تحفة معمارية لفن التراث الإسلامي.. مسجد ذو الفقار بك الأثري بالسيدة زينب
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد مسجد ذو الفقار بك من أكثر مواقع التراث الإسلامية العريقة والأثرية على مر التاريخ، وله رسالة للترويج للحضارات عبر العصور فى فنون العمارة والتراث الإسلامى بالمنشآت.
يقع جامع ذو الفقار بك فى منطقة درب الجماميز بحى السيدة زينب بالقاهرة والمسجل برقم 415 بالمجلس الأعلى للآثار.
وقد أنشأه الأمير العثماني ذو الفقار بك سنة (1090هـ/ 1679م)، والذى كان قد تولى إمارة الحج إحدى عشر مرة في عهد والي مصر الأمير حمزة باشا، وكان قد عاصر ثلاثة من الولاة العثمانيين على مصر.
وقد بُني هذا المسجد على نظام ذات التخطيط المتعامد، فهو يتكون من ثلاث فصوص امتلأت بالمقرنصات والدلايات في تكوين وتشكيل جميل بديع، كما يحتوي على زخارف هندسية تتكون من خطوط متعرجة، كما يتكون المحراب من الرخام الملون وسط وزرة رخامية ويقع مدخله الرئيسي في واجهته الغربية ويشغل الركن الجنوبي الغربي منها، ويعلو المدخل عقد مرتفع جدا يبلغ أقصى ارتفاع للمسجد وهو مكون من ثلاث فصوص ملئت بالمقرنصات والدلايات في تكوين وتشكيل جميل بديع وعقد المدخل عميق مما سمح بوجود مكسلتين على جانبيه وفى وسط عقد المدخل يوجد باب المسجد الذي يعلوه عتب مزخرف بمجموعة من الصنجات المعشقة والمسجد من الداخل مستطيل الشكل وتبلغ مساحته تقريبا 17 مترا طول و11 مترا عرضا وهو يتألف من رواقين يوسطهما صف من العمد الرخامية تحمل خمسة عقود حجرية يتصدر رواق القبلة محراب من الحجر إلى جواره منبر من الخشب وفي الجدار الغربي توجد دكة المبلغ وللمسجد سقف خشبي رائع تتوسطه شخشيخة خشبية، وقد تمت زخرفة السقف برسوم زيتية متعددة الألوان قوامها عناصر هندسية بداخلها زخارف نباتية، كما يجرى أسفل هذا السقف إزار كتابي يتضمن آيات قرآنية من سورة الفتح وسورة يس، فضلا عن اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء. وللمسجد مئذنة تقع في الواجهة الرئيسية الشمالية الغربية، وذلك في الطرف الغربي وعلى يمين كتلة المدخل الرئيسي للمسجد، وقد تم بناؤها من الحجر والخشب وتتميز بالرشاقة رغم بساطتها وقلة ارتفاعها.
وهناك نص تأسيسي للمسجد يقول: ((أنشأ هذا المسجد المبارك من فضل الله تعالى وعونه وجزيل عطائه العميم الجناب الكبير العالي والكوكب المنير المتلألئ الأمير ذو الفقار بك أمير اللواء الشريف السلطاني وأمير الحج وكان الفراغ في شهر ذي الحجة سنة 1090)).
ويمتاز المسجد كأمثالة من المساجد التي بنيت في عهد دولة المماليك بالزخارف والكتابات بالخطوط العربية المختلفة واجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة فنجارته الممثلة في المنبر وكرسي السورة وأرضيته ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية تدل على دقة ومهارة الفنانين والبنائين الذين قاموا ببناء هذا المسجد والذى تم تسجيله من ضمن أبرز المساجد الآثرية الشهيرة بالقاهرة.
56d0855d-9703-4159-a1ed-891eb878dcfc 4380055f-911b-4e3b-9d3f-297db10a877e 36602725-1b3f-4307-b8c3-a8bd557bd28d 62968537-8bce-40cf-8ec4-00f0a6bff265 b3079d6a-45e0-4a2c-bd0d-24f4c523f0e8 d228a296-4679-4133-b26f-dce3eabfa884المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: التراث الإسلامي الحضارات العثمانيين المجلس الأعلى للآثار
إقرأ أيضاً:
مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية يحيي إرثًا يعود إلى عصر النبوة بتجديد مسجد بني حرام بالمدينة المنورة
المناطق_واس
في مكان لا يبعد عن المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة أكثر من 1.68 كم، يقع مسجد يعود تاريخ بنائه إلى عصر النبوة، وهو مسجد بني حرام، الذي ضمه مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية، ليبدأ العمل على إعادته إلى صورة قريبة من هيئته الطبيعية قبل 14 قرنًا، ومعالجة ما لحق به من متغيرات وإضافات خلال القرون الماضية، وذلك لإعادته كما كان، وإبقائه شامخًا يكتنز في تاريخه إرثًا إسلاميًا واجتماعيًا تشكّل من محيطه البشري والثقافي والفكري.
وتعود تسمية المسجد، الذي يرجّح أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى في موضعه أثناء حفر الخندق، إلى بني حرام من بني سلمة من الخزرج.
وسيجدد مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية مسجد بني حرام – ( https://goo.gl/maps/nEWfxmFWruEYTYPj9 ) – على الطراز التراثي للمدينة المنورة، ويزيد مساحته من 226.42م2 إلى 236.42م2 بواقع 10م2 إضافية، فيما ستظل طاقته الاستيعابية عن 172 مصليًا، حيث سيعيد المشروع بناءه باستخدام المواد الطبيعية من الطين والحجارة وأخشاب الأشجار المحلية.
ويتميز بناء المسجد بأنه عمارة آخِذَة بالتطور وقادرة على التكيف مع المعطيات المناخية والطبيعية، وتستخدم الحجارة المقطوعة بتشكيلاتها وأحجامها المختلفة والمبنية بمونة الطين، إضافة إلى توظيف مكونات النخيل في بناء الأسقف طبقةّ حاملةً وعازلةً، حيث سيعمل المشروع على توظيف هذه المواد، وتطوير الواجهات في المسجد وإكسائها بحجر البازلت الذي يتميز بأنه مستدام ويسهل تشكيله وصقله ولا يتأثر بالعوامل الطبيعية.
ويعمل مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية على تحقيق التوازن بين معايير البناء القديمة والحديثة بطريقة تمنح مكونات المساجد درجة مناسبة من الاستدامة، وتدمج تأثيرات التطوير بمجموعة من الخصائص التراثية والتاريخية، في حين تجري عملية تطويرها من قبل شركات سعودية متخصصة في المباني التراثية وذوات خبرة في مجالها.
ويأتي مسجد بني حرام ضمن مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية في مرحلته الثانية التي شملت 30 مسجدًا في جميع مناطق المملكة الـ13، بواقع 6 مساجد لمنطقة الرياض، و5 مساجد في منطقة مكة المكرمة، و4 مساجد في منطقة المدينة المنورة، و3 مساجد في منطقة عسير، ومسجدين في المنطقة الشرقية، ومثلهما في كل من الجوف وجازان، ومسجدًا واحدًا في كل من الحدود الشمالية، تبوك، الباحة، نجران، حائل، والقصيم.
يُذكر أن إطلاق المرحلة الثانية من مشروع تطوير المساجد التاريخية أتى بعد الانتهاء من المرحلة الأولى التي شملت إعادة تأهيل وترميم 30 مسجدًا تاريخيًا في 10 مناطق.
وينطلق المشروع من أربعة أهداف إستراتيجية، تتلخص بتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة العربية السعودية، وتعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، ويسهم في إبراز البُعد الثقافي والحضاري للمملكة الذي تركز عليه رؤية 2030 عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.