الحزام الأخضر في المخا.. 2083 شجرة تزين عاصمة القهوة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
في إطار مبادرة التشجير التي أطلقها عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، أواخر العام 2022، شهدت شوارع مدينة المخا تحولاً ملحوظاً بغرس 2083 شجرة ضمن إطار مشروع الحزام الأخضر الذي يهدف إلى إعادة إحياء جمال المدينة.
وانطلقت رحلة الحزام الأخضر بزراعة 1411 شجرة امتدت من جولة الميناء إلى المحجر البيطري، لتضفي على المكان لمسة طبيعية ساحرة.
وتواصلت عملية التشجير في سبتمبر 2023، كمرحلة ثانية بزراعة 7 شوارع رئيسية في المدينة، شملت إلى جانب الشارع العام، شارع العيادات وشارع مسجد الحمام وجولة عدن والدائري الشمالي وشارع المحطة البخارية وشارع سوق الخرج والمثلثات بجولة المجمع.
يقول ياسر عوض مسؤول التشجير لنيوزيمن، إن عمليات غرس الأشجار تمت على يد المهندس الزراعي علي الحيدري، وإشراف مدير مكتب الزراعة محمد قليهط، حيث أُنجزت بدقة، مستخدمين أشجار الدماس التي تتميز بسرعة النمو ومقاومتها للظروف المناخية القاسية.
وبحسب عوض، نالت هذه المبادرة دعما سخيا من المقاومة الوطنية، حيث لم تقتصر فوائد الحزام الأخضر على إعادة إحياء جمال المدينة فحسب، بل ستساهم في تخفيف حدة الرياح، وخفض درجات الحرارة، وتحسين جودة الهواء، ناهيك عن خلق بيئة طبيعية خلابة تُضفي على المكان رونقا خاصًا.
وتجسد مبادرة الحزام الأخضر إرادة قوية لتحويل شوارع المخا إلى مساحات خضراء تضيف مظهرا حضريا وجماليا لعاصمة القهوة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الحزام الأخضر
إقرأ أيضاً:
تشريح المثقف- بين شجرة النيم وظل الأيديولوجيا- هلوسا
تشريح المثقفين للمختلف معهم في الرأي تحت شجرة النيم وحديث من يتبول في الشارع وهو يرتدي بدلة من أشهر المحلات الباريسية وحقيقة هذا حالهم ولا أبالغ في الامر
يبدو أن البعض قد نذر نفسه لحراسة القوالب الجاهزة، فإذا خرج أحدهم عن خطّ مستقيم رسموه، سارعوا إلى تشريحه فكريًا ووضعه على مائدة التقييم القاسي، متناسين أن الفكر ليس سجنًا، وأن الكتابة ليست بيانًا حزبيًا يُقرُّ ولا يُراجع. فهل يُفترض بمن يكتب أن يكون ثابتًا كالصخر؟ ألا يُتاح له حق إعادة النظر، أو مراجعة القناعات، أو حتى التحليق فوق المقولات الجاهزة دون أن يُتهم بالتلون أو النفاق؟
ولأنني لم أدّعِ يومًا أنني حكيم المعرة ولا أيس الكوفة الهَمْداني، فأنا أمارس الحياة كما يحلو لي، أتنقل بين قراءاتي وأفكاري، وأحاول أن أفهم المشهد السياسي كما هو، لا كما يريده المتحمسون لتصنيفي وفق مقولاتهم الجاهزة. أجل، انتقدتُ العسكر وعسكرة الدولة، وسأظل أنتقد كل هيمنة تُضيّق على الناس مساحة الحرية، فهل المطلوب أن أكون تابعًا أعمى كي يرضى عني حراس الأيديولوجيات؟
من القباب إلى الحداثة مسيرة لا تستحق السجن في قوالبكم
لم أولد وفي يدي بيان ماركسي أو خطاب ليبرالي، بل كانت طفولتي محاطة بالقباب، حيث تعلمتُ القرآن كغيري من أبناء ذلك الجيل، قبل أن تأخذني رياح الأسئلة الكبرى إلى ماركس، فوجدتُ في طرحه نقدًا عميقًا للبنى التقليدية، لكنني لم أكتفِ به، فالعالم أرحب من أن يُرى بعين واحدة. انفتح فضائي الفكري على الحداثة وما بعدها، لا لأهرب من الأسئلة، بل لأعمّقها، ولأختبر الأجوبة خارج إطارات الصراع الإيديولوجي الضيق. فهل يُعد ذلك خيانة فكرية أم بحثًا عن المعنى؟
عناوين جذابة أم مضامين سطحية؟ السفسطة ليست مشكلتي
اتهمني البعض بأنني أجيد العناوين الجذابة، لكن مضموني فارغ أو معقد، كأنما المطلوب مني أن أختصر السياسة في هتافات الشوارع. حسنًا، لن أدافع عن نفسي في هذا، فالقارئ الذي يقرأ لي بعين مُنصفة سيعرف أنني لا أمارس الكتابة كحرفة ميكانيكية، بل كبحث مستمر عن الفهم. وإن كانت بعض كتاباتي تستفز البعض، فلأنها تخرج من المساحات الرتيبة إلى أسئلة أكثر عمقًا. ومن لا يريد الغوص، فالبحيرات الضحلة متاحة للجميع.
بين هذا وذاك لا تضيقوا واسعًا، فالكتابة بحرٌ أوسع من صدوركم الضيقة
لستُ مثاليًا، ولا أملك مشروعًا فكريًا عظيمًا يستحق القراءة العميقة، ولستُ تاجر أفكار يُسوّق نفسه باعتباره المُخلّص الفكري لهذا الزمان. أكتب لأنني أريد أن أفهم، ولأنني لا أطيق اختزال الواقع في ثنائية قاتلة بين الأبيض والأسود. لا يزعجني النقد، لكنه يُضحكني حين يأتي من مثقف يرتدي بدلة اشتراها من أشهر محلات باريس، ثم يتحدث عن النقاء الثوري وهو يتبول في الشارع أمام الجميع.
أيها المتحمسون لجلدي فكريًا، تحيَّ شجرة النيم التي ظللتني ذات يوم، تحيَّ رياح الأسئلة التي لم تتوقف عن ملاحقتي، وتحيا الكتابة كمساحة رحبة لا تُختزل في تقييماتكم الضيقة.
zuhair.osman@aol.com