بعد أزمة غير مسبوقة، يبدو أن العلاقة بين باريس والرباط يذوب جليدها يوما بعد يوم لتنهي فصل الشتاء الطويل ويعود الدفء إلى العلاقات الفرنسية المغربية، توجت نهاية الأسبوع بزيارة ثالث وزير فرنسي إلى المملكة المغربية خلال ثلاثة أشهر.

أنهى وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين يوم الإثنين 22 أبريل زيادة استغرقت يومين إلى الرباط بعد زيارة وزير التجارة الخارجية فرانك ريستر بداية شهر أبريل، وزيارة وزير الشؤون الخارجية، ستيفان سيجورني نهاية فبراير.

فيما يزور وزير الفلاحة الفرنسي، مارك فيسنو المغرب حاليا إلى غاية 23 أبريل الجاري، ومن المتوقع أيضا أن يزور المملكة خلال الأيام القليلة المقبلة زميله في الاقتصاد، برونو لومير ووزيرة الثقافة الفرنسية، رشيدة داتي.

ويعتقد رئيس معهد الاستشراق والأمن في أوروبا، إيمانويل دوبوي في تصريحه لموقع "سكاي نيوز عربية" أنه "من الطبيعي قبل أقل من مائة يوم على تنظيم الألعاب الأولمبية في باريس الذي سيجمع مئات الآلاف من الأشخاص أن تسعى فرنسا إلى الحصول على دعم المغرب وأن تضع يدها في يده لمكافحة التهديدات الإرهابية. كما أن فرنسا في حاجة لتقوية تعاونها الأمني بحضور قوات الأمن المغربية إلى جانب قوات أوروبية لحماية هذا الحدث العالمي".

وفي هذا السياق، ووفقا لـ"وكالة المغرب العربي للأنباء"، أعرب دارمانان خلال لقاء صحفي عقب مباحثاته مع وزير الداخلية المغربي، عبد الوافي لفتيت، عن "امتنانه للمغرب الذي ما فتئ يساعد فرنسا بشكل كبير في تنظيم الأحداث الرياضية الكبرى، لاسيما الألعاب الأولمبية، مذكرا بأن البلدين سبق لهما أن أبانا عن خبرتهما خلال تظاهرات رياضية أخرى".

وقال "يمكننا الاعتماد على بعضنا البعض في تبادل المعلومات خلال الأحداث الرياضية الكبرى المقبلة، مشيرا، في هذا السياق، إلى كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي سيحتضنها المغرب خلال سنة 2025".

ووصف دارمانان، بـ"المتميز" التعاون بين الجمهورية الفرنسية والمملكة المغربية في المجال الأمني في ظل الرهانات المشتركة، من قبيل مكافحة المخدرات، والشبكات الإرهابية والجريمة.

وأضاف الوزير الفرنسي "لولا أصدقاؤنا المغاربة والعمل المتميز الذي تقوم به الشرطة القضائية المغربية، لكانت فرنسا في خطر أكثر مما هي عليه"، مبرزا أن التوقيفات التي نفذها المغرب استجابة للطلبات المقدمة من قبل فرنسا تعكس الفعالية الكبرى للشرطة المغربية. وشدد على أنه "لولا مصالح الاستخبارات المغربية، لكانت فرنسا أكثر تضررا".

وإلى جانب الأمن، في معرض حديثه عن الإسلام في فرنسا، اعتبر دارمانان الذي التقى بوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد توفيق التعاون مع السلطات المغربية في المجال الديني "متميزا". مؤكدا أن "الإسلام وفقا للشعائر الممارسة في المغرب، يظل نموذجا بفضل الملك محمد السادس". 

وخلص إلى أن فرنسا مهتمة للغاية بتكوين الأئمة، وبالطريقة التي يمكن بها للمغرب أن يساعدها في هذا المجال".

ووفقا لديبوي، فإن "فرنسا تعلم أن عليها التقدم بشكل ملموس في ملف الإسلام الفرنسي ويعتبر المغرب وطريقة إدارته للدين نموذجا يحظى باهتمام كبير، خاصة وأن الإسلام المغربي يتمتع بخاصية المناعة ضد الأفكار المتطرفة".

ويضيف، "قد نتحدث عن المصالحة عندما يقوم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون بزيارة المغرب التي كانت مقررة في شهر مايو وبعدها تم تأجيلها إلى غاية شهر ديسمبر. وفي حين لا تزال حالة عدم اليقين تخيم على هذه الزيارة، يمكن أن تتأجل إلى عام 2025".

ويظن أنه "حاليا أصبحت الأولوية لتعزيز التعاون الثنائي، في انتظار التوصل إلى نتيجة حقيقية للموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء".

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

دعبس: زيارة الرئيس الفرنسي تعكس دور مصر الحيوي والهام بالإقليم

أعرب الدكتور نبيل دعبس ، رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، رئيس برلمانية مصر الحديثة بمجلس الشيوخ، عن ثقته في أن مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي ، ستواصل دورها الريادي والفعال في العمل علي امن واستقرار منطقة الشرق الأوسط وانها تعمل بكل قوة علي إحلال السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية.       

وأكد دعبس، في بيان له ، على دعم مصر الدائم للحقوق العادلة والشرعية للشعب الفلسطيني وعلي رأسها اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، وفي الدفع نحو حلول سلمية تحفظ كرامة الإنسان العربي، وتضع حدًا لدوامة العنف والدمار وحرب الابادة الشاملة التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي للشعب الفلسطيني سواء بقطاع غزة أو بالضفة الغربية والعمل علي تهجير السكان الأصليين للأرض.

وقال دعبس ، إن زيارة رئيس فرنسا لمصر في هذا التوقيت الحساس يعكس دور مصر الحيوي والهام بالإقليم، ومعرفتها بالأخطار التي تواجه المنطقة من الإعتداءات الإسرائيلية ، خاصة وأن فرنسا علي علم تام بالمنطقة.

توقيع اتفاقيات جديدة..ماكرون: مصر أول دولة وثقت في طائرات الرافال الفرنسيةبصوت واضح| ماكرون يرفض بشدة تهجير الفلسطينيين.. ويؤكد: أكرر دعمي للخطة العربية لإعادة إعمار غزةماكرون: مصر وفرنسا تعتزمان إيجاد حل قائم على التفاوض لدعم استقرار السودانماكرون: الشعب السوداني يعاني أسوأ حياة إنسانية في العالم

وأوضح أن فرنسا بوصفها عضوًا دائمًا في مجلس الأمن، تلعب دورًا محوريًا في صياغة السياسات الدولية، وأن دعمها للمبادرات المصرية، سواء في الملف الفلسطيني أو غيره من القضايا، يعكس توافقًا بين البلدين في الرؤى السياسية، مشددًا على أن التعاون المصري الفرنسي يمتد أيضًا إلى ملفات مهمة علي رأسها القضية الفلسطينية وغيرها من الملفات والقضايا المختلفة ومنها  مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والتغيرات المناخية، والتنمية الاقتصادية.                   

ودعا دعبس المجتمع الدولي، إلى تحمّل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية، والتحرك الفوري لحماية المدنيين، من أبناء الشعب الفلسطيني ووقف حرب الإبادة وحرق الاخضر واليابس بقطاع غزة و وقف  نزيف الدم في غزة، مشددًا على أن الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار: نستهدف مضاعفة حجم الاستثمارات الفرنسية بمصر
  • دعبس: زيارة الرئيس الفرنسي تعكس دور مصر الحيوي والهام بالإقليم
  • وزير الخارجية الفرنسي: نتطلع لإعادة بناء شراكة قائمة على الندية والهدوء مع الجزائر
  • بعد أشهر من أزمة دبلوماسية بين البلدين.. فرنسا والجزائر هل تتفقان؟
  • الخطوط الملكية المغربية تضاعف أسطولها قبل مونديال 2030
  • مطالب الرواتب تطرق أبواب الحكومة المحرجة
  • وزير الخارجية الفرنسي يزور الجزائر لتجاوز أسوأ أزمة بين البلدين
  • رئيس الوزراء الفرنسي: قرار ترامب خطير جدا وسيسبب أزمة عالمية
  • رئيس الوزراء الفرنسي: قرار ترامب بشأن الرسوم الجمركية قد يؤدي لـ"أزمة عالمية"
  • في قلب باريس.. ساحة سان ميشيل الشهيرة تعيش على ايقاع فعاليات "الأيام الثقافية المغربية"