الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
لم تكن العداوة الشديدة بين واشنطن وطرابلس في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي والتي استمرت لعقود، الأولى من نوعها. البلدان جمعتهما حرب مجهولة دارت بين عامي 1801-1805.
إقرأ المزيد القذافي يحول "العدم" إلى"جمال عبد الناصر"!هذه الأحداث الغابرة جرت حين كانت ليبيا تحت حكم يوسف باشا القره مانلي، فيما مرت على الولايات المتحدة 20 عاما فقط على انتهاء حرب الاستقلال، وكان توماس جيفرسون، ثالث الرؤساء الأمريكيين، قد تولى للتو رئاسة بلاده.
كانت الدول في المغرب العربي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب تتمتع بقوات بحرية قوية وكانت معظم الدول الأوروبية تدفع إتاوات ورسوم لها مقابل المرور الآمن لسفنها التجارية في مياه المتوسط. الدول الغربية في ذلك الوقت كانت تسمي بحرية دول المغرب العربي "قراصنة البربر في شمال إفريقيا".
يوسف باشا القره مانلي طلي في عام 1801 من الرئيس الأمريكي تماس جيفرسون زيادة "الجزية. التي تدفعها بلاد إلى 225000 دولار، كما فعلت مع تونس، إلا أن طلبه قوبل بالتجاهل التام.
رد يوسف باشا بأن أمر جنوده بتحطيم سارية العلم الأمريكي المرفوع أمام القنصلية الأمريكية في طرابلس، علامة على إعلان الحرب على الولايات المتحدة.
قرر توماس جيفرسون قبول التحدي، ومنحه الكونغرس سلطة تنفيذ عمليات عسكرية. انطلقت صيف عام 1801 مجموعة بحرية أمريكية تتكون من 4 سفن بقيادة ريتشارد ديل، وهو من قدامى المحاربين، إلى البحر المتوسط، وبدأت مع حلول يوليو في حاصر طرابلس بمساعدة سفن سويدية.
جرت العمليات العسكرية في الأشهر الأولى من جون صدامات مباشرة. الحدث البارز جرى في أغسطس من نفس العام باستيلاء الفرقاطة الأمريكية "إنتربرايز" على السفينة طرابلس التابعة لبحرية الباشا بعد الاشتباك معها.
عزز جيفرسون قوات بلاده البحرية في المتوسط، وأرسل في أكتوبر عام 1803 قائدا جديدا لها هو إدوارد بريبل.
تعرضت القوات البحرية الأمريكية لضربة كبيرة في أكتوبر عام 1803، حين نجحت زوارق للبحرية الليبية يقودها "الريس زريق" في استدراج الفرقاطة الأمريكية فيلاديلفيا وكانت مزودة بـ 44 مدفعا على مياه ضحلة، حيث علقت ووقعت في الأسر بطاقمها المكون من 308 بحارا بمن فيهم قائدهم الكابتن وليام بينبردغ.
الرواية الأمريكية تكتفي بالقول إن الفرقاطة فيلاديلفيا جنحت أثناء قيامها بدورية بحرية قرب مياه طرابلس، وأنها أصبحت فريسة سهلة "للقراصنة"، وطاقمها رهينة لباشا طرابلس.
الأمريكيون ردوا بعملية سرية في 16 فبراير عام 1804 شاركت فيها مفرزة صغيرة من البحارة بقيادة ستيفن ديكاتور. أبحرت هذه المجموعة على متن السفينة الشراعية طرابلس التي تم أسرها من قبل وتغيير اسمها إلى "يو إس إس إنتربد".
نجحت المجموعة في التسلل إلى ميناء طرابلس متسترة بالظلام. قام المتسللون الأمريكيون بالتخلص من الحراس وجرى إضرام النار في السفينة الراسية بالميناء. المصادر الأمريكية تصف هذه العملية بأنها تعتبر بمثابة عيد ميلاد "مشاة البحرية" الأمريكية.
قائد المجموعة البحرية الأمريكية بالمتوسط إدوارد بريبل حاول صيف عام 1804 تنفيذ خطة للهجوم على ميناء طرابلس. استعملوا مجددا السفينة "يو إس إس إنتربد" التي غنموها من قبل. حملوها بمواد حارقة وصعد على متنها 13 بحارا. حاولت السفينة التسلل مجددا إلى الميناء ومن بعد إشعال النار فيها لتدمير سفن الباشا الحربية الراسية في الميناء. الخطة فشلت وأصابت قذيفة مدفعية السفينة ما أدى إلى انفجارها ومقتل جميع بحارتها.
الأمريكيون بعد فشلهم في اخضاع يوسف باشا القره مانلي بالقوة البحرية، قرروا في عام 1805 التجربة عن طريق البر.
استعانوا بأمريكي يعرف المنطقة جيدا هو ويليام إيتون، وكان شغل في السابق منصب القنصل الأمريكي في تونس.
الخطة الأمريكية كان الهدف منها الإطاحة بباشا طرابلس انطلاقا من مدينة درنة. بعد استمالة أحمد باشا، شقيق يوسف باشا وكان منفيا في مصر، جمع ويليام إيتون الذي منحته حكومة بلاده رتبة عسكرية، مرتزقة من مختلف الجنسيات، وقادهم إلى مدينة درنة الساحلية الواقعة أقصى شرق ليبيا.
هاجم المرتزقة المدينة من البر والبحر، وتمكنوا من الاستيلاء عليها بعد معركة عنيفة. بعد ذلك بدأ إيتون يستعد للزحف إلى طرابلس برا للقضاء على حكم يوسف باشا القره مانلي.
هذه المرة أيضا لم تسر الأمور كما يشتهي الأمريكيون. فرضت قوات عثمانية وأخرى تابعة للباشا خصارا على قوات المرتزقة التي احتلت درنة. جنحت واشنطن إلى السلم ودخلت في مفاوضات مع طرابلس انتهت بتوقيع اتفاق سلام في 10 يونيو 1805.
اتفق الطرفان في تلك المناسبة على أن تدفع الولايات المتحدة "ضريبة" سنوية مقابل أمن سفنها قدرها 20 الف دولار. هذا المبلغ بقيت الولايات المتحدة تدفعه حتى عام 1812. حينها سدد القنصل الأمريكي في تركيا لآخر مرة 62 ألف دولار ذهبيا.
اللافت أن تلك الحرب التي خلت من أي بطولة تحولت إلى "أسطورة" أمريكية. اسم طرابلس، يتردد حتى الآن في نشيد مشاة البحرية الأمريكية في مقطع يقول: "من قاعات مونتيزوما (في المكسيك) إلى شواطئ طرابلس نخوض غمار معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر".
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أرشيف طرابلس معمر القذافي واشنطن البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
محافظ مطروح يشهد جلسة التشاور المجتمعي حول الأثر البيئي لشركات البترول
شهد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح اليوم الاثنين فعاليات جلسة التشاور المجتمعى لشركة خالدة للبترول، الخاصة بمناقشة دراسة تقييم الأثر البيئى ( ج) لمشروعات تسهيلات الانتاج، ومحطة إنتاج الطاقة الكهربائية بقدرة 10 ميجاوات بالصحراء الغربية وذلك بحضور المهندس سعيد عبدالمنعم رئيس شركة خالدة للبترول والمهندس جمال فتحى مستشار وزير البترول والمهندس مدحت شعبان مساعد رئيس الهيئة للمسئولية المجتمعية والمهندسة هند صالح عوض مدير عام البيئة بالهيئة العامة للبترول والمهندس أبو القاسم محمد مدير إدارة المشروعات البترولية بجهاز شئون البيئة والعمدة عبدالكريم خريطة نائبا عن رئيس مجلس عمد ومشايخ مطروح وعددا من القيادات التنفيذية والشعبية والاعلامية بمحافظة مطروح.
حيث تم خلال الجلسة مناقشة وعرض الجوانب البيئية والاجتماعية للمشروع، فى إطار تأكيد حرص الشركة على الإلتزام بالشفافية والمصارحة فى دراسة الآثر البيئى لمشروعاتها، وبما يعود على الإستقرار والتنمية المجتمعية..و يواكب ما يتم على أرض محافظة مطروح من نهضة تنموية غير مسبوقة..
أكد محافظ مطروح فى كلمته على حرص المحافظة على تقديم كافة سبل الدعم..وتذليل العقبات لشركات الأنتاج العاملة على أرضها فى مجال البترول والثروة المعدنية والاستغلال الاقتصادى الأمثل لما تمتلكه المحافظة من ثروة هائلة فى البترول والثروة المعدنية مع مساحتها الشاسعة كثانى أكبر محافظات مصر ، مع التعاون والتنسيق المستمر لتحقيق أقصى إستفادة لشركات الإنتاج العاملة ولأهالى المحافظة،لافتا إلى الاهتمام الذى توليه الدولة بدراسة الأثر البيئى كأهم شروط إقامة المشروعات خاصة مع ما يشهده العالم من تغيرات مناخية وبيئية يستلزم معها،وتحقيقًا لإستراتجية ورؤية الدولة المصرية للتنمية المستدامة 2030.
وجه محافظ مطروح خلال كلمته الشكر والتقدير للمهندس كريم بدوى وزير البترول والثروة المعدنية،وما تقدمه الوزارة من تعاون مستمر مع محافظة مطروح وكذلك الشكر لشركة خالدة للبترول برئاسة المهندس سعيد عبد المنعم على المشاركة المجتمعية والإنسانية الفاعلة، والمساهمة مع المحافظة فى تقديم مزيد من الخدمات والحياة الكريمة لأهالى مطروح خاصة فى أقصى النجوع والتجمعات الصحراوية المحيطة بمواقع الشركة.
مشيرا إلى أهمية تضافر جهود جميع الجهات المعنية فى الحفاظ على البيئة وتنميةالمجتمع،والإرتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، مع التطلع لمزيد من تلك الأنشطة والأعمال الفاعلة فى خدمة المجتمع.