الأعمار الطويلة المذهلة على الأرض!
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
يتميز الكون بأنه حي ومتنوع ولا حدود له، وفيما لا تعيش بعض الحشرات أكثر من يومين، نجد أن أحد أنواع أسماك القرش يكون جاهزا للتكاثر فقط حين يبلغ من العمر 160 عاما.
إقرأ المزيدبالنسبة للإنسان يعد عمر التسعين على سبيل المثال، شيخوخة متقدمة، فيما تطول أعمار بعض الكائنات على الأرض إلى درجة أن عمر التسعين، يعد بالنسبة لها مرحلة طفولة.
قنديل البحر الخالد:
من بين الكائنات المعمر، قنديل البحر الخالد، الذي يعد من أقدم المخلوقات على الأرض. المذهل في هذا النوع أنه يمكن أن يعيش إلى الأبد.
يعرف قنديل البحر الخالد أيضا باسم "توريتوبسيس دورني"، وهو مخلوق متفرد على كوكب الأرض. بعد عملية التكاثر يبدأ جسم قنديل البحر في التباطؤ في النمو، ويبدو أنه ينمو في الاتجاه المعاكس، ثم يغير اتجاهه مجددا في عملية لا تتوقف، ولذلك فهذا المخلوق يعد خالدا، وينفق فقط نتيجة للمرض أو وقوعه فريسة لكائنات مفترسة. قنديل البحر لا يموت إلا إذا تم كسر الحلقة المفرغة التي تدور حولها منظومة جسمه الفريدة.
الديدان المتجمدة:
عملت مجموعة من العلماء الروسي في يوليو عام 2018 مع نظرائهم من جامعة برينستون في تحليل 300 فرد من ديدات اسطوانية وهي ديدان خيطية كانت دفنت في أعماق ثلوج سيبيريا منذ العصر الحجري.
المفاجأة أن هذه الديدان بدأت في الحركة، ثم بدأت في تناول الطعام واستيقظت بعد آلاف السنين. أجريت تحاليل دقيقة على هذه الديدان وتبين أن عمر إحداها بلغ 42 ألف عام، ما يجعلها أقدم كائن مكتشف متعدد الخلايا على كوكب الأرض.
المذهل أن هذا النوع من الديدان لا يعيش في الظروف العادية أكثر من 4 أشهر، إلا أنها إذا تجمدت يمكنها أن تعود إلى الحياة بعد آلاف السنين ما أن يذوب الجليد حولها.
سمك القرش:
يطول العمر بقرش غرينلاند في الدنمارك حتى 500 عام، ويعد بذلك أطول أسماك القرش على الأرض عمرا. هذا النوع ينمو حوالي 1 سنتمتر في كل عام ولا يتقدم في العمر لفترة طويلة جدا. يمكن لسمك قرش غرينلاند أن يعيش 400 عام إلا أن واحدة اصطيدت في عام 2016 قدر عمرها بـ 520 عاما تقريبا. العلماء يقولون أن إناث قرش غرينلاند لا تصل إلى سن التكاثر إلا حين تناهز المئة وستين عاما.
البطلينوس:
تعيش الرخويات من فصيلة البطلينوس 500 عام. في إيسلندا في عام 2016 سحب صيادون بطلينوس من المحيط، وتبين بعد دراسته وإجراء تحاليل دقيقة أن عمره حوالي 507 سنوات.
وسائل الإعلام في إيسلندا أطلقت على هذا البطلينوس اسم "مينغ"، وهي السلالة الملكية التي كانت حكمت الصين بين عامي " 1368-1644 ". هذا البطلينوس كان وُلد في عهدها!
السلحفاة العملاقة:
تعيش السلاحف العملاقة في العادة ما بين 100 إلى 120 عاما، إلا أن سلحفاة من هذا النوع أطلق عليها اسم "أدفايتا" عاشت عمرا مديدا أدهش العلماء.
هذه السلحفاة كانت ولدت في عام 1750 وبقيت على قيد الحياة حتى عام 2006، وكانت حينها أقدم مخلوق على الأرض. أدفايتا توفيت عن عمر ناهز 255 عاما، ولم يكن هناك سبب يفسر طول عمرها من جميع النواحي، فقد كانت تقتات من نفس الطعام الذي يقدم إلى بقية السلاحف، لكنها لسبب مجهول تمكنت من العيش أطول بكثير من السلاحف الأخرى.
سحالي تواتارا:
تواتارا نوع نادر من السحالي موطنه الاصلي نيوزيلندا. يعيش هذا النوع في العادة 60 عاما، لكن سحلية واحدة ذكر أطلق عليها اسم هنري، عاشت ضعف هذا العمر. هذه السحلية المحظوظة لا تزال حية وقد ناهزت 120 عاما. المثير للدهشة أيضا أنها نجت من السرطان.
الإنسان:
الإنسان يعيش أكثر من معظم الكائنات الأخرى على الأرض، لكنه ليس في طليعة الأطول عمرا. أكثر إنسان معروف عاش عمرا مديدا امرأة فرنسية تدعى جين كالمنت، كانت ولدت في 21 فبراير عام 1875 وتوفيت في 4 أغسطس عام 1997. كالمنت عاشت أكثر من 122 عاما.
الخبراء يقولون أن عمر الإنسان يمكن أن يكون امتد أكثر من ذلك، بسبب تعذر توثيق جميع هذه الحالات لأصحاب الأعمار المديدة على الأرض.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف قندیل البحر على الأرض هذا النوع أکثر من أن عمر
إقرأ أيضاً:
الوطن وعي
فاطمة الحارثية
اعتدتُ منذ صغري مُراقبة وقراءة الأوضاع من حولي، قبل أن أُقرِّر البت في أي حوار، ودائمًا ما قادني ذلك إلى القياس، وإيثار الصمت والتصرف بهدوءٍ، دون هدرٍ لطاقة الكلمة، وفي حال قررتُ الكلام ومشاركة أية حديث أو حوار، أنطقُ بالقليل العميق، وما زلت على هذا النهج، وزاد عليه التغافل لحفظ الود وتوازن الأمور، ودرء تقلبات الزمن.
قال لي بعض المقربين إنَّ الكلمات تصنع الأعداء، لكني لم أُعر هذا القول أهميةً، لحرصي الدائم على انتقاء المفردات أثناء السرد والحديث. وأصدقكم القول، لم يخطئوا إلّا في مسألة الكلمات؛ فالعداوة لم تنبثق من الكلمة؛ بل من فهمهم ومحدودية الوعي. ومع هذا لا أعتقد في هذا القول، والأعداء الذين صنعتهم بكلماتي وقلمي، ستجدون أنهم لا يستحقون أي جهد، لجهلهم الكامن وضعفهم العقلي وصفاتهم اللاإنسانية، فكلمة الحق أعادت حقوقًا وصنعت حروبًا، وخاضها الجاهلون والمجاهدون، ولسنا في زمن تغيير أو نستطيع أن نغير فيه فطرة البشر وطبائعهم المتماثلة عبر العصور، رغم التقدم العلمي والاجتماعي وسهولة نهل العلوم، وتعدد وسائل التعليم والتواصل في حصرنا الحالي.
كل يوم من لحظة استيقاظي وأنا في تأملٍ مُستمرٍ عن وفي كل شيء، مثل بعضكم أصنع تصورات وحلول وخطط، لا أكون متشبثة في أغلبها، أتبع الأسباب لأعطي الآخر مساحة ليصنع الفارق، تعلمت ألا أكون مباشرة، فلست هنا لأغير العالم، بل لأتمم رسالتي على الأرض، ورسالتي الخاصة على هذا الوطن الذي اختاره الله لي، الهوية والجنسية أوراق رسمية، رغم أهميتهما، يبقى الانتماء كامناً في قبول قضاء الله وما اختاره لنا، والإخلاص التام له بلا قيد أو شروط أو تذمر، وهذا ما يُؤرق بعض ضعاف النفوس، أولئك الذين يرون الجنسية مصالح يقضون منها مطامعهم ومآربهم، وامتيازات مستحقة.
أنا أنتمي لعُمان، أرضها وبحرها وسمائها وهوائها وأهلها، ولا أقبل الجعجعة التي صنعها صغار العقول عن قرارات حكيمة وعادلة، تحفظ حقوق عبق وطيب عُمان، فمن أساء لعُمان لم يقدر النعمة التي منَّ الله عليه بها، وأساء لأهلها أيضًا، والمساس بالحكومة هو مساس بالشعب أجمع، فكل فرد في الحكومة هو عُماني من هذه الأرض الطيبة، قبل أن يتحمل التكليف وأثناء التكليف وبعده، ونشر الهجاء القاسي والكذب، وحتى الحياة الطبيعة التي قاموا بتحريف حقائقها من أجل التشهير والشهرة، لا نقبلها، وهو يُعد انتهاكًا لحقوق شعب آمن يُريد الاحترام حيث تطأ قدمه، والعيش بكرامة وسلام ورخاء على أرض يعتز بها، ويلهج لسانه بشكر الله على هذه النعمة.
البعض لا يُدرك أنَّ من بيده القلم لا يكتب على نفسه الشقاء، فكيف بالتشويه والنبذ والضرر، يتبين لنا سوء استخدام البعض لنعم العصر، مثل الذكاء الاصطناعي الذي به يتلاعب بالعقول البريئة، ويُساء استخدامه لهضم الحقوق، في جهل دون أن يُدرك عواقب فعله وبُعد الأثر ومداه، أصبحت الحاجة إلى التدبر وقراءة الأمور، والمواضيع من كافة الجوانب ما استطاع الإنسان، أساسًا مهمًا لنستمر في الاستثمار الإيجابي، لمواردنا ولتكنولوجيا، فخيرها قد ينقلب شرًا بسبب ضعاف النفوس، وشح القيم والمبادئ وسوء التقدير والقياس، والانجراف خلف الأوهام بعيدًا عن الواقع الحقيقي لمنظومة الحياة وقوانين العيش المشترك والمصير، ولهذا بات من الضروري جدًا مواكبة المتغيرات بقوانين صارمة وواضحة، طالما كانت من صُنع البشر، على البشر التحديث المستمر، ليبقى التوازن وننعم ببعض السكينة.
الوطن كالأسرة، على هذه الأرض الواسعة، احتضانها واجب، وتقويم الاعوجاج أمانة لابُد أن تؤدَّى، أما الأبناء الضالُّون المنغمسون في الملذات، فلا يجب أن يؤثروا سلبًا على الأبناء الأوفياء المجتهدين المخلصين، وعلى أولياء الأمور أن يعلّموا أبناءهم عواقب فعلهم، مقابل العواقب التي قد يتحملها شعب كامل قد يُقذف بالفساد لتمتد يد الغرباء في نعمه، وانتهاك سلامته بحجة الإصلاح، وإفساد مصالح عامة، وتعطيل معاملات واستثمارات بسبب وسم أطلقه جاهل مِنَّا، أجبرنا سلوكه أن نتبرأ منه، لنُنقذ ما يُمكن، نحن لا نحتاج إلى غرباء لإصلاح ما بيننا، ولا تنقصنا سبل التربية ولا الوعي في إدراك واستدراك السلوك الذي يحتاج إلى تقويم.
نحن وطن ننهض ببعضنا البعض، ويجب ألا نقبل بغير ذلك، ولا نسمح لعملاء الفتنة والخيانة، أن يؤثروا على أمن وسلام بلادنا الغالية، اجتماعيًا واقتصاديًا وفكريًا.. إننا ننبذ كل دعوة هدَّامة وإن كان ظاهرها سلميًا، فبكل تأكيد ثمّة أجندة مُبطَّنة من أعداء عُمان والطامعين في خيراتها الطيبة.
وإن طال...
عُمان الطِيب والريحان واللبان، من الشمال إلى الجنوب، نحن عُمان الأمس واليوم والغد، راضون ومدركون للجهد الذي يُبذل لكِ لتبقي شامخة عريقة يعمُّكِ السلام والرخاء، وكلنا معكِ وفيك؛ فالحمد لله أن جعلكِ جنتنا على هذه الأرض.
رابط مختصر