تضامنا مع غزة... تونس تقيد طقوس الزيارة السنوية لكنيس "الغريبة" اليهودي
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
تونس - مع تصاعد وتيرة الحرب في غزة، قررت السلطات التونسية، إلغاء الاحتفالات السنوية بأحد أقدم أماكن العبادة اليهودية في العالم وهو كنيس "الغريبة" الواقع في جزيرة جربة، التي يتجمع فيها اليهود من مختلف أنحاء العالم.
وتعد جزيرة جربة بمحافظة مدنين في الجنوب الشرقي لتونس، وجهة سنوية لآلاف الزوار اليهود من مختلف دول العالم، حيث تضم أقدم كنيس يهودي في شمال أفريقيا، الذي تقام فيه مراسم الحج اليهودي، أواخر شهر مايو/ أيار من كل سنة.
الاقتصار على طقوس محدودة داخل الكنيس
وصرح بيريز الطرابلسي، رئيس هيئة تنظيم الزيارة السنوية لليهود بكنيس "الغريبة" بجزيرة جربة التونسية، بأن "اللجنة المنظمة ألغت الاحتفال السنوي بسبب ما يحدث من جرائم حرب ترتكبها إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني".
وأضاف الطرابلسي، في تصريح لـ"سبوتنيك"، بأن "الزيارة السنوية هذه السنة والمتوقع أن يحضرها عدد قليل من الزائرين ستقتصر على طقوس محدودة داخل المعبد".
وشهدت الاحتفالات السنوية لكنيس "الغريبة" تعثرات، في السنوات السابقة، أولها كانت بسبب جائحة كورونا، والتي تسببت في انقطاع دام سنتين، وفي السنة الماضية، شهد موسم الزيارة عملية مسلحة أسفرت عن وفاة ضابطين من الشرطة التونسية، واثنين من زوار الكنيس.
تخوفات من حاملي الجنسية الإسرائيلية
ويرى المحلل السياسي قاسم الغربي، بأن "أسباب إلغاء الاحتفالات السنوية بمعبد الغريبة يعد استثناءً هذه السنة نظرا لما يعيشه الفلسطينيون من وجع وتهجير ودمار منذ ما يزيد عن المئتي يوم".
وتابع الغربي لـ"سبوتنيك"، بأنه "من غير المقبول أن تقام احتفالات في تونس، ونزيف الدماء متواصل على قطاع غزة"، مضيفًا: "السلطات التونسية اتخذت القرار الصائب والأمثل بإلغائها مظاهر الاحتفالات تضامنا مع الشعب الفلسطيني".
كما رجح محدثنا بأن هذا القرار يأتي أيضا "بسبب المعلومات المتداولة حول إمكانية دخول اليهود من خارج تونس، باستخدام جوازات سفر إسرائيلية وهو ما ترفضه السلطات التونسية".
ومن جانبه، قال غسان بن خليفة، عضو الحملة الوطنية لمناهضة التطبيع، لـ"سبوتنيك"، بأن "الحملة ترفض استغلال المناسبة الدينية من أجل تمرير التطبيع مع إسرائيل"، متابعا: "هذه المناسبة تمكن حاملي الجنسية الإسرائيلية من التسلل ودخول التراب التونسي".
ويضيف بن خليفة بأن "إسرائيل تبحث اليوم عن معادلة علنية مع السلطات التونسية وهي دخول التونسيين إلى الأراضي الفلسطينية، بإرادتها مقابل فرض الإسرائيليين على الأراضي التونسية".
تخوفات أمنية
وأشار المحلل السياسي قاسم الغربي، إلى أنه "يوجد أيضا اليوم تخوف من حدوث أي هجوم يستهدف الزائرين للمعبد بجزيرة جربة، في ظل ما يحدث من توتر في منطقة الشرق الأوسط".
وأردف الغربي، بحسب ما لديه من معلومات: "السلطات التونسية تخشى أن تتكرر هجمات إرهابية مسلحة على غرار ما حدث العام الماضي".
ومن جانبه، يرى الخبير الدولي في الشؤون الأمنية والعسكرية مازن الشريف، بأن "تونس اتخذت خطوة أمنية استباقية بإلغائها مظاهر الاحتفال بمعبد "الغريبة" تخوفا من حدوث هجوم مسلح كما حدث، في السنة الماضية".
ويتابع الشريف، القول لـ"سبوتنيك "، بأن "المعركة اليوم ليست معركة دينية وإنما هي معركة بين إسرائيل وحلفائها ومن يدعمها وبين من يقف مع الفلسطينيين في الحرب".
ومضى الشريف، بالقول إن "قرار السلطات التونسية بإلغاء مظاهر الاحتفالات السنوية بمعبد "الغريبة" ليس موقفا من تواجد اليهود في تونس، وإنما تضامنا مع الشعب الفلسطيني، مضيفا: "الدولة التونسية تحترم اليهود وأنشطتهم داخل ترابها".
ويعتبر الخبير الدولي بأن "إسرائيل التي ترتكب جرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني تتغطى بغطاء إسرائيلي يريد أن يقول إنه يمثل الدين اليهودي".
ويشار إلى أن عدد اليهود المتواجدين حاليًا في تونس، يتراوح بين 1500 و2000 شخص، بعد أن كانت أعدادهم تتجاوز 100 ألف قبل استقلال تونس عن فرنسا عام 1956، بحسب أرقام سابقة أعلنت عنها السلطات التونسية.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: السلطات التونسیة الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
أصدقاء مرضى السرطان تطلق حملة زكاة السنوية
أطلقت جمعية أصدقاء مرضى السرطان "حملة زكاة" السنوية التي تستهدف جمع أموال الزكاة والتبرعات وتخصيصها لتقديم الدعم المادي والمعنوي للمصابين بالسرطان والتخفيف من الأعباء المالية لبرامج علاج السرطان المختلفة على المرضى وعائلاتهم والمساهمة في إحداث تأثير إيجابي حقيقي في حياتهم وتحسين أوضاعهم الصحية والنفسية والاجتماعية.
وتأتي حملة العام الجاري تحت شعار "جمّع تَسُد" تأكيداً على أهمية الاتحاد في مواجهة السرطان وتشجيع أفراد المجتمع كافة على الاتحاد لمكافحة السرطان استناداً إلى فتوى شرعية أصدرتها اللجنة الدائمة للفتوى في إمارة الشارقة تجيز استخدام زكاة المال لمساعدة مرضى السرطان المعسرين الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف العلاج.
وأكدت عائشة الملا مديرة جمعية أصدقاء مرضى السرطان أهمية التكاتف المجتمعي والتعاطف مع المصابين حيث تشكل حملة زكاة واحدة من أبرز المبادرات السنوية التي تنظمها الجمعية للمساهمة في تخفيف الألم ونشر الأمل بين محاربي مرض السرطان ولهذا يجب عدم التقليل من أي مساهمة أو تبرع مهما كان صغيراً لأنه يمثل طوق نجاة المرضى ويُحدث فرقاً حقيقياً في حياتهم ويُخفف من معاناتهم ويمنحهم الأمل بالشفاء فتوحيد الجهود المجتمعية يمد المرضى بالقوة والعزيمة اللازمة لهزيمة السرطان.
وأضافت الملا أن الحملة تشكل استكمالاً لجهود العام الماضي الذي تم من خلاله دعم 98 مريضاً بالسرطان بـ5.7 مليون درهم تم تخصيصها لتغطية نفقات العلاج وتوفير الدعم المالي والمعنوي لهم ولعائلاتهم.
المصدر: وام