دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تتعرّض المحيطات، والبحيرات، والأنهار حول العالم لضغوط متزايدة بسبب تغير المناخ، والطلب المتزايد، والتوسع الحضري، والتلوث، ما يهدد قدرتها في الاستمرار على الحياة.

ورأى المؤسس المشارك لشركة "Aquaai" التكنولوجية، سيمون بيتركوسكي،  أنّه من دون توفّر بيانات أفضل لفهم صحة الممرات المائية التي تعاني من ضغوط متزايدة، سيكون الكفاح من أجل إنقاذ هذه الموارد الثمينة غير فعال.

 وأوضح بيتركوسكي قائلاً: "يعاني كل مجرى مائي تقريبًا من التلوث إلى درجة أنّ النظام البيئي لم يعد قادرًا على إعادة التوازن مرة أخرى".

وتهدف شركة "Aquaai" إلى سد هذه الفجوة المعلوماتية باستخدام روبوتات تشبه الأسماك تقوم بجمع البيانات من البيئات تحت الماء.

وتعمل هذه الأجهزة بالبطاريات، وهي مصممة لتبدو وتسبح مثل الأسماك، بجسم وذيل يتحركان من جانب إلى آخر أثناء التجول في الماء. 

صُمم الروبوت الخاص بشركة "Aquaai" على شكل سمكة. Credit: Aquaai

وبفضل جلدها المصنوع من مادة "نيوبرين" البرتقالية، والبيضاء، والسوداء، فإنّها تشبه نجمة سمكة المهرج بفيلم "Finding Nemo" الشهير منذ عام 2003.

ويبلغ طول الجهاز المعياري 1.3 متر تقريبًا، ويزن 30 كيلوجرامًا، ويمكن تجهيزه بكاميرات وأجهزة استشعار لقياس مستويات الأكسجين، والملوحة، ودرجة الحموضة.

وكان بيتركوسكي، الذي يتمتع بخلفية في مجال تقنيات التحريك (animatronics) لأفلام الرعب، متحمسًا لبناء الروبوتات بعد أن تعلّمت ابنته البالغة من العمر 8 أعوام عن أزمة المحيطات، وطلبت منه المساعدة في حماية البحار.

وقال إنّه من المهم أن تتمكن الأجهزة من الاندماج في الموائل الطبيعية، والسباحة بين الكائنات الأخرى من دون إزعاجها، والمناورة حول العوائق بسلاسة.

واستخدمت الشركة تقنيتها في كاليفورنيا، حيث تأسست، والنرويج، حيث لديها شركة فرعية.

صورة للروبوت أثناء السباحة في الماء. Credit: Aquaai

وتم تشغيلها في المياه العذبة والمالحة، وبالقرب من السدود، والموانئ، ومزارع الأسماك للتحقق من أشياء مثل جودة المياه، وصحة الأسماك.

وتستخدم العديد من مزارع الأسماك أجهزة استشعار ثابتة لمراقبة جودة المياه، لكن ترى الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة في الشركة، ليان طومسون، أنّ ذلك قد يكون غير فعال في الحظائر العملاقة، إذ قد تتجمع الأسماك بعيدًا عن أجهزة الاستشعار.

وبدلاً من ذلك، تسبح روبوتات "Aquaai" بجانب الأسماك، وتجمع البيانات أينما ذهبت.

وقد يكون لهذه التكنولوجيا دورًا فعالاً في الشرق الأوسط أيضًا، وهي منطقة تعاني من شح المياه.

وتحتضن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 1% فقط من موارد المياه العذبة في العالم، وتستنزف العديد من البلدان المياه من الخزانات الجوفية إلى حدٍ كبير لري الأراضي الزراعية.

وانتقل كلا من طومسون وبيتيركوسكي، وهما متزوجان، إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبي.

وفي أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم قبول "Aquaai" في برنامج "لبناء الشركات" بمنظومة تكنولوجية تُدعى "Hub71" في أبوظبي.

الرئيسة التنفيذية والمؤسسة المشاركة لـ "Aquaai"، ليان طومسون. Credit: Aquaai

وأشارت طومسون إلى إمكانية استخدام تقنية الشركة في المنطقة لإدارة المياه، ومن أجل عمليات تربية الأحياء المائية المستدامة، والكشف عن معدات الصيد المهجورة، ومراقبة صحة الشعاب المرجانية. 

وتعمل "Aquaai" حاليًا على تحديث الروبوتات، كما أنّها تجري مناقشات مع مختلف الوكالات الحكومية بشأن تجارب لتشغيل الإصدار الأحدث.

وأفادت طومسون أنّه في جميع أنحاء العالم، تتم مراقبة موارد المياه بصورة يدوية عادةً، وهي عملية بطيئة، وتتطلب عمالة مكثّفة، وقد لا توفر سوى بيانات متفرقة.

وتعتقد أنّ هناك حاجة ماسة إلى تحسين التشغيل الآلي.

المؤسس المشارك لـ "Aquaai"، سيمون بيتركوسكي. Credit: Aquaai

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أكّد مؤسس منصة الأمن المائي "Our Future Water"، روبرت بريرز، ضرورة لعب التشغيل الآلي "دورًا حاسمًا في مستقبل إدارة المياه من خلال تعزيز الكفاءة، وتقليل النفايات، وتحسين جمع البيانات من أجل اتخاذ قرارات أفضل".

وقال بريرز، وهو ليس جزءًا من شركة "Aquaai"، إنّ روبوتات الشركة طريقة غير اجتياحية، وفعالة من حيث التكلفة لجمع البيانات في الوقت الفعلي.

ومع ذلك، لا يزال على "Aquaai" اجتياز بعض العقبات قبل أن تجوب الروبوتات التي اخترعتها الممرات المائية حول العالم.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: أبوظبي اختراعات البيئة التغيرات المناخية تقنية وتكنولوجيا تكنولوجيا شركات

إقرأ أيضاً:

أبل تدفع تعويضات بملايين الدولارات.. مشاكل منتجات الشركة تتزايد

وافقت شركة أبل Apple، على دفع 20 مليون دولار كتعويضات لتسوية دعوى قضائية تتعلق بمشكلة تورم البطارية في نماذج Apple Watch. هذه الدعوى تم تقديمها في عام 2019 إلى محكمة المقاطعة الأمريكية للمنطقة الشمالية في كاليفورنيا، وادعت أن العيب أثر على أول أربع سلاسل من ساعات Apple Watch.

أبل تدفع 20 مليون دولار لتسوية دعوى تورم بطاريات Apple Watch
 

يعد تورم البطارية هو ظاهرة تحدث نتيجة تراكم الحرارة والغاز داخل بطاريات الليثيوم أيون، مما يؤدي إلى انتفاخ جدران البطارية. هذا الانتفاخ قد يتسبب في تلف أو كسر المكونات الأخرى للجهاز إذا نما بشكل مفرط داخل المساحة المحصورة.

أبل تطلق تحديث لمستخدمي آيفون طال انتظاره.. قائمة الهواتف المؤهلةصدمة جديدة لعشاق أبل.. مواد كيميائية مسرطنة في أحد منتجاتهاإجراءات أبل القانونية

رغم التسوية، تواصل أبل نفي أي مسؤولية أو تورط في المشكلة، مشيرة إلى أن قرارها دفع التعويض هو تجنبًا لمزيد من الرسوم القانونية المرتبطة بالقضية التي استمرت لأكثر من خمس سنوات. 

وقد جاء في بيان الشركة: "تنكر شركة أبل جميع الادعاءات المقدمة في الدعوى، وتؤكد عدم حدوث أي مشاكل تتعلق بتضخم البطارية في الساعات المعنية." علاوة على ذلك، أضافت أبل أن التسوية ليست اعترافًا بالذنب.

كما صرحت الشركة لموقع TechCrunch، مؤكدة: “تم تصميم Apple Watch لتكون آمنة وموثوقة. هذه التسوية تشمل مشتري Apple Watch الأصلي وسلسلتي 1 و2 و3، التي لم تعد متاحة للشراء. بينما نختلف بشدة مع الادعاءات، فقد اتفقنا على التسوية لتجنب المزيد من التقاضي.”

يمكن للمتضررين الحصول على التعويضات، يتعين على مستخدمي Apple Watch إبلاغ خدمة العملاء بالمشكلة بين 24 أبريل 2015 و6 فبراير 2024. يعتمد مقدار التعويض على عدد الشكاوى المسجلة، مع أن المبالغ المتاحة تتراوح بين 20 إلى 50 دولارًا. يجب على المتضررين تقديم معلومات الدفع عبر الموقع الرسمي للدعوى قبل 10 أبريل 2025 لاستلام المدفوعات.

تأتي هذه التسوية بعد فترة وجيزة من قرار شركة Fitbit، التابعة لـ جوجل، بدفع غرامة قدرها 12.25 مليون دولار بسبب ارتفاع درجة حرارة البطارية في ساعتها الذكية، مما يبرز القضايا المتزايدة المتعلقة بمشاكل البطاريات في المنتجات التكنولوجية.

مقالات مشابهة

  • الشركة العامة لتعبئة المياه المعدنيّة في طرطوس مستمرة بكامل طاقتها وخط ‏إنتاج جديد قريباً في وحدة تعبئة مياه السن ‏
  • دراسة جديدة لتحديث منظومة إدارة المياه بمجموعة قناطر الدلتا لتعزيز الاستدامة المائية والزراعية.. ووزير الري: التطوير يستهدف تحسين عملية التحكم وتحقيق عدالة التوزيع لخدمة المزارعين
  • «إم آي جي» و«الصناعات الوطنية» يفتتحان أكبر مصنع للخرسانة مسبقة الصبّ بالشرق الأوسط
  • وزير الري: تشكيل روابط مستخدمي المياه يسهم في تحسين إدارة الموارد المائية
  • ألق نظرة على الصور الفائزة بجائزة مصور السفر لعام 2024
  • أسعار الأسماك اليوم الأثنين 3 فبراير في عدن
  • «الخليج العربي» تفتتح «مركز بيانات» مزوّد بأحدث التقنيات بالشرق الأوسط
  • تهجير أهل غزة وتغيير بالشرق الأوسط .. ما أهداف زيارة نتنياهو لواشنطن؟
  • أبل تدفع تعويضات بملايين الدولارات.. مشاكل منتجات الشركة تتزايد
  • وزير الخارجية ونظيره الجيبوتي يؤكدان على تعزيز الأمن البحري وحماية الممرات الملاحية في البحر الأحمر