منظمة العفو الدولية قلقة تجاه ملفات 13 شخصًا أعدمهم العراق قبل 4 أيام
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
السومرية نيوز-محليات
أكدت منظمة العفو الدولية، تنفيذ العراق احكام اعدام بحق 13 رجلا في 22 ابريل الجاري، أي قبل 4 أيام فقط، في سجن الناصرية المركزي، وذلك عقب ادانتهم بتهم إرهاب وصفتها المنظمة بأنها "فضفاضة ومبهمة للغاية". وقالت المنظمة انها يساورها القلق من أن العديد من الأشخاص غيرهم ربما أُعدموا سرًا وسط انعدام مقلق للشفافية فيما يتعلق بالإعدامات التي نُفّذت في العراق في الأشهر الأخيرة.
وكانت مصادر أمنية قد أكدت سابقًا لوسائل الإعلام إعدام 13 رجلًا في 25 ديسمبر/كانون الأول 2023، وهذه أول عملية إعدام جماعية تُسجَّل منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لكن نشطاء ومحامين يمثلون سجناء محكوم عليهم بالإعدام أبلغوا منظمة العفو الدولية أن العشرات من الأشخاص الاضافيين قد أُعدموا منذ 10 أبريل/نيسان، مضيفين أن السلطات لم تعطِ إشعارًا مسبقًا للسجناء، أو لأسرهم ومحاميهم.
وقالت رازاو صالحي، الباحثة المعنية بالعراق في منظمة العفو الدولية “إن الإعدامات الأخيرة في العراق مروّعة وتُسبّب الإحباط. فعلى مدى سنوات، ابتُلي نظام القضاء في العراق بإرث من الانتهاكات والتجاوزات فيما يخص حقوق الإنسان، ما أدى إلى الحكم بالإعدام على الآلاف من الأشخاص عقب محاكمات بالغة الجور، وقد ترقى الإعدامات التي تُنفَّذ عقب محاكمات لا تستوفي المعايير الدولية لحقوق الإنسان إلى حد الحرمان التعسفي من الحياة. وعلى الحكومة العراقية أن تفرض على الفور وقفًا رسميًا لعمليات الإعدام وأن تعمل على إلغاء عقوبة الإعدام برمتها”.
ومن بين الرجال الذين أُعدموا في 22 أبريل/نيسان، أُدين 11 رجلًا على أساس انتمائهم لمجموعة تنظيم "داعش"، وأخبرت محامية الرجلين الآخرين الذين أُعدما في 22 أبريل/نيسان منظمة العفو الدولية بأنهما أُدينا بتهم تتعلق بالإرهاب بموجب قانون العقوبات عقب محاكمة فادحة الجور، وكانا قد احتُجزا منذ عام 2008.
وقالت محامية وأقرباء الرجلين إنهما تعرضا للتعذيب ثم أُرغما على توقيع مستندات لم يُسمح لهما بقراءتها. وقالت المحامية إن قاضيًا أبلغهما فيما بعد أن المستندات كانت اعترافات وحكم عليهما بالإعدام. وتقدّم الرجلان بطلب لإعادة محاكمتهما بسبب زعميهما بأن اعترافيهما قد انتُزعا تحت وطأة التعذيب. وقد اطلعت منظمة العفو الدولية على مستندات صادرة عام 2020 عن اللجنة القضائية المولجة بمراجعة هذه الطلبات، والتي قالت إنه لا يمكن إجراء مراجعة للقضيتين بموجب القانون لأن ملفات القضيتين قد فُقدت"، بحسب منظمة العفو الدولية.
وقالت رازاو صالحي “إن حقيقة أن اثنين من الرجال الذين أُعدموا ربما يكونان قد حُرما من فرصة محاكمة عادلة ولم تُراجَع قضيتاهما لأن ملفاتها قد فُقدت أمر قاس وفظيع تمامًا. إن استخدام عقوبة الإعدام أمر مروّع في جميع الأحوال، لكن تنفيذ عمليات إعدام عقب محاكمات جائرة على نحو صارخ يُسلّط الضوء على قسوة هذا الظلم”.
وأخبرت محاميتهما منظمة العفو الدولية بأنهما “تعرّضا للتعذيب ’للاعتراف‘، وتريد السلطات إلصاق وصمة الإرهاب بهما. وهي [أي السلطات] قد فقدت ملفيهما وأعدمتهما وكأن لا أهمية لهما”.
وأخبر محاميان منظمة العفو الدولية بأن نحو 150 شخصًا معرّضين لخطر الإعدام الوشيك بعدما صدَّق الرئيس عبد اللطيف رشيد على أحكام إعدامهم كما ورد. وبحسب الوثائق الرسمية للمحكمة التي اطلعت عليها منظمة العفو الدولية، فإنه في 22 أكتوبر/تشرين الأول 2023، طلبت محكمة الاستئناف الاتحادية من مكتب رئاسة الجمهورية التصديق على أحكام الإعدام الصادرة بحق 51 شخصًا. ويُعتقد أن هناك ما يزيد على 8,000 سجين محكوم عليهم بالإعدام في العراق.
وتشير المعلومات المتوافرة لدى منظمة العفو الدولية أن عددًا غير محدد من السجناء قد أُعدموا في 6 يناير/كانون الثاني. وبالإضافة إلى ذلك، أخبر أحد النشطاء منظمة العفو الدولية بأن أحد أفراد أسرة سجين محكوم عليه بالإعدام فيه في الناصرية قال إن الحراس أخرجوا 12 سجينًا على الأقل من زنازينهم في منتصف أبريل/نيسان ولم يُعيدوهم بتاتًا، وإن الحراس أعلموا فيما بعد باقي نزلاء هذه الزنازين أن بإمكانهم أن يأخذوا متعلقات الرجال الذين أُخرجوا. ويساور منظمة العفو الدولية القلق من أن يكون أولئك الرجال قد أُعدموا.
وفي 21 فبراير/شباط، بعثت منظمة العفو الدولية برسالتين إلى مكتب رئاسة الجمهورية العراقية ووزارة العدل على التوالي، طلبت فيهما معلومات حول عدد أحكام الإعدام التي صُدقت، وعملية التصديق، وعدد عمليات الإعدام المنفذة، علاوة على التدابير المتخذة لضمان الحقوق الأساسية لأولئك الذين يواجهون الإعدام، ومن ضمن ذلك تقديم الإشعار الواجب للسجناء، وعائلاتهم، ومحاميهم قبل الإعدام. بيد أن المنظمة لم تتلق ردًا حتى الآن.
وقالت المنظمة انها وثّقت بثبات عيوبًا في الإجراءات القضائية بالعراق تحرم السجناء من محاكمة عادلة. وقد قبلت محاكم العراق بصورة اعتيادية “اعترافات” شابها التعذيب كأدلة وحكمت على أشخاص بالإعدام استنادًا إلى تلك الاعترافات، وتقاعست بصورة اعتيادية عن التحقيق في مزاعم التعذيب. وحُرم متهمون من التمثيل القانوني أو وُكِّل لهم محامٍ عينته المحكمة لم يتمكنوا من الاجتماع به على انفراد. وقد أُدين الآلاف بتهم فضفاضة ومبهمة الصياغة تتعلق بالإرهاب.
وأشارت الى انها وثقت كذلك بواعث قلق خطيرة تتعلق بأوضاع الاحتجاز التي تتسم بالاكتظاظ واللاإنسانية في سجن الناصرية المركزي، حيث يُحتجَز الأفراد المحكوم عليهم بالإعدام، علاوة على مزاعم التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة، والحرمان من الرعاية الطبية. وحدثت عشرات الوفيات في الحجز بالسجن والتي أخبر محامون وأقرباء لأفراد محكوم عليهم بالإعدام منظمة العفو الدولية بأنها ناتجة عن تلك الأوضاع.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: محکوم علیهم بالإعدام منظمة العفو الدولیة أبریل نیسان فی العراق الذین أ
إقرأ أيضاً:
«العمل الدولية»: الوضع الإنساني في لبنان بلغ مستويات غير مسبوقة
بيروت (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الأونروا»: وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة «غير كاف» 14 قتيلاً فلسطينياً بغارتين جويتين إسرائيليتينأعلنت منظمة العمل الدولية، أمس، تقديم مساعدات طارئة للنازحين اللبنانيين في إطار خطة طوارئ متعددة الأبعاد للاستجابة للأزمة المتصاعدة في لبنان كجزء من استجابة الأمم المتحدة الأوسع في البلاد، مؤكدة أن الوضع الإنساني في لبنان بلغ مستويات غير مسبوقة.
وذكرت المنظمة في بيان صادر عن مكتبها في بيروت «إن المنظمة تعمل بالتعاون مع شركائها الوطنيين وفق خطة الاستجابة الطارئة للمنظمة على إعداد الأرضية للتعافي على المدى الطويل، والتي تهدف إلى تعزيز الحماية الاجتماعية عبر تقديم مزايا نقدية فورية، وإعادة تأهيل البنية التحتية في المباني التي تستخدم كملاجئ، إضافة إلى دعم الوظائف والمؤسسات وضمان فرص العمل اللائق والاستدامة الاقتصادية على المدى الطويل».
ونقل البيان عن المدير الإقليمي للدول العربية في منظمة العمل الدولية الدكتورة ربا جرادات القول إن الوضع الإنساني في لبنان بلغ مستويات غير مسبوقة في ظل قتل وجرح آلاف المدنيين، ما يدفع بالحاجة إلى دعم فوري ومؤثر للتخفيف من آثار هذا الصراع.
وأوضحت جرادات أن الخطة مدعومة من قبل مشاريع منظمة العمل الدولية الجارية بالفعل في لبنان باستخدام الموارد الداخلية للمنظمة والأموال المعاد توجيهها من الاتحاد الأوروبي ودول ألمانيا وهولندا والسويد والمملكة المتحدة. وأعربت عن امتنان المنظمة لدعم خطة الاستجابة التي يجري تنفيذها بالتعاون مع السلطات الوطنية والمحلية وشركاء الأمم المتحدة ومنظمات العمال وأصحاب العمل.
وأوضح البيان أن خطة الاستجابة تعمل على تحسين الظروف المعيشية للأسر النازحة في مراكز الإيواء الجماعية، مع توفير فرص العمل لأفراد من المجتمع المحلي في محيط الملاجئ، إضافة إلى القيام بأعمال البناء والترميم والتنظيف والطهي الجماعي وتجهيز المباني المستخدمة كملاجئ لأشهر الشتاء المقبلة. وتتضمن الخطة تدابير فورية اتخذتها منظمة العمل الدولية بالشراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» لتعزيز دعم الحماية الاجتماعية للفئات السكانية الضعيفة مثل المدفوعات المسبقة لأكثر من 27000 شخص من ذوي الإعاقة ومدفوعات تكميلية طارئة إضافية لأكثر من 5000 مستفيد، إضافة إلى خطة لتوسيع المساعدات النقدية الطارئة لعشرات الآلاف من الأشخاص الآخرين.