أكد وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير أن قطع جميع العلاقات الاقتصادية مع الصين "وهم"، في وقت تُراجع فيه بعض الدول الغربية اعتمادها الاقتصادي على العملاق الآسيوي.

وقال لومير ردا على صحفيين، خلال زيارته الصين اليوم الأحد، "نعارض تماما فكرة فك الارتباط.. فك الارتباط وهم".

وأضاف الوزير، الذي تحدث بالإنجليزية أمام الصحافة العالمية في السفارة الفرنسية في بكين، أنه "من المستحيل قطع كل الروابط بين الاقتصادين الأميركي والأوروبي والاقتصاد الصيني".

وطالب بدلا من ذلك "بالنظر في كيفية توسيع وتعميق التعاون الاقتصادي والمالي بين فرنسا والصين"، وأشار إلى أن بلاده "ترحب باستثمارات كبيرة جديدة من الصين في الأراضي الفرنسية".

برونو لومير خلال الحوار الاقتصادي والمالي الرفيع المستوى بين الصين وفرنسا في بكين (الفرنسية)

وكان خه لي فنغ نائب رئيس مجلس الدولة الصيني قد أبلغ وزير الاقتصاد الفرنسي، أمس السبت، بأن بكين تأمل من فرنسا أن تعمل على استقرار التعاون بين الصين والاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يبحث فيه زعماء أوروبا عن طريقة "تخلو من المخاطر" للتعاون مع ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وأضاف أن الصين ترغب في تعزيز التعاون مع فرنسا في مجالات تقليدية، مثل التمويل والعلوم والابتكار التكنولوجي، وذلك على النقيض من محادثات بكين الأكثر حذرا، وإن كانت صريحة، مع عدد من كبار المسؤولين الأميركيين الذين زاروا الصين.

وقال خه، في تصريحات افتتاحية قبل مباحثات أمس السبت، إنه "من المأمول أن ترسخ فرنسا نبرة التعاون الودى بين الصين والاتحاد الأوروبي"، مضيفا أن الصين تعتقد بوجود "أساس جيد" لعلاقاتها الثنائية مع فرنسا.

وفي مؤتمر صحفي عقب المحادثات، قال لومير إنه تم إحراز تقدم مهم في العلاقات الفرنسية الصينية في ما يتعلق بقطاعات مستحضرات التجميل والفضاء والمأكولات والمشروبات والتمويل، مضيفا أن الجانب الصيني يقدر قرار فرنسا تمديد تراخيص شبكات الجيل الخامس التابعة لشركة هواوي الصينية في بعض المدن.

السعي للاستقلالية

والصين ثالث أكبر شريك تجاري لفرنسا بعد الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، لكن القلق ينتاب الشركات الفرنسية من احتمال وقوعها في مرمى التنافس المتزايد بين القوتين الاقتصاديتين العظميين.

ودافع الوزير الفرنسي عن طموحات بلاده في تحقيق استقلال اقتصادي أكبر في بعض القطاعات المحددة، وشدد على أن مفهوم الحد من المخاطر، الذي بات شائعا الأشهر الأخيرة لدى عديد من الدول الغربية، "لا يعني أن الصين تشكل خطرا"، معربا عن أمله في "تجنب أي سوء فهم".

وتأتي هذه التصريحات في وقت تبدي فيه عديد من الدول الغربية عزمها على تقليل اعتمادها الاقتصادي على الصين، خصوصا ألمانيا التي تعد الصين شريكها التجاري الأول وسوقا حيويا لقطاع سياراتها القوي، ويدافع بعض المسؤولين الأميركيين عن مثل هذه الفكرة، في سياق التوتر مع بكين.

وبينما ركزت زيارتا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين إلى الصين في الآونة الأخيرة على وضع حدود للعلاقات بين البلدين، اقترح وزير الاقتصاد الفرنسي أن يكتمل "تعزيز العمليات الاقتصادية والمالية بين البلدين بحلول نهاية عام 2024".

ويزور لومير الصين لحضور الحوار الاقتصادي والمالي الفرنسي الصيني الرفيع المستوى، وسيتوجه الوزير الفرنسي غدا الاثنين إلى شنجن (جنوب) وهي مدينة كبيرة تقع على حدود هونغ كونغ، وتعتبر "وادي السيليكون الصيني". وسيلتقي هناك مستثمرين صينيين وأرباب عمل كبارا بينهم رئيس شركة تصنيع السيارات "بي واي دي" (BYD) الذي يخطط لإنشاء مصنع للسيارات الكهربائية في أوروبا.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مصر وسلوفينيا تعزّزان شراكتهما: توافق سياسي ودفع اقتصادي في ظل أزمات إقليمية متصاعدة

عقد السفير أبو بكر حفني، نائب وزير الخارجية والهجرة، اجتماعًا اليوم الخميس مع السفير ماركو شتوتسين، وزير الدولة للشئون الأوروبية والسياسية بوزارة الخارجية السلوفينية، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية مصر العربية وجمهورية سلوفينيا، وحرص الجانبين على مواصلة التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك، ودفع العلاقات الثنائية نحو آفاق أرحب تخدم تطلعات الشعبين الصديقين.

وتناول اللقاء سُبل تعزيز وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لا سيّما في مجالات الطاقة، والصناعات الدوائية، واللوجستيات، والموانئ، حيث تم التأكيد على أهمية تعظيم الاستفادة من الإمكانات المتاحة لدى الجانبين، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز التعاون الاقتصادي والاستثماري.

كما تبادل الجانبان الرؤى حول عدد من القضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في قطاع غزة، حيث أثنى السفير أبو بكر حفني على المواقف السلوفينية المشرفة من القضية الفلسطينية، مشيدًا بموقف سلوفينيا الداعم للقضية والذي ظهر بوضوح منذ بداية الأزمة الجارية في قطاع غزة. 

وأكد نائب الوزير على موقف مصر الثابت والرافض بشكل قاطع للعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، فضلًا عن استنكار مصر الشديد لعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مستعرضًا الجهود المصرية الرامية إلى العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار وبدء تنفيذ المرحلة الثانية. 

ومن جانبه، ثمّن سكرتير عام وزارة الخارجية السلوفينية الجهود المصرية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، مشيدًا بالدور المصري النشط في مختلف الملفات الإقليمية.

وشمل النقاش كذلك تبادل وجهات النظر حول الوضع في أوكرانيا، بالإضافة إلى تطورات الأوضاع في البحر الأحمر، حيث تطرق الجانبان إلى أهمية الحفاظ على أمن وسلامة الملاحة في البحر الأحمر، بما يدعم الدور المحوري لقناة السويس في سلاسل الإمداد العالمية والتجارة الدولية. وفي هذا الإطار، شدد الطرفان على أهمية خفض التصعيد الإقليمي، والعمل على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزيرة الشؤون الاجتماعية تبحث مع المبعوث الفرنسي دعم جهود التعافي والتمكين الاقتصادي في سوريا
  • مصر وسلوفينيا تعزّزان شراكتهما: توافق سياسي ودفع اقتصادي في ظل أزمات إقليمية متصاعدة
  • حرب الرسوم الجمركية| تراجع متبادل بين "ترامب" والاتحاد الأوروبي واستمرار فرضها على الصين بنسبة 125%.. وخبير يوضح: عدم استقرار السوق الأمريكي يؤدى إلى فرار المستثمرين إلى ملاذ آمن
  • بدء سريان رسوم الصين الجديدة على السلع الأميركية وبكين تحذر
  • البنك المركزي الصيني يبيع الدولار ويشتري اليوان... بكين لن تسمح بانخفاض قيمة عملتها
  • بكين تدعو واشنطن إلى تصحيح أخطائها والتخلي عن ممارسة التهديد والابتزاز والترهيب الاقتصادي
  • سؤال برلماني حول خطة استثمار زيارة الرئيس الفرنسي لمصر اقتصاديًّا
  • وزير الاستثمار يبحث مع كبرى الشركات الفرنسية تعزيز التعاون الاقتصادي
  • نذير حرب تجارية.. بدء تطبيق الرسوم الأمريكية على الصين وبكين تتعهد بالقتال
  • فرق الإطفاء الفرنسية تكافح حريقاً ضخماً في باريس