يعيش الحضور تجربة أدبية فريدة مع كاتب يقرأ مقتطفات من أعماله، ويتفاعل مع جمهوره، ويوقع لهم نسخاً من مؤلفاته.
ويدعم المعرض تعزيز مكانة اللغة العربية من خلال برامج مبتكرة تشجع على القراءة والإبداع، تماشياً مع استراتيجية دولة الإمارات التي تسعى إلى بناء مجتمع قارئ قادر على إنتاج محتوى عربي يواكب التحولات الرقمية، عبر دعم المواهب الأدبية الناشئة، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات تحاكي العصر الحديث.
ويتوقع أن يسجل المعرض هذا العام رقماً قياسياً في عدد الزوار يتجاوز 300,000 زائر، ما يعكس نجاح مركز أبوظبي للغة العربية في توسيع الإقبال على المعرفة والثقافة، وإعادة الزخم الحضاري لمعارض الكتب بوصفها تظاهرات اجتماعية ثقافية، ويؤكد الدور الريادي للدولة، ودورها الحضاري في إحياء الثقافة، واستدامة صناعة النشر، وإثراء المشهد الثقافي الدولي، وترسيخ مكانتها وجهةً للإبداع والمعرفة.