RT Arabic:
2024-12-26@20:52:48 GMT

الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!

لم تكن العداوة الشديدة بين واشنطن وطرابلس في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي والتي استمرت لعقود، الأولى من نوعها. البلدان جمعتهما حرب مجهولة دارت بين عامي 1801-1805.

إقرأ المزيد القذافي يحول "العدم" إلى"جمال عبد الناصر"!

هذه الأحداث الغابرة جرت حين كانت ليبيا تحت حكم يوسف باشا القره مانلي، فيما مرت على الولايات المتحدة 20 عاما فقط على انتهاء حرب الاستقلال، وكان توماس جيفرسون، ثالث الرؤساء الأمريكيين، قد تولى للتو رئاسة بلاده.

كانت الدول في المغرب العربي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب  تتمتع بقوات بحرية قوية وكانت معظم الدول الأوروبية تدفع إتاوات ورسوم لها مقابل المرور الآمن لسفنها التجارية في مياه المتوسط. الدول الغربية في ذلك الوقت كانت تسمي بحرية دول المغرب العربي "قراصنة البربر في شمال إفريقيا".

يوسف باشا القره مانلي طلي في عام 1801 من الرئيس الأمريكي تماس جيفرسون زيادة "الجزية. التي تدفعها بلاد إلى 225000 دولار، كما فعلت مع تونس، إلا أن طلبه قوبل بالتجاهل التام.

رد يوسف باشا بأن أمر جنوده بتحطيم سارية العلم الأمريكي المرفوع أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، علامة على إعلان الحرب على الولايات المتحدة.

قرر توماس جيفرسون قبول التحدي، ومنحه الكونغرس سلطة تنفيذ عمليات عسكرية. انطلقت صيف عام 1801 مجموعة بحرية أمريكية تتكون من 4 سفن بقيادة ريتشارد ديل، وهو من قدامى المحاربين، إلى البحر المتوسط، وبدأت مع حلول يوليو في حاصر طرابلس بمساعدة سفن سويدية.

جرت العمليات العسكرية في الأشهر الأولى من جون صدامات مباشرة. الحدث البارز جرى في أغسطس من نفس العام باستيلاء الفرقاطة الأمريكية "إنتربرايز" على السفينة طرابلس التابعة لبحرية الباشا بعد الاشتباك معها.

عزز جيفرسون قوات بلاده البحرية في المتوسط، وأرسل في أكتوبر عام 1803 قائدا جديدا لها هو إدوارد بريبل.

تعرضت القوات البحرية الأمريكية لضربة كبيرة في أكتوبر عام 1803، حين نجحت زوارق للبحرية الليبية يقودها "الريس زريق" في استدراج الفرقاطة الأمريكية فيلاديلفيا وكانت مزودة بـ 44 مدفعا على مياه ضحلة، حيث علقت ووقعت في الأسر بطاقمها المكون من 308 بحارا بمن فيهم قائدهم الكابتن وليام بينبردغ.

الرواية الأمريكية تكتفي بالقول إن الفرقاطة فيلاديلفيا جنحت أثناء قيامها بدورية بحرية قرب مياه طرابلس، وأنها أصبحت فريسة سهلة "للقراصنة"، وطاقمها رهينة لباشا طرابلس.

الأمريكيون ردوا بعملية سرية في 16 فبراير عام 1804 شاركت فيها مفرزة صغيرة من البحارة بقيادة ستيفن ديكاتور. أبحرت هذه المجموعة على متن السفينة الشراعية طرابلس التي تم أسرها من قبل وتغيير اسمها إلى "يو إس إس إنتربد".

 نجحت المجموعة في التسلل إلى ميناء طرابلس متسترة بالظلام. قام المتسللون الأمريكيون بالتخلص من الحراس وجرى إضرام النار في السفينة الراسية بالميناء. المصادر الأمريكية تصف هذه العملية بأنها تعتبر بمثابة عيد ميلاد "مشاة البحرية" الأمريكية.

قائد المجموعة البحرية الأمريكية بالمتوسط إدوارد بريبل حاول صيف عام 1804 تنفيذ خطة للهجوم على ميناء طرابلس. استعملوا مجددا السفينة "يو إس إس إنتربد" التي غنموها من قبل. حملوها بمواد حارقة وصعد على متنها 13 بحارا. حاولت السفينة التسلل مجددا إلى الميناء ومن بعد إشعال النار فيها لتدمير سفن الباشا الحربية الراسية في الميناء. الخطة فشلت وأصابت قذيفة مدفعية السفينة ما أدى إلى انفجارها ومقتل جميع بحارتها.

الأمريكيون بعد فشلهم في اخضاع يوسف باشا القره مانلي بالقوة البحرية، قرروا في عام 1805 التجربة عن طريق البر.

استعانوا بأمريكي يعرف المنطقة جيدا هو ويليام إيتون، وكان شغل في السابق منصب القنصل الأمريكي  في تونس.

الخطة الأمريكية كان الهدف منها الإطاحة بباشا طرابلس انطلاقا من مدينة درنة. بعد استمالة أحمد باشا، شقيق يوسف باشا وكان منفيا في مصر، جمع ويليام إيتون الذي منحته حكومة بلاده رتبة عسكرية، مرتزقة من مختلف الجنسيات، وقادهم إلى مدينة درنة الساحلية الواقعة أقصى شرق ليبيا.

هاجم المرتزقة المدينة من البر والبحر، وتمكنوا من الاستيلاء عليها بعد معركة عنيفة. بعد ذلك بدأ إيتون يستعد للزحف إلى طرابلس برا للقضاء على  حكم يوسف باشا القره مانلي.

هذه المرة أيضا لم تسر الأمور كما يشتهي الأمريكيون. فرضت قوات عثمانية وأخرى تابعة للباشا خصارا على قوات المرتزقة التي احتلت درنة. جنحت واشنطن إلى السلم ودخلت في مفاوضات مع طرابلس انتهت بتوقيع اتفاق سلام في 10 يونيو 1805.

اتفق الطرفان في تلك المناسبة على أن تدفع الولايات المتحدة "ضريبة" سنوية مقابل أمن سفنها قدرها 20 الف دولار. هذا المبلغ بقيت الولايات المتحدة تدفعه حتى عام 1812. حينها سدد القنصل الأمريكي في تركيا لآخر مرة 62 ألف دولار ذهبيا.

اللافت أن تلك الحرب التي خلت من أي بطولة تحولت إلى "أسطورة" أمريكية. اسم طرابلس، يتردد حتى الآن في نشيد مشاة البحرية الأمريكية في مقطع يقول: "من قاعات مونتيزوما (في المكسيك) إلى شواطئ طرابلس نخوض غمار معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف طرابلس معمر القذافي واشنطن البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

جد الشرع برفقة الاطرش في دارة الحمود بالسلط .. والأرز يزين المنسف

سرايا - كشف سمير سليمان عربيات عن تفاصيل جديدة حول لجوء جد والد قائد الإدارة العامة الجديدة في سوريا أحمد الشرع، إلى الأردن رفقة قائد الثورة السورية عام 1922 سلطان باشا الاطرش..

وقال عربيات، إنه عندما احتل الفرنسيون سوريا عام 1920 وقام سلطان باشا الاطرش ورفاقه من اهل السويداء وحوران بالثورة على المستعمر الفرنسي، الذي طاردهم ودفعهم إلى اللجوء لشرق الأردن في العام 1922 حيث مكث الثوار عامين.

وأضاف، أنه اثناء إقامة الثوار كانت عشائر شرق الأردن تتسابق على إكرامهم واحسان وفادتهم، وكان زعيم البلقاء الشيخ نمر باشا الحمود العربيات من الزعماء الذين استضافوا سلطان باشا، وأولم على شرف الضيوف وليمة كبرى..

وبين أنه في ذلك الحين كان الأرز غير معروفا في بلادنا بعد، وإمعانا في إكرام الضيوف نثر الحمود أوقية من الأرز على كل سدر منسف، مشيرا إلى أنه ربما كان الأرز بديلا للوز والصنوبر الذي يزين به المنسف اليوم.

وتابع عربيات أن المرحوم أنمار الحمود تولى تنسيقية اللاجئين السوريين وقضى شهيدا وهو يواصل العمل على خدمة اللاجئين في مخيمات اللجوء وتوفير ما يلزمهم.

وكان كشف قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع أن جد والده الشهيد قاسم الشرع لجأ إلى الأردن برفقة القائد العام للثورة السورية آنذاك سلطان باشا الاطرش اثناء الثورة على المستعمر بداية القرن الماضي.





تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا


طباعة المشاهدات: 1424  
1 - ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. 24-12-2024 05:18 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
رد على :
الرد على تعليق
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
اضافة
"رد بطريقة قاسية على ابن عمه .. ماذا تريد؟" .. إيلون ماسك يتجاهل عائلته البريطانية صور مروعة لرجل أشعل امرأة داخل المترو .. ووقف يشاهد ببرودة يريدها ترامب .. قصة غرينلاند التي يقطنها عربي وحيد القبض على قاتل خطير في ليبيا .. والدته إحدى ضحاياه "الله لا يرحمك" .. تعليق على فيسبوك يودي... استياء بعد قبول تسوية لأحد رجالات الأسد .. متهم... الأردن .. السجن 7 سنوات لصاحب نادي ليلي بسبب قاصرَتين الدكتور مؤيد السمان إلى منصب رفيع خلال أيام - تفاصيل "رفض افساح الطريق له فانهال عليه بالضرب بعصا... الاحتلال يرتكب 3 مجازر جديدة في قطاع غزةالخطوط الجوية الأمريكية توقف جميع رحلاتها في...تحركات "إسرائيلية" في أوروبا لتصنيف...ترمب: سنعترف بجنسين فقط "ذكر وأنثى" .....تركيا تعلن عودة أكثر من 25 ألف سوري منذ سقوط نظام...قتلى وجرحى بانفجار مصنع شمال غرب تركيامسؤول بالكونغرس .. ترامب قد ينفذ صفقة القرن...تعرف على الاشخاص الذين رافقوا بشار الأسد برحلته تحت...مفقودون في حادثة غرق سفينة شحن روسية في البحر المتوسط الكشف عن حقيقة الفيديو المسرب لراغب علامة و عبدالله... شريف منير عن قص ابنته شعرها: "لم تتشبه... سلاف فواخرجي أفضل ممثلة في "أيام قرطاج... ممثلة لبنانية تتعرّض للسرقة وفيديو يوثّق ما حصل أعمال تخريب في مدرسة راغب علامة ببيروت - فيديو جدل في إيطاليا .. "التحية الفاشية" تطغى على الهدف الأول لحفيد موسوليني صلاح يلمح للرحيل مجدداً وينفي شائعات التجديد كارثة جديدة تهدد موسم برشلونة فيفا يتبنى "إطارا مؤقتا" بشأن الانتقالات على خلفية قضية ديارا أنشيلوتي هادئ مع نهاية العام .. فالفيردي يشير إلى مزايا مبابي القيادية "رد بطريقة قاسية على ابن عمه .. ماذا تريد؟" .. إيلون ماسك يتجاهل عائلته البريطانية صور مروعة لرجل أشعل امرأة داخل المترو .. ووقف يشاهد ببرودة يريدها ترامب .. قصة غرينلاند التي يقطنها عربي وحيد القبض على قاتل خطير في ليبيا .. والدته إحدى ضحاياه جديد صادم عن داهس الألمان .. الطبيب السعودي توعد منذ 2013 البرازيل .. قوانين قديمة تحظر تناول البطيخ وبيعه "رد بطريقة قاسية على ابن عمه .. ماذا تريد؟" .. إيلون ماسك يتجاهل عائلته البريطانية في صعيد مصر .. ماتت أمه فأحرق المستشفى كيف تعيد الموسيقى صياغة الماضي إلى أذهاننا؟ دراسة حديثة تجيب عمره 500 عام .. اكتشاف أول قبقاب من خشب البتولا في هولندا

الصفحة الرئيسية الأردن اليوم أخبار سياسية أخبار رياضية أخبار فنية شكاوى وفيات الاردن مناسبات أريد حلا لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر(وكالة سرايا الإخبارية) saraynews.com
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...

مقالات مشابهة

  • الجهاد: نشيد بمواقف السيد عبدالملك والاستمراره بنصرة فلسطين
  • مؤسسة “مسك” تحتفي بخريجي الدفعة الرابعة من برنامجي “حاضنة مسك للمبادرات” و”مسرعة الأثر”
  • بيان: السفينة الروسية الغارقة في المتوسط تعرضت لهجوم إرهابي
  • تونس: نشيد بجهود القيادة السياسية المصرية في دعم القضية الفلسطينية
  • «الدبيبة» يلتقي أحفاد أعضاء لجنة إعداد الدستور الليبي عام 1951
  • البحرية الأمريكية كادت أن تسقط مقاتلة أخرى فوق البحر الأحمر
  • من حكايات صفية زغلول!!
  • جد الشرع برفقة الاطرش في دارة الحمود بالسلط .. والأرز يزين المنسف
  • انفجاز يهز السفينة الروسية في البحر وفقدان فردين من طاقمها
  • إشادة واسعة من الجمهور بأغنية "يا باشا" لماريتا الحلاني