الحرة:
2025-03-13@11:42:57 GMT

لماذا ينأى النظام السوري بنفسه عن الحرب في غزة؟

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

لماذا ينأى النظام السوري بنفسه عن الحرب في غزة؟

 يحرص النظام السوري منذ بدء الحرب في غزة على عدم الانجرار إليها، رغم أن استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، والمنسوب إلى إسرائيل، كاد أن يشعل المنطقة، وفق ما يقول محللون.

وقالت وكالة فرانس برس إنه بعد 13 عاماً من نزاع دامٍ في سوريا، يحاول رأس النظام، بشار الأسد، "الموازنة بين داعمتيه الرئيسيتين: إيران التي تعتبر نفسها عدوا لدودا لإسرائيل، والتي سارعت مجموعات موالية لها إلى "مساندة" حركة حماس، وبين روسيا".

ويوضح مصدر دبلوماسي غربي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس، أن "الأسد تلقى تحذيراً واضحاً من الإسرائيليين، بأنه إذا ما استُخدمت سوريا ضدهم، فسيدمرون نظامه". 

ويقول المحلل في معهد واشنطن، أندرو تابلر، إن روسيا والإمارات، التي استأنفت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق عام 2018، "حثّتاه على البقاء بمنأى عن النزاع" الدائر بين حماس وإسرائيل منذ السابع من أكتوبر.

ومنذ ذاك الحين، ازدادت وتيرة الضربات المنسوبة لإسرائيل ضد أهداف إيرانية في سوريا، والتي أسفرت عن مقتل قياديين رفيعي المستوى من الحرس الثوري الإيراني.

وشكل استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق مطلع أبريل، ومقتل قياديين كبيرين في الحرس الثوري، صفعة قوية لطهران، التي ردت في 13 من الشهر الجاري بهجوم غير مسبوق ضدّ إسرائيل، استخدمت فيه 350 طائرةً مسيرة وصاروخاً، جرى اعتراض معظمها بمساعدة من الولايات المتحدة ودول أخرى حليفة لإسرائيل.

لماذا يمنع الأسد مظاهرات "التضامن مع غزة"؟ فرض النظام السوري خلال الأيام الماضية على الجهات والفصائل الفلسطينية "موافقة أمنية" من أجل تنظيم فعاليات ووقفات تضامنية مع السكان في قطاع غزة، وذكرت تقارير إعلامية أن مبررات الخطوة جاء تحت بند "الحماية من الإرهاب والعصابات المسلحة والحفاظ على الأمن والأمان".

 

وبعد أسبوع، استهدف هجوم نُسب إلى إسرائيل، وسط إيران، لكن طهران قللت من أهميته، مشيرة إلى أنها لن ترد عليه.

 رسالة "مشفرة"

وأثار تصعيد الضربات واتساع نطاق الحرب في غزة مخاوف من حصول ردّعلى إسرائيل انطلاقاً من الجبهة السورية، التي يخيم عليها الهدوء إلى حد بعيد منذ عقود.

لكن في حين سارع حلفاء إيران في لبنان والعراق واليمن إلى فتح جبهات ضد إسرائيل دعماً لحماس التي ينضوون معها في ما يعرف بـ"محور المقاومة" بقيادة طهران، بقيت جبهة هضبة الجولان التي تحتلها إسرائيل هادئة نسبياً.

ويقول تابلر إنه تم إحصاء "بين 20 إلى 30 هجوم صاروخي من سوريا" نحو الجولان منذ بدء الحرب، لم يسفر معظمها عن أضرار. 

ووثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان 26 هجوما فقط، نفذتها مجموعات متحالفة مع حزب الله اللبناني.

ويشير تابلر الى أن "معظم الصواريخ سقطت في مناطق غير مأهولة"، مضيفا أن هذا "ما جرت قراءته في واشنطن وخارجها على أنه رسالة مشفرة، مفادها أن الرئيس السوري يريد البقاء خارج النزاع في غزة". 

المنطقة تشتعل والأسد "يتفسح".. أين النظام السوري مما يجري؟ قبل أن تنفذ إيران "ردها" على إسرائيل بيومين، وبينما كانت دول المنطقة والعالم تترقب تداعيات الضربة على الأرض، أعطى رئيس النظام السوري، بشار الأسد، لعائلته ولنفسه "فسحة"، وزار أحياء دمشق القديمة وكأن شيئا لم يحدث وسيحدث في محيطه

وأكثر من ذلك، أقدمت إيران مؤخرا على خفض وجودها العسكري في الجنوب السوري، وتحديداً في المناطق المحاذية للجولان، وفق ما يؤكد المرصد السوري ومصدر مقرّب من حزب الله.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في الرابع من الشهر الجاري، إنشاء مركز إضافي في الشطر السوري من الجولان مهمته "مراقبة وقف إطلاق النار على مدار الساعة وخفض التصعيد" بين القوات الإسرائيلية وجيش النظام السوري، فضلا عن "رصد أي استفزازات محتملة". 

ما المقابل؟ 

على وقع الانتقادات لنأي سوريا بنفسها عن حرب غزة، قال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، في خطاب في نوفمبر، إن سوريا "رغم ظروفها الصعبة، تحتضن المقاومين وحركات المقاومة وتتحمل تبعات المواجهة" مع إسرائيل، منوهاً بموقفها "السياسي الحازم والقوي".

وقال: "في قلب هذه المواجهة، لا أعتقد أن أحداً اليوم يطالب سوريا بأكثر من ذلك".

وبينما يبتعد رئيس النظام في دمشق عن الواجهة، رأى الدبلوماسي الغربي الذي تحدث لفرانس برس، أن "الأسد يأمل خصوصاً بأن يحصل على مقابل لضبط النفس من العرب والغرب، ويدفعه الروس باتجاه ذلك". 

وبعد عزلة دبلوماسية على المستوى الدولي منذ بدء الحرب في سوريا عام 2011، يحاول الأسد إعادة تعويم نظامه خصوصاً بعد استئناف العلاقات تدريجياً مع دول خليجية بدءاً من عام 2018، واستعادة مقعده في جامعة الدول العربية.

ويأمل بالحصول من دول الخليج على تمويل يحتاجه من أجل مرحلة إعمار البلاد التي مزقتها سنوات الحرب وقضت على اقتصادها.

وفي حين خرجت في عواصم عربية عدة تظاهرات حاشدة دعماً للفلسطينيين في غزة، لم تشهد دمشق سوى تحركات خجولة ومحدودة.

وكانت العلاقة بين النظام السوري وحركة حماس التي أطلق هجومها غير المسبوق على إسرائيل في السابع أكتوبر شرارة الحرب في قطاع غزة، تتسم بالصعوبة، وتوترت انطلاقا من عام 2011 على خلفية انتقاد الحركة قمع السلطات السورية للاحتجاجات الشعبية التي عمّت البلاد حينذاك، وفق فرانس برس. 

وبعدما كانت الحركة تتخذ من دمشق مقرا لها في الخارج وتُعد من أوثق حلفاء الأسد الفلسطينيين، أقفلت عام 2012 مكاتبها في العاصمة السورية، وعلقت نشاطاتها وغادر قادتها، لتبدأ قطيعة استمرت أكثر من عقد. 

وفي خريف 2022، أعلنت حماس استئناف علاقتها مع دمشق، من دون أن تستعيد حضورها فيها.

ويعرب الدبلوماسي الغربي عن اعتقاده بأن "النظام يكره حماس ولا رغبة لديه بدعم الإخوان المسلمين، الذين قد يعزز فوزهم موقع نظرائهم في سوريا"، نظراً للعداء التاريخي بين الجانبين.

ورداً على سؤال عن إمكانية عودة العلاقة مع حماس إلى ما كانت عليه، قال الأسد في مقابلة صيف 2023 "من المبكر أن نتحدث عن مثل هذا الشيء، لدينا أولويات الآن، والمعارك داخل سوريا هي الأولوية".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إنه استهدف مقرات عسكرية ومواقع تحتوي على أسلحة وعتاد في جنوب سوريا خلال الليل، وذلك في أحدث سلسلة من الهجمات على البنية التحتية العسكرية السورية.

وذكر الجيش الإسرائيلي أنه "استهدف أيضاً أجهزة رادار ومراقبة تستخدم في عمليات التقييم الاستخباراتي الجوي في المنطقة الجنوبية من البلاد".

ولم ترد تقارير على الفور عن وقوع خسائر بشرية.

وفي المقابل، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن سلاح الجو دمر مقرات عسكرية بنتها "هيئة تحرير الشام" في منطقة قطنا بريف دمشق.

وتعد هذه المرة الأولى التي يكشف فيها النقاب عن استهداف إسرائيل لمقرات جيش سوريا الجديد.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المقاتلات الحربية الإسرائيلية شنت عدة ضربات جوية استهدفت مواقع عسكرية لقوات نظام الأسد، في منطقة قطنا بالعاصمة دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية، في وقت سابق أن الجيش الإسرائيلي استهدف أمس الإثنين محيط محافظة درعا في سوريا بعدة ضربات جوية.

في درعا..غارات إسرائيلية على قواعد عسكرية سابقة بسوريا - موقع 24أكدت مصادر أمنية سورية، شن طائرات إسرائيلية عدة غارات على ثكنات ومواقع عسكرية سابقة للجيش السوري في محافظة درعا الجنوبية الإثنين، في أحدث الضربات التي تستهدف البنية التحتية العسكرية للبلاد.

ومنذ مطلع عام 2025، أحصى المرصد 23 مرة استهدفت فيها إسرائيل الأراضي السورية، 21 منها جوية و2 برية، وأسفرت الضربات عن إصابة وتدمير نحو 22 هدفاً ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.

ومنذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر  (كانون الأول) من العام الماضي، شنت إسرائيل على سوريا غارات عدة دمرت خلالها معظم قدرات الجيش السوري.

كما تقدمت القوات الإسرائيلية عدة كيلومترات في المنطقة العازلة بين البلدين، واستقرت على جبل الشيخ المطل على دمشق.

مقالات مشابهة

  • سوريا.. وزارة الدفاع تعلن إحباط هجوم لفلول الأسد في اللاذقية
  • حكايات المندسين والفلول في سوريا
  • محلل سياسي: حديث إسرائيل عن تقسيم جنوب سوريا لمناطق أمنية احتلال رسمي
  • من يتحمل مسؤولية ما يحدث في سوريا؟
  • لماذا تستميت إسرائيل للدفاع عن دروز سوريا؟!
  • إسرائيل تستهدف مواقع أسلحة جنوب سوريا
  • إسرائيل تعلن قصف مقار عسكرية جنوبي سوريا
  • سانا تستطلع آراء عدد من طلاب وأساتذة جامعة دمشق حول عمليات وزارة الدفاع والأمن العام التي تستهدف فلول النظام البائد.
  • مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام لـ سانا: ننفي الشائعات التي تنشرها وسائل إعلام إيرانية حول هروب أبناء الطائفة العلوية في دمشق إلى السويداء، ونؤكد أن الخبر ضمن سياق الحرب الإعلامية التي تستهدف سوريا الجديدة ووحدتها
  • مواطنون من دمشق يطالبون بمحاربة فلول النظام البائد لحفظ الأمن والاستقرار والحذر من الفتن التي تعمل عليها جهات خارجية