ماذا كشفت صور الأقمار الاصطناعية عن المقابر الجماعية في مستشفى ناصر بغزة؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أجرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تحليلا لمقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، وصور أقمار اصطناعية، لمستشفى ناصر في قطاع غزة، في محاولة للوصول إلى إجابات تتعلق بالمقابر الجماعية التي تم العثور عليها هناك، بعد عملية عسكرية إسرائيلية.
والخميس، رفع المسؤولون الفلسطينيون عدد الجثث التي تم اكتشافها في مقبرة جماعية على أرض مستشفى ناصر إلى 392 من 283، وسط روايات متضاربة بين إسرائيل والسلطات في غزة حول كيفية وتوقيت دفن بعض الجثث.
وأعلن الدفاع المدني منذ أيام الكشف عن مقابر جماعية في مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوبي قطاع غزة، انتُشلت منها مئات الجثث.
والإثنين، أكد المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، في مقابلة مع قناة "الحرة"، اكتشاف أكثر من 100 جثة دفنت في مقابر جماعية بمحيط مجمع ناصر الطبي، بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة قبل أكثر من أسبوعين.
وقال بصل إن قوات الدفاع المدني بالتعاون مع الأطقم الطبية قامت بانتشال نحو 115 جثة، "حيث تم العثور على 50 جثة في اليوم الأول، السبت، وحوالي 65 جثة في اليوم التالي"، مشددا على استمرار الجهود لاكتشاف المزيد من "جثث الشهداء".
وردا على هذه التقارير، قال الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، في بيان لموقع "الحرة"، إن الادعاء بأن الجيش الإسرائيلي "دفن جثثا فلسطينية عارٍ عن الصحة تماما".
وأضاف الجيش أنه "تم خلال النشاط فحص الجثث التي دفنها الفلسطينيون في منطقة مستشفى ناصر، وذلك كجزءٍ من الجهود الرامية إلى تحديد مكان المخطوفين والمفقودين، والتي في إطارها تصرف الجيش بطريقة محددة في الأماكن التي توفرت بشأنها معلومات استخباراتية حول احتمال وجود مخطوفين".
وتقول السلطات في غزة إنه تم حفر مقابر جماعية في أراضي المستشفى قبل الغارة الإسرائيلية هناك في فبراير، لكنها تتهم إسرائيل بفتح الموقع لاحقا لإضافة الجثث، حسب "نيويورك تايمز".
وخلص تحليل الصحيفة الأميركية، إلى أن "الفلسطينيين حفروا موقعين على الأقل من مواقع المقابر الجماعية الثلاثة، قبل أسابيع من مداهمة القوات الإسرائيلية للمجمع الطبي".
ولم يتضح كيف مات الأشخاص الذين دفنوا في مجمع ناصر الطبي. وفي حين أن "نيويورك تايمز" لم تتمكن من تحديد سبب وفاة هؤلاء الأشخاص، إلا أن عمليات الدفن الأولية تمت في يناير وفبراير وسط هجوم إسرائيلي استمر لأسابيع في المدينة.
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية التي حللتها "نيويورك تايمز"، أن "المقبرة الجماعية الكبيرة التي حفرها سكان غزة لأول مرة تحت أشجار النخيل في الجزء الجنوبي من المجمع، تم دكها من قبل القوات الإسرائيلية، بما في ذلك باستخدام جرافة، مما يضفي مصداقية على الادعاء الإسرائيلي بأنهم استخرجوا الجثث وأعادوا دفنها".
ولا توجد علامة واضحة على أن القوات الإسرائيلية حفرت قبورا جديدة أو أضافت جثثا إلى القبور الموجودة، وفق الصحيفة.
وفي 21 أبريل، تمت مشاركة مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر مقبرة ثالثة في مجمع ناصر الطبي، على الجانب الآخر من مسار من الطوب يمتد بجوار المقبرة الجماعية الأولية.
وتم إنشاء هذه المقبرة الجديدة أثناء الوجود الإسرائيلي على أرض المستشفى أو بعده، لكن من غير الواضح من قام بحفرها، حيث تعتلي عدد من القبور لافتات مكتوبة باللغة العربية تقول "شهيد مجهول"، حسب "نيويورك تايمز".
والأربعاء، تجمّع عدد كبير من أهالي قتلى ومفقودين قرب المستشفى، بحثا عن أحبائهم.
ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن المراكز الطبية كانت محور للعمليات العسكرية؛ لأن "مقاتلي حماس يختبئون داخل وتحت المرافق، وأن هذا هو السبيل الوحيد لاجتثاث الجماعة المسلحة".
ونفت حماس والعاملون في المجال الطبي هذا الاتهام. ووصفت مجموعات إغاثة وهيئات دولية بشكل متزايد تفكيك إسرائيل للقدرات الطبية في غزة بأنه "منهجي".
ويأتي اكتشاف المقبرة الجماعية في مستشفى ناصر بعد أسبوعين من العثور على مقبرة جماعية مماثلة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وقال الأطباء في مستشفى ناصر ووزارة الصحة في غزة، إن بعض الأشخاص الذين حاولوا الفرار من المستشفى خلال الغارة الإسرائيلية، "تعرضوا لإطلاق النار من قبل الجنود الإسرائيليين، وقتل أو جرح بعضهم".
في حين أنه لا يمكن التحقق من هذا الادعاء بشكل مستقل، فإن العديد من مقاطع الفيديو التي تحققت منها صحيفة "نيويورك تايمز" تظهر ضحايا أعيرة نارية ملقاة على الأرض خارج البوابة الشمالية مباشرة.
وتظهر أيضا أشخاصا يستخدمون حبلا لسحب زجاجات المياه عبر الشارع إلى مجمع المستشفى، لتجنب الطريق الذي تم فيه إطلاق النار على الضحايا.
في ذلك الوقت، قال الجيش الإسرائيلي إنه "فتح طريقا آمنا" لإجلاء المدنيين في المنطقة، لكنه لم يرد على أسئلة حول التقارير التي تفيد بأنه أطلق النار على الفلسطينيين الذين كانوا يحاولون مغادرة المستشفى.
والأربعاء، طالبت الولايات المتحدة، السلطات الإسرائيلية بتقديم "إجابات" بعد تقارير عن اكتشاف "مقابر جماعية" في مستشفيين كبيرين في قطاع غزة.
من جانبها، قالت مديرة الأبحاث والمناصرة في منظمة العفو الدولية، إريكا جيفارا روساس، إن محققي حقوق الإنسان وخبراء الطب الشرعي بحاجة إلى الوصول الفوري إلى غزة، لضمان الحفاظ على أدلة المقابر من أجل ضمان المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي.
وأضافت في بيان: "دون إجراء تحقيقات مناسبة لتحديد كيفية حدوث هذه الوفيات أو الانتهاكات التي ربما تكون قد ارتُكبت، قد لا نكتشف أبدا حقيقة الفظائع الكامنة وراء هذه المقابر الجماعية".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی المقابر الجماعیة مجمع ناصر الطبی نیویورک تایمز الدفاع المدنی مقابر جماعیة مستشفى ناصر فی مستشفى جماعیة فی قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر من جرائم الحرب بمالي وتدعو للتحقيق في الإعدامات
أصدر خبراء من الأمم المتحدة بيانا أمس الأربعاء دعوا فيه حكومة مالي إلى التحقيق في تقارير تتحدث عن عمليات إعدام من دون محاكمات، وحالات إخفاء قسري بعد العثور على عشرات الجثث خارج معسكر للجيش في وقت سابق من الشهر الماضي.
وورد في البيان أنه "عُثر في الأسبوع الماضي على "عشرات الجثث المتحللة" على مشارف معسكر كوالا في منطقة كوليكورو جنوب غرب مالي.
وأضاف البيان "نحث السلطات في مالي على إجراء تحقيقات سريعة وفعالة وشاملة ومستقلة ونزيهة وشفافة في عمليات القتل والإخفاء القسري هذه، وفقا للقانون الدولي".
وقالت وكالة رويترز للأنباء إنها تواصلت مع المسؤولين في مالي طلبا للتعليق على الموضوع، لكنهم لم يردوا على الفور.
جرائم الحربوقال بيان الخبراء، إن عمليات الإعدام إذا تأكدت، قد تصل إلى مستوى جرائم الحرب، في حين أن حالات الإخفاء القسري قد تشكل جرائم ضد الإنسانية، معبرين عن "غضبهم" إزاء هذه التقارير.
وبحسب وثيقة قدمتها جمعية "تابيتال بولاكو" المهتمة بعرقية الفولاني لرويترز، فإنه يُعتقد أن الجثث التي عُثر عليها في المعسكر تعود لأشخاص ألقي القبض عليهم في 12 أبريل/نيسان في قرية سيبابوجو الواقعة في منطقة كايس الغربية.
إعلانوقالت تابيتال بولاكو إن القوات المسلحة في مالي هي التي نفّذت الاعتقالات، وأضافت أنه أُطلق سراح بعضهم بعد استجوابهم، إلا أن أكثر من 60 شخصا، معظمهم من عرقية الفولاني، فُقدوا منذ تلك العملية.
وقال خبراء الأمم المتحدة، نقلا عن "تقارير غير مؤكدة"، إن بعض المعتقلين في سيبابوجو تم نقلهم إلى معسكر كوالا، حيث تم استجوابهم وتعذيبهم قبل إخراجهم من المعسكر وإعدامهم بإطلاق النار.
وطردت الحكومة العسكرية في مالي، التي استولت على السلطة بعد انقلابين في عامي 2020 و2021، القوات الفرنسية والقوات الغربية الأخرى ولجأت إلى روسيا، وخاصة مقاتلي شركة فاغنر الخاصة، للحصول على الدعم العسكري.
وقالت القوات المسلحة في مالي في بيان يوم الاثنين الماضي إنها نفّذت عمليات استهدفت من وصفتهم بـ "الجماعات المسلحة الإرهابية" في الفترة الممتدة من 11 إلى 15 أبريل/نيسان الجاري في عدة مناطق، بما في ذلك سيبابوجو وكوالا.