اليابان هي الشريك الوثيق للولايات المتحدة الأمريكية التي طالما تؤكد استمرار دعمها لاشنطن اتجاه الحروب التي تخوضها مؤخرًا، وقال مسؤولون وخبراء إن الولايات المتحدة تواجه تهديدات أمنية في جميع أنحاء العالم، وقد التزمت حليفتها الوثيقة اليابان بتعزيز مكانتها كشريك دفاعي موثوق به.

ووفقا لوكالة "رويترز"، فبالرغم من التزام اليابان بدعم واشنطن إلا أن نقاط الضعف في أمن الإنترنت والمعلومات في طوكيو تظل مصدر قلق، فيما أبلغ رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، الذي يشرف على حشد عسكري لم يكن من الممكن تصوره، الكونجرس الأمريكي هذا الشهر أن طوكيو ملتزمة بمساعدة شريكها في مواجهة التحديات التي تتراوح بين حرب روسيا في أوكرانيا إلى الصين المتزايدة الحزم.

جاء ذلك في الوقت الذي أعلن فيه الحلفاء عن مجالات جديدة للتعاون العسكري، بما في ذلك استغلال القدرة الصناعية اليابانية لتعزيز الإنتاج الدفاعي وربما تطوير تقنيات جديدة مع شركاء الأمن في AUKUS أستراليا وبريطانيا.

فيما عانت طوكيو من عمليات اختراق إلكترونية رفيعة المستوى في السنوات الأخيرة أدت إلى إغلاق أكبر موانئها ، واختراق الخوادم في مقاول الدفاع الرئيسي، شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة (7011.T).، يفتح علامة تبويب جديدة وحتى اختراق مركز الأمن السيبراني التابع للحكومة، وعلى الرغم من أن اليابان ليست وحدها التي تستهدف مثل هذه الهجمات، إلا أنها أثارت مخاوف طويلة الأمد بشأن ما إذا كانت طوكيو قادرة على دعم شركائها الأمنيين بشكل كامل، وفقًا لرويترز.

ويقول المسؤولون والخبراء إن اليابان تواجه معركة شاقة في إنشاء الأنظمة والعثور على الأشخاص الذين تحتاجهم لسد نقاط الضعف هذه.

اليابان تفتقر إلى الموارد البشرية في مجال الأمن السيبراني وتعمل على تجنيد المزيد 

وكان دينيس بلير، المدير السابق للمخابرات الوطنية الأمريكية، سافر إلى طوكيو في عام 2022 لمخاطبة المشرعين والصحفيين، وأخبرهم أن الدفاعات السيبرانية الضعيفة لليابان كانت أكبر عائق في التحالف الأمني بين البلدين.

وفي وقت لاحق من ذلك العام، أعلنت اليابان عن خطط لتوظيف المزيد من الأفراد لقدراتها السيبرانية، لكن يبدو أن وتيرة التوظيف ستتباطأ، وفقا لأحدث أرقام وزارة الدفاع، وسط منافسة شرسة على هؤلاء العمال وارتفاع رواتب القطاع الخاص.

فيما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن "قدرة اليابان على حماية البيانات والمعلومات الحساسة بشكل مناسب" ستؤخذ في الاعتبار عند تحديد فرص التعاون.

ونقلت رويترز رد وزارتا الدفاع والخارجية اليابانيتان على سؤال عما إذا كانت واشنطن أثارت مثل هذه المخاوف مع طوكيو، والذي أكدا فيه إنهما تتواصلان عن كثب بشأن الأمر لكنهما رفضتا تقديم تفاصيل بشأن المناقشات.

يذكر أنه في عام 2022، كشف كيشيدا عن خطة تاريخية لمضاعفة الإنفاق الدفاعي على مدى خمس سنوات، بما في ذلك التحركات لزيادة قوة الدفاع السيبراني الأساسية أربع مرات إلى حوالي 4000 شخص، مدعومين بـ 16000 موظف دعم.

وقال كازوهيسا شيمادا، نائب وزير الدفاع السابق وأحد المهندسين الرئيسيين لتلك الخطة، لرويترز إن هدف التجنيد سيكون من الصعب تحقيقه خلال هذا الإطار الزمني، قائلًا: "عندما توصلنا إلى الرقم، كان مسؤولو الأمن السيبراني لدينا حذرين..اليابان ككل تفتقر إلى الموارد البشرية في مجال الأمن السيبراني."

وقالت وزارة الدفاع في أبريل إنها جندت 2230 عضوا أساسيا حتى الآن وتتوقع إضافة 180 آخرين بحلول مارس 2025، لكنها لا تزال تهدف إلى تحقيق هدفها ولم يذكر عدد موظفي الدعم الموجودين.

واقترح وزير الدفاع مينورو كيهارا تخفيف متطلبات اللياقة البدنية وتقديم رواتب تصل إلى 23 مليون ين (149108 دولارات)، وهو نفس الراتب الذي يحصل عليه كبار البيروقراطيين، للمجندين عبر الإنترنت.

وقالت رويترز أن هذا لا يمثل سوى نصف ما يمكن أن يكسبه أحد كبار خبراء الصناعة، وفقًا لإيتسورو نيشيموتو، الرئيس التنفيذي لشركة الأمن السيبراني اليابانية LAC Co.، وعلى عكس الشركات الخاصة، يجب على الحكومة توظيف المواطنين اليابانيين فقط.

وقالت اليابان أيضًا في عام 2022 إنها تريد مطاردة التهديدات السيبرانية المحتملة وتحييدها بشكل استباقي، والتي ينشأ الكثير منها خارج حدودها، وهو تكتيك شائع الاستخدام من قبل حلفائها، لكن الحكومة لم تقدم بعد التعديلات القانونية إلى البرلمان التي من شأنها أن تسمح بمثل هذه الإضرابات - وهو أمر مثير للجدل نظرا للقيود الدستورية السلمية في البلاد.

وقال أكيهيسا ناجاشيما، النائب عن الحزب الحاكم ونائب وزير الدفاع السابق، إن هذه التعديلات قد لا تصل إلى البرلمان حتى العام المقبل، وهو أمر مخيب للآمال بالنظر إلى أن "اليابان تتعرض لهجمات إلكترونية بشكل يومي".

اليابان تسمع لبريطانيا وإيطاليا بتصدير مقاتلة نفاثة متقدمة تعملان على تطويرها معًا

ومن جانبها قالت وكالة الشرطة الوطنية اليابانية إن المتوسط اليومي لحالات الوصول المشبوه إلى الإنترنت، وهو مقياس واسع يشمل الهجمات الإلكترونية، وصل إلى مستوى قياسي بلغ 9144 العام الماضي، ارتفاعًا من الرقم القياسي السابق البالغ 7708 في عام 2022.

وقد تعززت التوقعات بأن اليابان قادرة على تعزيز التعاون الدولي في المشاريع الدفاعية بعد قيام طوكيو مؤخراً بتخفيف القواعد المتعلقة بالصادرات الدفاعية، ويمكن للبلاد الآن أن تشحن صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي تصنعها بموجب ترخيص إلى الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وستسمح لبريطانيا وإيطاليا بتصدير مقاتلة نفاثة متقدمة تعملان على تطويرها معًا، بحسب "رويترز".

وعلى الرغم من أن تزويد اليابان بالأسلحة لدولة في حالة حرب سيكون بمثابة قفزة، إلا أن التغييرات في القواعد فتحت الباب أمام مصنعي الأسلحة في الخارج للاستفادة من القدرة الصناعية التي كانت محظورة في السابق.

ومع ذلك، فحتى هذا قد يكون متشابكًا مع البيروقراطية، وقال جيفري هورنونج، خبير السياسة الأمنية اليابانية في جامعة راند، إنه نظرًا لأن اليابان ليس لديها نظام للشركات للتعامل مع المعلومات السرية المماثلة لتلك الخاصة بالولايات المتحدة وحلفائها الآخرين، فإن مشاريع مثل الطائرة المقاتلة تتم ضمن أطر مرهقة.

وقال جون أوساوا، وهو زميل باحث كبير في معهد ناكاسوني للسلام في طوكيو، إن التشريع المقترح في فبراير يهدف إلى معالجة هذه المشكلة، لكن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى خمس سنوات حتى يصبح نظام التدقيق الجديد فعالاً، وأن الشركات اليابانية ليس لديها ثقافة التعامل مع المعلومات التي تتطلب تصريحا، الأمر الذي يستغرق وقتا أطول.

مسؤول سابق في البنتاغون: إشراك اليابان في المشاريع الأمنية الغربية مسرحية سياسية

ويقول المسؤولون إن كل العقبات تتراكم، حتى مع إنتاج اليابان المزيد من الأسلحة وإعادة تجهيز صناعتها الدفاعية.

ورفض بيل جرينوالت، المسؤول السابق في البنتاغون، فكرة إشراك اليابان في المشاريع الأمنية الغربية مثل مشروع AUKUS، ووصفها بأنها "مسرحية سياسية"، قائلًا:"لا توجد فرصة للقيام بذلك مع اليابان، التي لا تزال أجهزتها الأمنية في وضع السلم وغير ناضجة".

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليابان الولايات المتحدة رويترز واشنطن طوكيو رئيس الوزراء الياباني أوكرانيا الصين روسيا الأمن السيبراني الأمن السیبرانی فی عام 2022

إقرأ أيضاً:

ساعات تفاوضية حاسمة...لبنان صاغ وهوكشتاين التعديلات وقلق من التسويف الاسرائيلي

على وقع المواقف الإسرائيلية التصعيدية والتي تنذر بأن تل ابيب لا تريد وقف اطلاق النار، يتوجه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب اليوم للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمتابعة الجهود الدبلوماسية الأميركية، بعدما كان هوكشتاين زار أمس بيروت والتقى رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزاف عون وبحث معهم في مسودة الاقتراح الأميركي والملاحظات التي وضعها الجانب اللبناني، حيث استمرت لقاءات هوكشتاين مع شخصيات سياسية حتى منتصف الليل بعدما عمل لساعات مساء على تنقيح بعض الملاحظات لا سيما في ما يتعلق بلجنة المراقبة على تطبيق الاتفاق وكيفية إشراك الجانبين الأميركي والفرنسي في اللجنة.

وبحسب المعلومات تم التوصل إلى اعادة صياغة بعض البنود، فبالنسبة الى البند المتعلق بلجنة المراقبة، فقد أدخلت بريطانيا إلى اللجنة في سياق خلق توازن بين لندن وباريس، لكن الولايات المتحدة تبقى الحكم في النهاية، لا سيما أيضاً في ما خص منع إسرائيل من القيام بأي عمليات استباقية، ربطا بأن لكلا الطرفين اللبناني والاسرائيلي حق الدفاع عن النفس. أما في ما خص ترسيم الحدود البرية، فالصياغة الجديدة المنقحة أعادت التأكيد على الحدود اللبنانية المعترف بها دولياً، كما تم العمل على استبدال بعض المصطلاحات الواردة في البند المتعلق بدور الجيش ، حيث شدد لبنان الرسمي على ضرورة العودة الى ما ورد في القرار 1701 لجهة حصر السلاح بيد الدولة وتطبيق القرار 1559.

والأكيد، بحسب الجنرال شربل أبو زيد، أن هناك نية إيجابية من الجانب اللبناني من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار، لكن المشكلة تكمن في نيات العدو المضي قدماً في التسويف على شاكلة ما حصل في مفاوضات غزة علّه يستطيع بذلك تحقيق أهدافه التي وضعها، خاصة لناحية تدمير قدرات المقاومة العسكرية وإجبارها على الإنسحاب بالقوة شمال الليطاني وعلى القبول بشروط التسوية على مبدأ غالب ومغلوب وهذا ما لا يمكن أن يحصل مهما طالت حرب الاستنزاف ومدتها.

لكن الأكيد أيضاً، بحسب أبو زيد، أن لبنان لن يكون كسوريا من حيث حرية العمل للعدو جواً، لسببين: أولاً إن طبيعة الحرب وأهدافها في لبنان تختلف عنها في سوريا، ثانياً إن لم تصل المقاومة إلى حل أو تسوية للحرب الدائرة بشكل عادل وبضمانات دولية مؤكدة، فهي ستستمر في حرب استنزاف العدو الذي سيتعرض أكثر إلى ضغوطات على المستويات العسكرية والاقتصادية والديموغرافية والاجتماعية وسواها، وسوف تجبره على القبول بالتسوية.

وبالتزامن مع الحراك الدبلوماسي لإيجاد تسوية تنهي الحرب، فإن التفاوض بالنار سيد الموقف، وقد أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى ذلك بقوله إن "المفاوضات تتم تحت النيران والقصف"، فاستهدف العدو الإسرائيلي بيروت دون سابق إنذار واغتال مسؤول الإعلام في حزب الله الحاج محمد عفيف، ومن ثم استهدف منطقتي مار الياس وزقاق للبلاط، في المقابل رد حزب الله على هذه الاستهدافات بصواريخ نوعية ومسيرات انقضاضية طاولت تل أبيب ومحيطها تل حاييم موقعاً الخسائر في الأرواح والممتلكات، ما يؤكد بداية مرحلة جديدة ومعادلة جديدة ألا وهي "تل أبيب مقابل بيروت".

ويقرأ الجنرال شربل أبو زيد لـ"لبنان 24" في ضربات حزب الله التي تستهدف عمق الكيان الاسرائيلي ويقول:

1- على المستوى العسكري يؤكد حزب الله اولاً امتلاكه للصواريخ الدقيقة بعيدة المدى من فاتح 110 إلى قادر وغيرها من الصواريخ البالستية التي تطال عمق الكيان الإسرائيلي وحتى عاصمته ومركز القرار السياسي والاقتصادي والعسكري والأمني على ابعاد تفوق 125 كلمترا.

2- ان استهداف الكرياه بالصواريخ والمسيرات، وهي مقر وزارة الحرب وقيادة الأركان والسيطرة الجوية للعمليات الجوية الإسرائيلية تشكل رسالة واضحة لما لدى حزب الله من بنك معلومات دقيق للمواقع العسكرية والأمنية بدقة كما لديه وسائط التأثير المناسبة التي يستطيع بواسطتها الوصول إلى هذه الأهداف العالية القيمة والتأثير عليها، وهي رسالة أيضاً للمسؤولين السياسيين وعلى رأسهم نتنياهو إن يد المقاومة تصل إلى حيث تريد وتتخطى كل الخطوط الحمراء وقواعد الاشتباك السابقة.

3- تأكيد أن اي تصعيد سيقابله تصعيد بالمقابل يمنع العدو من تحقيق أي من أهدافه أو اختلال ميزان القوى لصالحه.

وتوازيا مع التصعيد الاسرائيلي الجوي، يحاول جيش العدو التقدم في أكثر من محور على حدود لبنان الجنوبية، بعد إعلانه إطلاق "أوسع عملية توغل بري" في قرى الخط الثاني من الحدود، لكن المؤكد، بحسب، الجنرال أبو زيد، أن كل محاولات الاسرائيلي على خط طير حرفا – شمع - البياضة ستبوء بالفشل، بعدما فشل لمرات متكررة التوغل والسيطرة على شمع ما يؤكد استعداد الحزب وجاهزيته القتالية واحترافه في القتال المتقارب على مسافة صفر كما وجهوزية الأسلحة المضادة للدبابات والآليات التي صدت الدبابات المتقدمة واجبرت العدو على التراجع والانكفاء. هذه الصورة نفسها تنعكس على بنت جبيل التي يطوقها جيش العدو من الجنوب والشرق والشمال ولم يستطع احتلالها بسبب المقاومة الشرسة لغاية الآن. إن بنت جبيل تشكل، وفق الجنرال بو زيد، نقطة استراتيجية مهمة في مخطط عمليات العدو لذلك يكرر عملياته للإستيلاء عليها دون جدوى لأنها تربط محاور رئيسية يمكنه من خلالها التوجه شمالاً نحو مجرى نهر الليطاني كما يمكنه تفعيل وتعزيز عملياته شرقاً أو غرباً ما يسهل ويسرع خططه الهجومية، وهذا ما تدركه المقاومة وتعمل على إحباطه. المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • اليابان تسجل أول ارتفاع في متوسط إصابات كورونا الأسبوعية منذ ثلاثة أشهر
  • مطالب بالتحقيق حول مصير الأغنام التي وزعها وزير الفلاحة السابق على متضرري الزلزال
  • فرنسا تؤكد دعمها للمحكمة الجنائية الدولية رغم قراراتها المتعلقة بإسرائيل
  • في الذكرى الـ81 لاستقلال لبنان.. "التنسيقية" تؤكد دعمها الكامل للشعب اللبناني ضد العدوان الإسرائيلي
  • دول غربية تؤكد التزامها بأوامر اعتقال نتنياهو
  • وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز أمريكا والغرب عن اعتراض صاروخ أوريشنيك
  • الخارجية : سورية تؤكد أن الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني في سورية ولبنان وفلسطين تشكل خطراً حقيقياً على أمن واستقرار المنطقة
  • كوريا الجنوبية تؤكد دعمها جهود تحقيق السلام في اليمن
  • وزير الدفاع البريطاني السابق: ترامب يعتزم الاعتراف بأرض الصومال
  • ساعات تفاوضية حاسمة...لبنان صاغ وهوكشتاين التعديلات وقلق من التسويف الاسرائيلي