لماذا ينأى النظام السوري بنفسه عن الحرب في غزة؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد أن يشعل المنطقة، وفق ما يقول محللون.
وقالت وكالة فرانس برس إنه بعد 13 عاماً من نزاع دامٍ في سوريا، يحاول رأس النظام، بشار الأسد، "الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين: إيران التي تعتبر نفسها عدوا لدودا لإسرائيل، والتي سارعت مجموعات موالية لها إلى "مساندة" حركة حماس، وبين روسيا".
ويوضح مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، أن "الأسد تلقى تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسيدمرون نظامه".
ويقول المحلل في معهد واشنطن، أندرو تابلر، إن روسيا والإمارات، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق عام 2018، "حثّتاه على البقاء بمنأى عن النزاع" الدائر بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.
ومنذ ذاك الحين، ازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل قياديين رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني.
وشكل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران، التي ردت في 13 من الشهر الجاري بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل.
لماذا يمنع الأسد مظاهرات "التضامن مع غزة"؟ فرض النظام السوري خلال الأيام الماضية على الجهات والفصائل الفلسطينية "موافقة أمنية" من أجل تنظيم فعاليات ووقفات تضامنية مع السكان في قطاع غزة، وذكرت تقارير إعلامية أن مبررات الخطوة جاء تحت بند "الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة والحفاظ على الأمن والأمان".
وبعد أسبوع، استهدف هجوم نُسب إلى إسرائيل، وسط إيران، لكن طهران قللت من أهميته، مشيرة إلى أنها لن ترد عليه.
رسالة "مشفرة"وأثار تصعيد الضربات واتساع نطاق الحرب في غزة مخاوف من حصول ردّعلى إسرائيل انطلاقاً من الجبهة السورية، التي يخيم عليها الهدوء إلى حد بعيد منذ عقود.
لكن في حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لحماس التي ينضوون معها في ما يعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة طهران، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.
ويقول تابلر إنه تم إحصاء "بين 20 إلى 30 هجوم صاروخي من سوريا" نحو الجولان منذ بدء الحرب، لم يسفر معظمها عن أضرار.
ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان 26 هجوما فقط، نفذتها مجموعات متحالفة مع حزب الله اللبناني.
ويشير تابلر الى أن "معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة"، مضيفا أن هذا "ما جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفرة، مفادها أن الرئيس السوري يريد البقاء خارج النزاع في غزة".
المنطقة تشتعل والأسد "يتفسح".. أين النظام السوري مما يجري؟ قبل أن تنفذ إيران "ردها" على إسرائيل بيومين، وبينما كانت دول المنطقة والعالم تترقب تداعيات الضربة على الأرض، أعطى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لعائلته ولنفسه "فسحة"، وزار أحياء دمشق القديمة وكأن شيئا لم يحدث وسيحدث في محيطهوأكثر من ذلك، أقدمت إيران مؤخرا على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري، وتحديداً في المناطق المحاذية للجولان، وفق ما يؤكد المرصد السوري ومصدر مقرّب من حزب الله.
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الجاري، إنشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته "مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد" بين القوات الإسرائيلية وجيش النظام السوري، فضلا عن "رصد أي استفزازات محتملة".
ما المقابل؟على وقع الانتقادات لنأي سوريا بنفسها عن حرب غزة، قال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في خطاب في نوفمبر، إن سوريا "رغم ظروفها الصعبة، تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل تبعات المواجهة" مع إسرائيل، منوهاً بموقفها "السياسي الحازم والقوي".
وقال: "في قلب هذه المواجهة، لا أعتقد أن أحداً اليوم يطالب سوريا بأكثر من ذلك".
وبينما يبتعد رئيس النظام في دمشق عن الواجهة، رأى الدبلوماسي الغربي الذي تحدث لفرانس برس، أن "الأسد يأمل خصوصاً بأن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغرب، ويدفعه الروس باتجاه ذلك".
وبعد عزلة دبلوماسية على المستوى الدولي منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه خصوصاً بعد استئناف العلاقات تدريجياً مع دول خليجية بدءاً من عام 2018، واستعادة مقعده في جامعة الدول العربية.
ويأمل بالحصول من دول الخليج على تمويل يحتاجه من أجل مرحلة إعمار البلاد التي مزقتها سنوات الحرب وقضت على اقتصادها.
وفي حين خرجت في عواصم عربية عدة تظاهرات حاشدة دعماً للفلسطينيين في غزة، لم تشهد دمشق سوى تحركات خجولة ومحدودة.
وكانت العلاقة بين النظام السوري وحركة حماس التي أطلق هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع أكتوبر شرارة الحرب في قطاع غزة، تتسم بالصعوبة، وتوترت انطلاقا من عام 2011 على خلفية انتقاد الحركة قمع السلطات السورية للاحتجاجات الشعبية التي عمّت البلاد حينذاك، وفق فرانس برس.
وبعدما كانت الحركة تتخذ من دمشق مقرا لها في الخارج وتُعد من أوثق حلفاء الأسد الفلسطينيين، أقفلت عام 2012 مكاتبها في العاصمة السورية، وعلقت نشاطاتها وغادر قادتها، لتبدأ قطيعة استمرت أكثر من عقد.
وفي خريف 2022، أعلنت حماس استئناف علاقتها مع دمشق، من دون أن تستعيد حضورها فيها.
ويعرب الدبلوماسي الغربي عن اعتقاده بأن "النظام يكره حماس ولا رغبة لديه بدعم الإخوان المسلمين، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا"، نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.
ورداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع حماس إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 "من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بالتفصيل.. الرواية الكاملة لهروب رئيس النظام السوري السابق «بشار الأسد»
كشفت معلومات صحفية تناقلتها العديد من الوسائل الإعلامية، عن ما أسمته “الرواية الكاملة لهروب رئيس النظام السوري السابق “بشار الأسد”.
وبحسب المعلومات التي نقلتها مجلة “المجلة”، “قبل يوم من فرار “الأسد” تلقى اتصالات من وزير الخارجية بسام صباغ والمستشارة بثينة شعبان ومن رئيسة اتحاد الطلبة دارين سليمان ومن نائبة الأمين العام للرئاسة لينا كيناية، وأكد لهم أنه “لا داعي للقلق” وأن “الدعم الروسي قادم” و”أننا سنقاتل ونستعيد المدن”.
وأفادت المعلومات “بأن “الأسد” كان وافق مبدئيا مساء السبت على إلقاء “خطاب الحرب” وليس الاستقالة أو التنحي، وجرت كافة التحضيرات لذلك، حتى إن مصوريه جهزوا المكان، وجهزت قناة “روسيا اليوم” شارة الانتقال لبث “الخطاب المباشر”، وفيما ألح عليه مستشاروه كي يظهر، سأله أحدهم: “ماذا يحصل في حمص ودمشق؟ هل أعطيت تعليمات بعدم إطلاق النار؟ من أعطى التعليمات؟ هل هناك اتفاق في الدوحة بين وزراء صيغة آستانه؟، لكنه أكد مجددا أنه “لا داعي للقلق، لأن الدعم الروسي قادم”، وقال: “لا عجلة في إلقاء الخطاب، فالوقت تأخر الآن (9:30 مساء السبت)، غدا سألقي خطابا”.
وبحسب المعلومات، “بالفعل بقي بعض الموظفين في مكاتبهم إلى ما بعد منتصف “ليلة الهروب، في حين قال أحد الذين اتصلوا بالأسد: “فوجئنا بالذي حصل.. فلقد أكد لنا أننا ذاهبون إلى معركة، لكن يبدو أنه ضللنا”.
وكشفت المعلومات، أن “الأسد” اتفق مع “دارين سليمان” على تناول الفطور صباح الأحد ومع “شعبان” على إعداد مسودة خطاب وعرضها على اللجنة السياسية في الساعة الثانية عشرة ظهر الثامن من ديسمبر، ثم عرض المسودة عليه كي يلقي الخطاب بعد الظهر، لكن في الساعة الثامنة مساء السبت غادر “الأسد” مكتبه، بعدما تلقى اتصالا روسياً مهماً، مفاده بأن عليه مغادرة دمشق لتجنب إراقة مزيد من الدماء وحماية ما تبقى من المصالح الروسية، أما المستشارون، فذهبوا إلى النوم بما في ذلك قائد الموكب في الحرس الجمهوري اللواء “فائز جمعة”.
ووفق المعلومات، “أيقظهم أقاربهم ومساعدوهم على مفاجأة مدوية جاءت من وسائل الإعلام: “الأسد هرب”، واختار شخصين فقط لمرافقته، أحدهما وزير شؤون الرئاسة منصور عزام (شقيقه رجل أعمال في روسيا) ومسؤول الحماية العميد محسن محمد، وقد توجهوا جميعا إلى قاعدة حميميم، ومن هناك طار “الأسد” إلى موسكو، ولاحقا عندما تسرب خبر مغادرة الأسد، استيقظ أو تم إيقاظ مستشاريه فهربوا إلى لبنان أو الساحل السوري ثم إلى دول غربية”.
وبحسب المعلومات، “في الأثناء وفي مقر قيادة “الفرقة الرابعة” كان هناك من لا يزال يريد القتال، فتفجرت “معركة داخلية” في مكتب ماهر الأسد، الذي يرأس هذه الفرقة، بحضور نائبه ومدير مكتب وقائد عسكري، وقتل أحدهم بطلقة رصاص والثاني بقنبلة، ثم هرب ماهر إلى العراق برفقة رئيف قوتلي وقادة ميليشيات عراقية، أما الفرقة الرابعة التي أنشئت للقتال في دمشق، فتبخرت وتلاشت في ساعات وهرب العناصر إلى الساحل”.
وذكرت المعلومات، أن “الأمر الأخير للانسحاب جاء في الساعة 3 فجر الأحد، لعناصر “الحرس الجمهوري”، بعد خروج أخبار عن أنه فر هارباً دونما إخبار ضباطه المرافقين أو رئيس مكتب المهام الخاصة، أي اللواء فائز جمعة، وحتى ذلك الوقت، كانت عناصر الحراسة في قطاعات القصر يقومون بمهامهم على أكمل وجه ويفتشون السيارات بشكل دقيق، على عكس ما درج خلال السنوات الماضية من السماح لمرور السيارات دون أي تدقيق”.
آخر تحديث: 19 ديسمبر 2024 - 19:49