تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
الكويت- في خطوة سيكون لها انعكاسات اقتصادية كبيرة على سوق العمل من حيث خفض الأجور وتصحيح طريقة العرض والطلب، عدّلت الهيئة العامة للقوى العاملة في الكويت آلية منح تصاريح العمل وانتقال العمالة المستقدمة من الخارج بتصاريح عمل بدءا من أول يونيو/حزيران المقبل.
وجاءت الخطوة بعد موافقة مجلس إدارة الهيئة، في 18 أبريل/نيسان الجاري، على تعديل الآلية للحد من ارتفاع أجور الأيدي العاملة وخفض الأسعار ومنح أصحاب الأعمال تصاريح لاستقدام عمالتهم من الخارج بحسب تقدير الاحتياج الممنوح لهم، مع وضع بعض الشروط على تحويل العمالة ودفع بعض الرسوم المادية.
وأشار القرار -الذي وافق عليه مجلس إدارة الهيئة العامة بالإجماع- إلى منح أصحاب الأعمال التصاريح لاستقدام عمالتهم من الخارج بحسب تقدير الاحتياج الممنوح لهم، ومنع تحويل العامل المستقدم من الخارج قبل مضي 3 سنوات إلا بشرط موافقة صاحب العمل ودفع رسم بقيمة 300 دينار (نحو ألف دولار).
ومن أهداف القرار أيضا:
الحد من تجارة الإقامات. التسهيل على أصحاب العمل ممارسة أنشطتهم التجارية. تطوير بيئة الأعمال. العمل على خفض تكلفة وأجور الأيدي العاملة مما سيسهم بانخفاض الأسعار في قطاع البناء والمقاولات وغيرها من الأنشطة في البلاد. منح أصحاب الأعمال التصاريح لاستقدام عمالتهم من الخارج (الجزيرة) تجارة الإقاماترغم التعديلات الجديدة التي أقرتها الهيئة العامة للقوى العاملة من خلال هذا القرار، يبقى التساؤل قائما عن جدوى آثاره على أصحاب العمل وحركة السوق، وهل سيؤدي لخفض أجور العمالة التي ارتفعت بشكل ملحوظ السنوات الأخيرة.
ويرى الخبير الاقتصادي محمد رمضان أن أبرز التعديلات الجديدة للقرار تشير إلى منع نقل إقامة العمالة قبل مضي 3 سنوات، وفرض رسوم مادية بحجة الاستقرار عند صاحب العمل نفسه، وهذا ليس جوهر المشكلة.
وأضاف رمضان -في حديث للجزيرة نت- أنه يوجد في الكويت "عمالة تعمل عند شركة" بينما إقامتها على شركة أخرى، إضافة إلى وجود تجارة الإقامات منذ سنوات.
وبشأن الرسوم، أوضح المتحدث ذاته أن هناك توجها لدى الحكومة بأن تمول الهيئات المستقلة والملحقة نفسها بنفسها، وبالتالي ترفع الرسوم.
ويعتقد رمضان أن خفض الأجور لن يتحقق بهذه الطريقة "فالهيئة العامة للقوى العاملة هي من سيقوم بتقدير احتياج الشركات بأرقام معينة من العمالة، وقد تكون بحاجة لأكبر من الرقم المقدر، وهنا سنجد شركات أخرى تكون قادرة على التلاعب والحصول على احتياج أكبر من حاجتها بكثير وبالتالي تتم عملية تجارة الإقامات وهذه هي المشكلة الرئيسية".
الهيئة العامة للقوى العاملة ستقوم بتقدير احتياج الشركات بأرقام معينة من العمالة (الجزيرة)
واعتبر أنه من الصعب معرفة تأثير مثل هذا القرار على سوق العمل، قبل تطبيقه بشكل عملي، لأنه هو السبيل الوحيد للكشف عن الإيجابيات والسلبيات، وقال "قد يتم تطبيقه (القانون) بطريقة مرنة، وقد يطبق بطريقة صعبة. هنا ستكون هناك عواقب على سوق العمل".
وفي المقابل، يعتقد عضو الجمعية الكويتية الاقتصادية سلطان الجزاف أن هذا القرار جاء في الوقت المناسب بعد توقفه فترة طويلة، فستكون له انعكاسات اقتصادية كبيرة على سوق العمل من حيث خفض الأجور وتصحيح طريقة العرض والطلب، إضافة إلى سد النقص الشديد الذي يعاني منه السوق.
القرار سيعطي الشركات وأصحاب العمل فرصة لسد النقص (الجزيرة)ويرى الجزاف -في حديث للجزيرة نت- أن القرار سيمنح الشركات وأصحاب العمل فرصة لسد النقص لديهم في سرعة تنفيذ مشاريعهم وبأقل تكلفة، ويرفع عنهم مخاطر عدم توفر العمالة المناسبة لمشاريعهم، كما يحفز القطاعات الناشئة على المنافسة بالسوق، فضلا عن ضخ إيرادات مالية إضافية للدولة.
ورأى الجزاف أن القرار سينعكس بشكل إيجابي على خفض الأجور والأسعار، كما سيمنح أصحاب الأعمال والشركات مساحة للعمل دون ضغوط من أجل توفير الأيدي العاملة وتقليل كلفتها المالية، علاوة على الحد من التضخم خاصة في سوق المقاولات والبناء.
وقال أيضا إن القرار سيعالج بالدرجة الأولى النقص الشديد بتوفير العمالة وسد الفجوة الحاصلة، إذ ستكون أمام أصحاب العمل فرص كثيرة للاختيار بين العمالة الأكثر مهارة وإنتاجية والتي تتناسب مع احتياجاتهم للعمالة.
يُذكر أن قرار آلية منح تصاريح العمل، وانتقال العمالة المستقدمة من الخارج، قد استثنى في مادته الثانية من دفع الرسم الإضافي بعض الفئات مثل: الشركات المملوكة بالكامل للحكومة، المستشفيات والمستوصفات والمراكز الطبية والعيادات الطبية المرخص لها من وزارة الصحة، الجامعات والكليات الأهلية، المدارس الخاصة، المستثمر الأجنبي المعتمد من هيئة تشجيع الاستثمار وبعض الهيئات الأخرى.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الهیئة العامة للقوى العاملة على سوق العمل أصحاب العمل خفض الأجور من الخارج
إقرأ أيضاً:
جبران: تلبية متطلبات سوق العمل الدولي من العمالة البحرية المصرية الماهرة
أكد وزير العمل محمد جبران،اليوم الخميس،على أن توقيع مصر على اتفاقية العمل البحري رقم 2006 ،يأتي في إطار الحرص على الالتزام بمعايير العمل الدولية، وتنفيذ توجيهات القيادة السياسية في هذا الشأن.. جاء ذلك خلال كلمة للوزير جبران في الاجتماع الثالث لمناقشة اتفاقية العمل البحرى،والذي نظمه مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة ،اليوم بالقاهرة، بحضور ايريك اوشلان مدير المكتب، واللواء بحري حسين مصطفى الجزيري رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية لسلامة الملاحة البحرية ،نيابة عن الفريق المهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير النقل والصناعة ، وبياتريز فاكوتو رئيس الوحدة البحرية، بإدارة معايير العمل الدولية ،ود. فؤاد بيطار خبير معايير العمل الدولية ..وعدد من الخبراء ،وممثلي العمال ،والمعنيين بشؤون "الاتفاقية"،وذلك لمناقشة تقييم احتياجات المعنيين بقطاع النقل البحري بعد توقيع والتصديق عليها.
أوضح الوزير أن إنضمام مصر على هذه الاتفاقية الهامة جاء بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أصدر قرارًا جمهوريًا، في شهر أغسطس 2023، على انضمام مصر إلى هذه الاتفاقية الدولية للعمل البحري ،بعد موافقة مجلس النواب عليها ،لتحمي حقوق البحارة في العمل بظروف لائقة ،وتُشكل جميع جوانب عملهم وحياتهم،كونها تَضّمن الحد الأدنى من الحقوق، بما فى ذلك شروط العمل ،والصحة والسلامة، وظروف المعيشة على متن السفن،والحصول على الرعاية الطبية والضمان الاجتماعى..وكيفية التعامل مع شكاوى البحارة وتداولها..
وأشار الوزير جبران إلى أهمية المشاركة الفعالة لكافة الجهات الوطنية ذات الصلة بتنفيذ الاتفاقية الأمر الذي سيُعزز التوصل الى خطة عمل تُلبى احتياجات الأطراف الثلاثة المعنية في قطاع النقل البحري،وكذلك الشركاء الاجتماعيين بما يساهم في تحقيق التوافق التام بين أحكام الاتفاقية والتشريعات الوطنية، ويعمل على تعزيز القدرات الوطنية في مجال صناعة النقل البحري،ويدعم توفير العمل اللائق للبحارة ،وتأمين المصالح الاقتصادية من خلال ضمان المنافسة العادلة في قطاع النقل البحري..وأضاف أن هذه الإتفاقية الفريدة من نوعها فرصة للإستمرار في تطوير صناعة النقل البحري في مصر في مواصلة مواجهة التحديات وتحسين ظروف عمل ومعيشة العمالة البحرية المصرية على متن السفن للوفاء بمتطلبات استمرار تشغيل الأسطول البحري الوطني..وأيضا تلبية متطلبات سوق العمل الدولي من العمالة البحرية المصرية الماهرة مما يُساهم في زيادة الدخل القومي، ودعم الاقتصاد الوطني ،والاسهام بشكل كبير للتسويق لتلك العمالة...وقال الوزير : أن انضمام مصر، بموقعها الجغرافي الفريد في قلب العالم ،والدور الحيوي الذي تقوم به قناة السويس كشريان للنقل البحري الذي لا غنى عنه بين الشرق والغرب، سوف يُسهم في تحقيق أهداف الاتفاقية..ووجه الشكر والتقدير لكافة المشاركين فى أعمال هذا الاجتماع، وقال :"اتطلع للتعرف على نتائج هذا اللقاء بما يضمن التنفيذ الأمثل للاتفاقية وتحقيق الأهداف المطلوبة..."..
ومن جانبه، استهل إيريك أوشلان، مدير مكتب منظمة العمل الدولية بالقاهرة، كلمته بتقديم التهنئة لمصر على التصديق على هذه الاتفاقية المحورية في يونيو الماضي.وأوضح أن هذا الإنجاز التاريخي يعكس التزام مصر بتطبيق معايير العمل الدولية وضمان ظروف عمل لائقة للبحارة..كما أشار إلى أن اتفاقية العمل البحري لعام 2006 صُمّمت لتكون قابلة للتطبيق عالميًا، سهلة الفهم، قابلة للتحديث بسهولة، ويتم إنفاذها بشكل موحد. وبالتالي، أصبحت "الركيزة الرابعة" في النظام التنظيمي الدولي للقطاع البحري... وأضاف أن هدفنا المشترك من اجتماع اليوم والفترة المقبلة هو ضمان التنفيذ الفعّال للاتفاقية بحلول 7 يونيو 2025، وهو إنجاز سيعزز حقوق البحارة ويقوي مرونة وتنافسية القطاع البحري المصري على المستوى العالمي...وأكد التزام منظمة العمل الدولية الكامل بدعم شركائنا من الحكومة المصرية وأصحاب العمل والعمال خلال هذه المرحلة الانتقالية؛ وذلك من خلال توفير الدعم الفني وبرامج تعزيز القدرات، بالإضافة إلى ترويج الأبحاث والإرشادات والتقارير التي تتناول موضوعات العمل البحري، وذلك بهدف تمكين جميع الأطراف المعنية من تنفيذ مسؤولياتهم لتطبيق الاتفاقية.