التقاعد عن العمل.. آثار نفسية تتطلب دعما أسريا ومجتمعياً / د. مرام بني مصطفى
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
الاستشارية النفسية والتربوية
الدكتورة مرام بني مصطفى
مقالات ذات صلةالتقاعد هو تخلي الفرد إجباريا أو اختياريا عن عمل كان يقوم به طوال سنوات عمره بالتالي يتحول مصدر الدخل عنده من الراتب الشهري الثابت إلى معاش التقاعد.
لذا يعد التقاعد سواء كان إجباريا أو اختياريا ظاهرة اجتماعية معقدة يترتب عليها آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية تمس حياة الفرد وأسرته ومجتمعه، فقد يؤدي عدم التكيف مع التقاعد إلى شعور بالعجز والعزلة الاجتماعية، خصوصا إذا شعر بعدم جدوى في حياته، وافتقد قيمة المثابرة والإنجاز، وبالتالي سوف يؤدي ذلك إلى شعوره بالإحباط والعصبية والقلق المستمر.
التقاعد هو تخلي الفرد عن العمل سواء كان عند الرجال او النساء و يشير إلى ترك العمل بشكل دائم عند بلوغ سن معين أو عند تحقيق شروط محددة. يهدف التقاعد إلى منح الفرصة للأفراد للاسترخاء والاستمتاع بالحياة بعد سنوات العمل الطويلة. في العديد من البلدان، تكون هناك أنظمة خاصة للتقاعد تعتمد على العمر والمسار المهني للفرد، وتكون هذه الأنظمة مدعومة بالمعاشات أو الإعانات المالية لضمان استمرارية دخل الفرد بعد التقاعد.
دور الأسرة
إن كثيرا مما يحتاجه الفرد المتقاعد هو العيش في وسط أسري يوفر له الاطمئنان النفسي ويساعده على تلبية حاجاته النفسية والبيولوجية، وكذلك التغلب على مظاهر القصور البدني والعقلي.
ومما يبعث على الارتياح، أن الأسر العربية ما زالت متمسكة بتعاليمها الدينية وتقاليدها الاجتماعية التي تعد واجبا وتنظر لمن يسيء معاملة المتقدمين بالسن نظرة عدم الرضا وعدم القبول.
فعلى الأسرة مراعاة التعامل مع المتغيرات العقلية والبدنية والانفعالية، بحيث يتحقق للمتقاعد وذويه الرضا والسعادة وأشعارهم بقيمتهم وأهميتهم وبمكانتهم الكبيرة .
ومما يجدر التأكيد عليه في معامله المتقاعد إشراكه بالآتي:
. زيارة دور العبادة والأماكن المقدسة. ممارسة الهوايات أو السفر. قراءة الكتب والاستماع إلى الندوات الأدبية. الاستمتاع مع الابناء والاحفاد وباقي افراد العائلة .
ولا بد من الإشارة إلى أن منظمة الأمم المتحدة أقرت عددا من المبادئ المتعلقة بالمتقدمين في السن، وهي مبدأ الاستقلال ومبدأ المشاركة ومبدأ تحقيق الذات ومبدأ الكرامة.
وترى الأمم المتحدة وجوب العمل على مشاركة متقدمي السن، وذلك بمراعاة إبقائهم مندمجين في المجتمع، وإتاحة الفرصة لهم لخدمة المجتمع في أعمال تناسب اهتماماتهم وقدراتهم لأنهم يمتلكون من الخبرة والحكمة والصبر ما يكفي ونفرح بمشاركتهم للتفاصيل الكبيرة والصغيرة لان لديهم المعرفة والخبرات الطويلة المليئة بالتجارب الواسعه ولديهم الرغبة في مساعدة الاخرين والمواساة والتشجيع والدعم المعنوي والروح المرحه .
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
الصبيحي يكتب .. الصحفيّون والضمان الاجتماعي
#سواليف
#الصحفيون و #الضمان_الاجتماعي
خبير التأمينات والحماية الاجتماعية الإعلامي والحقوقي/ #موسى_الصبيحي
يجب أن تركز #نقابة_الصحفيين الأردنيين على أمرين مهمّين؛
مقالات ذات صلةالأول: الارتقاء بمهنة الصحافة وتطويرها بما يتواكب مع المتغيرات العالمية في صناعة الخبر الصحفي، ورفع كفاءة منتسبي النقابة عبر إطلاق برامج تأهيلية وتدريبية نوعية مُحدّثة عالية المستوى.
الثاني: ضمان الحماية الاجتماعية المناسبة لكافة أعضاء النقابة، ولا سيما بعد أن قامت بتصفية صندوق التقاعد الخاص بها منذ ست سنوات، وهو إجراء سليم من وجهة نظري، وقد قلتها أكثر من مرة بأن صناديق التقاعد النقابيّة لن تستطيع الصمود طويلاً.
ما يهمني هو الأمر الثاني، ويأتي على رأس سُلّم الحماية الاجتماعية شمول كافة منتسبي النقابة، غير الخاضعين لقانون التقاعد المدني، بالضمان الاجتماعي كمظلة حماية اجتماعية شاملة، باعتبارها الأوسع والأشمل في المملكة. وأعلم أن معظم الصحفيين مشمولون بالضمان من خلال مؤسساتهم الصحفية التي يعملون لديها، وأن هناك نسبة قليلة لا تزال خاضعة حالياً لقانون التقاعد المدني من قدامى العاملين في المؤسسات الإعلامية الرسمية، كما أعلم أن هناك نسبة غير قليلة من الصحفيين مشمولون بالضمان لدى أكثر من مؤسسة إعلامية؛ وهم من يعملون في المؤسسات الإعلامية الرسمية مثل الوكالة والإذاعة والتلفزيون الأردني وفي نفس الوقت يعملون في مؤسسات صحفية في القطاع الخاص.
ومع ذلك هناك إعلاميون وصحفيون يعملون في العديد من المواقع الإخبارية وغيرها لكنهم ما زالوا خارج مظلة الحماية الاجتماعية لمنظومة الضمان بالكامل. ومن ناحية ثانية مهمة هناك ضعف في أجور الصحفيين والإعلاميين العاملين في عدد كبير من المواقع الإخبارية، وسمعت من كثير منهم شكاوى بهذا الخصوص، ومن ضمنها أيضاً أن بعض أصحاب المواقع لا يلتزمون بشمولهم بالضمان، وأن بعضهم حتى لو التزم فإنه لا يشمله على أساس أجره (راتبه) الإجمالي كاملاً، وإنما على أساس جزء منه حتى يخفف من مقدار الاشتراكات التي يتحمّلها عنه.
الحماية الاجتماعية الشاملة والمناسبة للصحفي مهمة وهي التي تُمكّنه من العمل ومزاولة مهنته بكفاءة وارتياح. وعلى مجلس نقابة الصحفيين الذي سيُنتخَب اليوم الاهتمام بهذه المسألة الحيوية.