التضاد اللغوي وخاتمة القصيدة الشعرية.. سلسلة محاضرات بثقافة أرمنت الأقصر
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
تنظم ثقافة الأقصر عددا من الفعاليات والأنشطة الفنية والثقافية ذات البعد الإنسانى والفنى، وفق خطة لنشر الوعى عبر الفن والحوار فى المناطق المختلفة حيث، عقد قصر ثقافة أرمنت محاضرة بعنوان "خاتمة القصيدة الشعرية" ألقاها سيد صدقي موضحا أن القصة القصيرة هي فن الشعور بالنهاية، فالشعر هو التجسيد المستمر للحظة النهاية، وأن القصيدة محرومة من ختام جيد، هي قصيدة ميتة قبل ولادتها، كما عقد القصر محاضرة بعنوان" مبدأ التضاد العالي والتضاد العادي" ألقاها د.
عقد قصر ثقافة الأقصر محاضرة بعنوان "الثقافة والتنشئة السياسية" ألقاها عبد العاطي علي موضحا المقصود بالثقافة السياسية، والتنشئة السياسية وابعادها، والمخرج النهائي للتنشئة السياسية والربط بينها، بجانب ذلك أعد القصر أمسية شعرية للشاعر كريم الشاوري بعنوان "ملامح"، وكذلك أعدت مكتبة الرياينة الثقافية أمسية شعرية للشاعر على حسان بعنوان "شاطحة"، وأعد بيت ثقافة الاقالتة أمسية شعرية للشاعر سيد صدقي بعنوان "رحلة".
قدم قصر ثقافة الطارف محاضرة بعنوان "كيفية التعامل مع الطفل اليتيم "ألقاها الشيخ سيد حسين متحدثا عن الإحسان إلى اليتيم، ووصاية النبي باليتيم، وحق اليتيم، بالإضافة إلى ذلك نفذت ورشة فنون تشكيلية نفذها حسن رفاعي، كما نفذ قصر ثقافة بهاء طاهر ورشة فنية عن مظاهر الإحتفال بعيد الفطر المبارك نفذتها جيهان محمد، ونفذ قصر ثقافة الطفل ورشة فنون تشكيلية صلصال بمناسبة عيد الفطر المبارك نفذتها شيماء عبد الواجد.
نظمت مكتبة الكيمان الثقافية محاضرة تثقيفية بعنوان "آداب الطعام" ألقاها بدوي عبد العظيم موضحا غسل اليدين قبل الأكل وبعده، والتسمية، ونفذت المكتبة ورشة فنية رسم شخصيات رمضانيات نفذها أحمد أمين، نفذت مكتبة الطفل والشباب بالديمقراط الثقافية ورشة فنون تشكيلية "مظاهر شم النسيم" نفذتها حجاجية خيري، بينما أعد المركز الحضري عرض مسرح عرائس أداء عبد الرحمن عوض الله.
تأتى الفعاليات ضمن الأنشطة التى تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، والمعد برعاية وزارة الثقافة، بإشراف أقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة عماد فتحى من خلال فرع ثقافة الأقصر برئاسة حسين النوبي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأقصر الأنشطة الفنية التعامل مع الطفل ثقافة الطارف ثقافة الطفل ثقافة بهاء طاهر ثقافة الاقصر
إقرأ أيضاً:
سامح قاسم يكتب | ضي رحمي.. أن تترجم لتكون القصيدة قلبك الآخر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في عالمٍ تُستنزف فيه الكلمات كما تُستنزف الأعمار، تبدو الترجمة أحيانًا فعلًا باردًا، مجرّد جسر صامت بين لغتين. لكن حين تمر القصائد من بين يدي ضي رحمي، تصبح الترجمة طقسًا شعريًا قائمًا بذاته، كأن النص الأصلي لم يوجد إلا ليُولد من جديد بلغتها. ليست ضي رحمي مترجمة تقف على الحياد بين الشاعر وقارئه العربي، بل هي عاشقة تختار قصائدها كما تختار روحٌ عاشقٌ مَن يهواه، بعين تمسّ، وقلب يُنصت، وضمير لا يُهادن.
ضي رحمي لا تضع نفسها في مصاف "المترجمين المحترفين". تصرّ، بتواضع متوهج، على أنها "مترجمة هاوية". وهذا في ذاته مفتاح لفهم صوتها الخاص: ليست ضي أسيرة قواعد النشر ولا شروط المؤسسات، بل أسيرة الدهشة وحدها. لا تترجم ما يُطلب منها، بل ما يطلبها. ما يمسّها كما لو أن القصيدة سُرّبت لها من حلم سابق.
في هذا المعنى، فإن ترجماتها ليست نقلًا من لغة إلى أخرى، بل استعادة. كأنّ ضي تعثر على قصيدة في لغتها الأم وقد كُتبت أصلًا بها، فتُعيدها إلى أهلها. ليس غريبًا إذًا أن تجد الكثيرين يظنون أن تلك الكلمات التي قرأوها لها هي شعر عربي خالص، لا ترجمة.
ليس من السهل أن تختار قصيدة لتترجمها. فالنصوص، كما الناس، تحمل أعمارًا وأقنعة وثقافات قد تنفر منها الروح أو لا تجد فيها ما يشبهها. غير أن ضي رحمي تمتلك حسًّا نادرًا في هذا الاختيار. تختار القصائد التي تنتمي إلى عوالم هشّة، إلى تلك الفجوات الدقيقة بين الحب والخسارة، الوحدة والحنين، الغضب والرقة. تنجذب إلى الشعراء الذين يكتبون كمن يربّت على كتف العالم: لانج لييف، نيكيتا جيل، رودي فرانسيسكو، وآخرون ممن يُقال عنهم شعراء المشاعر الدقيقة.
وتنجح ضي في أن تنقل هذه المشاعر لا باعتبارها معاني لغوية، بل باعتبارها أصداءً داخلية. فهي تعرف كيف تحفظ موسيقى النص، كيف تُبقي على رعشة الجملة، وعلى ذلك الفراغ النبيل الذي يتخلل بعض القصائد ويمنحها عمقًا لا يُفسَّر.
في ترجماتها، يظهر صوت أنثوي واضح، لكنه غير شعاري. لا تخوض ضي في قضايا النسوية من بوابة المباشرة، بل تفتح بابًا خلفيًا للقارئ كي يرى هشاشة النساء، غضبهن، صمتهن، توقهن للحب، وانهياراتهن الصغيرة، من دون أن تقول ذلك بصوت عالٍ. تترك اللغة تفعل ذلك.
في ترجمتها لقصيدة عن امرأة وحيدة تُحدّث ظلالها، لا يبدو أن ثمّة شيء يحدث سوى أن القارئ يشعر أنه هو تلك المرأة. هنا تتجلى قوة ضي: لا تسرد الشعر، بل تجعلك تعيش داخله، كأنك كنت دومًا هناك.
ضي لا تكتفي بالترجمة المكتوبة. على ساوند كلاود، نسمع بصوتها أو بصوت متعاونين معها ترجمات مسموعة لقصائدها المختارة. الصوت هنا ليس مجرد أداة قراءة، بل امتداد للقصيدة. نبرة الصوت، طريقة الوقف، وحتى الأنفاس الصغيرة بين السطور، كلها تشكّل طبقة إضافية من الترجمة، تجعل من القصيدة حدثًا سمعيًّا، لا قرائيًّا فقط.
هذه القدرة على المزج بين الكلمة والموسيقى الداخلية للصوت تجعل من ترجماتها لحظة حميمية، كما لو أنك جالس قبالة صديقة تخبرك شيئًا سريًّا عن العالم.
ما يعمق هذا البعد الإنساني في أعمال ضي هو أنها ليست فقط مترجمة، بل فاعلة في العمل الاجتماعي والإنساني. عملها من أجل ضحايا العنف يمنحها حساسية لا يمتلكها كثيرون. الترجمة هنا ليست فعل ترف ثقافي، بل امتداد للرغبة في فهم الألم الإنساني بكل لغاته. لذلك نجد في ترجماتها إصرارًا على منح الألم صوتًا ناعمًا، لا يصرخ، بل يشير بإصبعه إلى قلبك، ويصمت.
لو جاز لنا أن نكتب قصيدة عن ضي رحمي، لربما قلنا إنها تلك اليد التي تُمسك بالقصيدة المترجمة كما لو كانت دمًا طازجًا خرج لتوّه من الوريد. لا تضعه في قارورة محكمة، بل تتركه يسيل في اللغة العربية كأنه لم يكن غريبًا قط.
ربما ليست ضي مترجمة بالمعنى التقليدي، لكنها بالتأكيد شاعرة تتنكر في زي مترجمة. شاعرة لا تكتب القصيدة، بل تبحث عنها في لغات الآخرين، وتعيد كتابتها بلغة تشبه قلبها.