مندوب البرهان في الأمم المتحدة: أمن إسرائيل خط أحمر!!
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
د. مرتضى الغالي
يرى بعض الإخوة المعلقين والمتابعين والسياسيين أن خطاب السفير “الحارث إدريس الحارث” الذي يحمل منصب مندوب السودان في الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن كارثة سياسية و(مصيبة دبلوماسية) … ولكني أراه قبل هذا وذاك (أزمة أخلاقية طاحنة.!
عندما يكون الشخص عبداً للوظيفة لا سيداً لها، فإنه ينحدر إلى إنكار ضوء الشمس.
لذلك تحوّل خطاب هذا الرجل أمام المجتمع الدولي إلى سلسلة من التزوير والإرجاف ومفارقة المنطق والتغبيش على الحقائق التي يعلمها أطفال الحضانة.!
والذي يغيب في لُجة من الكذب لا شك يقع في حبائل التزييف ويمضي إلى ما هو أسوأ من التزوير عندما يتماهى العقل الغائب مع اللسان الكذوب فينحدر في (سقطة مدوية) وهو يحاول تبرير إعادة الكيزان للعلاقات مع إيران (من اجل المسيّرات وآلة الحرب) وينجر إلى القول بأن (إعادة العلاقات مع إيران لا تهدد أمن إسرائيل)..!
بحق الشيطان: ما علاقة مندوب السودان في الأمم المتحدة بحفظ أمن إسرائيل.!
إنه مهموم بأمن إسرائيل في أكثر لحظات إسرائيل وحشية، وهي تدك قطاع غزة على رؤوس الفلسطينيين.!
هذا الرجل نموذج ومثال للذين مسختهم الوظيفة والمنصب، ففارق كل معيار وحجة ومرجعية..!
بمقاييس الوظيفة هذا الرجل لا يصلح لأن يبقى في هذا المنصب ليوم واحد.!
المعهود من السفراء وأهل الدبلوماسية أن وظيفتهم وطبيعة عملهم تقتضي قدراً من الذكاء وأقصى درجات من التفطن لما يصرحون به، مع شدة الحذر في (ضبط العبارات) ووضعها في سياقاتها المناسبة وفق أسلوب الحكيم. حتى لا يتركوا فرصة لخطأ الفهم أو سوء التأويل.!
لكن ماذا تقول في ما صنعت الإنقاذ طوال سنواتها الغبراء من (هلاهيل) وضعتهم في مقاعد الوزارة والسفارة..؟ وقد رأينا في ذلك البدع. حتى إن شخصاً يقضي عشرات السنوات وهو في منصب السفير يتنقل حول العالم من عاصمة إلى أخرى. ثم يقع في أخطاء لا يقع فيها طلبة المرحلة الأولية، فيتحدث عن أربع قارات تشن الحرب جملة واحدة على بلاده.! وكأنه لا يعرف حتى مبادئ الجغرافيا الأولية.. والفرق بين القارة والدولة.. وبين الترعة والمحيط. !
هناك سبب أقوى من ذلك لطرد هذا الرجل (من منطق مصلحة الكيزان والبرهان) فالرجل قد أشاد بمؤتمر باريس..! في حين أن جماعة رئيسه البرهان والاخونجية الكيزان وصفوا مؤتمر باريس بأنه (مؤامرة).. فكيف يشيد به مندوب حكومة جبريل أمام الأمم المتحدة..!
هؤلاء هم سفراء الإنقاذ؛ أحدهم سمسر في عقارات الدولة وقبض العمولة.. وآخر صفع سائق السيارة بسبب (مشتريات البقالة).. وثالث ظهر أمام المحكمة في بلاغ من خادمة المنزل.. وآخر (لهط) خزينة السفارة ومرتبات العاملين و(فحّط بها) إلى جزيرة نائية طالباً اللجوء.. وخامس تم ضبطه في أعمال فاضحة في (حافلة عمومية).. فاكتفت رئاسة وزارة الخارجية بنقله إلى محطة خارجية أخرى..ولم يتم استدعاء أو مساءلة أي واحد من هؤلاء؛ لأنهم يتمتّعون بحماية (المؤتمر الوطني) والحركة الإسلامية و(هيئة الذكر والذاكرين).!!
لا يخجل السفير الحارث، فيقول (متخذاً قدوته من سفاسف الفلول) إن الاتفاق الإطاري هو سبب الحرب… فيتحوّل إلى ما هو أسوأ من (زعارير السوشيال ميديا) الذي يتقيؤون كل صباح ومساء على لوحات الكيبوردات و(أزرار الموبايلات)..أنعم وأكرم بمندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة..!
لقد أحصى المتابعون لخطاب السفير الحارث أمام مجلس الأمن (17 جليطة)..!! منها “5 فاولات دبلوماسية” و”3 كذبات صريحة) و”6 تزييف حقائق”..و”3 إشارات ضمنية” من باب التزلّف لجماعة الانقلاب..وضمان كسب الرضا والبقاء في إنعامات المنصب ودولاراته..!
لماذا تفعل كسرة الخبز بالناس هذه الأفاعيل فتمسخهم هكذا..؟! وبأي وجه يقابل أمثال هؤلاء البشر مرؤوسيهم وأندادهم في الدراسة والعمل.. وأهل بيتهم حين يضعون ثيابهم من الظهيرة..!
هل هكذا يستعبد المنصب طالبيه..وإلى هذا الدرك تستبد بالناس لقمة العيش، فتجعلهم يغمطون الحق ويخوضون في الباطل خصماً على شعبهم الذي يقتطع من قوته وحياته لمرتباتهم ومخصّصاتهم و(كرفتاتهم).. الله لا كسّبكم..!
الوسومد. مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: د مرتضى الغالي فی الأمم المتحدة هذا الرجل
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تنسحب من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر عن انسحاب إسرائيل من مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، متهما إياه بنشر معاداة السامية.
وقال ساعر في بيان له، يوم الأربعاء، إن "إسرائيل ترحب بقرار الرئيس ترامب بعدم المشاركة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة"، مضيفا أن "إسرائيل تنضم إلى الولايات المتحدة وتقرر عدم المشاركة في مجلس حقوق الإنسان".
واتهم ساعر مجلس حقوق الإنسان "بحماية منتهكي حقوق الإنسان عبر السماح لهم بالإفلات من المساءلة" والتركيز على "شيطنة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وهي إسرائيل" و"الترويج لمعاداة السامية".
وأشار إلى أنه كان هناك أكثر من 100 قرار إدانة بحق إسرائيل، أي أكثر من 20% من إجمالي قرارات المجلس، مضيفا أن هذا العدد "يفوق القرارات الصادرة ضد إيران وكوبا وكوريا الشمالية وفنزويلا مجتمعة".
وشدد على أن إسرائيل "لن تقبل بهذا التمييز بعد الآن".
يأتي ذلك بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا حول انسحاب الولايات المتحدة من مجلس حقوق الإنسان ووقف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).