بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جامعة كولومبيا الأميركية
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
قالت منظمة أميركية مؤيدة للفلسطينيين، إنها قدمت شكوى اتحادية متعلقة بالحقوق المدنية ضد جامعة كولومبيا، عقب اعتقال عشرات المحتجين المناهضين للحرب في غزة، الأسبوع الماضي، إثر استدعاء الجامعة الشرطة لفض مخيم المتظاهرين.
وحثت منظمة "فلسطين القانونية"، وهي جهة تسعى إلى حماية الحق في التحدث علنا نيابة عن الفلسطينيين في الولايات المتحدة، الخميس، وزارة التعليم على التحقيق في ممارسات الجامعة، متهم إياها بـ"التمييز" ضد المؤيدين للفلسطينيين.
وأحجمت جامعة كولومبيا عن التعليق، وفقا لوكالة رويترز.
والأسبوع الماضي، حاولت جامعة كولومبيا فض مظاهرات بالقوة في الحرم الجامعي، عندما أقدمت رئيسة الجامعة، نعمت مينوش شفيق، على خطوة استثنائية باستدعاء شرطة مدينة نيويورك لدخول الحرم الجامعي.
وأثارت الخطوة غضب العديد من جماعات حقوق الإنسان والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
واعتُقل أكثر من 100 شخص، مما أعاد ذكريات المظاهرات المناهضة لحرب فيتنام في الجامعة قبل أكثر من 50 عاما.
من جانبها، قالت شفيق، الأربعاء، في رسالة موجهة للطلبة المعتصمين، إن "حرم الجامعة تحوّل إلى معسكر لمئات من الطلاب الناشطين، وأنا أؤيد تماما أهمية حرية التعبير، وأحترم الحق في التظاهر، وأدرك أن العديد من المتظاهرين تجمعوا سلميا، ومع ذلك، فإن المخيم يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالسلامة، ويعطل الحياة في الحرم الجامعي، ويخلق بيئة متوترة ومعادية في بعض الأحيان للعديد من أعضاء مجتمعنا، ومن الضروري أن نمضي قدما في خطة لتفكيكه".
وكان العديد من الطلاب اليهود قد أعربوا عن مخاوف من "معاداة السامية"، فيما شارك طلاب يهود آخرون في التظاهرات الداعمة للفلسطينيين.
وتتواصل الاحتجاجات في جامعة كولومبيا، وقد امتدت إلى جامعات أميركية أخرى، حيث اعتقلت السلطات المئات الأسبوع الماضي.
ويطالب المتظاهرون بإنهاء الحرب على غزة، التي قتلت خلالها إسرائيل أكثر من 34 ألف شخص، غالبيتهم نساء وأطفال، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وكانت الحرب قد اندلعت في السابع من أكتوبر، عقب هجمات غير مسبوقة شنتها حركة حماس، المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة، مما أدى إلى مقتل 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وبينهم نساء وأطفال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: جامعة کولومبیا العدید من
إقرأ أيضاً:
محسن مهداوي طالب فلسطيني تعتقله السلطات الأميركية قبيل التجنيس
محسن مهداوي، أحد أبرز الناشطين الذين قادوا الحراك الطلابي في الولايات المتحدة الأميركية، بدأ مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم، وفي عام 2021 انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المقرر أن يتخرج في مايو/أيار 2025، غير أن السلطات الأميركية اعتقلته عند وصوله إلى مكتب الهجرة لأداء امتحان الجنسية الأميركية.
المولد والنشأةولد محسن المهداوي في أحد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية وسط شرقي فلسطين المحتلة.
انتقل لاحقا إلى الولايات المتحدة بشكل قانوني لاستكمال مسيرته الأكاديمية، كما حصل على بطاقة الإقامة الدائمة (غرين كارد).
الدراسة والتكوينبدأ محسن مهداوي مسيرته الأكاديمية في جامعة بيرزيت بمدينة بيت لحم الفلسطينية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في هندسة الحاسوب عام 2014.
وفي عام 2016، التحق بكلية دارتموث في الولايات المتحدة، ودرس علوم الحاسوب ضمن برنامج أكاديمي مكثف امتد حتى عام 2017.
لاحقا، واصل دراسته في جامعة ليهاي في علوم الحاسوب، وفي الوقت نفسه قاد أنشطة طلابية، كما أسّس وترأس منظمة "طلاب من الشرق الأوسط"، وكان عضوا في مجلس الطلبة، وأطلق "اتحاد ليهاي"، وهو إطار طلابي يسعى إلى تعزيز التنوع الثقافي وتحقيق العدالة الطلابية بمبادرات مؤثرة، أبرزها مشروع "السلام عبر السرد القصصي".
في عام 2021، انضم إلى جامعة كولومبيا لدراسة الفلسفة، وكان من المتوقع أن يتخرج في مايو/أيار 2025.
النشاط الطلابيكان محسن مهداوي أحد أبرز الوجوه القيادية في الحركة الطلابية المؤيدة لفلسطين في جامعة كولومبيا، وكان له دور محوري في الحشد والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل الحرم الجامعي، غير أنه أعلن لاحقا الابتعاد جزئيا عن المشاركة النشطة في تلك الحركة، مفضلا التركيز على تعزيز الحوار وبناء جسور التفاهم مع رابطة اليهود داخل الجامعة، حينها تبنّى نهجا يهدف إلى التقريب بين وجهات النظر وتعزيز الفهم المشترك، دون أن يتخلى عن قناعاته السياسية أو دعمه للقضية الفلسطينية.
إعلانشارك مهداوي في تأسيس جماعة "دار" الطلابية الفلسطينية، وهي جمعية طلابية تُعنى بالتفاعل مع الثقافة والتاريخ والهوية الفلسطينية، وذلك بإقامة الفعاليات والبرامج الثقافية.
وكان من قادة حملة جامعة كولومبيا ضد الفصل العنصري، وهي مبادرة طلابية سلطت الضوء على ازدواجية المعايير والانتهاكات الواقعة بحق الفلسطينيين. إضافة لذلك ساهم مهداوي، إلى جانب الطالب محمود خليل، في تأسيس اتحاد الطلاب الفلسطينيين في كولومبيا عام 2023، وهو كيان يعنى بتنظيم الاحتجاجات والمبادرات المناصرة للقضية الفلسطينية.
في 15 أبريل/نيسان 2025، توجّه الناشط الفلسطيني محسن مهداوي إلى مكتب الهجرة في وايت ريفر، بولاية فيرمونت الأميركية، لإجراء امتحان الحصول على الجنسية الأميركية، بعد أن أمضى عشر سنوات من الإقامة القانونية في أميركا. إلا أن عددا من المسلحين بلباس مدني ووجوه مغطاة، قيدوا يديه بالأصفاد واعتقلوه على الفور، رغم حصوله على البطاقة الخضراء التي تضمن له حق الإقامة القانوني.
ووفقا لما نشرته صحيفة "ذا إنترسبت"، شرعت سلطات الهجرة الأميركية في إجراءات ترحيله إلى الضفة الغربية المحتلة، وبذلك أصبح ثاني ناشط طلابي مشارك في الحراك الاحتجاجي ضد الحرب الإسرائيلية على غزة يُعتقل ويواجه خطر الإبعاد، رغم وضعه القانوني الرسمي في البلاد.
احتجاز غير قانونيوفي تصريح لموقع ذا إنترسبت وصفت المحامية لونا دروبي، احتجاز موكّلها محسن مهداوي بأنه "غير قانوني"، مؤكدة أن السبب الوحيد وراء توقيفه هو "هويته الفلسطينية". وتابعت "جاء محسن إلى هذا البلد على أمل أن يكون حرا في التعبير عن الفظائع التي شهدها، لكنه يُعاقَب الآن على هذا الحق الأساسي".
وأشار الموقع إلى أن مهداوي كان قد تعرض لهجمات من نشطاء مؤيدين لإسرائيل، على خلفية نشاطه الرافض للحرب على غزة.
إعلانوفي هذا السياق، قدّم محامو مهداوي طعنا رسميا في قانونية احتجازه، متهمين الحكومة بانتهاك حقوقه الدستورية بمعاقبته على خلفية مواقفه العلنية بشأن العدوان على الفلسطينيين.
وأشار الالتماس إلى أن الترحيل المحتمل يتم استنادا إلى بند قانوني مبهم، استُخدم مؤخرا في قضايا مشابهة، يتيح لوزير الخارجية ماركو روبيو تصنيف بعض المقيمين على أنهم "تهديد للسياسة الخارجية الأميركية".
ويأتي اعتقال مهداوي بعد 3 أيام فقط من إصدار قاضية هجرة أميركية، قرارا يسمح لإدارة الرئيس دونالد ترامب بالمضي قدما في ترحيل الطالب بجامعة كولومبيا والناشط الفلسطيني محمود خليل الذي اعتقل بمدينة نيويورك في مارس/آذار 2025.
ردود الفعل الأميركيةأثار الاعتقال موجة من الإدانات السياسية، إذ وصفته النائبة الأميركية رشيدة طليب بأنه "اختطاف صريح"، وكتبت على منصة إكس "وزارة الأمن الداخلي اختطفت فلسطينيا آخر يحمل إقامة قانونية دائمة، فقط بسبب نشاطه النبيل في مواجهة الإبادة الجماعية. استهدفوه لحظة اقترابه من نيل الجنسية الأميركية. يجب أن تتوقف هذه الممارسات القمعية. أطلقوا سراح محسن الآن".
من جانبه، عبّر السيناتور الأميركي بيرني ساندرز عن رفضه القاطع للاعتقال، معتبرا أن احتجاز مهداوي على يد إدارة الهجرة والجمارك "غير قانوني"، ومؤكدا أن مهداوي مقيم شرعي ويستحق كل حقوقه القانونية، بما في ذلك الإفراج الفوري.