تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد قصر الشناوي بمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية تحفة أثرية وسياحية على مرور السنوات يجذب المواطنين والسياح والوافدين الي المحافظة، ويقع بموقع استراتيجي بوسط مدينة المنصورة.

 

قصر الشناوي 

يرجع تاريخ إنشائه في الفترة «٤٧-١٣٤٩ هجرية- ٢٧ عام ١٩٣٠ وأنشأ القصر «محمد بك الشناوى» حفيد «محمد باشا الشناوى ابن عقل».


ويُعد محمد باشا الشناوي من أعيان المنصورة عضو سابق بمجلسي الشيوخ والنواب فى العهد الملكى، وكان عضو بارز بحزب الوفد، وكان صديقا مقربا للزعيم سعد زغلول باشا، حيث اعتاد المرحوم محمد بك الشناوى استقبال كبار الشخصيات السياسية أمثال الزعيم مصطفى النحاس به، وكان به جناح خاص للنحاس باشا، واستقبل بالقصير من الأسرة المالكة.

وتبلغ مساحة القصر الإجمالية ٣٤٣٨ مترا، وأنشئ على النسق الإيطالى وتداخلت مع تصميمه فنون عصر النهضة الأوربية التي كانت سائدة وذلك بالتوازي مع ما يتوافق مع طرز العمارة الإسلامية فى مصر فى تلك الفترة  ثم تولوا أعمال البناء والنقش والزخرفة، وتابع أن القصر قد حاز على شهادة من موسولينى رئيس إيطاليا فى ذلك التوقيت عام ١٣٥٠ هجرى-١٩٣١ وشهد القصر العديد من الأحداث التاريخية الهامة فى النصف الأول من القرن العشرين، ومنها اجتماعات حزب الوفد بالمنصورة كانت تقام بالقصر.

وكان القصر قد استقبل فيه الزعيم سعد زغلول، ومن بعده مصطفى النحاس وأقاموا فيه، فلقب بـ«بيت الأمة»، وظل القصر قبلة كبار الشخصيات والقيادات فى هذا الوقت حيث استقبل الملك فاروق والموسيقار عبدالوهاب، وعقب فترة قررت العائلة بيع القصر إلى وزارة الثقافة تخليدا لذكرى والدهم والعائلة. 

وتم تسجيله كأثر عام ٢٠٠٥ وخضع القصر تحت الترميم لمشروع ترميم وتطوير من قبل قطاع المشروعات بوزارة الآثار على مرحلتين: وكانت المرحلة الأولى عام ٢٠٠٩ والتى توقفت عقب اندلاع ثورة عام ٢٠١١. 

وتضمنت المرحلة الثانية من أعمال استكمال الترميم والتطوير بالقصر والتي أسندت إلى شركة إنشائية، والتي بدأت العمل فى أواخر شهر ديسمبر عام ٢٠١٧، وقد تم أعمال ترميم بالدور العلوى بالقصر من قبل الإدارة العامة لمتاحف وآثار شرق الدلتا، ويضم قصر الشناوي سلمين من الرخام أحدهما بالواجهة الجنوبية يؤدى إلى داخل القصر والآخر بالواجهة الشمالية يؤدى إلى حديقة القصر الخلفية.

قصر الشناوي من الخارج

ويحيط بالقصر حديقة صغيرة من الأربع جهات كان بها نافورة رخامية على شكل الأسماك وسور خارجى ببوابة كبيرة من حديد الكريتال، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار وطابقين وبدرون»، وخصص الطابق الأرضى خصص للاستقلال وهو عبارة عن حجرات وخصص الطابق العلوى خصص للمعيشة وحجرات استغلت لغرف المعيشة وحجرة للصالون صغيرة يقابلها حجرة للطعام وكذلك حجرات للنوم، يربط بينهما سلم وهو من خشب الأبنوس المعشق، أما البدروم فيحتوى على المطابخ وحمامات وقاعة البلياردو وغرف نوم للخدم ومخازن. أما مدخل القصر عبارة عن كتلة المدخل قائمة على أربع دعامات مربعة الشكل مزخرفة بالتضليع وطراز الباروك، ويربط الدعامات فيما بينها سياج رخامى يتألف من ةصف من البرامق يبلغ ارتفاعها ما يقرب من ٩٥ سنتيمترا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: سعد زغلول باشا محافظة الدقهلية بيت الأمة

إقرأ أيضاً:

تعلّم الرومانسيّة ودع عنك التاريخ

قبيل ظهر الجمعة وصلنا إلى قرية «كيبويني»، وهي على بُعد ستة كيلومترات من «المدينة الحجرية» التي سكَنّا فـيها. وكانت وجهتُنا «قصر السعادة» الذي بناه السلطان خليفة بن حارب بن ثويني عام 1915. وفور وصولنا استقبَلَنا الدليل القائم على القصر بامتعاض، لأنّ الوقت الآن غير مناسب للزيارة، فقد اقترب موعد صلاة الجمعة. قلتُ محاولًا التخفـيف من امتعاضه: «اذهب للصلاة، ودع تلك المرأة تشرح لنا». ردّ وقطراتُ ماء الوضوء تقطر منه: «هذه عملها محاسبة فقط».

دفعنا الرسوم المقررة بعد السؤال التقليدي الذي يتكرر فـي كلِّ مكان نذهب إليه: «هل أنتم ضيوف؟»، وتأتي الإجابة ذاتُها فـي كلِّ مرة: «نعم. نحن ضيوف». وأظن أنهم يكررون لنا السؤال دائمًا لأنهم لا يستطيعون أن يجزموا هل نحن من زنجبار أو من عُمان، خاصةً أننا نتحدّث لغتهم. أخذَنا الدليل إلى أقسام «قصر السعادة» المختلفة؛ والذي تبدو حالته جيدة بعد أعمال الصيانة التي أجريت له. أخبرنا أنّ الحكومة الزنجبارية استخدمت القصر فـي بعض المراسم الرئاسية، وجعلت منه مقرًّا لسكن رئيس الوزراء فـي سنة 1986 لفترةٍ وجيزة؛ ثم حُوِّلَ إلى متحفٍ وطني يستقبل الزوار ابتداءً من عام 2022م. أخبرَنا أيضًا أنّ القصر كان استراحة السلطان خليفة بن حارب فـي عطلات نهاية الأسبوع، بعيدًا عن ضوضاء المدينة. وما لم يخبرنا به أنه بعد أحداث عام 1964، استولى الانقلابيون على القصر واستخدموه مقرًّا لاجتماعاتهم الرسمية، وبعد سنواتٍ من الإهمال أقدمت حكومة زنجبار على ترميمه. تساءلتُ فـي قرارة نفسي: تُرى كيف هو شعور أحفاد السلطان خليفة بن حارب وهم يرون أموالهم وبيوتهم تُسرَق من أمام أعينهم وهم بلا حول ولا حيلة ولا قوة؟! ثُمَّ وسّعتُ التساؤل: بِمَ يُحِسّ يا تُرى أولئك الذين نُهبت أموالهم بغير حقّ من العُمانيين واليمنيين والهنود؟! مثل هذه المآسي تحدُث عادةً عندما تقلم أظافر العدالة التي أمر بها الله عز وجل فـي كتابه الكريم، إنها تخلِّف فـي الحلق طعمًا أمرَّ من العلقم، غير أنّ المظالم الفادحة ستظلّ كتابًا مفتوحًا يُقرأ على رؤوس الأشهاد فـي ذلك اليوم الذي لا ينفع فـيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. وفـي ظلِّ هذه المظالم هناك من أعيد لهم بعض ممتلكاتهم بعد جهد جهيد. وقد حكى لي أحد هؤلاء أنّ الانقلابيين استولوا على عقار يعود لجدته، واستحلّوه سنين طويلة بغير وجه حقّ، وعندما أعيد لهم بعد ذلك الجهد، استغرق الأمر سنوات أخرى لبيعه (مضطرين) لأنّ العقار أصبح من حقِّ عشرات الورثة. والعقار حاليًّا يرمم من قبل المشتري الهندي ليصير فندقًا. ونستطيع أن نقيس هذا الأمر على أناس آخرين تعرضوا للنهب، وحين عادت ممتلكاتهم المنهوبة لم يستطيعوا الاستفادة منها بسبب التقادم؛ وهناك كثيرون استسلموا للأمر الواقع، مؤثرين الراحة بدلًا من صداع الرأس والجري هنا وهناك، لا سيما وأنّ الدلائل والشواهد تشير إلى أنّه لا أمل فـي عودة حقهم المسلوب. وقد قادني التساؤلات إلى أن أسأل نفسي: لماذا لا يشتري أحفاد السلطان خليفة بن حارب هذا القصر، طالما أنّ كلَّ شيء قابلٌ للبيع الآن؟!

فـي استراحة السعادة، شاهدنا المقتنيات الشخصية للسلطان خليفة وكامل الأثاث من أسرّة وكراسٍ وطاولات، وسمح لنا القائم عليها أن نلتقط صورة تذكارية فـي الكرسي السلطاني (كرسي العرش) الذي كان يترأس فـيه السلطان الاجتماعات، وبه شعاره الخاص. وكعادته استغل سيف الموقف فصوّر لقطات فـيديو نشرها فـيما بعد فـي حسابه فـي «إنستجرام» وفـي «تيك توك»، وكان لسليمان -كعادته أيضًا- تعليقاته اللطيفة واللماحة؛ فعندما رأى كرسيًّا خاصًّا مصممًا لشخصين يجلسان عليه متقابلين، بعدما وصفه الدليل بأنه «كرسي المحبة»، صرخ سليمان: «يا زاهر تعلّم الرومانسية وخلي عنك التاريخ».

أخبرني الباحث ناصر الريامي أنّ الأثاث الموجود فـي الاستراحة حاليًّا ليس هو الأثاث الأصلي للقصر، إذ إنّ معظم الأثاث الحالي منقول من «بيت العجائب» و«بيت الساحل»، بعدما تقرر غلقهما وحجب جمهور العامة عنهما منذ ما يربو على الثلاث سنوات؛ مخافةَ الانهيار بالكامل، بعد أن انهار جزء من «بيت العجائب»، ليعقب ذلك نقل أغلب أثاثهما إلى متحف استراحة السعادة (قصر كيبويني). وعليه؛ فإنّ هذا الوضع قد يُحدِث لبسًا لزوار المتحف، فـيظنون خطأً أنّ الأثاث المعروض هو ذاته الذي تزينت به الاستراحة فـي فترة السلطان المؤسس لها، ومن جلس على عرش زنجبار من بعده. وأنا شخصيًّا وقعتُ فـي الفخ، فظننتُ أنّ هذا أثاثُ القصر؛ لأنّ المرشد لم يشر إلى الموضوع، لا من قريب ولا بعيد.

هناك مقطع مصوّر يعرض نزول السلطان عبدالله بن خليفة بن حارب السُلّم وخلفه أخوه السيد حارب بن عبدالله، بينما يصطف بجانب السلّم ثلة من الشرطة تحية للسلطان. هذا المقطع لم أكن أعلم أنه مأخوذٌ من هذا القصر إلا بعد أن قرأتُ سلسلة المقالات التي كتبها الباحث ناصر الريامي عن القصور السلطانية فـي زنجبار، وإلا لكنتُ أخبرت سيف أن يلتقط لنا صورًا فـي السلّم نفسه للذكرى.

تجولنا فـي الاستراحة التي تتكون من ثلاثة طوابق. الطابق الأرضي به عدد من الغرف، خُصصت لمن يرافق السلطان من أفراد الأسرة المالكة، كما يشغلها الضيوف أحيانًا، وتوجد بجوار السُلّم غرفة للحارس مزودة بجهاز اتصال هاتفـي من النوع الكلاسيكي العتيق؛ فإذا ما قرر السلطان زيارة الاستراحة يجري الاتصال بالحارس وتنقل إليه التعليمات بتجهيزها لاستقبال جلالته وضيوفه. ومتى ما وصل السلطان يرفرف علم الدولة الأحمر على منارتها مربعة الشكل. أما عن المساحة الإجمالية لقصر السعادة فـيُقدِّرها الباحث محمد بن حمد العريمي ما بين ألفـين إلى ثلاثة آلاف متر مربع. ويعلّق العريمي على طريقة بنائه فـي مقال له فـي صحيفة «أثير» الإلكترونية بالقول: إنه «وعلى الرغم من عدم وجود المساحات الكبيرة التي تميّز القصور عادةً بسبب كونه قصرًا خاصًّا لاستراحة السلطان وقضاء إجازاته، إلا أنّ مكوناته وطريقة بنائه تنم عن ذوقٍ عالٍ فـي التصميم، وتشير إلى التقدم الحضاري الذي وصلت إليه زنجبار فـي تلك الفترة، ومسايرةِ حكامها للتطور الحاصل فـي العمارة والبناء. وقد اختير المكان بعناية حيث إنه مبنيٌّ على حافة الجبل ويطل بشكلٍ كامل على البحر».

هذه الإطلالة على البحر هي ما يجعل قصر السعادة من أجمل الأماكن التي تهفو النفوس لزيارتها أكثر من مرة، خصوصًا مع هدوء المكان، والمساحة الخضراء التي تحيط به من كلِّ جانب.

على كل حال، تركنا القائم على المتحف أو القصر أو الاستراحة ليلتحق بما تبقى من خطبة صلاة الجمعة، وواصلنا مسيرنا إلى «بيت المرهوبي» لنشاهد معلمًا آخر من معالم التاريخ العُماني فـي الشرق الأفريقي.

زاهر المحروقي كاتب عُماني مهتم بالشأن العربي ومؤلف كتاب «الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • اكتشافات أثرية بسوهاج.. المحافظ يعلن أخبارا سارة للمواطنين لأول مرة
  • جلسة حاسمة.. إعلامي يكشف موقف الأهلي من تجديد عقد محمد الشناوي
  • كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟
  • مهرجان “سماء العُلا 2025” يعود بتجارب فلكية وسياحية فريدة في 18 أبريل الجاري
  • أمينة خليل: ثقة المخرج كريم الشناوي شجعتني على قبول دوري بـ«لام شمسية»
  • تعلّم الرومانسيّة ودع عنك التاريخ
  • تعليم الغربية ينظم ندوة أثرية بعنوان «الكتابة المصرية القديمة» لتنمية الوعي الحضاري لدى الطالبات
  • بعد التأهل لنصف نهائي إفريقيا.. كهربا يُوجّه رسالة لـ محمد الشناوي
  • شاهد بالفيديو.. داخل غرف الملابس.. “الشناوي” يهدي قميصه لحارس مرمى الهلال “فوفانا”
  • محمد ممدوح: الشعب المصري اصطف اليوم لرفض الظلم والذود عن كرامة الأمة