من المتوقع أن يبدأ الجيش الاسرائيلي عملية برّية تجاه رفح خلال ايام في اطار حملته العسكرية التي يدعي من خلالها انه يريد القضاء على حركة "حماس"، وقد حصلت تل ابيب على موافقة اميركية كاملة بشرط التعامل الحذر مع المدنيين، ما يوحي بأن الحرب طويلة خصوصا وأن تحقيق اسرائيل اي انجاز واضح في رفح سيحتاج إلى وقت طويل نسبياً، وسيجعل من عملية الاستنزاف كبيرة التي يتعرض لها الجيش الاسرائيلي دافعاً جدياً للقيادة السياسية من اجل القيام بخطوات اكثر خطورة.



واحدة من الدوافع الاساسية التي تشجع نتنياهو على دخول رفح هي إطالة عمره السياسي، على اعتبار أن انتهاء الحرب او اي هدنة عسكرية ستؤدي حتماً الى محاسبته وانقلاب حلفائه عليه، لذلك فهو يعمل على ايجاد الحجج للحفاظ على الدعم السياسي والديبلوماسي والدولي الذي يحظى به اليوم، لكن الفشل في رفح سيضع الرجل امام خيارين، امام الاستسلام لتسوية تحافظ فيها حماس على جزء واسع من وجودها العسكري والسياسي وبالتالي دخول المجتمع السياسي الاسرائيلي في فوضى كبرى، في حين ان الخيار الثاني امامه هو فتح جبهة جديدة مع لبنان.

البدء بالمعركة مع لبنان ستكون له تداعيات كبرى، لذلك فإن الاميركيين يضعون ثقلهم لمنع توسع الاشتباك في جنوب لبنان لان المنطقة ككل ستدخل في مسار مختلف تماماً. لذلك فإن البحث اليوم في ايجاد حل من داخل الكيان ينهي الحرب من خلال عزل نتنياهو او استقالة حكومته او حتى تظاهرات شعبية شاملة تعطل قدرته على اتخاذ القرار، على اعتبار ان الاميركيين الراغبين بتطيير نتنياهو ليسوا في وارد كسر اسرائيل وهم يعملون بين هذين الحدين.

وبحسب مصادر مطلعة فإن "حزب الله" لديه تصور كامل لكل السيناريوات الممكنة، وهو يستشعر منذ مدة رغبة اسرائيلية بالقيام بخطوات عملية لتوسيع الحرب في لبنان، لذلك بدأ برفع سقف استهدافته واستعراض قوته، وتحديداً في مجال المسيرات الذي يقلق اسرائيل وهذا الامر يأتي في اطار ردعها ومنع القيادة السياسية والعسكرية فيها من اتخاذ اي قرار التصعيد لانه سيكون مكلفاً على جيش متعب كالجيش الاسرائيلي، لكن قد يكون تصعيد الحزب ايضاً له اعتبارات أخرى.

ترى المصادر أن دخول اسرائيل الى رفح قد يؤدي الى تضرر البنية العسكرية لحماس بشكل كبير وهذا ما لا يريده "حزب الله" لذلك يقوم بعملية تخفيف ضغط هائلة عن غزة، وقد تكون الضربة الايرانية او الاصح المبالغة في الردّ الايراني ناتجة عن رغبة في طهران بإلهاء تل ابيب وتحسين شروط حماس التفاوضية، وعليه فإن القرار بفرملة التصعيد قد لا يكون موجوداً في الاصل لدى طرفي الصراع العسكري، لا من الجانب اللبناني ولا من جانب العدو.

من الواضح أن امكانات توسع الاشتباك في الجبهة اللبنانية باتت اعلى من اي وقت مضى، في الاصل، وخلال الاسبوعين الماضيين باتت المعركة اكثر قساوة والاستهدافات تأخذ طابعاً مختلفاً عن كل الفترة السابقة وهذا ما يجعل الوضع امام مرحلة جديدة لا يمكن التعامل معها وفق الادوات المعتادة. فهل سنصبح امام تدحرج تدريجي الى معركة شاملة في لبنان وبالتالي المنطقة، أم ان الضغوط الاميركية ستمنع نتنياهو من اي مغامرة في لبنان في مقابل ضوء اخضر في فلسطين. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تبدأ عملية برية محدودة في جنوب لبنان بإسناد جوي ومدفعي

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «إكس»، إن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان.

وأضاف: «قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين).

قبل بدء العملية نفذت القوات التدريبات المعنية».

  وعلى وقع هذا التطور الخطير، استهدفت سلسلة غارات جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء دمشق، مما أسفر وفقا للإعلام الرسمي السوري عن مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم إعلامية في التلفزيون الحكومي. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان نشره فجر الثلاثاء قرابة الساعة الساعة الثانية (23:00 ت غ الإثنين) إنّ قواته بدأت "قبل ساعات قليلة" توغلها في الأراضي اللبنانية بإسناد جوي ومدفعي. وأضاف أنّ هذا التوغّل يستهدف "أهدافا وبنى تحتية إرهابية تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان". كما أشار إلى أنّ هذه الأهداف تقع "في عدد من القرى القريبة من الحدود والتي ينطلق منها تهديد فوري وحقيقي للبلدات الإسرائيلية في الحدود   وأوضح أنّ هذه العملية البرية تتمّ وفق "خطة مرتّبة تمّ إعدادها في هيئة الأركان العامة وفي القيادة الشمالية والتي تدربت القوات لها على مدار الأشهر الأخيرة". ولفت إلى أنّه "تمّت الموافقة على مراحل الحملة، ويتمّ تنفيذها وفقا لقرار المستوى السياسي". وشدّد الجيش الإسرائيلي في بيانه على أنه "يواصل القتال والعمل لتحقيق أهداف الحرب، ويبذل كل ما هو مطلوب من أجل حماية مواطني دولة إسرائيل".  من جهته، قال "حزب الله" في بيان صدر ليل الإثنين إنّ مقاتليه استهدفوا "تحركات لجنود إسرائيليين في البساتين المقابلة لبلدتي العديسة وكفركلا بالأسلحة المناسبة وحقّقوا فيهم إصابات مؤكدة". عند الحدود وأكد مصدر مقرب من "حزب الله" أن تلك التحركات كانت "عند الحدود" مع لبنان. ولم يصدر عن "حزب الله" أيّ تعليق فوري على إعلان الجيش الإسرائيلي أنّه بدأ العملية البرية، لكنّ قناة "المنار" التابعة للحزب نقلت عبر قناتها على تطبيق "تليغرام" مضمون البيان الإسرائيلي، وقالت القناة التلفزيونية إنّ "جيش العدو الإسرائيلي يعلن بدء عملية عسكرية برية محددة في جنوب لبنان". ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري الأميركي عن مسؤولين إسرائيليين لم يسمّهم قولهم إنّ العملية البرية التي شنّها الجيش الإسرائيلي لتوّه هي "عملية محددة ومحدودة في الزمن والنطاق ولا تهدف إلى احتلال جنوب لبنان". وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من الإثنين "مناطق المطلة ومسغاف عام وكفر جلعادي في شمال إسرائيل منطقة عسكرية مغلقة. يمنع الدخول إلى هذه المنطقة". ، أفاد مصدر بالجيش اللبناني أنّ "قوات الجيش اللبناني تعيد التمركز وتجميع القوى" في أجزاء من جنوب لبنان قرب الحدود. كذلك، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة الاثنين إن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل) لم تتمكن من القيام بدوريات بسبب شدة الضربات الإسرائيلية وصواريخ "حزب الله" التي تستهدف إسرائيل. وأدت الغارات إسرائيلية الاثنين على لبنان إلى مقتل 95 شخصا على الأقل، بينهم ثلاثة أعضاء في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وقائد حركة "حماس" في لبنان فتح شريف أبو الأمين وجندي لبناني، بحسب مصادر مختلفة. وتتعرض مناطق في جنوب وشرق لبنان وصولا إلى ضاحية بيروت الجنوبية منذ مطلع الأسبوع الماضي لقصف اسرائيلي كثيف وغير مسبوق منذ بدء التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل قبل نحو عام. وقتل أكثر من ألف شخص في لبنان وفق السلطات منذ أن ارتفع مستوى التصعيد بين "حزب الله" واسرائيل منتصف سبتمبر (أيلول). واستهدفت ستّ غارات جوية إسرائيلية ليل الإثنين إلى الثلاثاء الضاحية الجنوبية لبيروت كما أفاد مصدر أمني، وذلك بعيد دعوة الجيش الإسرائيلي سكان ثلاثة أحياء في المنطقة إلى إخلاء منازلهم. واستهدفت غارة جوية إسرائيلية فجر الثلاثاء في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان منير المقدح، القيادي البارز في الجناح العسكري لحركة "فتح"، لكن من دون أن يتأكد في الحال ما إذا كان المستهدف قد أصيب أم لا. وأعلنت دول عدة عن إجراءات لإجلاء رعاياها، بما في ذلك استئجار رحلات جوية أو حجز رحلات تجارية بأكملها، بينما أعلنت فرنسا أنّ إحدى سفنها الحربية ستتمركز قبالة الساحل اللبناني "احترازيا" للمساعدة في إجلاء الرعايا إذا ما استدعى الأمر ذلك

مقالات مشابهة

  • عاجل: أول تصريح لـ”نتنياهو” على الهجوم الإيراني على اسرائيل
  • بعد دخول نازحين إلى الممتلكات الخاصة.. ماذا طلبت قوى الأمن من المواطنين؟
  • إسرائيل تبدأ عملية برية محدودة في جنوب لبنان بإسناد جوي ومدفعي
  • عاجل: إسرائيل تبدأ توغل بري جنوب لبنان وإعلان هذه المناطق مناطق عسكرية مغلقة
  • مسؤول في البنتاغون: إسرائيل أبلغتنا أن العملية البرية في لبنان قد تبدأ الليلة
  • عاجل - أمريكا تعلق على دخول إسرائيل البري في لبنان
  • تطور خطير.. اسرائيل تبلغ أمريكا بشن عملية برية في لبنان خلال الساعات القادمة
  • نتنياهو مُخاطبًا الشعب الإيراني: إسرائيل تقف معكم.. ماذا قصد برسالته؟
  • سيناريوهات التقدم البري.. احتمالان امام نتنياهو
  • خبير دولي: نتنياهو يشعل جبهة لبنان لصرف الأنظار عن جرائم الإبادة في غزة