العجل الذهبي وسفر الخروج من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاين لاهوت تحرير يهوديا جديدا؟
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
كأنه فصل يهودي جديد من فصول "لاهوت التحرير"، استدعت الكاتبة اليسارية اليهودية الكندية نعومي كلاين قصة "سفر الخروج" التوراتية، لتدعو لإنكار عبادة "العجل الذهبي" مجددا كما فعل بنو إسرائيل قديما، وتقصد به "صنم الصهيونية الزائف"، كما تسميه.
وقالت كلاين أمام تجمع لأميركيين (أغلبهم يهود مناهضون للحرب) في احتجاج دعا لوقف تسليح إسرائيل، ببروكلين بالقرب من منزل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر، "الكثير من أبناء مجتمعنا (اليهودي) يعبدون صنما زائفا.
الكاتبة الكندية نعومي كلاين تقول إن الصهيـ.ـونية صنم زائف قاد عددًا كبيرًا من الشعوب إلى طريق غير أخلاقي حيث تقتل القنابل العنقودية الأطفال pic.twitter.com/UeYNT1JJKO
— الجزيرة مصر (@AJA_Egypt) April 24, 2024
"لاهوت تحرير"خطاب كلاين -الصحفية والمخرجة والناقدة للفاشية والرأسمالية وعولمة الشركات- استدعى أفكار "لاهوت التحرير"، الذي عرفته تجربة النضال التحرري في أميركا اللاتينية في خمسينيات وستينيات القرن الـ20 على يد دعاة مسيحيين إنجيليين ومبشّرين وقساوسة، دعوا لتحرير الشعوب المضطهدة من الاستعباد للرأسمالية والاستعمار.
وجاء "لاهوت التحرير" كاحتجاج وردّ فعل أخلاقي على الفقر والظلم الاجتماعي، وصاغ المصطلح في عام 1971 الكاهن الدومينيكاني غوستافو غوتياريز، إذ رأى أن اللاهوت الأوروبي الذي درسه لا يعكس الظروف القمعية التي شهدتها أميركا اللاتينية.
"أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل ليجد بني إسرائيل يعبدون عجلا ذهبيا.. في عيد الفصح هذا، لا يحتاج اليهود ولا يريدون صنم الصهيونية الكاذب. نريد التحرّر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا"
وقبل يومين، كتبت كلاين لصحيفة الغارديان البريطانية، تقول "أفكر في موسى، وغضبه عندما نزل من الجبل ليجد بني إسرائيل يعبدون عجلا ذهبيا.. في عيد الفصح هذا، لا يحتاج اليهود ولا يريدون صنم الصهيونية الكاذب. نريد التحرّر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا".
ووردت قصة العجل الذهبي في "سفر الخروج" ثاني أسفار العهد القديم (التناخ) وأحد الأسفار المقدسة لدى الديانة اليهودية والمسيحية، ويصف نجاة بني إسرائيل من ظلم واستعباد فرعون مصر لهم، وتروي الرواية التوراتية أن بني إسرائيل عبدوا عجلا ذهبيا صنعوه عندما صعد موسى -عليه السلام- لجبل سيناء لتلقي الوحي، وبينما تقول التوراة إن هارون -عليه السلام- صنعه لإرضاء قومه، يُبرئ القرآن هارون من "خطيئة العجل" (كما تعرف بالعبرية) وينسبها للسامري.
الكاتبة الكندية نعومي كلاين تشارك في احتجاج سابق خارج مبنى الكابيتول الأميركي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة (رويترز)وتتساءل كلاين في مقالها هل يمكن أن يغار الإله من حيوانات من خلقه أو يحتكر كل ما هو مقدس في الأرض؟ وتجيب بالمقابل "هناك طريقة أقل حرفية لفهم هذه القصة. يتعلق الأمر هنا بالأوثان (أو الأصنام الكاذبة). عن ميل الإنسان إلى عبادة ما هو دنيوي ولامع، والافتتان بالصغير والمادي (الملموس) بدل التعلق بالكبير والمتعالي الخارق".
"العديد من أبناء مجتمعنا يعودون لعبادة صنم زائف مجددا. لقد انخدعوا بسحره، وأسكرهم خمره، وتدنسوا برجسه. إن هذا الصنم المزيف يُعرف باسم الصهيونية.. إنه صنم مزيف ينتحل أعمق قصصنا التوراتية عن العدالة والتحرر من العبودية -قصة عيد الفصح بحد ذاتها- ويحوّلها إلى أسلحة وحشية للسرقة الاستعمارية للأراضي، وخرائط طريق للتطهير العرقي والإبادة الجماعية"
وتلخص المؤلفة -التي حازت عام 2016 جائزة سيدني للسلام، لنشاطها في مجال العدالة المناخية- قائلة "ما أريد قوله في مأدبتنا الثورية والتاريخية بمناسبة عيد الفصح هو أن العديد من أبناء مجتمعنا يعودون لعبادة صنم زائف مجددا. لقد انخدعوا بسحره، وأسكرهم خمره، وتدنسوا برجسه. إن هذا الصنم المزيف يُعرف باسم الصهيونية".
وتكمل الناشطة -المعروفة بمواقفها الداعمة للنضال النقابي والمناهض للحرب- فتقول "إنه صنم مزيف ينتحل أعمق قصصنا التوراتية عن العدالة والتحرر من العبودية -قصة عيد الفصح بحد ذاتها- ويحوّلها إلى أسلحة وحشية للسرقة الاستعمارية للأراضي، وخرائط طريق للتطهير العرقي والإبادة الجماعية".
وتعتبر كلاين أن "صنم الصهيونية" -كما تسميه- هو "صنم زائف اتخذ الفكرة المتعالية للأرض الموعودة -كناية عن تحرير الإنسانية والتي ارتحلت عبر ديانات متعددة إلى كل أنحاء العالم- وتجرأ (الصنم) على تحويلها إلى صك بيع لدولة عرقية عسكرية".
وتضيف الناشطة -التي وصفتها مجلة النيويوركر بأنها الشخصية الأكثر تأثيرا على اليسار الأميركي- أن نسخة التحرير التي تطرحها الصهيونية السياسية هي في حد ذاتها دنيوية، فقد تطلبت -منذ البداية- الطرد الجماعي للفلسطينيين من منازلهم وأراضي أجدادهم في النكبة.
"الصهيونية صنم زائف قاد الكثير من شعبنا إلى طريق غير أخلاقي للغاية، وهو ما جعلهم الآن يبررون تمزيق الوصايا الأساسية: لا تقتل. لا تسرق. لا تطمع. إنه وثن كاذب يجعل الحرية اليهودية تتحقق بالقنابل العنقودية التي تقتل وتشوه الأطفال الفلسطينيين"
وفي مقارنة أخرى مع سفر الخروج التوراتي، اعتبرت كلاين أن نسخة الصهيونية التي تنتقدها كانت منذ البداية في حرب مع أحلام التحرير، واعتبرتها معادلة لديكتاتورية الفرعون، فهذه النسخة "تنظر إلى الأطفال الفلسطينيين ليس كبشر بل باعتبارهم تهديدا ديموغرافيا، تماما كما كان فرعون في سفر الخروج يخشى تزايد عدد بني إسرائيل، وبالتالي أمر بقتل أبنائهم. لقد أوصلتنا الصهيونية إلى الكارثة الحالية، وقد حان الوقت لنقول بوضوح: إنها قادتنا دوما إلى هذا المكان".
وتؤكد كلاين -التي اشتُهرت بكتابها "عقيدة الصدمة: صعود رأسمالية الكوارث" (2007)- أن الصهيونية "صنم زائف قاد الكثير من شعبنا إلى طريق غير أخلاقي للغاية، وهو ما جعلهم الآن يبررون تمزيق الوصايا الأساسية: لا تقتل. لا تسرق. لا تطمع. إنه وثن كاذب يجعل الحرية اليهودية تتحقق بالقنابل العنقودية التي تقتل وتشوه الأطفال الفلسطينيين".
اليهودية غير الصهيونيةتتبنى كلاين تفسيرا يهوديا غير صهيوني، بل يدين الصهيونية باعتبارها وثنا أو صنما زائفا يتنكر لكل قيمة يهودية أصلية، بما في ذلك قيمة المحاسبة للذات، وقيمة الحب للنصوص والتعليم.
بالمقابل، فصنم الصهيونية، كما تقول كلاين، "يبرّر قصف كل جامعة في غزة، وتدمير عدد لا يُحصى من المدارس، والأرشيف، والمطابع، وقتل مئات الأكاديميين والصحفيين والشعراء، هذا ما يسميه الفلسطينيون مدرسة القتل، أي تدمير وسائل التعليم".
وعن آثار ذلك محليا في أميركا تقول كلاين "في هذه الأثناء، بهذه المدينة، تستدعي الجامعات شرطة نيويورك وتحصّن نفسها ضد التهديد الخطير الذي يشكله طلابها الشجعان الذين يطرحون أسئلة أساسية من قبيل: كيف يمكنك أن تدّعي الإيمان بأي شيء على الإطلاق، بينما تقوم بتمكين هذه الإبادة الجماعية والاستثمار فيها والتعاون معها؟".
وتعتبر أنه "لا يمكن احتواء يهوديتنا بواسطة دولة عرقية، لأن يهوديتنا هي عالمية بطبيعتها"، وتضيف "لقد سُمح لوثن الصهيونية الزائف بالنمو دون رادع لفترة طويلة جدا".
وتوضح أنه "لا يمكن حماية يهوديتنا بواسطة الجيش المتوحش لتلك الدولة، لأن كل ما يفعله الجيش هو زرع الحزن وحصد الكراهية، بما في ذلك ضدنا كيهود" بالمقابل "يهوديتنا ليست مهدّدة من قِبل الناس الذين يرفعون أصواتهم تضامنا مع فلسطين.. نحن لا نحتاج ولا نريد صنم الصهيونية الكاذب. نريد التحرّر من المشروع الذي يرتكب الإبادة الجماعية باسمنا.. ولا يقتصر الأمر على نتنياهو فحسب، بل العالم الذي صنعه.. إنه الصهيونية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الإبادة الجماعیة بنی إسرائیل عید الفصح
إقرأ أيضاً:
حماس: لم نسلم ردنا على مسودة الاتفاق بسبب تأخر إسرائيل في تسليم الخرائط التي توضح المناطق التي ستنسحب منها
سرايا - قال مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) إن الحركة لم تسلم حتى الآن ردها على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار المقترح بقطاع غزة، في حين تناقلت وسائل إعلام تفاصيل الصفقة وسط استعدادات إسرائيلية لانسحاب تدريجي من غزة.
وأوضح المصدر -لوكالة رويترز- أن تأخر رد الحركة يرجع إلى أن "إسرائيل" لم تسلم حتى الآن الخرائط التي ستوضح المناطق التي ستنسحب منها قواتها.
وأشار إلى أن هذه الخرائط تشمل الانسحاب من محور نتساريم وذلك لتأمين عودة النازحين إلى بيوتهم، وكذلك الانسحاب من محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر، وأيضا الانسحاب من جباليا في شمال قطاع غزة ورفح في جنوب القطاع.
وكانت حركة حماس قالت إنها أجرت سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع قادة الفصائل الفلسطينية، بقصد وضعهم في صورة التقدم الحاصل في المفاوضات الجارية بالدوحة.
من جانبها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن وفدا رفيعا من الحركة بفلسطين يصل الدوحة الثلاثاء للمشاركة في آخر تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار.
من ناحية أخرى، نقلت شبكة “سي بي إس” الأميركية عن مسؤولين أن "إسرائيل" وحماس اتفقتا على مسودة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف المسؤولون أن إتمام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيكون هذا الأسبوع إذا سارت الأمور على ما يرام.
وقالت الشبكة إن وثيقة اطلعت عليها تظهر أن المرحلة الثانية من اتفاق غزة ستشمل انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من غزة، بينما ستشمل المرحلة الثالثة تبادل الجثث وبدء إعادة إعمار غزة وفتح حدودها.
من جهتها، نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن دبلوماسي تأكيده أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة قد يكون اليوم أو غدا، موضحا أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ بعد يومين أو ثلاثة من الإعلان عنه.
وفي تفاصيل الصفقة، قال الدبلوماسي -الذي لم تكشف الصحيفة هويته- إنه سيتم إطلاق سراح 3 أسرى في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، كما سيتم إطلاق سراح آخرين كل 7 أيام خلال المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت شبكة “سي إن إن” عن مسؤول إسرائيلي تأكيده أنه سيتم الإفراج -بموجب الاتفاق- عن مئات الأسرى الفلسطينيين ومنهم من أدينوا بقتل إسرائيليين، مشيرا إلى أنه سيسمح للمدنيين الفلسطينيين بالعودة إلى شمال القطاع بحرية.
وأضاف المسؤول أن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيبدأ انسحابه من المراكز السكانية خلال المرحلة الأولى وسيبقى بمحور فيلادلفيا، كما سيحتفظ بمنطقة عازلة داخل غزة على طول حدود القطاع مع "إسرائيل".
وأكد المسؤول استعداد "إسرائيل" لوقف إطلاق النار، وقال “قدمنا كل التنازلات اللازمة للتوصل إلى اتفاق”.
وفي حين أكد المسؤول الإسرائيلي “سندخل مفاوضات للانتقال للمرحلة الثانية بحسن نية، ما قد يؤدي لانسحاب كامل من غزة”، فقد أوضح أن المفاوضات بشأن المرحلتين الثانية والثالثة من الاتفاق ستبدأ في اليوم الـ16 لتنفيذ الاتفاق.
وعلى صعيد متصل، أكد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أن "إسرائيل" مستعدة أن تدفع ثمنا من أجل إعادة الرهائن”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “أمر الصفقة لم يُحسم بعد”.
وذكرت القناة الـ12 العبرية أن المفاوضات بالدوحة تنصب الآن حول آلية تنفيذ صفقة التبادل مع التركيز على التفاصيل الفنية.
من جانب آخر، قالت القناة الـ13 العبرية إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تحدث مع رئيس الموساد وأعضاء الوفد الإسرائيلي بقطر، واطلع على آخر تطورات التفاوض.
وعلى الصعيد الميداني، قالت هيئة البث العبرية إن قيادة المنطقة الجنوبية بحثت استعدادات لانسحاب تدريجي لقوات الجيش من غزة.
وأضافت الهيئة أنه يجري التخطيط لإعادة انتشار الجيش حول القطاع والانسحاب تدريجيا من محوري نتساريم وفيلادلفيا، مشيرة إلى أن بنى تحتية أنشئت في محور نتساريم تشمل هوائيات اتصالات، وأن إخلاء المنطقة سيستغرق نحو أسبوع.
ونقلت هيئة البث عن مصدر أمني أن جيش يستعد لمغادرة معبر رفح بعد فترة قصيرة من إبرام الصفقة.
من جهتها، قالت القناة الـ14 العبرية إن مصلحة السجون الإسرائيلية تتابع عن كثب تقدم مفاوضات الصفقة. أما صحيفة يديعوت أحرونوت فذكرت أن مصلحة السجون استخلصت العبر من صفقة الأسير الإسرائيلي السابق جلعاد شاليط، وأنها ستمنع ظهور شارات النصر من الحافلات عند الأسرى الفلسطينيين.
واستأنف مفاوضون في الدوحة -اليوم الثلاثاء- محادثات رامية لوضع اللمسات النهائية على تفاصيل خطة لإنهاء الحرب في غزة، وقال وسطاء وطرفا الصراع إن الاتفاق بات أقرب من أي وقت مضى.
وأكد المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أنه تم الوصول إلى المراحل النهائية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
وأضاف الأنصاري -في مؤتمر صحفي بالدوحة- أنه تم تذليل العقبات الرئيسية بين حركة حماس و "إسرائيل"، مشيرا إلى استمرار وجود تفاصيل عالقة مرتبطة بالتنفيذ.
رأي اليوم
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #قيادة#مصر#ترامب#المنطقة#اليوم#الحكومة#غزة#الاحتلال#السيسي#رئيس#الوزراء#الرئيس#القطاع
طباعة المشاهدات: 2017
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 15-01-2025 11:10 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...