صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البرد شتاء
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
ركزت صحف ومواقع إخبارية عالمية على تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد دخولها الشهر السابع، والتداعيات التي أفرزتها في ظل الحديث عن مقترح جديد لوقف إطلاق النار وتلويح تل أبيب باجتياح قريب لمدينة رفح.
وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن الخيام التي فشلت في منع البرد عندما فرّ العديد من سكان غزة من منازلهم لأول مرة، أصبحت الآن خانقة ويعاني القاطنون فيها الحر الشديد، حيث تجاوزت درجات الحرارة 37 مئوية.
وأشار التقرير إلى أن الحرارة تفاقم المشاكل الأليمة الناجمة عن الحرب الإسرائيلية في غزة، خصوصا في ظل شح المياه التي يعتمد الناس عليها. كما أن الطقس الدافئ يجلب الحشرات التي تساعد على انتشار الأمراض.
وعلى صعيد المستجدات الميدانية، نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول أميركي، قوله إن اقتراح وقف إطلاق النار سيستجيب فعليا لمطلب حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإنهاء الحرب.
وأوضح المسؤول، أن المقترح هو وقف فوري لإطلاق النار لمدة 6 أسابيع، يؤدي إلى مرحلة ثانية، ثم استعادة دائمة للهدوء، مضيفا أن واشنطن ستكون بمثابة الضامن إلى جانب مصر وقطر لتنفيذ الاقتراح.
في سياق ذي صلة، نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرا حول استعداد إسرائيل للهجوم على رفح، وانتظار إعطاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إعطاء الضوء الأخضر.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو مضطر في رفح، إلى الأخذ في الاعتبار التأثير الدولي الذي يمكن أن يُحدثه سقوط آلاف الضحايا المدنيين الفلسطينيين إذا ما غزا الجيش الإسرائيلي هذه المدينة، إضافة إلى استمرار الرئيس الأميركي جو بايدن في إعلان معارضته لمثل هذه العملية.
أما صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، فقد تطرقت إلى نتائج استطلاع للرأي -أجراه مركز بيو للأبحاث- أظهرت أن ثقة غالبية الأميركيين (53%) ضعيفة أو منعدمة بقدرة نتنياهو على اتخاذ القرارات الصحيحة فيما يتعلق بالشؤون الدولية.
ومن بين المستطلعة آراؤهم، أعرب 25% عن عدم ثقتهم بنتنياهو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 11 نقطة مئوية منذ عام 2023.
بدوره، أجرى موقع "بلومبيرغ" الإخباري وشركة "مورنينغ كونسلت" استطلاعا للرأي بيَّن انخفاض الدعم بين الناخبين في الولايات الأميركية المتأرجحة لمساعدات بلادهم لإسرائيل، في الأشهر التي تلت الحرب الإسرائيلية في غزة.
ووفق الاستطلاع، يدعم 51% من الناخبين المسجلين في الولايات السبع -التي ستقرر الانتخابات الرئاسية لعام 2024- بقوة، أو إلى حد ما المساعدات لإسرائيل، "وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 11 نقطة مئوية عن شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إبراهيم شعبان يكتب: مشادة ترامب وزيلينسكي.. وقود حرب عالمية ثالثة
المشادة الكلامية الحادة بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، ليست فقط حدثا تاريخيا غير مسبوق حدوثه بهذا الشكل في البيت الأبيض، ولكنها محطة نحو تطورات مؤلمة على صعيد الحرب الأوكرانية – الروسية وأحداث مخيفة بالنسبة للعالم أجمع.
الحاصل أن، الخلاف الحاد بين كل من ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض أمام عيون مئات الصحفيين وأمام العالم، ليس خلافا سياسيا يمكن حله، بل هو خروج للولايات المتحدة من الحرب الأوكرانية الروسية بعد 3 سنوات كاملة على بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية فبراير 2022. فترامب وقبل توليه مقاليد الأمور في البيت الأبيض يؤكد أنه قادر على إنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، والتي كلفت الولايات المتحدة الأمريكية وفق تقارير دولية قرابة 200 مليار دولار ما بين مساعدات عسكرية واقتصادية. لكنه لا يطرح خطة واضحة للسلام. ترامب يتصور أنه قادر على فرض السلام عبر الضغط على أوكرانيا للانسحاب من الحرب وتسوية الأمور بهذا الشكل!!
والمأساة إنه لم يأخذ في الاعتبار إعطاء أي ضمانات أمنية لأوكرانيا لردع روسيا، عن التفكير في غزو كييف مجددا، أو حتى الحديث عن انضمامها للناتو، بل تجاهل كذلك دعوة بوتين إلى الانسحاب من الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها قواته في انقلاب مفاجىء وغريب في السياسة الأمريكية، وهو ما يظهر اختلافا حادا في رؤية أسس واستراتيجيات الأمن القومي الأمريكي.
ففي الوقت الذي كان فيه بايدن يدافع عن أوكرانيا، وورط بوتين في حرب استنزاف طويلة ومد زيلينسكي بالمساعدات ليس دفاعا عن أوروبا فقط ولكن وقوفا أمام أطماع روسية ستمتد لدول أوروبية أخرى قد تكون ألمانيا أو فرنسا، حال نجح بوتين في قضم أوكرانيا وهو تهديد مباشر للأمن القومي الأمريكي ولحلفاء واشنطن، والحدود بين المعسكرين الغربي والشرقي منذ الحرب العالمية الثانية، فإن ترامب لا يرى في هذه أدنى مشكلة، بل يرى فيها استنزافا للموارد الأمريكية، وأن على زيلينسكي أن يوقع اتفاق صفقة المعادن الثمينة مع الولايات المتحدة لتسترد عشرات المليارات من الدولارات التي أنفقتها في الحرب الأوكرانية - الروسية.
لقاء ترامب وزيلنسكي فضح الحقيقة كاملة، فقد قام بطرد زيلينسكي من البيت الأبيض بعد مشادة حادة قال له فيها أمام أعين العالم كله:-
أنت لست فى موقف جيد وأنتم تقامرون بإشعال حرب عالمية ثالثة، وتصريحاتك تفتقر بشدة إلى الاحترام وما تقوم به يظهر قلة احترام للولايات المتحدة، مشيرا: عليك التوصل إلى اتفاق وإلا سننسحب.
وأضاف ترامب في لهجة حادة لزيلينسكى:"جنودك يتناقصون وأنت تخبرنا أنك لا تريد وقف إطلاق النار".
وأضاف ترامب لزيلينسكي: بلادك فى ورطة وأنت لا تنتصر في الحرب. مضيفا: "عليك أن تكون ممتنا وعليك الموافقة على وقف لإطلاق النار"، وواصل ترامب لزيلينسكىي: ليست لديك أى أوراق للعب بها بدون دعمنا، في تهديد واضح بالانسحاب من الحرب وتركه عاريا أمام بوتين.
وشدد ترامب لزيلينسكى: "يمكنك العودة للبيت الأبيض مجددا عندما تكون مستعدا للسلام".
تصريحات ترامب ومواجهته لزيلينسكي لم يكن ينقصها سوى أن يقوم ترامب بضرب زيلينسكي كما علقت وزارة الخارجية الروسية.
والمهم أن، ما حدث بين ترامب وزيلينسكي قسم العالم هكذا إلى قسمين، فالولايات المتحدة توشك على إعلان خروجها وانسحابها من الحرب، وقد يكون ذلك بالفعل خلال ساعات أو الفترة القريبة القادمة، في حين علق الرئيس الفرنسي ماكرون أن أوكرانيا ليست لوحدها وأن الأوروبيين كانوا على حق بدعم أوكرانيا منذ البداية، وهو الموقف كذلك الذي اتخذته ألمانيا بإعلان دعمها للرئيس الأوكراني زيلينسكي.
ترامب الذي أهان زيلينسكي على الهواء مباشرة وقال له إنك تدفع لحرب عالمية ثالثة، هو نفسه من يورط العالم بفعلته وما سيتبع ذلك من قرارات في حرب عالمية ثالثة حقيقية، فلو أعلن سحب الدعم العسكري الأمريكي من أوكرانيا ووقف المساعدات تماما قبل اتفاق سلام حقيقي، فهذا يعني انه يقدم أوكرانيا وليمة على الغذاء للرئيس الروسي بوتين دون التواصل لتسوية حقيقية أو اتفاق لوقف إطلاق النار، خصوصا وإن بقى زيلينسكي في مكانه.
في نفس الوقت فإن فرنسا وألمانيا وباقي الدول الأوروبية لن تترك كييف لوحدها، لأنها تدافع عن أمنها وأمن أوروبا، في مواجهة أطماع روسية حقيقية، خصوصا وأن بوتين خسر الكثير في هذه الحرب ويريد تعويض خسائره، التي وصلت إلى أكثر من 150 ألف جندي وخسارة 300 مليار دولار.
الخلاصة.. مشادة ترامب وزيلينسكي مرحلة فارقة في حياة الحرب الروسية الأوكرانية والعالم، وأوروبا قد تجد نفسها في مواجهة موسكو دون أي غطاء أمريكي دفاع عن أوكرانيا والأمن القومي الأوروبي وهو ما قد يدفع لاشتباك عالمي حقيقي، فالحرب العالمية الثالثة اليوم أكثر قربًا من أي وقت مضى ما لم تحدث معجزة.