تورط طفل ووالده في مقتل "طفل شبرا الخيمة".. النيابة العامة تكشف تفاصيل صادمة وترحيل متهمين بالكويت إلى مصر
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
قالت النيابة العامة في بيان لها إنه في إطار التحقيقات التي تُجريها النيابة العامة في القضيَّة رقم ١٨٢٠ لسنة ٢٠٢٤ إداري قسم أوّل شبرا الخيمة بشأن العثور على جُثمان طفل يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا بإحدى الشُقَقِ السكنية المُستأجرة.
أسفرت معاينة النيابة العامة لمكان الحادث عن تواجد جثمان المجني عليه وقد انتزعت بعض أحشائه وجرى وضعها في كيس مجاور لجثته، وتوصلت التحريات إلى مرتكب الواقعة، وبضبطه واستجوابه، أقر بارتكابه إياها بطلب من مصري مقيم بدولة الكويت، كان قد تعرف إليه عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لسرقة أعضائه البشرية مقابل مبلغ خمسة ملايين جنيه.
وعقب اختياره لضحيته وعرضه عليه عبر تقنية "الفيديو كول"، طلب منه المذكور إزهاق روحه تمهيدًا لسرقة أعضائه البشرية، على أن يتم نقل عملية انتزاع الأعضاء عن طريق تقنية "الفيديو كول" أيضًا، وأخبره بأنه سيتم إبلاغه بالخطوات التالية عقب قيامه بذلك، إلا أنه بعد أن قام بتنفيذ ما طلب منه، كلفه بتكرار الأمر مع طفل آخر ليحصل على المبلغ المتفق عليه، إلا أنه تم ضبطه قبل قيامه بذلك، هذا ولم تعثر النيابة العامة بمعاينتها على أية تجهيزات طبية تشير إلى أن المقصود هو تجارة الأعضاء البشرية.
وأسفرت التحريات عن معرفة المتهم المصري المقيم بالكويت الذي استخدم في ارتكابها هاتفًا محمولًا مزودًا بشريحة اتصال يملكها والده، وبناء على تعليمات المستشار النائب العام اضطلعت إدارة التعاون الدولي بمكتب النائب العام بالاتصال بالجهات المختصة بدولة الكويت، والإنتربول الدولي، والتي أسفرت عن ضبط المتهم ووالده، وما بحوزتهما من أجهزة إلكترونية، حيث تم ترحيلهما إلى مصر.
وباشرت النيابة العامة استجوابهما وصولاً لأسباب ارتكاب الجريمة، وقد أقر المتهم الأول -الذي جاوز الخامسة عشرة من عمره- أنه من أوعز لمرتكب الجريمة بارتكابها، على نحو ما ورد بإقراره، قاصدًا من ذلك الاحتفاظ بالمقاطع المرئية لواقعة قتل الطفل المجني عليه والتمثيل بجثمانه، وذلك حتى تسنح له فرصة بيعها ونشرها عبر المواقع الإلكترونية التي تبثها مقابل مبالغ مالية طائلة، كما قرر أنه سبق وأن قام بهذا الفعل في مراتٍ سابقة، وجارٍ التحقق من صحة ذلك عن طريق فحص الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالمتهم ووالده الذي ضبط معه وأنكر صلته بتلك الوقائع، وجارٍ استكمال التحقيقات.
الحكاية بدأت عندما اختفى طفل شبرا الخيمة في ظروف غامضة دامت قرابة 3 أيام، وسط حالة من الحزن مصحوبة بالذهول والأمل في العثور عليه حتى وإن كان مصابًا بعاهة مستديمة أو مُعتدى عليه جنسيًا بعد اختفائه، رفقة جاره طارق الثلاثيني العمر، الذي اختفى هو الآخر بعد اختفاء الطفل، ومحاولات أسرة الطفل التي لم تهدأ ليبحث عنه الأقارب والجيران في كل مكان، حيث انقسم الجميع إلى فريقين أحدهما يبحث عن الطفل أحمد محمد سعد، البالغ من العمر 15 عامًا، والآخر يبحث عن طارق الثلاثيني العمر في كل مكان كان يتردد عليه.
رائحة كريهة كشفت جريمة طفل شبرا الخيمة..انبعثت رائحة كريهة من داخل شقة مستأجرة لـ طارق، الثلاثيني، بمنطقة عزبة عثمان، بمركز شبرا الخيمة، كانت طرف الخيط لكشف الجريمة المؤسفة، لتبلغ الجارة: «فيه ريحة حاجة ميتة طالعة من الشقة»، وسط تردد أسره أحمد والجيران إلى المسكن بين الحين والآخر للسؤال عنه لمعرفة مكان طفل شبرا الخيمة المختفي، لكن دون جدوى ليتم إخبارهم بأنه ليس متواجدا منذ عدة أيام، ليبلغ الأهالي مأمور قسم شرطة شبرا الخيمة أول، الذي وجه قوة أمنية وصلت إلى مكان البلاغ في غضون دقائق معدودة، وبالدلوف إلى الداخل عثر على الطامة الكبرى، الطفل مذبوحا ومشطورا نصفين بالطول وسرقة أعضائه وقرنية عينه.
سرقة أعضاء طفل بشبرا الخيمة..حالة من الصدمة والذهول انتابت أسرة طفل شبرا الخيمة، فور رؤيتهم طفلهم «حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا طارق، كان بيضحك على ابني ويديله 50 ولا 100 جنيه يلعب بلايستيشن، وكان بيدبر أنه يقتله ويسرق أعضائه.. كان كل شوية يصوره معاه عشان يبعتها للناس اللي معاه»، ليضيف صاحب مقهى كان يعمل بها الثلاثيني منذ قدومه إلى المنطقة، أن طارق منذ أن حضر إلى المنطقة منذ عدة أشهر وكان يرتدي ملابس تظهر حالته المادية المتدنية، ولا يملك سكنا وكان يتجول على أصحاب المحال التجارية بحثًا عن فرصة عمل، مما دفع صاحب المقهى إلى تشغيله «قُلت ده غلبان وأكسب فيه ثواب».
قاتل طفل شبرا الخيمة في ثوبه الجديد..غياب معتاد لطارق لاحظه صاحب المقهى، وعند سؤاله كان يبرر الثلاثيني: «معلش أصل عندي السرطان وبعمل إشاعات وتحاليل»، مع مطالبات باقتراض أموال، ومع تكرار الأمر طلب منه مغادرة المقهى، ليغادر المنطقة بالكامل قبل أن يعود في ثوبه الجديد، مستقلًا سيارته الملاكي، ومرتديا ملابس قيمة علاوة على اقتناء هاتف محمول أحدث الإصدارات، وكان يجلس كزبون على المقهى يطلب المشروبات ويحاسب بزيادة عن سعرها، ولدى سؤاله عن سبب اختفائه أخبر الجميع أن شقيقه توفي في حادث.
أجندة تحتوي على أسماء أطفال المنطقة..أجندة صغيرة كان طارق ممسكًا بها باستمرار، تحتوى على أسماء أطفال المنطقة، وكان أحمد من بينهم - حسب أقوال صاحب المقهى -، الذي اعتاد على الجلوس بعيدًا عن كاميرات المراقبة لعدم رصد حركته، لكن يوم اختفاء طفل شبرا الخيمة، خرج أحمد من محل البلايستيشن ودخل إلى المقهى قبل أن يخرج ويعود إلى المقهى وتكرر الأمر، ولكن في المرة الأخير اصطحبه طارق إلى شارع لا يعلم أنه يحتوى على كاميرات مراقبة، ومن ثم اختفى الاثنان، ولدى تلاحظ أسرة الصبى ذو الـ 15 عامًا تأخره، خرج شقيقه للبحث عنه، لكن لم يجده، ولدى فحص كاميرات المراقبة شاهده رفقة طارق، ولدى الاتصال به للسؤال عنه أنكر معرفته مكانه «ماعرفش حاجة عنه»، مما دفعهم إلى تحرير محضر بقسم شرطة أول شبرا الخيمة.
القبض على المتهم بجوار مستشفى الدمرداش..رحلة بحث لم تدم طويلًا، نجح خلالها فريق البحث الجنائي المكلف في كشف ملابسات جريمة طفل شبرا الخيمة، في تحديد مكان هروب المتهم بجوار مستشفى الدمرداش، وتمكنت القوات من القبض عليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجرى العرض على النيابة العامة للتحقيق.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أطفال غزة أمن القليوبية الطفل أحمد بشبرا الخيمة النيابة العامة تجار الأعضاء البشرية تجارة اعضاء تفاصيل مقتل سرقة أعضاء طفل شبرا الخيمة سرقة اعضاء سرقة الأعضاء البشرية طفل شبرا الخيمة مباحث القليوبية مباحث شبرا الخيمة طفل شبرا الخیمة النیابة العامة طلب منه
إقرأ أيضاً:
عربي21 تكشف أرقاما صادمة حول أزمة نقص الأوكسجين بمستشفيات غزة
بدأت قطاعات حيوية في غزة بالتهاوي رويدا رويدا بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي المطبق، ومنع إدخال المساعدات الضرورية المنقذة للحياة منذ مطلع العام الجاري.
وأغلقت حكومة الاحتلال معابر قطاع غزة كافة، ومنعت دخول المساعدات والبضائع إليه منذ الأول من هذا الشهر، في محاولة لممارسة ضغط وابتزاز للمقاومة في غزة بشأن تمديد وقف إطلاق النار، وفقا للشروط الإسرائيلية.
وبينما بدأت المجاعة والعطش في الانتشار سريعا في القطاع، في ضوء شح المواد الأساسية وارتفاع أسعار المتوفر منها، تجلت أزمة الحصار الخانق واضحة أكثر في القطاع الصحي، إذ تسبب منع إدخال الوقود في نقص كبير في إمدادات الأوكسجين للمستشفيات، بفعل توقف محطات الإنتاج المتبقية في القطاع، الأمر الذي يهدد حياة الجرحى والمرضى، وينذر بموتهم خنقا.
وتكشف "عربي21" معطيات ومعلومات مهمة بشأن تداعيات أزمة نقص الأوكسجين في مستشفيات قطاع، غزة والتهديد الذي يمثله ذلك على حياة آلاف المرضى والجرحى.
10 محطات للأوكسجين
وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة الصحة المساعد بسام الحمادين، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، إن "معاناة المرضى والجرحى في أقسام العناية المركزة والعمليات والتنفس الصناعي تتضاعف نتيجة نقص إمدادات الأكسجين".
وأضاف الحمادين، أن الاحتلال الإسرائيلي تعمد تدمير الأنظمة الكهروميكانيكية في المستشفيات، وأهمها محطات توليد الأكسجين، ما أدى إلى خروج 10 محطات عن الخدمة، كانت تزود الأقسام الحيوية في المستشفيات بالأكسجين.
وذكر أن 4 من هذه المحطات المدمرة كانت في مجمع الشفاء الطبي في غزة، و2 في المستشفى الإندونيسي في جباليا، والأخرى توزعت بين مستشفي الدرة، والرنتيسي، والمحطات المركزية في منطقة الشيخ رضوان.
وأشار إلى أن مستشفيات قطاع غزة بحاجة ماسة إلى 10 محطات أكسجين لضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية في مختلف الأقسام.
كما أوضح الحمادين، أن تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي يشكل عائقا كبيرا أمام إعادة تشغيل المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية، مؤكدا على الحاجة العاجلة إلى 30 مولدا كهربائيا بأحجام مختلفة.
وأكد الحمادين، أن المولدات التي لا تزال تعمل تحتاج إلى صيانة وتوفير قطع غيار، نظرا لساعات التشغيل الطويلة والمتواصلة.
كم عدد من هم بحاجة إلى الأوكسجين؟
وحول أرقام المتضررين من أزمة شح الأوكسجين كشف الحمادين أن ما يقارب من حوالي 400 مريض في العناية المركز، وطفل من حديثي الولادة بحاجة إلى إمدادات الأوكسجين، موزعين مناصفة.
وشدد الحمادين على أن المرضى في غرف العمليات الجراحية وعددها ٧٠ غرفة عمليات جراحية بحاجة للأوكسجين على مدار ساعات عملها، فضلا عن حاجة المئات من المرضى المبيتين في الأقسام، يضاف إليهم المرضى في البيوت من أصحاب الأمراض المزمنة، والذين يعيشون على في أجهزة التنفس الصناعي.
يشار إلى دولة الاحتلال دمرت 34 مستشفى من أصل 38، منها حكومية وأهلية، تاركة 4 مستشفيات فقط تعمل بقدرة محدودة رغم تضررها، وسط نقص حاد بالأدوية والمعدات الطبية، بحسب إحصائية للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة.
كما أخرجت غارات الاحتلال 80 مركزا صحيا عن الخدمة بشكل كامل، إلى جانب تدمير 162 مؤسسة طبية أخرى.
ومطلع مارس الجاري، عاودت حكومة الاحتلال إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، بعد تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع، وسط تجاهل أمريكي وصمت دولي.
وتريد حكومة الاحتلال تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق الذي دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/ يناير 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق.
بينما تؤكد "حماس" التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إلى 48 ألفا و572 شهيدا، بالإضافة إلى 112,032 جريحا، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.