الأسهم الأوروبية تتراجع بعد أرباح باهتة وضعف بيانات الاقتصاد الأمريكي
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم متأثرة بتقارير أرباح ضعيفة من نستله ومن شركة المدفوعات الرقمية الهولندية "أدين"، بينما تأثرت المعنويات أيضا عقب بيانات أشارت لضعف نمو اقتصاد الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم.
وأغلق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي منخفضا 0.7 % بعد أن كان قد خسر 1.3 % خلال اليوم بما يتماشى مع تراجع في الأسهم العالمية.
وتصدر قطاع البضائع الصناعية خسائر القطاعات بهبوطه 1.8 %، إذ تراجع سهم شركة أدين 18.4 % بعد مبيعات أقل من المتوقع في الربع الأول ومخاوف المحللين من تسجيل الرسوم المحصلة أدنى مستوى على الإطلاق.
وهبط سهم نستله 2 % بعدما أخفقت أكبر شركة للأغذية المعبأة في العالم في تحقيق تقديرات نمو المبيعات في الربع الأول، ما أدى إلى انخفاض قطاع الأغذية والمشروبات 1.1 %. وخسر قطاع التكنولوجيا 1 % أيضا مقتفيا أثر هبوط حاد لنظرائه الأمريكيين بعدما أشارت شركة ميتا بلاتفورمز إلى أن استثماراتها في الذكاء الاصطناعي قد تستغرق أعواما لتؤتي ثمارها.
وأظهرت بيانات أن الاقتصاد الأمريكي نما بأبطأ وتيرة منذ نحو عامين، ما نال من المعنويات المنخفضة بالفعل، لكن تسارع التضخم عزز التوقعات بأن مجلس الفيدرالي لن يخفض أسعار الفائدة قبل سبتمبر.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هبوط الولايات المتحدة الاسهم الاوروبية سبتمبر الذكاء الاصطناعي تراجع انخفاض مستوى الاقتصاد الامريكي الاوروبي الاسهم استثمارات الاقتصاد تكنولوجيا قطاع التكنولوجيا
إقرأ أيضاً:
كارثة الرسوب الجماعي: إلى أين يتجه التعليم؟
يعقوب الخنبشي
حين يرسب 12 ألف طالب في امتحانات الشهادة العامة، فالأمر لا يعدو كونه مجرد إحصائية باردة، بل هو ناقوس خطرٍ يدق أبواب المستقبل، مشيرًا إلى خللٍ جسيمٍ في جسد المنظومة التعليمية.
هذا الرقم المفزع لا يعكس فشل الطلبة فحسب، بل يكشف عن أزمة أعمق تتشابك فيها الأسباب التربوية، والاجتماعية، والاقتصادية، والإدارية؛ حيث لا يُمكن تفسير هذا العدد الهائل من الراسبين على أنه مجرد تقصير فردي، بل هو مؤشرٌ صارخٌ على اختلال المنظومة التعليمية.
حين يكون السقوط جماعيًا، فالمشكلة لم تعد في اجتهاد الطالب وحده، بل في المناهج، وطرق التدريس، وآليات التقييم وضعف المعلم المؤهل وضعف المسؤول والمشرف، وجميعها عوامل تؤدي إلى وأد الطموح وإضعاف الدافعية لدى المتعلمين.
ولا يمكن فصل الواقع التعليمي عن البيئة المجتمعية، إذ إن الفقر، وغياب الدعم الأسري، وضعف البنية الأساسية، جميعها أسباب تساهم في تفاقم الأزمة؛ فالطالبٌ الذي يواجه تحديات معيشية صعبة لن يجد في المدرسة مكانًا محفزًا؛ بل سيرى في التعليم عبئًا لا طائل منه، مما يدفعه إلى الهروب من الفصول، وحتى التسرب من التعليم نهائيًا.
واستمرار هذه الظاهرة يعني مستقبلًا غير إيجابي؛ حيث يتحول التعليم من أداة للنهوض إلى عائق أمام التنمية. وفي ظل هذه الأوضاع، قد نجد أنفسنا أمام أجيال فاقدة للكفاءة، غير مؤهلة لسوق العمل، وغير قادرة على الإبداع والتطوير، مما يؤدي إلى مزيدٍ من البطالة والانحدار الاقتصادي والاجتماعي.
ولا يمكن معالجة هذه الأزمة بحلول سطحية، كتعديل نسبة النجاح أو تخفيف صعوبة الامتحانات، بل يجب إعادة هيكلة المنظومة التعليمية بالكامل، بدءًا هيكلة الوزارة وتحديث المناهج، وتأهيل المعلمين، وتطوير أساليب التقييم، ودمج التكنولوجيا في التعليم، وليس انتهاءً بإصلاح البنية التحتية وإعادة النظر في السياسات التعليمية.
لا بُد من ثورة تعليمية حقيقية، تجعل من المدرسة بيئة جاذبة للطلاب، ومن المعلم قائدًا معرفيًا، ومن المناهج أدوات لبناء العقول لا مجرد تحصيل دراسي موقت.
ختامًا.. إن رسوب 12 ألف طالب ليس مجرد رقم، بل كارثة تعليمية تستوجب وقفة جادة من المسؤولين وأصحاب القرار. التعليم ليس ترفًا، بل هو أساس نهضة الأمم، وحين ينهار، ينهار معه المستقبل. فإما أن نعيد بناءه على أسس سليمة، وإما أن نستعد لمجتمعٍ تسوده الأُمِّية المُقنَّعة، والعجز عن مواكبة العالم، والتخلف عن ركب الحضارة.