هذه غزة: ماذا قدم لها العرب ؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
آخر ما قدموه لغزة بضعة صناديق من المعلبات الفاسدة المتعفنة منتهية الصلاحية. رمتها طائراتهم بمظلات مثقوبة فسقطت فوق رؤوس الجياع والمنكوبين. .
وأقوى ما قدمه المفكرون العرب أكداسا من المقالات والتعليقات المبتذلة. تراوحت بين التحريض والتهكم والشماتة وقلة الأدب، وانفرد بعضهم في بث سموم الفتنة الطائفية.
اما أخطر ما قدمه زعماء الطوق في مصر والأردن فهو تعبئة جيوشهم والتأهب للدفاع عن اسرائيل. والدليل على ذلك اصطفاف طائراتهم مع طائرات الاعداء في التصدي للصواريخ الإيرانية، وتفاخرهم بإسقاطها. .
وماذا قدم العرب أيضاً ؟: طلبوا من جماعاتهم الإرهابية إعلان النفير العام لتنفيذ سلسلة من التفجيرات والاغتيالات، والقيام بالأعمال التخريبية لزعزعة الامن والاستقرار في البلدان العربية الداعمة لغزة. وجاء في البيان الذي أصدرته داعش: (إياكم يا أهلنا في فلسطين والانخداع بتلك الفصائل المرتدة العميلة ربيبة إيران. فالجهاد الرباني الحقيقي شُرّع لمواجهة المحتلين والغزاة الذين يستهدفون الأرض والعرض في الجغرافيا الإسلامية). لاحظوا معي ان عبارة (الجغرافيا الإسلامية) تشمل العراق وسوريا وليبيا ولبنان والجزائر فقط . .
وماذا قدمت قنوات العرب الفضائية ؟: تفوقت على الفضائيات الاسرائيلية في التضليل والتلفيق وبث الاخبار الكاذبة. بل كانت الفضائيات الإسرائيلية ارحم بكثير من الفضائيات العربية المنحازة بالكامل إلى معسكر الصهاينة. .
لم تتلق غزة اي دعم مالي من البلدان العربية، بل كانت جمهورية السيسي من اكثر المتشددين في فرض الحصار عليها. .
بينما بلغت مساعدات أمريكا لإسرائيل (حتى الآن) 26 مليار دولار، وآلاف الأطنان من الصواريخ والقنابل بضمنها أسلحة الدمار الشامل. ووضعت قواتها البرية والبحرية والجوية في خدمة اسرائيل وتحت تصرفها. ورفعت يدها ثلاث مرات بالفيتو لمنع وقف النار في غزة، ورفعتها للمرة الرابعة في مجلس الأمن للاعتراض على منح الفلسطينيين حقوقهم القانونية. .
في اليوم الـ 201 من حملة الابادة الجماعية في غزة بلغ عدد الشهداء 34.2 ألفا فيما تجاوز عدد الإصابات 77.2 ألفا. من دون ان تصدر الجامعة العربية بياناً من سطر واحد تشجب فيه العدوان. ومن دون ان تهدأ الحملات الإعلامية الموجهة ضد البلدان القليلة الداعمة لغزة. ومن دون ان يتوقف الجسر البري الأردني. أو الجسر البحري المصري. .
اتساءل مع نفسي عن سر التقلبات الجيوسياسية التي تسببت بظهور هذا الكيان السرطاني الخبيث وسط البلدان العربية ؟. وتذهلني القواعد الأمريكية الكثيرة المنتشرة في معظم بلداننا ؟. لماذا لا تكون لدينا قواعد وجيوش ومطارات حربية في كاليفورنيا أو في ولاية تكساس ؟. اتساءل أيضاً عن الاسباب والمسببات التي جعلت من دولة عريقة وعظيمة مثل مصر تتطوع لخدمة كيان صغير ومستحدث ؟. ثم لماذا يصر السيسي على تجويع واضطهاد اهلنا في غزة ؟. وتحيرني مواقف الفضائيات العربية المتحاملة على فلسطين. هل تتقاضى أجراً مقابل تفانيها في دعم إسرائيل. أم انها قنوات صهيونية برداء عربي ؟. . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
القاهرة: مصر أكثر البلدان تضرراً من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر
أعلنت جمهورية مصر العربية أنها أكثر البلدان تضررا بالتصعيد الحالي في البحر الأحمر جراء هجمات الحوثيين على سفن الشحن.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، -الأحد، في مؤتمر صحفي بالكويت- "إن مزيداً من العسكرة في البحر الأحمر يضر ضررا بالغا بالتجارة العالمية والاقتصاد المصري، خاصة أن هناك تراجعا كبيرا في عائدات قناة السويس نتيجة التصعيد "غير المقبول" في البحر الأحمر.
ومطلع نوفمبر الجاري، أعلن الوزير عبدالعاطي خلال لقائه بسكرتير عام المنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينجيز، تكبّد اقتصاد بلاده نحو 6 مليار دولار، جراء تداعيات الهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على سفن الشحن في البحر الأحمر وباب المندب، وفق بيان لوزارة الخارجية المصرية.
وأواخر أكتوبر الماضي استبعدت شركة ميرسك للشحن البحري عودة الإبحار في قناة السويس حتى العام 2025، في ظل التهديدات المرتبطة بالهجمات التي تشنها مليشيا الحوثي الإرهابية على السفن في البحر الأحمر.
وتشن جماعة الحوثي، منذ أكثر من عام، هجمات بمسيرات وصواريخ على سفن شحن أثناء إبحارها في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن قبالة سواحل اليمن، وتقول إنها نصرة لغزة التي تتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ السابع من أكتوبر 2023م.
وأثرت تلك الهجمات سلبا على حركة الشحن والتجارة وسلاسل الإمداد العالمية حيث لجأت العديد من الشركات إلى طرقات أطول لغرض السلامة، كما أضرت باقتصادات الدولة المشاطئة للبحر الأحمر وخاصة "مصر".