قميص بركان و حدود ” المغرب الحقة “
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
بقلم : د. عبد الله بوصوف
واهم من يعتقد ان الصراع حول قميص بركان…هو مجرد حادثا رياضي عرضيا..إذ وصفه النظام العسكري الجزائري بأنه اعتداء على سيادتها…مع العلم أن الخريطة المغربية لم تتضمن شبرا واحدا من الصحراء الشرقية التي ضمها الجنرال ديغول قبل استقلال المغرب…على اعتبار ان الجزائر ستبقى فرنسية إلى الأبد…
و هنا يجب طرح ملاحظتين…
أولهما وهي رهبة النظام العسكري من قوة تأثير الصورة في تشكيل المخيال الذهني…إذ انتشار خريطة المغرب على قميص رياضي فيه ترسيخ لحدود المغرب و هو ما ستتناقله وسائل اعلام و قنوات رياضية و شبكات تواصل اجتماعي عبر بثها لمباراة عادية في كرة القدم.
و هكذا ستصل حدود ” المغرب الحقة ” إلى جميع أنحاء العالم…
و ثانيهما، أن مصطلح السيادة تم تمطيطه إلى خارج المفهوم الكلاسيكي و المتعارف عليه للسيادة…إذ المغرب و عبر العديد من الخطابات الملكية عبر عن نيته في مد يد التعاون ، و أنه لن يكون ابدا مصدرا للشر….
لقد عرت حادثة قميص بركان عن عورة نظام عسكري…يبحث عن ” قشة ” او اسباب واهية…ليؤكد ضرورة وجوده و يخلق اعداء وهميين و صراعات وهمية بعيدة عن اهتمامات الشعب الجزائري المقبل على محاسبة النظام العسكري الجزائري في انتخابات رئاسية في شتنبر المقبل…
النظام العسكري الجزائري يحاول تجميل صورته أمام الناخب الجزائري..بتهييجه في ملاعب رياضية تقتضي اللعب النظيف faire play…و بلعب دور الزعامة بدول جوار أنهكها الصراع و التشتت كالشقيقة ليبيا و الرئيس قيس السعييد الذي يقود تونس نحو الافلاس…و كأن النظام العسكري الجزائري يهدد أوروبا بزعامته لدول تعتبر مصدرا للهجرة الغير الشرعية و قوارب الموت و تجار السلاح و نافذة للارهابيين من الساحل و تجارة البشر …أضف إلى انها دول غنية بالطاقة سواء النظيفة أو البترول والغاز الطبيعي…
و يظهر ان النظام العسكري الجزائري ..يعيش على اعصابه مع ترتيبات التقارب المغربي / الفرنسي.. في انتظار الإعلان الصريح جدا و ليس الملتوي أو الضمني بالاستثمار في الداخلة أو العيون…بمغربية الصحراء و الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية…
نعتقد أن فكرة رسم خريطة ” الحدود المغربية الحقة ” على جداريات كل القنصليات المغربية بالخارج…سيكون له أثر الزلزال على النظام الجزائري…
عبدالله بوصوف
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: النظام العسکری الجزائری
إقرأ أيضاً:
الرئيس الجزائري: يجب التحلي بالحكمة في خلافنا مع فرنسا
أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مساء السبت، ضرورة التحلي بالحكمة في التعاطي مع الخلافات بين بلاده وفرنسا، واصفا ما يحدث حول هذه المسألة "بالفوضى والجلبة السياسية".
وخلال مقابلة مع مجموعة من الصحفيين من وسائل الإعلام العامة، قال تبون إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون هو "المرجعية الوحيدة في فرنسا لحل هذا الخلاف".
وقال "بالفعل كان هناك سوء تفاهم، لكنه يبقى رئيس الجمهورية الفرنسية. وبالنسبة لي فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزيره للشؤون الخارجية، وهو الصواب".
وأضاف "فيما يخصني، فإن ملف الخلاف المفتعل بين أياد أمينة، بين يدي شخص كفء جدا يحظى بكامل ثقتي ألا وهو وزير الشؤون الخارجية السيد أحمد عطاف".
وقال إن الجزائر وفرنسا "دولتان مستقلتان: قوة أفريقية وقوة أوروبية ورئيسان يعملان سويا"، مؤكدا "الباقي لا يعنينا".
يشار إلى أن فرنسا احتلت الجزائر 132 عاما. ويختلف الجانبان في ملفات عديدة تعود للحقبة الاستعمارية.
قضية الصحراء
ولكن الخلاف الحالي يتعلق بإعلان ماكرون في يوليو/تموز 2024 دعمه لخطة الحكم الذاتي للصحراء تحت سيادة المملكة المغربية.
وردّا على انقلاب الموقف الفرنسي من قضية الصحراء، سحبت الجزائر سفيرها من باريس.
إعلانوتبع ذلك توقيف مؤثرين جزائريين مقيمين في فرنسا ومحاولة ترحيلهم إلى الجزائر التي رفضت استقبالهم، ثم حدوث هجوم بالسكين في مولوز بفرنسا منفذه جزائري أصدر القضاء في حقه أوامر ترحيل وتم رفض استقباله في الجزائر.
وتفاقم الخلاف مع اعتقال الكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال في مطار الجزائر في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد استياء السلطات الجزائرية من تصريحاته لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية المعروفة بقربها من اليمين المتطرف.
وفي هذه التصريحات كرر صنصال موقف المغرب القائل إن قسما من أراضيه اقتطع في ظل الاستعمار الفرنسي وضمّ للجزائر.
وفي فبراير/شباط الماضي، طالب الرئيس الفرنسي بـ"حلّ" قضيّة صنصال "لإعادة الثقة" المتبادلة، معربا عن قلقه على صحّة الكاتب الذي يعاني مرض السرطان والذي طالبت النيابة بالسجن النافذ لمدة 10 سنوات في حقّه ويتوقّع أن يصدر القضاء حكمه الخميس المقبل.