ختام فعاليات جائزة الشارقة للإبداع العربي
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
اختتمت جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، فعاليات الدورة السابعة والعشرين التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمتها إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.
أقيم حفل الختام في المجلس الأعلى للثقافة في العاصمة المصرية القاهرة، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والأستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة الأمين العام للجائزة، وحسين القباحي مدير بيت الشعر في الأقصر، وجمهور كبير من المثقفين والأدباء المصريين والعرب.
وشهد اليوم الختامي استكمال المحور الثاني من الورشة العلمية بعنوان “السرد التفاعلي.. السمات والجماليات”، بمشاركة ياسين معيزو، ومحمد علي حسن من مصر، فيما أقيمت جلسة شعرية، شارك فيها الشعراء: عبيد عباس ويوسف عابد من مصر، ويزن قاسم من سوريا.
وقال عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة بالشارقة في كلمة ختامية، بأن صاحب السمو حاكم الشارقة يولي الشباب العربي عناية خاصة، وذلك عن طريق رعاية إبداعاتهم و نتاجاتهم الأدبية والفنية المتعددة، ويتضح ذلك في العديد من المبادرات الثقافية التي يطلقها سموه بين فترة وأخرى.
وأشار العويس إلى أن جائزة الشارقة للإبداع العربي تأتي ضمن هذه الرعاية الشاملة، حيث أدرك سموه أهميتها عندما وجه بها منذ سبعة وعشرين عاما، ونقل العويس تهنئة صاحب السمو حاكم الشارقة إلى الفائزين بجوائز هذه الدورة متمنيًا لهم المزيد من النجاح والتألق في مساراتهم الأدبية الإبداعية.
وقال محمد القصير في ختام الفعاليات: “إن رؤية الجائزة تتجدّد بتجدد كل دورة تأكيداً على رؤى صاحب السمو حاكم الشارقة في الاهتمام بالشباب العربي المبدع نحو الكتابة وتمكين الكاتب لكي يخطو أولى خطواته بثقة إلى المزيد من العطاء والإنتاج الأدبي والإبداعي”.
وأشار الأمين العام للجائزة إلى أن الدورة السابعة والعشرين تميّزت بحضورها، حيث قدّمت أسماء جديدة للساحة الثقافية العربية، كما ناقشت عنوانا بارزا في سرد الرواية المعاصرة عبر بحوث نالت الكثير من الإشادة من النقّاد والأكاديميين المصريين والعرب.
وقال المشرف العلمي على الورشة د. حسين حمودة في ختام الجلسات: “تملأ هذه الجائزة فراغاً كبيراً في الساحة الثقافية والإبداعية العربية، وقد أصبحت، بعد 27 دورة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة، جائزة عربية مرموقة، حيث تسعى إلى أن تستكشف المبدعين والمبدعات في مجالات إبداعية متعددة ومتنوعة من كافة أنحاء الوطن العربي، إذ تتسق مع رؤى سموّه باتجاه وضع الإبداع العربي والثقافة العربية الموضع اللائق بهما ضمن الثقافات الإنسانية الكبرى، والحقيقة أننا نشهد في كل عام مواهب جديدة في كافة حقول الجائزة، كما أن الورش المصاحبة للجائزة، التي تقام لمناقشة بعض الموضوعات المهمة، تقدّم زاداً آخر من الرؤى والتصورات والحوارات التي تشكّل نوعاً من الاتصال والتواصل يربط بين المبدعين والمبدعات من بلدان الوطن العربي”.
وأضاف حمودة حول الورشة العلمية: “إن بحوث الدورة الحالية انصبت في مجملها على القضية الأساسية المرتبطة بمحور هذا النقاش حول “الفنيات السردية في الرواية المعاصرة”، واتصلت المناقشات بعدد من القضايا المهمة في هذا المجال، وكان لكل باحث وباحثة، ولكل ناقد وناقدة، الاجتهاد الخاص به، وقد وضح هذا في الكتاب الذي صاحب هذه الورشة في القاهرة”.
“السرد التفاعلي”
أشار محمد علي حسن في ورقته البحثية إلى أن الأدب يبقى ابن للمجتمع، وليس أسلوبا يتم الترويج له عبر وسائل التسويق الاجتماعيّ، وإنَّما الأديب في النهايَة شخص يُمارس دوره في ظِلّ اتساع المعرفة وعمق النظريّات العلميّة القادرة على الولوج لبنية الإنسان، مضيفا”وبحكم الحدود اللامتناهية للعلم، نتوقع صورة جديدة للأدب تظل مَحكومة بنمط التطوّر الاجتماعيّ”.
وحاولت ورقة معيزو البحثية أن تتعرض إلى موضوع “السرد التفاعلي”، بعده جنسا أدبيا ترابطيا، مستهلا حديث بالتساؤل عن الكيفية التي يتشكل بها النص السردي التفاعلي، وما هي خصائصه الفنية الجمالية، كما تساءل “هل ينفرد المبدع بمكنة إنتاج العمل السردي التفاعلي، أم إن للمتلقي مساهمة مهمة في عملية الإنتاج، وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تتظافر جهود المبدع والمتلقي في خلق سرد تفاعلي؟ وإلى أي حد يمكن عد هذا التفاعل مؤسسا لشعرية جمالية جديدة؟”.
وقال: “يتأسس السرد التفاعلي، على مجموعة من الخصائص الفنية، التي تلتمس تسريد الحكاية السردية وتَخطيبها. وقد كانت هذه المُكنة تَختصّ – في السرد الكتابي – بالكاتب، فهو مُخَلّق العمل الأدبي، وماسك زمام صياغته الإبداعية. الأمر الذي لم يعد متاحا في السرد التفاعلي؛ حيث أصبح لزاما على المبدع /الراقم أن يَصُوغ عمله السردي وفق ما تُتِيحه الخاصيات التقنية والبَرْمَجِيّة، التي تفرض على المبدع ألا يكون حاسما في عملية الإنتاج، الشيء الذي يدفع بهذا الأخير إلى أن يضع في تصوّره القبلي، الذي يسبق الإخراج النهائي للعمل السردي، إمكانات احتمالية لتفاعل المتلقي مع نصّه السّردي التفاعلي، ليصير، في نهاية المطاف، بمثابة مبدع ثان يتولى هو الآخر –جنبا إلى جنب المبدع/ الراقم – مهمة بناء النص السردي التفاعلي. من هنا تنشأ صفه “التفاعلي” التي تقترن بالأدب الترابطي عموما؛ أي تفاعل المبدع والمتلقي في خلق شعرية ذات طابع وسائطي وجمالي”.
“تأملات الذات”
متعددة الأصوات، ومتنوعة المناخات؛ الجلسة الشعرية الختامية، بمشاركة عبيد عباس ويوسف عابد من مصر، ويزن قاسم من سوريا، فيما تولى التقديم الشاعر المصري حسن عامر.
وقرأ عباس من قصيدة بعنوان “اغتراب”، يقول:
على بقعة غير هذى استوى ومن منهل غير هذا ارتوى
وفي لحظة الشوق لمّا عرجنا إلى سدّة الحلم فينا هوى
كأن الذي كان فينا له بأوهامنا فارغ المحتوى
فلا “فاس” تشرب من نبعه وقد مر فيها، لا “نينوى”
وأنشد من قصيدة ثانية، يقول:
صوتي الذي يرتد قبل وصوله للنهر
كي يجد الغريق يدا
لماذا لا يواصل رحلة المعنى؟
نغني نصف أغنية
ونصف حقيقة يغتالنا
بعتابه اليومي،
يسحبنا النشاز، الوالد العصبي، من ألق الغواية
عندما لا يفهم اللحنا.
وقدّم الشاعر السوري يزن قاسم “بطاقة تعريف” يقول فيها:
مثقوبة روحي تسيل صدى لأصوات القُدامى
ها أبلغ العشرين أجمع أحرفي عاما فعاما
كي أكتب البيت الأخير عسى أُخلدني ختاما
أحيا لأمنح اسطري حربا وتمنحني السلاما
أمشي كأن الأرض بيت أبي واحترف الأماما
ومضى يقول في قصيدة ثانية:
تمشين كأنك.. كلك رقة وأناقة وعلى اندلاع الحب ما لي طاق
لا أفهم العشاق، أفهم لهفتي روحي لكل جميلة توّاقة
وإذا مررن سقين حدائقنا ولهن من هذي القصائد باقة
حيث الجمال يشاء أفتح صفحة أخرى وتسرح أحرف رقراقة
قاسٍ، وما أشهاه حيث أقوله فالصمت في حضرة الجمال حماقة.
وقرأ يوسف عابد من قصيدة” الطريق إلى أين”، يقول:
لم يبق عندي فضول غير ما أجد أنا الطريق التي لم يمشها أحد
كل الجهات غدي كل الصفات أنا من قبل ما يتجلى الغيم محتشد
وكل ما لست أهواه أجربه لأن في الأمر شيئا ليس ينعقد
رضيت بالذات ذكرى من ملامحها تلك التي في التفاتي وجهة أبد
ومضى في قصيدة يقول:
لا شيء ينقص نزهة الموتى العائدين من الصدى صمتا
قسما بكل نبوءة صدقت لا “ربما” تغري ولا “حتى”
في كهف موسيقي يرق لهم وترا وإن ضجوا به نحتا
“وحدة عربية”
أكّد مشاركون وفائزون أن الشارقة وحّدت المنطقة العربية على الصعيد الثقافي، وشيّدت جسور الثقافة والمحبة بين الشعوب، وترجمت مساعيها لإحداث حراك ثقافي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الشعوب العربي.
وأعرب فائزون عن سعادتهم الغامرة بتحقيقهم الفوز في جائزة الشارقة للإبداع العربي (الإصدار الأول)، معتبرين الجائزة أم الجوائز، لأنها، كإصدار أول، تفتح الباب للمبدعين ليستمروا وليتحققوا.
ويؤكد د. شريف الجيار (أكاديمي وناقد مصري) أن الشارقة وحّدت المنطقة العربية على الصعيد الثقافي، وشيّدت جسور الثقافة والمحبة بين الشعوب، واستطاعت من خلال الثقافة أن توجد خطاباً ثقافيا عربياً موحداً، معرباً عن شكره للشارقة على ما تقدّمه الجائزة من أصوات جديدة على صعيد مصر والوطن العربي.
ويرى الجيار أن الجائزة تعطي الأمل للشباب العربي لأن هناك من ينظر ويقدّر إبداعهم، بالإضافة إلى خصوصيتها حيث أنها تعطي الفرصة للإصدار الأول وفي هذا أهمية كبيرة للمبدع فهو يسعى دائما إلى من يقرأ سطوره الأولى، ويضيف “أن يحوز شاب في مقتبل العمر جائزة عربية كهذه الجائزة في بداية مشواره، بل وتطبع له، ففي هذا العديد من الرسائل المهمة التي تُقرأ وهي أن المبدع العربي متابع ومقروء”.
ويقول د. محمود الضبع (أكاديمي وناقد مصري): ” لا شك أن كل مثقف عربي يشكر الشارقة على ما ترصده من جوائز إبداعية متنوعة ومتعددة، وصاحب السمو حاكم الشارقة، منحه الله الصحة والعافية، يفكر في الثقافة العربية وبهموم المثقف العربي، ويسعى لاحداث حراك ثقافي ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الشعوب العربي، والشكر الخاص لهذه الجائزة لأنها تقدّم الشباب الصغار والشابات الصغيرات، من أنحاء الوطن العربي، ومن حقول أدبية متنوعة، وكل الأعمال التي تخرج عن الجائزة تستحق بالفعل أن تفوز، وأن يلقى الضوء عليها”.
ويعرب الناقد المصري أحمد أردش (فائز بالمركز الأول في حقل النقد الأدبي) عن سعادته بالفوز، ويقول: “تمنح الجائزة للمبدعين العرب أملا في الغد، وتكون حافزا ودافعا لهم في تقديم المزيد في الأعمال الإبداعية والأدبية”، ويرى الشاعر السوري يزن عيسى (فائز في المركز الثاني في حقل الشعر)أن جائزة الشارقة للإبداع العربي هي مستهل كل التجارب الإبداعية التي تعد بالكثير في المستقبل، ويلفت أن الكثير من الأسماء الشعرية الكبيرة في الوطن العربي كانت محطتهم الأولى في هذه الجائزة، لينطلقوا منها إلى آفاق واسعة.
وتعبر القاصة السورية منال العلي (فائزة بالمركز الثاني في حقل أدب الطفل) عن فرحتها بنيل باكورة أعمالها جائزة عربية كبيرة، وترى الشارقة كمنبر ثقافي مهم لجميع المبدعين، كما تؤكد القاصة السورية سراب غانم (فائزة بالمركز الثاني في حقل القصة القصيرة) أن الجائزة محط أنظار المبدعين العرب لأنها تُعنى بالإصدار صاحب الخصوصية لدى أي كاتب وكاتبة، وتقول ما أجمل أن تفتتح الكاتبة إصداراتها الأولى بجائزة الشارقة للإبداع العربي، التي تعد مدخلا إلى طريق إبداعي متواصل.
ويستعيد الشاعر المصري عبيد عباس (فائز سابق بالجائزة)، لحظة فوزه، وما تحقق له من إنجازات بعدها، يقول: “حصلت على جائزة الشارقة للإبداع العربي أول مرة سنة ٢٠٠٨وكانت أول جائزة أحصل عليها، ما جعلني بعدها، كمبدع يتلمس طريقه ولا يحمل يقينا بإن كان حقيقيا أم لا، أشعر بالثقة والاستمرار في الكتابة لأفوز بعدها، وبفضل هذه الجائزة، فزت بجوائز مصرية وعربية عديدة، حتى أنني أقول لأصدقائي من الشباب لحثهم على المشاركة، بأن هذه الجائزة، جائزة الإبداع العربي، هي أم الجوائز، لأنها، كإصدار أول، تفتح الباب للمبدعين ليستمروا وليتحققوا”.
ويبرز القاص المصري أحمد دياب (فائز سابق) أن الجائزة تمثل منبرًا مهمًا لتشجيع الشباب العربي على التميز والإبداع في مجالات متعددة، فهي تعزز الابتكار وتدعم المواهب الشابة في العالم العربي، مما يسهم في تطوير المجتمع وتعزيز الهوية الثقافية، مؤكدا أن الجائزة توفر منصة للشباب لعرض أعمالهم وأفكارهم والحصول على الاعتراف والتقدير الدولي. بفضل دعمها المستمر، كما تلهم الجائزة الشباب لتحقيق طموحاتهم وتحقيق إسهاماتهم في تطوير المجتمعات العربية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: جائزة الشارقة للإبداع العربی صاحب السمو حاکم الشارقة الوطن العربی هذه الجائزة بین الشعوب فی حقل التی ت ة التی إلى أن
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تكرّم الفائزين بجائزة اتصالات لكتاب الطفل في دورتها ال16
كرّمت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، المؤسسة والرئيسة الفخرية للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين الفائزين بجوائز الدورة السادسة عشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل التي ينظمها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين برعاية شركة “إي آند الإمارات”، وذلك خلال الحفل الذي أقيم مساء أمس في مركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024.
وأطلقت الشيخة بدور القاسمي الهوية الجديدة للجائزة، التي ستحمل اعتباراً من الدورة السابعة عشرة اسم الجائزة الدولية لأدب الطفل العربي المقدمة من “إي آند”، وذلك في إطار التجديد، الذي يتناسب مع البُعد الدولي للجائزة، وما ينتظرها من آفاق أوسع، وتأثير أكبر، ووصول أشمل، حيث ستسهم الهوية الجديدة في جذب عدد أكبر من المشاركات من العالم العربي وخارجه، وستزيد من فرص الحصول على حقوق ترجمة الأعمال الفائزة وتلك التي وصلت إلى القائمة القصيرة، من قبل دور النشر الأجنبية، وهو ما يشكّل دعماً قوياً لكتاب الطفل العربي ويزيد من انتشاره.
واستوحي الشعار الجديد للجائزة من شجرة “الرولة” التي تعكس روح الشارقة في ذاكرة سكان دولة الإمارات وزوارها، حيث تتوسط هذه الشجرة أحد أشهر ميادين المدينة وهو ميدان الرولة، واعتاد الآباء قديماً الاجتماع في ظلها لتبادل القصص والحكايات، وكانت ملتقى للتجار لعقد الصفقات، ومجلساً للشعراء للتباري في مساجلاتٍ ممتدة، تشبه الطريقة التي تجمع فيها الكتب القراء في حضرة أفكارها لتشعرهم بالألفة والبهجة مع شخوصها وعوالمها، كما يرتبط شعار الجائزة بالورق الذي يصنع من الخشب، وبالشجر الذي تشبه أوراقه صفحات الكتب.
حضر حفل توزيع الجوائز وإطلاق الهوية الجديدة للجائزة، سعادة أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، ومروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، ومسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة “إي آند الإمارات”، ومحمد العميمي، المدير العام بالوكالة – الإمارات الشمالية، في شركة “إي آند الإمارات”، وأعضاء لجنة تحكيم الدورة السادسة عشرة من جائزة اتصالات لكتاب الطفل، وعدد من المسؤولين والأدباء والمثقفين والشخصيات الإعلامية.
وفي فئة “الطفولة المبكرة” (من عمر صفر إلى خمسة أعوام)، فاز كتاب “مخدة” تأليف أنس أبو رحمة ورسوم لبنى طه، والصادر عن دار ديناصون من فلسطين، ونال جائزة فئة “الكتاب المصور” (من خمسة أعوام إلى تسعة أعوام)، كتاب ” سيصل الفيل بعد قليل” تأليف د. فاطمة الزهراء بن عرّاب ورسوم شيما يوسف زراعي، والصادر عن دار المحيط للنشر من دولة الإمارات، فيما ذهبت جائزة فئة “كتاب ذي فصول” (من تسعة أعوام إلى اثني عشر عاماً)، إلى كتاب: “الآنسة إلهام والخريف” تأليف سوزان نعيم الحلو ورسوم بسمة حسام، والصادر عن دار السلوى ناشرون من الأردن.
وفاز بفئة “كتاب اليافعين” (من ثلاثة عشر عاماً إلى ثمانية عشر عاماً)، كتاب “ابنة غواص اللؤلؤ وعقد البَعو” تأليف ميثاء الخياط ورسوم حصة المهيري، والصادر عن دار أجيال من دولة الإمارات، وتوجت الجائزة في فئة “كتاب الشعر” (حتى عمر ثمانية عشر عاماً)، كتاب: “أشجار تلّون الحياة” تأليف محمد جميل ورسوم بسنت داود، والصادر عن جبل عمّان ناشرون من الأردن. وتم اختيار هذه الكتب الخمسة من بين 21 كتاباً وصلت القائمة القصيرة من ثماني دول عربية وأجنبية، تصدّرتها الأردن والإمارات، إلى جانب مصر، والمغرب، وعُمان، وفلسطين، وكندا، وتركيا.
وقالت مروة العقروبي : هنا في عاصمة الكتاب، شارقة الثقافة والتاريخ والفن، لم يكن الكتاب يوماً إلا مكرّماً، ولم يكن الكاتب إلا ملهماً ومعلّماً. فللثقافة في الشارقة جذور راسخة، رسوخ النخل في هذه الأرض الطيبة، بَذَرَها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس حاكم الشارقة، لتثمر نهضة ثقافية، ورفعة معرفية، وريادة فكرية”.
وأكدت أن إطلاق الجائزة في 2009 من قبل الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي جاء في وقت افتقرت فيه رفوف المكتبات آنذاك للتنوع البديع في منشورات الأطفال واليافعين، وظلت هذه الفجوة بين ثراء مخزوننا المعرفي العربي وما يصل منه إلى صغارنا، تتسع مع الزمن، وتتمدد مع العولمة، لتأتي هذه الجائزة وتسهم في تحفيز الناشرين والمبدعين العرب على إصدار كتب عربية أصيلة موجهة للأطفال واليافعين، مشيرة إلى أن الجائزة تطورت وتوسعت فئاتها لترتقي بالإصدارات العربية الموجهة للأطفال واليافعين إلى مصاف المطبوعات العالمية في جودة النص، وبراعة العرض، وحداثة الطرح، دون أن تساوم على أصالة هويتها العربية، أو إخلاصها لبيئتها وشخصياتها التي تشبه واقع الطفل العربي.
وأضافت: أفسحت الجائزة المجال لأبناء العالم العربي لتأليف الحكايات التي ستشكّل حجر الأساس في مخيلة الطفل العربي عامة، والإماراتي خاصة. وقد تنامى هذا الحلم الكبير منطلقاً من مشاركة إماراتية واحدة في دورة الجائزة الأولى إلى 74 مشاركة إماراتية في الدورة السادسة عشرة، وهو ما يعكس حرص دولة الإمارات على الإنسان وبناء فكره، وإثراء عقله، وتنمية مواهبه. ولعلّ استثمارنا طويل الأمد في أدب الطفل، ليس إلا مصداقاً على هذا الهدف النبيل، وتأكيداً على أهمية ترسيخ الجذور وتقويم القصور ومد الجسور، دون مساومة على هويتنا التي هي أساس وجودنا وبوابتنا الواسعة للتقدّم والنهضة”.
من جانبه شكر مسعود م. شريف محمود، الرئيس التنفيذي لشركة “إي آند الإمارات”، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، على توجيهاتها الكريمة التي أدت إلى النجاح الكبير الذي حققته الجائزة، كما شكر المجلس الإماراتي لكتب اليافعين على هذه الشراكة المميّزة التي أسهمت، خلال الأعوام الماضية، في تحفيز المبدعين العرب وكرّمت إبداعاتهم وأعمالهم الأدبية، وقدّمت لهم الدعم الذي من شأنه مواصلة الارتقاء بالمجهود الثقافي والأدبي للمؤلفين والناشرين وتنمية الجانب الأدبي للأطفال.
وأضاف: امتداداً لدور “إي آند الإمارات” في تمكين الأفراد والمجتمعات وقطاعات الأعمال عبر أحدث الحلول الرقمية، فإننا نحرص على مواصلة رعايتنا للجائزة وتطويرها، لأهميتها في الحفاظ على القيم الثقافية والأدبية، وتعزيز سبل الترابط المجتمعي بالتزامن مع التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده جميعاً. كما نحرص على دعم هذه الجائزة انطلاقاً من مسؤوليتنا المجتمعية الرامية إلى تمكين المبادرات التي تثري الحياة الثقافية وتعزز النهضة المجتمعية، وإيماناً منا بأهمية الاستثمار في الإنسان، أغلى ما تملك المجتمعات، ولبناء جيل عربي مبدع ومثقف، يقود مجتمعه، ويحقق الازدهار لدولته”.
وتضمن الحفل عرض فيديو حول مسيرة الجائزة وهويتها الجديدة، إلى جانب تكريم أعضاء لجنة تحكيم الدورة السادسة عشرة، وذلك تقديراً لجهودهم في تقييم واختيار الأعمال المرشحة والفائزة.
وكانت الجائزة قد تسلّمت في دورتها السادسة عشرة 330 مشاركة لمبدعين من 21 دولة، مقابل 323 مشاركة في الدورة السابقة، وحملت هذه المشاركات أسماء 213 مؤلفاً، و200 رسام، و92 ناشراً.
وفيما يتعلّق بتوزيع المشاركات على الفئات الخمس للجائزة، فقد جذبت فئة “الكتاب المصور” 123 مشاركة، وتلتها فئة “الطفولة المبكرة” بواقع 90 مشاركة، ومن ثم فئة “كتاب اليافعين” التي تسلّمت 49 مشاركة، وبعدها جاءت فئة “كتاب ذو فصول” بـ42 مشاركة، وأخيراً فئة “كتاب الشعر” بـ26 مشاركة.وام