اتسعت رقعة الجامعات الأمريكية المشاركة في الاعتصامات التضامنية مع فلسطين، والرافضة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، رغم العنف الذي أظهره رجال الشرطة في محاولة تفريقهم.

ومع مشاركة أعداد كبيرة من الأكاديميين في الجامعات، وانضمام مجموعات من المتضامنين إلى الطلبة، طُرحت تساؤلات عن حقوق الطلبة في التجمهر والاعتصام داخل حرم الجامعات وفقا للقانون الأمريكي، والقوانين الداخلية للجامعات.



ومع اختلاف القوانين الفيدرالية بحسب كل ولاية أمريكية، إلا أن القانون في كافة الولايات يعطي الحق بحرية التظاهر والاعتصام دون قيود من حيث المبدأ.

ويعتبر "حق الاحتجاج" عبر الوقفات، أو المظاهرات والاعتصامات، محميا بموجب الدستور الأمريكي، وأقر ذلك في التعديل الأول للدستور عام 1791، تحت بند "يمنع صياغة أي قوانين تحظر إنشاء ديانات، أو يعيق حرية ممارسة الدين، أو يحد من حرية التعبير، أو التعدي على حرية الصحافة، أو التدخل في حق التجمع السلمي، أو منع تقديم التماس للحكومة للحصول على الانتصاف من المظالم".


ماذا عن الجامعات؟
وبحسب منظمة "فاير" للدفاع عن حقوق الطلبة في الولايات المتحدة، فإن "الجامعات الحكومية هي مؤسسات حكومية ملزمة بتطبيق الدستور، ويتمتع الطلاب فيها بحقوق حرية التعبير التي يحميها التعديل الأول".

ونوهت إلى أنه "اعتمادًا على مكان وزمان وكيفية الاحتجاج، يمكن للجامعات الحكومية أن تضع بعض المحددات المعقولة، لكنها لا تستطيع تقييد حرية التعبير والتجمعات بشكل كامل".

ولفتت المؤسسة، إلى أن الجامعات الخاصة غير ملزمة بالدستور الأمريكي، بيد أن غالبيتها كفلت حرية التعبير والتجمهر لطلبتها في أنظمتها الداخلية.

وبحسب "فاير"، فإن الاعتصامات والتجمهرات "تخرج عن قانونيتها في حال لجأ المشاركون فيها إلى العنف، والترهيب، والتحرش، وتعطيل منظومة العمل بشكل كبير".

وخلال العقود الماضية، سنّت ولايات أمريكية قوانين بهدف تنظيم حق حرية التعبير، والتجمهر، من قبيل اشتراط الحصول على ترخيص، أو تحديد الوقفات بزمان ومكان معينين.

ففي ولاية  تكساس التي تشهد جامعتها الرئيسية حراكا تضامنيا مع فلسطين، أقر المشرعون عام 2019 قانون حرية التعبير، والذي يسمح في أحد بنوده للطلبة والمتضامنين معهم من الخارج الاعتصام داخل حرم الجامعات، بشرط ألا يعيق التجمهر استمرارية العملية التعليمية.


إيموري مثالا
برزت خلال الساعات الماضية مشاهد لاعتقال عناصر الشرطة بالقوة مشاركين في المظاهرة التضامنية مع فلسطين في جامعة إيموري بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا الأمريكية.

وأظهرت مشاهد الاعتداء من قبل عناصر الشرطة على أستاذة الاقتصاد كارولين فوهين واعتقالها، بعد اعتقال رئيس قسم الفلسفة بذات الجامعة نويل مكافي.

واللافت أن تدخل الشرطة لفض اعتصام جامعة إيموري يأتي رغم أن القوانين الداخلية للجامعة الخاصة تمنح الحق بالكامل للتجمهر، والتعبير عن الآراء دون عنف، وهو ما حدث في حرم الجامعة.

وبحسب القوانين الداخلية للجامعة فإن "الحرم الجامعي بأكمله مفتوحًا ومتاحًا للتعبير والاحتجاج"، كما أنه لا يمكن لإدارة الجامعة رفض طلبات تنظيم اعتصامات وتجمعات لمجرد الاختلاف بالآراء مع القائمين على الفعالية.

وتبرز أهمية جامعة إيموري في كونها إحدى الجامعات التي شهدت حراكا مناصرا لفلسطين أثار ضجة واسعة قبل سنوات، ففي 2015 نظمت حركة طلاب إيموري من أجال العدالة لفلسطين تجمهرا كبيرا، تم اتهامه من قبل إدارة الجامعة بالتسبب في العنف.

وبرغم ذلك، اجتمعت مجلس إدارة جامعة إيموري بشكل مطول، وتم التوصل إلى أنه برغم اللجوء للعنف، إلا أن حجم الأضرار كان طفيفا، ولم يصب أي شخص بأذى، ولم توجه إي إدانة للمشاركين، مع توصيتها بضرورة أن تكون الاحتجاجات القادمة أكثر سلمية.


هل يُسمح باعتقال المتظاهرين؟
تمنع القوانين الأمريكية اعتقال المتظاهرين المشاركين في الاعتصام أو التجمعات السلمية، إلا أن الشرطة تعتمد في اعتقالاتها على مادة قانونية تسمح لها بإيقاف من يتم الاشتباه بأنه يقوم بـ"نشاط إجرامي".

يوصي اتحاد الحريات المدنية الأمريكي، الأشخاص الذين أوقفتهم الشرطة أثناء الاحتجاج بالتزام الهدوء، وإظهار أيديهم بشكل واضح، وتجنب جدال رجال الأمن تحسبا للدخول في صدام معهم، أو اتهامهم بالمقاومة.

كما يُسمح للمتظاهرين بحسب القانون الأمريكي تصوير المظاهرات، وليس من حق أفراد الشرطة مصادرة تلك المقاطع، أو مشاهدتها إلا بأمر قضائي.

وتلجأ إدارة جامعة كولومبيا، وجامعات أخرى بالتعاون مع أعضاء في "الكونغرس" إلى أسلوب شيطنة المتظاهرين من الطلبة والأكاديميين، واتهامهم بمعاداة السامية، واللجوء إلى العنف، رغم تأكيد الحراك الطلابي على سلمية الاحتجاج، وعدم استخدامه أي شعارات تدخل في معاداة السامية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فلسطين غزة كولومبيا فلسطين غزة كولومبيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حریة التعبیر مع فلسطین

إقرأ أيضاً:

مصطفى سالمان: مصر تواصل دفاعها عن فلسطين عبر أدوات القانون الدولي

ثمن النائب مصطفى سالمان، عضو مجلس الشيوخ، تقديم مصر مرافعة شفهية أمام محكمة العدل الدولية.


وقال سالمان، في بيان له، إن هذا التحرك يُعد امتدادًا لمواقف الدولة المصرية الراسخة والداعمة للحقوق الفلسطينية، وتجسيدًا للدور التاريخي والقومي الذي تضطلع به مصر في نصرة الشعب الفلسطيني أمام آلة الاحتلال.

غزة بين فكي التجويع والحصار.. إسرائيل في قفص الاتهام بمحكمة العدل الدوليةالعدالة في مواجهة الحصار.. محكمة العدل الدولية تفضح تجويع غزة وتكشف الغطاء عن الدعم الأمريكي للاحتلالجنوب إفريقيا لـ محكمة العدل: غزة تحولت إلى جحيم ويجب محاسبة إسرائيلرئيس حزب الاتحاد: مرافعة مصر أمام محكمة العدل الدولية كشفت انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي

وأشار عضو صحة الشيوخ، إلى أن المرافعة جاءت ضمن الإجراءات المرتبطة بطلب الرأي الاستشاري المُقدم من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والمتعلق بتحديد المسؤوليات القانونية لإسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

وأوضح النائب مصطفى سالمان، أن مصر حرصت خلال مرافعتها على التأكيد على عدم شرعية الاحتلال وسياساته، وعلى أن استمرار الاستيطان وتهويد القدس وفرض الحصار على قطاع غزة تمثل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي، بما يُلزم المجتمع الدولي باتخاذ موقف حازم لإنهاء هذه الممارسات.


واضاف عضو صحة الشيوخ، أن التحرك المصري أمام المحكمة يعزز من مسار العدالة الدولية ويعيد التأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست قضية إنسانية فحسب، بل هي قضية قانونية وأخلاقية تتطلب موقفًا واضحًا من المجتمع الدولي تجاه الاحتلال.


واختتم النائب مصطفى سالمان، بيانه بالتأكيد على أن مصر لن تتخلى عن دورها التاريخي تجاه القضية الفلسطينية، وستواصل جهودها على كافة الأصعدة السياسية والقانونية والدبلوماسية، إلى أن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

طباعة شارك محكمة العدل الدولية مجلس الشيوخ محكمة العدل النائب مصطفى سالمان الشعب الفلسطيني

مقالات مشابهة

  • حماس: حظر سويسرا للحركة انحياز ضد فلسطين ومقاومتها المشروعة
  • باريس.. اعتقال صحفي فرنسي من أصول إيرانية بسبب فلسطين
  • الداخلية: أكثر من 56 ألف سوري عادوا إلى بلادهم
  • ترامب يدمر 100 عام من التفوق الأمريكي في 100 يوم
  • مصطفى سالمان: مصر تواصل دفاعها عن فلسطين عبر أدوات القانون الدولي
  • جامعات أمريكا تنتفض ضد ترامب.. 400 رئيس يعارضون قمع مناصري فلسطين
  • طلاب تونسيون بالخارج يرفضون الأحكام الجائرة ويدعمون حراك الجامعات
  • الأردن: الداخلية تصدر قرارات جديدة بشأن دخول ومغادرة السوريين.. ما هي؟
  • المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية: نؤكد حرصنا على ملاحقة المتورطين ومحاسبتهم وفق القانون، مع استمرار التحقيقات لكشف هوية صاحب المقطع الصوتي المسيء لنبينا محمد عليه الصلاة والسلام، ونؤكد أننا لن نتساهل في تقديم كل من ساهم في إثارة الفوضى وتقويض الاستقرار إ
  • الأمم المتحدة تدعو الاحتلال لاحترام حقوق الإنسان في فلسطين