أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أنه بفضل الرؤية الاستشرافية للقيادة، تمتلك دولة الإمارات مكانة رائدة عالمياً في مجالات الطاقة النظيفة والتنمية الاقتصادية المستدامة أهلتها لقيادة منظومة العمل المناخي الدولي وبناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض.

وأضاف معاليه أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تحرص رئاسة COP28 على تعزيز التعاون الدولي لإنجاز عمل مناخي فعال وداعم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة بما يتماشى مع بنود “اتفاق الإمارات” التاريخي.

جاء ذلك في كلمة معاليه خلال جلسة رفيعة المستوى ضمن “حوار بيترسبرغ للمناخ” الذي يُعقد سنوياً، حضرها معالي أولاف شولتس مستشار ألمانيا الاتحادية، وفخامة إلهام علييف رئيس أذربيجان، وعدد من الوزراء وذلك في العاصمة الألمانية برلين.

وأجرى معالي الدكتور سلطان الجابر عدداً من اللقاءات الثنائية على هامش حوار بيترسبرغ مع كلٍ من فخامة إلهام علييف رئيس أذربيجان، ومعالي أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية، ومعالي ستيفان سيجورني وزير أوروبا والشؤون الخارجية الفرنسي.

وأشار معاليه في كلمته إلى أن “اتفاق الإمارات” التاريخي أصبح الإطار المرجعي للطموح المناخي العالمي والتنمية المستدامة منذ إقراره في دبي في العام الماضي، لأنه حقق إنجازات عبر مختلف القطاعات وركائز العمل المناخي بما فيها “التخفيف” و”التكيف” و”التمويل”، كما حدد مساراً واضحاً لتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، بما يتماشى مع الحقائق العلمية، ويحافظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.

وأشاد بنجاح الأطراف في التوافق على إدراج الالتزام بأهداف محددة زمنياً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ضمن الاتفاق للمرة الأولى في مؤتمرات الأطراف، وتحقيق إنجازات غير مسبوقة لحماية الطبيعة وتطوير التمويل المناخي، ودعم الدول الأكثر تعرضاً لتداعيات تغير المناخ من خلال تفعيل وبدء تمويل صندوق عالمي يختص بالمناخ ومعالجة هذه التداعيات بعد 30 عاماً من الانتظار لهذه الخطوة، وكذلك إدراج القطاعات التي لم تحظ سابقاً بالاهتمام الكافي، مثل الغذاء والصحة، في جدول أعمال مؤتمرات الأطراف لأول مرة، وإثبات جدوى العمل متعدد الأطراف وقدرته على تحقيق الأهداف العالمية حتى في الأوقات التي تشهد توترات جيوسياسية، وإمكانية تغليب التكاتف على الاستقطاب، بما يبعث رسالة من التفاؤل واحتواء الجميع في هذا التوقيت الحاسم بالنسبة إلى العمل المناخي.

وجدد معاليه الإشارة إلى أن ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف هي مبادرة غير مسبوقة للتعاون الثلاثي بموجب “اتفاق الإمارات” بين رئاسات مؤتمرات الأطراف COP28 الذي أقيم في دولة الإمارات، وCOP29 الذي سيقام أذربيجان، وCOP30 الذي سيقام في البرازيل، ووجه دعوة من الترويكا إلى الأطراف كافة لرفع سقف الطموح في الجولة المقبلة من المساهمات المحددة وطنياً، بحيث تتضمن خططاً لخفض الانبعاثات على مستوى الاقتصادات بأكملها، وتقديم خطط تكيف وطنية ممولة بشكل ملائم لحماية الطبيعة وتطوير النظم الغذائية.

ودعا معاليه جميع الدول إلى تعزيز طموحاتها واتخاذ إجراءات فعالة لإعداد خطط العمل المناخي الوطنية بما يتماشى مع “اتفاق الإمارات”، بالتزامن مع وضع تطوير البنية التحتية الخضراء في صميم خططها، وتطبيق سياسات تحفيزية ذكية لتشجيع القطاعات الصناعية على الالتزام بأهداف العمل المناخي، واستقطاب استثمارات القطاع الخاص، مشدداً على ضرورة إجراء حوار صريح وشفاف حول سُبل الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية بالتزامن مع ضمان أمن الطاقة وتعزيز النمو الاقتصادي.

وقال إن الانتقال المنشود في قطاع الطاقة يجب أن يساهم في تحسين سبل العيش وتوفير الفرص المناسبة للجميع، والحد من الانبعاثات وليس إبطاء معدلات النمو والتقدم، مشيراً إلى أنه سيستغرق وقتا ًوسيتحقق بسرعات مختلفة بحسب تباين الأماكن والظروف، كما سيشكِّل نقلة نوعية على مستوى المنظومة بأكملها، وسيوفر أكبر فرصة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية منذ العصر الصناعي الأول.

وأشار إلى أن الانتقال المنظم والمسؤول والعادل في قطاع الطاقة يحتاج إلى القيام باستثمارات كبيرة بالتزامن مع رفع مستويات التمويل المناخي بشكل ملموس وفعال، مؤكداً أنه لا يمكن للعالم أن يتخلى عن منظومة الطاقة الحالية قبل بناء منظومة الطاقة المستقبلية.

وسلط معاليه الضوء على أربع أولويات استثمارية رئيسة في هذا المجال، هي البنية التحتية، والتكنولوجيا، والموارد البشرية، وتطوير دول الجنوب العالمي، موضحاً أن العالم يحتاج إلى استثمار 6 تريليونات دولار على الأقل في خلال 6 أعوام لتحقيق القدرة الإنتاجية المستهدفة من الطاقة المتجددة لعام 2030 والبالغة 11 تيراواط، بالإضافة إلى استثمار بمستوى مماثل لتحديث الشبكات الكهربائية القديمة أو إنشاء شبكات جديدة في المناطق التي تفتقر إلى التغطية، خاصةً الدول النامية.

وأكد معالي الدكتور سلطان الجابر أهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لترشيد استهلاك المياه، وتحقيق تغيير إيجابي جذري في مجال كفاءة استخدام الطاقة وخفض الانبعاثات، من خلال التغلب على تحديات استقرار الإمدادات التي تواجه شبكات الطاقة المتجددة.

ودعا إلى تعزيز استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاعات كثيفة الاستخدام للطاقة والمياه لتوسيع نطاق الاستفادة منها بصورة أسرع، مما يتطلب استثمار كافة الدول في مواردها البشرية وتطوير مهاراتهم لتلبية احتياجات الاقتصاد الأخضر الجديد.

ولفت معاليه إلى ضرورة تعزيز الاستثمار في دول الجنوب العالمي، مشيرا إلى أن أكثر من 120 دولة نامية تحصل على 15% فقط من الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، مما يوضح ضرورة قيام بنوك التنمية متعددة الأطراف بتوفير مزيد من التمويل لهذه الدول بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة.

وخلال حوار بيترسبرغ للمناخ، استضافت ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف اجتماعاً وفق أسلوب “المجلس” الإماراتي لمناقشة الانتقال المنشود في قطاع الطاقة تحت عنوان “خريطة الطريق لمهمة الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية: دعم تحقيق مخرجات ’اتفاق الإمارات‘ بشأن الانتقال المنظم والمسؤول والعادل في قطاع الطاقة”، ليكون أول اجتماع ضمن سلسلة “مجالس العمل الطَموح” التي ستتم استضافتها استعداداً لـ COP29.

وألقى معالي الدكتور سلطان الجابر كلمة خلال المجلس إلى جانب معالي مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP29، ومعالي مارينا سيلفا، وزيرة البيئة وتغير المناخ في البرازيل التي تستضيف COP30.

وشهد المجلس نقاشاً تم خلاله التأكيد على دعوة الترويكا للدول، من خلال منظومة الأمم المتحدة، إلى تقديم مساهمات وطنية أعلى طموحاً في توقيت مبكر، بما يتماشى مع “اتفاق الإمارات”.

وقال معاليه إن هيكل المجلس وروح التعاون التي سادته خلال COP28، واجتماع الأطراف على قدم المساواة، ساهم في تجاوز الخلافات وتقريب وجهات النظر.

وأعرب عن حرص رئاسة المؤتمر على تطبيق الهيكل ذاته واستعادة روح التعاون لإجراء مناقشات صريحة وشفافة وعملية حول متطلبات تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي ومرن في قطاع الطاقة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: معالی الدکتور سلطان الطاقة المتجددة اتفاق الإمارات فی قطاع الطاقة العمل المناخی بما یتماشى مع إلى أن

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية رئيس الدولة.. منصور بن زايد يفتتح معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2024”

 

 

تحت رعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، افتتح سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة بحضور سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، أمس، النسخة الأربعين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك”، الذي يُقام حتى 7 نوفمبر الجاري، في مركز “أدنيك” أبوظبي يرافقهما الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب في مملكة البحرين.
وعزف خلال حفل الافتتاح السلام الوطني وعرض فيديو حول معرض “أديبك 2024” والقى معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها الكلمة الرئيسية ؛ كما عقدت جلسة نقاشية بمشاركة عدد من وزراء الطاقة من حول العالم.
ويُعد معرض ومؤتمر “أديبك”، الذي تستضيفه مجموعة “أدنوك”، الحدث الأكبر من نوعه لقطاع الطاقة في العالم، حيث يستقطب أكثر من 200 ألف زائر من بينهم كبار المبتكرين والخبراء من كافة أنحاء العالم. وتُقام نسخة هذا العام تحت شعار “تواصل العقول لتحقيق انتقال واقعي ومنظّم في قطاع الطاقة”.
وأكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على دعم الابتكار التكنولوجي كمحفز رئيسي في مختلف المجالات، ولاسيّما في قطاع الطاقة، من خلال إبرام الشراكات الاستراتيجية وتعزيز علاقات التعاون المشترك مع مختلف الجهات والشركات العالمية الرائدة في هذا المجال، بهدف دمج حلول الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة، ودفع عجلة التحوّل العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة.
ويضم “أديبك” هذا العام العديد من الإضافات الجديدة، بما في ذلك مؤتمر الرقمنة والتكنولوجيا، الذي يركّز على كيفية إسهام تقنيات الجيل القادم، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، في دفع عجلة خفض الانبعاثات ورفع الكفاءة، إضافة إلى معارض جديدة لشركات رائدة في مجالات التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي.
وحضر فعاليات افتتاح معرض ومؤتمر “أدبيك” معالي الشيخ خليفة بن طحنون بن محمد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعالي الشيخ شخبوط بن نهيان وزير دولة، ومعالي أحمد مبارك المزروعي رئيس مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية رئيس مكتب أبوظبي التنفيذي ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، و معالي سارة المسلم وزيرة دولة للتعليم المبكر ومعالي منصور المنصوري رئيس دائرة الصحة أبوظبي و معالي مريم بنت محمد المهيري رئيسة مكتب الشؤون الدولية في ديوان الرئاسة و معالي حميد بن سعيد النيادي مدير مكتب رئيس ديوان الرئاسة و معالي سلطان ضاحي الحميري مستشار في مكتب رئيس الدولة للشؤون الاستراتيجية وعدد من المسؤلين.
تستمر فعاليات “أديبك 2024” حتى 7 نوفمبر الجاري في مركز “أدنيك” أبوظبي، وسيتم خلال الحدث تنظيم 10 مؤتمرات متنوّعة تُعقد في 16 قاعة، بمشاركة أكثر من 2200 شركة عارضة تُمثّل مختلف مجالات قطاع الطاقة في العالم.
وتجتمع هذه الجهات في مكان واحد لعرض أحدث الابتكارات والحلول التي تسهم في رسم ملامح مستقبل الطاقة العالمي، ومن بينها 54 من أبرز شركات النفط الوطنية والعالمية، وجهات وطنية وشركات هندسية دولية، و30 جناحاً وطنياً للدول العارضة، وأربع مناطق صناعية متخصِّصة تركّز على خفض الانبعاثات الكربونية، والتحوّل الرقمي، والقطاع البحري، والخدمات اللوجستية، والذكاء الاصطناعي.وام


مقالات مشابهة

  • تحت رعاية رئيس الدولة.. منصور بن زايد يفتتح معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول “أديبك 2024”
  • في افتتاح “الكومسيك”.. اردوغان يدعو لتوحيد الصف في دعم فلسطين ولبنان
  • “الطيران المدني” و”اتحاد مكاتب السفر” يبحثان تعزيز التعاون السياحي
  • السفير مصطفى الشربيني: "cop 29" فرصة هامة للدول لتقديم خططها الوطنية المحدثة بشأن المناخ
  • ‏خلال كلمته في ⁧‫أديبك 2024‬⁩.. سلطان الجابر يؤكد على الدور المحوري لقطاع الطاقة في دفع المرحلة التالية من النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام
  • السفير مصطفى الشربيني: cop 29 فرصة هامة للدول لتقديم خططها الوطنية المحدثة بشأن المناخ
  • محمد عبداللطيف: التعليم قضية مشتركة تستلزم تعزيز التعاون بين كافة الأطراف
  • جبالي يدعو وزير العدل للمشاركة في كافة جلسات مناقشة مشروع قانون الإجراءات الجنائية
  • علي العامري رئيس مجلس إدارة مجموعة الشموخ لخدمات النفط: “أديبك 2024” الأهم والابرز في قطاع الطاقة الدولي
  • رئيس اتحاد الرجبي يدعم الظالعي قبل الانتخابات الآسيوية