(1)
هل قرأت النخبة السودانية ما خطه بروفيسور اللمين اللدود الخاطرى ، القانوني والسياسي الدبلوماسي التشادي فى تعليقه على موقف الشيخ موسي هلال زعيم المحاميد ؟
هل فات على قوانا السياسية والمجتمعية والمدنية التى تتخطف الأقوال والملاحظات والتلميحات كل هذا المقال المثير ، فى فحواه وفى تشخيصه لما جرى فى بلادنا ؟
هل مر عليكم قوله ( إن الدعم السريع هو مشروع وجود لهذه الأمة) ، والمقصود بالأمة هنا هو (التضامن العربي) وهو تحالف القبائل العربية فى شرق ووسط وجزء من شمال افريقيا أى أنهم (عرب الشتات)؟.

.

هل اطلعتم على ما كتبه (أننا يا شيخ موسى هلال لسنا كما وصفتنا انت (مرتزقة) ، بل نحن أهل النجدة والفزعة)؟..
هل هذا هو التحول الديمقراطى والمسار السياسي السودانى ؟..

وللتذكير مرة اخري ، بروفيسور اللمين رجل قانون دستوري وقيادي حزبي سابق ورجل دولة ، ومع ذلك يري ان معركتهم فى السودان تنفيذ ما اسماه (مشروع الدعم السريع العظيم وقد تبقي من حسم المعركة إلا اقل القليل) .. فما هو هذا المشروع العظيم ؟
وأين هو من تطلعات امتنا وشعبنا واهلنا ؟

وهل يتسق مع مخططات (تقدم) وهى تستدعي التدخل الدولي لحماية القوافل الداعمة للمليشيا ؟..
لماذا الصمت ، وكانت اصواتهم عالية فى هيعة من الوطن ؟..
هذه معركة كبيرة وخطيرة..
(2)
نقطتان لابد من الإشارة اليها ، ترتبط بهذا الحدث ، واولهما: سير العمليات العسكرية وتركيز المليشيا على اسقاط الفاشر وبابنوسة ومحاصرة الأبيض ، وثانيهما : مخطط التغيير الديمغرافي وتهجير المواطنين ، وكل ذلك لخلق بيئة جديدة لاقامة دولة الحلم والتى اسماها بروفيسور اللمين (المشروع العظيم) ..

لقد ركزت المليشيا هجماتها بصورة رئيسية على مدينة الفاشر لضمان السيطرة على دارفور واكمال ذلك بمحاصرة الأبيض عاصمة شمال كردفان ، ويبقى أمر جنوب كردفان معلقا ، مع أن بعض قوات المليشيا هاجمت مناطق هبيلا وما زالت تسيطر على الدبيبات ووصلت بعضها الى سدرة ، هذه فى راى الإستراتيجية الأساسية للمليشيا فى هذه المرحلة..

واعتقد أن معارك الخرطوم والجزيرة ، هدفها شغل الجيش عن مخططاتهم الاخري ، خاصة بعد زيادة خسائر تمددهم..

وقد كشف ناظر عموم المساليت حقيقة مخطط فصل دارفور وهو بالتأكيد مرحلة أولى لبسط نفوذهم..

لقد كشفت تقارير دولية عن مخططات مليشيا الدعم السريع باستجلاب عائلات لتوطينهم فى بيوت المواطنين بالخرطوم ، فاقت اعدادهم مئات الالاف ، خاصة فى مناطق الرياض والطائف وشارع الستين وكافورى ، لم يعد الأمر بحث عن ديمقراطية وإنما احلال منهجي وعن قناعة (حقنا) كما كان يقول بعض المتحمسين منهم ، فهل هذا هو المقصود بالمشروع العظيم.. نعم وبكل تاكيد هو كذلك ، وإن تعذرت الخرطوم أو الجزيرة فإن دارفور يمكن أن تشكل نواة أولى ..
ولهذا السبب تحول خطاب المليشيا من القبض على البرهان وجلب الديمقراطية إلى الحديث عن مظالم دولة 56م ..

وما ذنب اهل الهامش فى الجنينة وزالنجى واردمتا وهبيلا ومليط وقرى الفاشر بمظالم دولة 56 ؟..
إنها حجج واهية..
(3)
ولكن ، وللأسف ، فإن هذا الحجج الواهية يسوقها الآن ساسة وفاعلين سياسيين على راسهم د.عبدالله حمدوك

وهذه سقطة سياسية والتسويق لهذه المليشيا المتوحشة جريمة وطنية ، ومن المعيب أن تبحث قوى سياسية سودانية عن مصالحها فى ظل خطاب عنصري وكراهية ، وفى واقع تداخلات تنتهك السيادة الوطنية..
ما هى جريمة الشيخ موسى هلال فى مخاطباته ، لقد قال نحن مع :
– الدولة السودانية بمؤسساتها
– نحن مع دولة 56 ومع الازهرى والمحجوب وزروق

– نحن مع أهل السودان وضد (المرتزقة) الذين جاءوا من (تشاد) و(مالى) و(النيجر)..
– نحن ضد النهب والسرقة وسلب أموال الناس وإختطاف الفتيات..

هل هناك ما يعيب ؟..
ولكن اللمين وامثاله ازعجهم توصيف (المرتزقة) و (النهب والسرقة) ، فهذا فى نظرهم (المشروع العظيم)..

ومشروعهم العظيم هو تهجيرنا وطردنا من بيوتنا ونهب ممتلكاتنا وافقار مجتمعنا واحلال شتات عربان مالي والنيجر وتشاد فى ارضنا ووطننا..
ومع كل هذه المؤشرات والمنظور لهذه الحرب من مفكريها ، فإن من الضرورة إعتماد كل مساند للمليشيا بالراى أو تبني خطابهم الزائف *(خائن للوطن)* ..


د.ابراهيم الصديق علي
25 ابريل 2024م

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع

أعلنت القوات المسلحة السودانية، أن “القوة المشتركة” بسطت سيطرتها على منطقة الزرق بولاية شمال دارفور التي تتخذها قوات الدعم السريع قاعدة عسكرية استراتيجية، وسيطرت على عدد من المركبات القتالية وكمية من مواد تموين القتال.

وبحسب رصد ومتابعة محرر موقع النيلين, فقد كتب الصحفي السوداني المعروف عبد الرؤوف طه علي, متحدثاً عن أهمية قاعدة الزرق بالنسبة لقوات الدعم السريع.

وقال عبد الرؤوف, في تدوينة شاركها العشرات من حسابها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: (أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش،هي مركز تشوينهم العملياتي ومقر تجمع استنفارهم القبلي).

وتابع بحسب ما نقل عنه محرر موقع النيلين: (إضافة إلى ذلك فإن الزرق هي القاعدة التي حشدت منها المليشيا المدرعات لمهاجمة الخرطوم في 12ابريل من العام المنصرم ، قطعا فان السيطرة على الزرق تعني بداية النهاية لانهيار المليشيا).

محمد عثمان _ الخرطوم

النيلين

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • النائب العام: سنحاكم مجرمي المليشيا أمام المحاكم الوطنية بالبلاد
  • الإعيسر : (110) مليون دولاراً حجم الخسائر الأولية في قطاع الثقافة والآثار والسياحة جراء عدوان المليشيا
  • جرائم المليشيا الحوثية بحق الشعب اليمني تفوق جرائم الكيان الصهيوني في غزة
  • رؤية النخب السودانية حول الحراك الثوري والتحولات السياسية
  • حجاج عبد العظيم ينعي حسن بلبل: "الله يرحمك يا حسن ويغفر لك ويدخلك فسيح جناته"
  • فيلم السنة العاشرة.. صورة حياة في الغابات بعد الانهيار العظيم
  • بعد سقوطها على يد الجيش والقوات المشتركة.. أهمية الزُرق عند المليشيا توازي أهمية وادي سيدنا عند الجيش والسيطرة عليها تعني بداية النهاية لانهيار الدعم السريع
  • البكوش: أزمة الشرعية في ليبيا قد تحل عبر صفقة بوتين-ترامب-أردوغان
  • ⭕المليشيا تواصل انسحابها من جنوب الجزيرة ومدينة ود مدني
  • ???? قريباً تصبح قوات المليشيا الإجرامية كالصيدة بين أسدين!