كيف تؤثر ظاهرة «بارنوم» على الصحة النفسية؟.. «احذر الانتقادات اللاذعة»
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
«التعميمات تنطبق على شخصيتي»، إذا كنت تعتقد أنك تصدق هذه المقولة فربما تكون تحت تأثير ظاهرة هي من الأكثر شهرة في علم النفس، وهي فئة من الناس أكثر عرضة للسحر والخرافات، المتأثرين بكل ما هو معمم، إذ أنهم يعتقدون أن ذلك التعميم يخصهم فقط، وفي السطور التالية نستعرض معا من هم أصحاب ذلك التأثير وكيفية منعه على الصحة النفسية، وفقاً لموقع «very well mind».
تأثير بارنوم هي ظاهرة تحدث عندما يعتقد الشخص أن جميع الصفات الشخصية والتعميمات تنطبق عليه هو فقط مثل معتقد أن «جميع أصحاب البشرة السمراء هم أشخاص عدوانيين يميلون إلى العنف» أو «أن جميع المولودون في شهر 7 سيصابون بسوء الحظ في حياتهم»، مما يجعلهم أكثر عرضة لتصديق السحرة وقراء الكف، الذين يستغلون ذلك الأمر في إقناعهم أنهم يعرفون عنهم وعن شخصياتهم، من خلال قول تعميمات يمكن أن تنطبق على كل الناس، فيصدق أصحاب هذا التأثير كلام السحرة والمنجمين باعتباره أمرا حقيقيا ينطبق عليهم.
بدأ الأمر في عام 1948، عندما تلاعب رجل الاستعراض بي تي بارنوم، بمئات الأشخاص وأقنعهم بأنه يفهم شخصية كل فرد منهم، وذلك عن طريق التحدث مع كل شخص وأخباره ببعض صفات عامة التي تجعله يشعر وكأنه يعرف شخصيته مثل : أنت طيب أو أنت تحتاج إلى من يهتم بك.
ويقول إدوارد راتوش، الأخصائي النفسي أن تأثير بارانوم عندما نبحث كثيرًا ونجد معنى شخصيًا في أشياء عامة أو محايدة، أي عند قول أمور عامة قد تنطبق على ملايين الأشخاص، لكن عندما نخبر بها فرد معين يعتقد أنه أمر ذاتي خاص به هو فقط.
تجارب تثبت ظاهرة بارنوم
وكشف عالم النفس بيرترام فورير أنه من السهل أن يتفق الناس على أوصاف غامضة عن أنفسهم دون أن يدركوا أنها يمكن أن تنطبق على الجميع أو أن أوصاف الشخصية الغامضة تنطبق عليهم تحديدًا، ما يجعلهم أكثر عرضة لتصديق الأبراج وقراء الكف.
وفي دراسة أجراها فورير على طلابه ليثبت بها فرضيته، فقد أعطى كل طالب منهم اختبارًا للشخصية، ثم سأل عن مدى تطابق هذه النتائج على شخصيتهم، والمذهل أنهم حصلوا جميعًا على نفس للنتائج التي وصفت شخصيتهم بناءً على إجاباتهم، واعتقد الجميع أن هذه الأسئلة الشخصية كانت دقيقة بما يكفي لوصف شخصيتهم.
وكانت الأسئلة عبارة من قبيل أنت بحاجة إلى أن يحبك الآخرون ويعجبون بك أو أنت تحتاج لمن يشعر بك.
تأثير البارنوم على الصحة النفسيةبحسب الدكتور إبراهيم مجدي، استشاري الصحة النفسية خلال حديثه لـ«الوطن»، فإن البارنوم لها تأثير كبير على صحة الفرد ونفسيته، وينشأ ذلك التأثير في الأساس من انتقادات لاذعة قد تعرض لها الفرد من أسرة أو أصدقاءه في طفولته أو مشاكل في كيميا المخ، أو قد تكون طريقة يعوض بها الشخص قصور شخصيته عن طريق الاعتقاد أن كل ما يقال يعود عليه، وهي طريقة يبرر بها فشله في الحياة.
وتلك الظاهرة ليست وليدة اللحظة ولا المكان، فهي منشرة في أماكن عديدة حول العالم، وتبدأ ملامح هذه الشخصية في الظهور قبل سن الـ18 أما بعد ذلك السن فتتحول إلى اضطراب يعيش به الشخص طوال حياته وعليه التخلص منه، إذ أنها تحول حياته إلى جحيم إذا لم يتخلص منها، كما يعيق ممارسة الشخص لحياته اليومية بشكل طبيعي، بحسب استشاري الصحة النفسية.
كيف نتعامل مع مريض البارنوم؟يشدد مجدي على أهمية التوجه لطبيب نفسي في حالة شعور الشخص أنه مُصاب بهذه الظاهرة، وينصح الأشخاص حوله بأخذ الحذر في كل ما يصدر منهم أمامه، فمثل هذه الشخصيات تمتلك حساسية شديدة وحس مرهف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مرض نفسي الصحة النفسیة تنطبق على
إقرأ أيضاً:
“إنسان” تستعرض تجربتها في ملتقى المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية
الجزيرة – جواهر الدهيم
شاركت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض “إنسان ” في ملتقى ( تأهيل الفئات الأكثر عرضة ) الذي نظمه المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية تحت شعار نحو دعم شامل وتمكين مستدام، والذي استهدف المختصين والجهات المختصة بتقديم الدعم للفئات الأكثر عرضة من الأشخاص ذوي الإعاقة والأيتام والمعنفين والأحداث والسجناء وأسرهم.
وتضمنت مشاركة الجمعية بورقة عمل قدمها مدير عام الجمعية محمد بن سعد المحارب بعنوان ” دور جمعيات ومؤسسات رعاية الأيتام في المملكة في تقديم الدعم بأشكاله النفسي والوقائي والتأهيل” تناول فيها أهم الدراسات وأحدثها في الجمعيات الخيرية والخدمات المقدمة للمستفيدين بجميع المجالات، إضافة إلى أهمية الدور التكاملي بين القطاعات الثلاثة لتحقيق الدعم النفسي والوقائي والتأهيلي، والاعتبارات الأساسية للدور التكاملي والتي تمثلت في احتياج الطفل اليتيم إلى التوجيه والإرشاد، وقلة تجاوب الطلبة مع المرشدين، إضافة إلى ميل اليتيم إلى العزلة والانطوائية أو الانفصال عن الآخرين، والسلوك غير السوي لدى اليتيم لجذب الانتباه.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المنطقة الشرقية يكرّم الفائزين بجائزة الأحساء للتميّز في دورتها الثانية
كما عرج المحارب بالحديث إلى أدوار الأخصائي الاجتماعي في رعاية الأيتام، ونماذج التكامل الثلاث الإنمائي والوقائي والتأهيلي عند العمل مع الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام، والمهارات الحياتية واللازمة للتعامل مع الأيتام، وأنواع البرنامج الوقائي ووسائل التحقق، وأمثلة للنموذج العلاجي، وأنواع الرعاية التأهيلية للطفل، والأساليب العلاجية لبرنامج التدخل المهني.
وقدم المحارب عبر ورقة العمل مجموعة من التوصيات أبرزها تحقيق الشراكة بين القطاع الحكومي والأهلي وغير الربحي بما يخدم الأطفال الأيتام، والعمل على تطبيق تجربة جمعية إنسان على بقية الجمعيات التي تعنى برعاية الأيتام. والتكامل بين الجوانب النمائية والوقائية والعلاجية التأهيلية.
وكذلك العمل على رعاية الأيتام من جميع الجوانب النفسية، والاجتماعية، والتثقيفية والتحصيلية، إضافة إلى الاهتمامات بالحاجات النفسية والاجتماعية لدى الأيتام، وضرورة الاستعانة بالخبراء والمتخصصين عند وضع البرامج والخدمات الخاصة بالرعاية الاجتماعية، وتحقيق التكامل والتنسيق بين جميع البرامج والخدمات الخاصة بالرعاية الاجتماعية المقدمة للأطفال الأيتام، وأهمية بناء الثقة وإشراك الأسرة والمجتمع في برامج وخدمات الرعاية الاجتماعية المقدمة من قبل الجمعيات بما يسهم في تقبلهم ومشاركتهم في هذه البرامج والخدمات.