أبوظبي – الوطن:

يشارك مركز تريندز للبحوث والاستشارات، باعتباره شريكاً استراتيجياً، في النسخة الأولى من مؤتمر «الأسرة والمجتمع» الدولي، التي ينظمها مركز الإنسانيات والعلوم الاجتماعية للبحوث في جامعة عجمان، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، وتحمل عنوان «دراسات الأسرة والتحول الرقمي .

. التغيرات والتحديات الجديدة»، وتتواصل جلساتها على مدار يومي 24 و25 أبريل الجاري في مركز الشيخ زايد للمؤتمرات والمعارض بجامعة عجمان.

ويهدف المؤتمر الدولي في دورته الأولى إلى تقصي الآثار المختلفة للتحول الرقمي على الأسر والدراسات الأسرية من منظورات متقاطعة، كما يوفر فرصة للباحثين والأكاديميين والمتخصصين من مختلف المجالات لمشاركة نتائج أبحاثهم والمساهمة في إثراء النقاش حول تأثيرات الثورة الرقمية على الحياة الأسرية، الذي يعد أحد أبرز التحديات في العصر الحديث.

 

جسر معرفي عالمي

وتأتي مساهمة «تريندز» في المؤتمر في إطار حرصه على المشاركة المحورية والتفاعل البناء باعتباره جسراً معرفياً عالمياً يستشرف المستقبل بالمعرفة، وتأكيداً على التزام المركز بدعم البحث العلمي وتعزيز ثقافة الحوار وتبادل الأفكار والرؤى ووجهات النظر حول القضايا المعاصرة التي تشغل العالم.

وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الرئيسية التي ألقاها ضمن الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، إن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وتماسكها واستقرارها شرط أساسي لتماسك المجتمع واستقراره، وهي أيضاً المؤسسة الاجتماعية الأولى التي ينشأ فيها الفرد ويكتسب فيها القيم الأساسية، ومن ثم فهي محدد مهم لمنظومة القيم السائدة في المجتمع.

وأضاف: «في عالمنا العربي، تحظى الأسرة بأهمية أكبر، فالروابط العائلية والقبَلية تمثّل عاملاً مهماً في بنية ونمط العلاقات الاجتماعية، فيما تؤكد الثقافة الدينية أهمية الأسرة، وأهمية الحفاظ على التماسك والقيم الأسرية».

 

استقطاب وغزو فكري

وأشار العلي إلى أن القيم والهوية الوطنية في العالم الرقمي تتعرض لصدمات كبيرة نتيجة الغزو الفكري والثقافي الخارجي، ولا يقتصر الأمر على تأثر الأجيال الجديدة بمنظومات القِيم الخارجية، ولكن استغلال الجماعات المتطرفة والإرهابية لوسائل الاتصال الرقمي الحديث؛ في محاولة التأثير على أفكار الأجيال الشابة واستقطابها لدائرة التطرف والعنف باسم الدين أو تحت أي شعارات أخرى؛ ما يهدّد الأمن والسلام المجتمعي في مختلف الدول، ويشتّت الترابط الأسري.

وأوضح أن الثورة الرقمية فرضت أيضاً حالة من الانعزالية داخل الأسرة، حيث تتراجع النشاطات التشاركية للأسرة، ومن ثم تختلف الاهتمامات ويقلّ الترابط والتواصل الأسري المباشر لمصلحة التواصل الرقمي، مبيناً أنه في المقابل توجد أوجه إيجابية للثورة الرقمية، إذ وفّرت خدمات وتسهيلات واسعة وفعّالة للأسرة، وأصبح تواصل أفرادها أكثر سهولة، كما استفادت الأسر من برامج التعليم والخدمات الاجتماعية والرعاية الصحية والأسرية عن بُعد، وغيرها.

 

تعزيز الترابط الأسري

وأكد الدكتور محمد العلي أن الأمر الحاسم هنا هو كيفية توظيف الثورة الرقمية من أجل تعزيز الترابط الأسري وزيادة المنافع التي تجنيها العائلة، وفي الوقت نفسه مواجهة التحديات التي تفرضها على القِيم الأسرية والترابط، وهنا، تَبرز أهمية تكامل الأدوار الحكومية والمجتمعية والأسرية لتحقيق هذه المعادلة الصعبة.

وبين أن دولة الإمارات تعد من بين أكثر الدول التي أولت اهتمامها بحماية الأسرة وتعزيز تماسكها وترابطها، وتَجسّد هذا الاهتمام على مستويات عدة، منها المستوى القانوني والتشريعي، من خلال وضع الأطر القانونية التي تضمَن حماية الأسرة وتماسكها، إضافة إلى وضع السياسات والاستراتيجيات التي تكفل تحقيق هذا الهدف، فضلاً عن إنشاء المؤسسات المعنية بتعزيز وحماية الأسرة الإماراتية.

وذكر الرئيس التنفيذي لـ«تريندز» أن الاهتمام الواسع بالأسرة الإماراتية أثمر عن تصدر الإمارات مركز الريادة في كل ما يتعلق بمؤشرات الأسرة والتنمية الأسرية، مضيفاً أن دولة الإمارات لم تَغفل عن وضع القوانين والسياسات اللازمة لتنظيم وسائل الاتصال الرقمي والتكنولوجيا الرقمية، ومنع أي أضرار يمكن أن تشكّلها لقيم وتماسك الأسرة الإماراتية.

 

مجتمعات رقمية

يعتبر مؤتمر «الأسرة والمجتمع» الدولي فرصة لاستكشاف دور المجتمعات الرقمية والشبكات الاجتماعية في تشكيل ديناميات الأسرة، حيث تؤكد الدراسات التأثير العميق للتكنولوجيا الرقمية على العلاقات الأسرية، إذ أدى استخدام الهواتف الذكية ومنصات التواصل الاجتماعي إلى تغيير كبير في كيفية وكثافة تفاعل الأسر العربية واتصالها، كما أن التركيز على تأثير العصر الرقمي على التعليم والعمل والأدوار الأسرية في المجتمعات العربية يكشف عن ضرورة فهم كيفية تأثير التعلم الإلكتروني على النظم التعليمية والأنماط الثقافية الأسرية.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

القومي العربي: المقاومة الفلسطينية حققت نصرا استراتيجيا له ما بعده

اعتبر المؤتمر العربي الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة الاحتلال "انتصارا كبيرا حقّقته المقاومة الفلسطينيّة والشّعب الفلسطيني في غزّة، على العدو الصهيوني المجرم، بعد أكثر من خمسة عشر شهراً على معركة طوفان الأقصى، والعدوان الصهيوني الإرهابي على غزّة".

وأكد المؤتمر في بيان له اليوم أرسل نسخة منه لـ "عربي21"، "أنّ هذا الإنتصار الاستراتيجي على العدو لم يكن ليتحقّق لولا ثبات المقاومة الفلسطينيّة واقتدارها وإبداعها المُبهر في مواجهة جيش الاحتلال الذي يمتلك قدرات فائقة مدعوماً من الولايات المتّحدة الأمريكيّة ومعظم الغرب الظّالم، وكذلك الصّمود الأسطوري الذي أظهره شعبنا الفلسطيني في غزّة، بالرّغم من المجازر وحرب الإبادة والتّجويع التي ارتكبها العدو ضدّه".

وأضاف: "إنّ هذا الثّبات للمقاومة السّياسيّة التي صمدت في مواقفها وأرغمت العدو على الموافقة على شروطها، وأبدت مسؤوليّة عالية وشجاعة كبيرة وحنكة وحكمة بالغة في المفاوضات، والمقاومة العسكريّة التي استمرّت في ضرب الاحتلال وتكبيده خسائر فادحة حتّى اللحظة الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النّار، والصّمود الاستثنائي للشّعب البطل قد أفشل العدو من تحقيق أهدافه العدوانيّة التي أعلنها من اليوم الأوّل للعدوان".

ورأى المؤتمر "أن هذا الإنتصار يمثل إيذاناً بمرحلة جديدة، سيتم فيها استثمار النّتائج الاستراتيجيّة لمعركة طوفان الأقصى، والبناء عليها في مواصلة مشروع التّحرر ضد الاحتلال الصهيوني والمشروع الاستعماري، وصولاً إلى تحرير كامل أرضنا المباركة فلسطين والعودة إليها، وإقامة دولتنا عليها وعاصمتها القدس".

ودعا المؤتمر العربي العام أحرار الأمّة والعالم إلى مواكبة هذا الانتصار العظيم عبر تظهيره إعلاميّاً وفي كل المنصّات والمحافل، وكذلك عبر دعم المقاومة الفلسطينيّة والشّعب الفلسطيني في التّعامل مع اليوم التّالي، لجهة تأمين الإيواء والإغاثة والإعمار، بما يمنع استغلال البعد الإنساني من أي جهة للضغط على المقاومة وابتزازها".

وثمّن المؤتمر الدور الكبير لجبهات الإسناد، التي قال بأنها "وقفت وأسندت المقاومة الفلسطينيّة وعزّزت من صمودها، وقدّمت في سبيل ذلك الغالي والنّفيس"، وأشاد بكل جهود الأمّة وأحرار العالم الذين أيّدوا المقاومة ونصروا الشعب والحق الفلسطيني.

وأعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، مساء أمس الأربعاء، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، لافتا إلى أن تنفيذه سيبدأ الأحد المقبل.

يأتي ذلك في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أمريكي أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

يذكر أن المؤتمر القومي العربي هو تجمع فكري وسياسي يهدف إلى تعزيز الحوار والتفاعل بين القوى السياسية والفكرية العربية على أساس القومية العربية.

وتأسس المؤتمر القومي العربي عام 1990، ويضم مجموعة واسعة من الشخصيات العربية البارزة، بما في ذلك مفكرون وأكاديميون وسياسيون وإعلاميون ونشطاء.

إقرأ أيضا: الاحتفالات تعم مدنا عربية وتركية بوقف الحرب على غزة (شاهد)

مقالات مشابهة

  • هيئة السوق المالية وديوان المظالم يوقعان اتفاقية للربط الرقمي
  • وزير يمني: مسام جنب الآلاف من اليمنيين الموت والإعاقات بالألغام والمجتمع الدولي متخاذل تجاه قضية الألغام
  • وزير الاقتصاد: نشدّ على ايدي الاخوة العرب والمجتمع الدولي في اعادة الاعمار
  • القومي العربي: المقاومة الفلسطينية حققت نصرا استراتيجيا له ما بعده
  • «استشاري الشارقة» يتابع جهود دائرة الخدمات الاجتماعية' بالمنطقة الشرقية
  • «التنشئة الأسرية وأهميتها فى مواجهة الشائعات».. ندوة توعوية لمركز إعلام طنطا
  • مؤتمر الرياض يعزز التعاون الدولي لإنتاج المعادن الحرجة
  • «استشاري الشارقة» يطلع على جهود الخدمات الاجتماعية في المنطقة الوسطى
  • بالأرقام.. الحكومة تعلن حصاد المرحلة الأولى من المشروع القومي لتنمية الأسرة
  • أستاذ اجتماع: العالم الرقمي له دور كبير في تعليم الأطفال القيم الاجتماعية