كيف تمكنّت الجدة جوي ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم بلا كلّل؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لم تحصل على جواز سفر حتى بلغت الـ 91 عامًا، لكن بعد عام من تصنيفها كأكبر معمّرة تزور جميع المنتزهات الوطنية في الولايات المتحدة، البالغ عددها 63، تشرع الجدة جوي راين، في تحدٍ عالمي جديد برفقة حفيدها براد راين الذي يبلغ من العمر 42 عامًا.
هذا الثنائي العابر للأجيال، لاقى رواجًا كبيرًا جراء زياراته للمنتزهات الوطنية في عام 2023، حيث تخطط الجدة وحفيدها الآن، لاكتشاف قارات العالم السبع.
وقالت الجدة جوي، البالغة من العمر الآن 94 عاماً، لـCNN: "لم يبق لي سنوات كثيرة أعيشها، لذا عليك تنفيذ ما تخطط له فورًا. إذا تباطأت، فلن تنجز أي شيء".
ثنائي الجدة والحفيدوكان الثنائي قد سافر بالفعل إلى ثلاث قارات، حيث قامت الجدة وحفيدها بزيارة منتزه بانف الوطني في كندا العام الماضي، لتمثيل أمريكا الشمالية. كما سافرا إلى إفريقيا حيث تردّدا على كل من منتزه أمبوسيلي الوطني ومحمية ماساي مارا الوطنية في كينيا خلال عام 2023.
أما رحلتهما الأخيرة فكانت إلى أمريكا الجنوبية، حيث سافرا إلى الإكوادور، وقضيا بعض الوقت في جزر غالاباغوس، وكذلك تشيلي.
وعلّقت الجدة جوي على الرحلة قائلة إنه "كان من المدهش رؤية تلك السلاحف الضخمة. يمكنها رفع قوقعتها تمامًا مثل سيارة مكشوفة أو شيء من هذا القبيل".
رغم أنهما لا ينفصلان إلى حد كبير في الوقت الحاضر، إلا أن الجدة وحفيدها عاشا بعيدًا عن بعضهما البعض مدة عقد تقريبًا بسبب خلاف عائلي عقب طلاق والدي راين.
وبعد إعادة التواصل في عام 2010، بدآ يتبادلان ما اختبراه في حياتهما خلال السنوات التي قضياها بعيدا عن بعضهما البعض.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أرقام قياسية رحلات
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يعبث بأرواح 35 ألف جريح ومريض ينتظرون مغادرة غزة للعلاج
غزة– واضعا رأسه على وسادة بالية، ومستلقيا على سرير متهالك في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، شاخصا ببصره نحو سقف غرفة في قسم مكتظ بالجرحى والمرضى، يناجي العشريني أيمن عاطف داوود ربه لكي لا يطول انتظار دوره للسفر للخارج بغية العلاج.
منذ 4 أشهر هذه حال داوود (22 عاما)، نتيجة غارة جوية إسرائيلية على منزل مجاور له، إذ أصيب في عموده الفقري بشظايا صاروخ، تسببت له في شلل نصفي ومضاعفات أخرى، واستدعت خضوعه لعدة عمليات جراحية.
"كل يوم عن يوم يزداد وضعي تدهورا.. لا أتمنى سوى السفر والعلاج"، يقول الشاب الجريح، وقد ناله من الحرب الإسرائيلية نصيب وافر من الألم والمعاناة، فاستشهد والده، ودمر الاحتلال منزله في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وداوود واحد من بين نحو 35 ألف جريح ومريض ينتظرون على قوائم السفر من أجل العلاج بالخارج، حيث لا يتوفر لهم العلاج في مستشفيات القطاع، التي تعرضت لاستهداف ممنهج منذ اندلاع الحرب عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يقول داوود للجزيرة نت إنه تقدم بطلب للحصول على تحويلة طبية للعلاج بالخارج بعد نحو أسبوعين من إصابته، ولم يتلقَ أي اتصال حتى اللحظة.
وفي وحدة غسيل الكلى بمجمع ناصر، بدا الإنهاك على المريضة رندة المجايدة، بينما تخضع لإحدى جلسات غسيل الكلى الأسبوعية.
إعلانوتعاني رندة (32 عاما) من شلل نصفي منذ ولادتها، وقبل 4 أعوام أصيبت بالفشل الكلوي، وتخضع باستمرار لجلسات غسيل كلى. وتقول للجزيرة نت إن حالتها الصحية تدهورت خلال الحرب، بسبب النزوح الجبري، وضعف الإمكانات وقلة العلاج.
واضطرت وحدات غسيل الكلى القليلة المتبقية في مستشفيات جنوب القطاع لخفض عدد مرات غسيل الكلى أسبوعيا وخفض عدد ساعات كل جلسة، من أجل استيعاب الأعداد الهائلة من المرضى بسبب النزوح الكبير.
وكانت رندة على موعد مع السفر للعلاج مايو/أيار العام الماضي، إلا أن اجتياح الاحتلال مدينة رفح حال دون سفرها، جراء تدمير معبر رفح وهو المنفذ الوحيد للغزيين على العالم الخارجي عبر مصر.
هذا المعبر يمثل بالنسبة إلى رندة وآلاف الجرحى والمرضى في غزة "طاقة الأمل"، وتقول "كل يوم بيمر علينا من دون سفر يقربنا من الموت"، وتساءلت "لماذا يعرقلون سفرنا، لماذا يتعمدون قتلنا ببطء؟".
ومنذ نحو عام والجريحة هديل أبو شاب (22 عاما) تنتظر بفارغ الصبر السماح لها بالسفر من أجل العلاج من جروح خطرة أصيبت بها في ساقها وبمنطقة الحوض، جراء قذيفة مدفعية إسرائيلية استهدفت منزل أسرتها في بلدة خزاعة شرقي مدينة خان يونس.
وقعت هذه الحادثة في السابع من يناير/كانون الثاني 2024، وكلما تأخر الوقت يزداد قلق هديل، التي تخشى أن تفقد ساقها، أو أن تصاب بعجز يلازمها لبقية حياتها، لعدم توفر الإمكانات اللازمة لعلاج حالتها في مستشفيات القطاع.
تقول هديل للجزيرة نت إن القذيفة تسببت في تهشيم بليغ للعظام، وإنها بحاجة ماسة لعمليات جراحية دقيقة لترميم العظام، ولديها تحويلة طبية للعلاج بالخارج، وتترقب لحظة بلحظة أن يأتي دورها للسفر.
وللجريح الأربعيني طاهر اليازجي حكاية مؤلمة أيضا، إذ نجا من الموت بأعجوبة عندما هاجمته مسيّرة "كواد كابتر" إسرائيلية في مكان نزوحه بمواصي خان يونس قبل 4 شهور، وأصابته بعدة أعيرة نارية في ساقيه وأنحاء من جسده.
إعلانجراء ذلك، أصيب اليازجي (40 عاما) بشلل نصفي، ويلازم سريره في قسم الجراحة بمجمع ناصر الطبي. ويقول للجزيرة نت: "الأطباء هنا بذلوا كل جهد لديهم، ولكن الإمكانات ضعيفة، وليس لي علاج في مستشفيات غزة".
خضع هذا الجريح لعدة عمليات جراحية، وقد أخبره الأطباء بأن هذا أقصى ما يمكنهم فعله، ويقول إنه تقدم للحصول على تحويلة طبية للسفر من أجل العلاج منذ نحو شهر، ولا يزال ينتظر الرد. ويضيف: "حالتي صعبة وأشعر بتدهور مستمر ولا أحتمل الانتظار طويلا.. أمنيتي السفر بسرعة والعلاج".
وبموجب اتفاق وقف اطلاق النار بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، الذي دخل حيز التنفيذ يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي، يُسمح بمغادرة 300 شخص يوميا، وتقتصر الفئات التي سيسمح لها بالمغادرة على 50 جريحا ممن أصيبوا خلال الحرب، يرافق كلا منهم 3 أشخاص بمجموع كلي 150 مسافرا يوميا.
بالإضافة إلى 50 مريضا بحاجة للعلاج بالخارج يرافق كلا منهم شخص واحد فقط، ليصبح عددهم 100 مسافر، علاوة على 50 آخرين تحت بند حالات إنسانية يوميا.
ويقول الدكتور أحمد الفرا، رئيس أقسام الأطفال ومدير مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي، للجزيرة نت إن الاتفاق ينص على سفر 150 حالة يوميا، منها 50 حالة لمرضى عاديين يعانون من أمراض مزمنة وخطرة كالضغط والسكر والقلب والكلى وتستدعي حالاتهم الصحية تدخلات طبية غير متوفرة في القطاع، و100 حالة من جرحى الحرب من النساء والأطفال والرجال.
ولكنه يقول إنه "لم يخرج للسفر حتى اللحظة سوى الشق المتعلق بالمرضى، ودون التزام من الاحتلال بالعدد المتفق عليه، ويتعمد (الاحتلال) يوميا إعادة حوالي 10% من الحالات المرضية بعد الموافقة على سفرها".
وتحققت الجزيرة نت من أن الاحتلال لم يسمح حتى اللحظة بسفر أي حالة ممن يوصفون بالجرحى العسكريين من عناصر المقاومة، وسمحت بسفر جرحى ومرضى عاديين ضمن 6 دفعات منذ إعادة فتح معبر رفح، قبل نحو أسبوع، ومن دون التزام بالعدد المتفق عليه.
وحسب الدكتور الفرا، فإن دولة الاحتلال تنتهج "معايير مزاجية" وتتعمد عدم التعاطي مع الأولويات وتصنيفات المرضى من حيث خطورة الحالة والحاجة الملحة للسفر بغية العلاج، والذين تصنفهم وزارة الصحة إلى 4 فئات بحسب التشخيص الطبي وأولوية السفر، ولكن الاحتلال يتعمد العبث بالأولويات ويتجاهل حالات خطرة تحتاج بصورة عاجلة لعمليات إنقاذ حياة، ويختار للسفر حالات أقل خطورة.
إعلانويقول المسؤول الطبي إن هناك حالات توفيت من بينها 100 طفل، في أثناء الانتظار على طوابير السفر الطويلة بغية العلاج بالخارج. ووفقا له، فإن عدد المرضى ممن سافروا في الدفعات الست الماضية لا يزيد على 200 مريض.
وبرأي الدكتور الفرا، فإن هذا العدد من المسافرين المرضى ليس سوى "ذر للرماد بالعيون" ولا يترك أثرا كبيرا على الأعداد الهائلة من المرضى على قوائم انتظار السفر للعلاج بالخارج.