هل يحمي القانون الأمريكي حراك الجامعات المتضامن مع فلسطين؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
اتسعت رقعة الجامعات الأمريكية المشاركة في الاعتصامات التضامنية مع فلسطين، والرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم العنف الذي أظهره رجال الشرطة في محاولة تفريقهم.
ومع مشاركة أعداد كبيرة من الأكاديميين في الجامعات، وانضمام مجموعات من المتضامنين إلى الطلبة، طُرحت تساؤلات عن حقوق الطلبة في التجمهر والاعتصام داخل حرم الجامعات وفقا للقانون الأمريكي، والقوانين الداخلية للجامعات.
ومع اختلاف القوانين الفيدرالية بحسب كل ولاية أمريكية، إلا أن القانون في كافة الولايات يعطي الحق بحرية التظاهر والاعتصام دون قيود من حيث المبدأ.
ويعتبر "حق الاحتجاج" عبر الوقفات، أو المظاهرات والاعتصامات، محميا بموجب الدستور الأمريكي، وأقر ذلك في التعديل الأول للدستور عام 1791، تحت بند "يمنع صياغة أي قوانين تحظر إنشاء ديانات، أو يعيق حرية ممارسة الدين، أو يحد من حرية التعبير، أو التعدي على حرية الصحافة، أو التدخل في حق التجمع السلمي، أو منع تقديم التماس للحكومة للحصول على الانتصاف من المظالم".
ماذا عن الجامعات؟
وبحسب منظمة "فاير" للدفاع عن حقوق الطلبة في الولايات المتحدة، فإن "الجامعات الحكومية هي مؤسسات حكومية ملزمة بتطبيق الدستور، ويتمتع الطلاب فيها بحقوق حرية التعبير التي يحميها التعديل الأول".
ونوهت إلى أنه "اعتمادًا على مكان وزمان وكيفية الاحتجاج، يمكن للجامعات الحكومية أن تضع بعض المحددات المعقولة، لكنها لا تستطيع تقييد حرية التعبير والتجمعات بشكل كامل".
ولفتت المؤسسة، إلى أن الجامعات الخاصة غير ملزمة بالدستور الأمريكي، بيد أن غالبيتها كفلت حرية التعبير والتجمهر لطلبتها في أنظمتها الداخلية.
وبحسب "فاير"، فإن الاعتصامات والتجمهرات "تخرج عن قانونيتها في حال لجأ المشاركون فيها إلى العنف، والترهيب، والتحرش، وتعطيل منظومة العمل بشكل كبير".
وخلال العقود الماضية، سنّت ولايات أمريكية قوانين بهدف تنظيم حق حرية التعبير، والتجمهر، من قبيل اشتراط الحصول على ترخيص، أو تحديد الوقفات بزمان ومكان معينين.
ففي ولاية تكساس التي تشهد جامعتها الرئيسية حراكا تضامنيا مع فلسطين، أقر المشرعون عام 2019 قانون حرية التعبير، والذي يسمح في أحد بنوده للطلبة والمتضامنين معهم من الخارج الاعتصام داخل حرم الجامعات، بشرط ألا يعيق التجمهر استمرارية العملية التعليمية.
إيموري مثالا
برزت خلال الساعات الماضية مشاهد لاعتقال عناصر الشرطة بالقوة مشاركين في المظاهرة التضامنية مع فلسطين في جامعة إيموري بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا الأمريكية.
وأظهرت مشاهد الاعتداء من قبل عناصر الشرطة على أستاذة الاقتصاد كارولين فوهين واعتقالها، بعد اعتقال رئيس قسم الفلسفة بذات الجامعة نويل مكافي.
واللافت أن تدخل الشرطة لفض اعتصام جامعة إيموري يأتي رغم أن القوانين الداخلية للجامعة الخاصة تمنح الحق بالكامل للتجمهر، والتعبير عن الآراء دون عنف، وهو ما حدث في حرم الجامعة.
وبحسب القوانين الداخلية للجامعة فإن "الحرم الجامعي بأكمله مفتوحًا ومتاحًا للتعبير والاحتجاج"، كما أنه لا يمكن لإدارة الجامعة رفض طلبات تنظيم اعتصامات وتجمعات لمجرد الاختلاف بالآراء مع القائمين على الفعالية.
وتبرز أهمية جامعة إيموري في كونها إحدى الجامعات التي شهدت حراكا مناصرا لفلسطين أثار ضجة واسعة قبل سنوات، ففي 2015 نظمت حركة طلاب إيموري من أجال العدالة لفلسطين تجمهرا كبيرا، تم اتهامه من قبل إدارة الجامعة بالتسبب في العنف.
وبرغم ذلك، اجتمعت مجلس إدارة جامعة إيموري بشكل مطول، وتم التوصل إلى أنه برغم اللجوء للعنف، إلا أن حجم الأضرار كان طفيفا، ولم يصب أي شخص بأذى، ولم توجه إي إدانة للمشاركين، مع توصيتها بضرورة أن تكون الاحتجاجات القادمة أكثر سلمية.
هل يُسمح باعتقال المتظاهرين؟
تمنع القوانين الأمريكية اعتقال المتظاهرين المشاركين في الاعتصام أو التجمعات السلمية، إلا أن الشرطة تعتمد في اعتقالاتها على مادة قانونية تسمح لها بإيقاف من يتم الاشتباه بأنه يقوم بـ"نشاط إجرامي".
يوصي اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، الأشخاص الذين أوقفتهم الشرطة أثناء الاحتجاج بالتزام الهدوء، وإظهار أيديهم بشكل واضح، وتجنب جدال رجال الأمن تحسبا للدخول في صدام معهم، أو اتهامهم بالمقاومة.
كما يُسمح للمتظاهرين بحسب القانون الأمريكي تصوير المظاهرات، وليس من حق أفراد الشرطة مصادرة تلك المقاطع، أو مشاهدتها إلا بأمر قضائي.
وتلجأ إدارة جامعة كولومبيا، وجامعات أخرى بالتعاون مع أعضاء في "الكونغرس" إلى أسلوب شيطنة المتظاهرين من الطلبة والأكاديميين، واتهامهم بمعاداة السامية، واللجوء إلى العنف، رغم تأكيد الحراك الطلابي على سلمية الاحتجاج، وعدم استخدامه أي شعارات تدخل في معاداة السامية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطين غزة كولومبيا فلسطين غزة كولومبيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حریة التعبیر مع فلسطین
إقرأ أيضاً:
وزير التعليم العالي يستقبل وفد جامعة فيرجينيا تك
استقبل الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور سيريل كلارك، النائب التنفيذي للرئيس والمدير الأكاديمي لجامعة فيرجينيا تك، والوفد المرافق له، بحضور الدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية؛ لمناقشة أوجه التعاون المشترك بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك الأمريكية.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي حرص الوزارة على التوسع في التعاون الدولي وتحقيق شراكات مع المؤسسات التعليمية ذات السمعة العالمية.
ولفت وزير التعليم العالي إلى أن المرجعية الدولية تُعد أحد أهم مبادئ الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي تهدف إلى جعل مصر منصة جاذبة للخدمات التعليمية في المنطقة العربية وبوابة للقارة الإفريقية.
تنوع كبير في منظومة التعليم العاليوأوضح الوزير أن منظومة التعليم العالي المصرية تشهد تنوعًا كبيرًا من خلال التوسع في الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، بالإضافة إلى أفرع الجامعات الأجنبية، مؤكدًا أهمية الشراكات الدولية في تعزيز تنافسية المؤسسات التعليمية المصرية، ورفع كفاءة خريجي الجامعات المصرية من خلال توفير فرص تعليمية في التخصصات العلمية الحديثة والتقنيات المتطورة.
وأشاد وزير التعليم العالي بالتعاون بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك، منوهًا إلى مكانة جامعة الإسكندرية كواحدة من أعرق الجامعات المصرية الحكومية لما تمتلكه من كوادر وخبرات علمية متميزة في مختلف التخصصات.
وثمن وزير التعليم العالي اهتمام الجامعة بالتعاون مع مؤسسات عالمية مرموقة، وذلك كجزء من تحقيق هدف تدويل التعليم العالي، وتماشيًا مع إستراتيجية الوزارة في هذا الإطار، مشيرًا إلى خطط الجامعة لافتتاح فروع دولية بمدينة برج العرب، بالإضافة إلى التوسع في إنشاء فروع لها خارج جمهورية مصر العربية.
وأثنى وزير التعليم العالي على تميز جامعة فيرجينيا تك كجامعة بحثية تقنية، مشيدًا بالتعاون المشترك بين الجانبين في برامج الهندسة والعلوم التقنية، لما تمثله هذه المجالات من أهمية بالغة، كما أكد اهتمام الوزارة بمتابعة التطورات في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتوفير فرص للطلاب المصريين للحصول على خبرات عالمية في هذا القطاع الحيوي، مشيرًا إلى أن دعم الابتكار في هذه المجالات يُعد أولوية حيوية للوزارة خلال المرحلة الحالية.
وشدد وزير التعليم العالي على أهمية التركيز على البحث العلمي التطبيقي الذي يخدم أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر المستقبلية، خاصة في المجالات المتعلقة بالتكنولوجيا الحديثة والابتكار.
واستعرض الدكتور عبدالعزيز قنصوة آليات التعاون المشترك بين جامعة الإسكندرية وجامعة فيرجينيا تك، والتي تشمل إنشاء برامج لمنح درجات الماجستير والدكتوراة في مجالات الهندسة وعلوم الحاسب، بالإضافة إلى التعاون في تنفيذ مشروعات بحثية تُركز على أولويات التكنولوجيا ونقل المعرفة، والتصدي للتحديات العالمية مثل تقليل انبعاثات الكربون ومواجهة التغيرات المناخية.
كما تطرق اللقاء إلى بحث تنفيذ زيارات متبادلة بين الطرفين لتعزيز التعاون المشترك بشكل أكبر، والتباحث حول إنشاء فرع دولي للجامعة ببرج العرب بالتعاون مع جامعة الإسكندرية.
وأعرب الدكتور سيريل كلارك عن سعادته بالتعاون مع الجامعات المصرية، مشيرًا إلى حرص جامعته على مد جسور التعاون مع دول العالم في مجال البحث العلمي ونقل المعرفة وتبادل الخبرات، خاصة في الموضوعات التي تتعلق بالتحديات العالمية المشتركة، كما أثنى على التعاون مع جامعة الإسكندرية بوصفها واحدة من الجامعات المصرية المتميزة.
حضر الاجتماع الدكتور جورو جوش نائب رئيس الجامعة للشئون الدولية، والدكتور خوان إسبينوزا مسؤول تسجيل الطلاب في الجامعة، والدكتور خالد حسونة الرئيس المعاون لمشاريع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والدكتور محمد صيام أستاذ مشارك بقسم علوم الحاسب.