صحيفة الاتحاد:
2025-02-07@10:14:57 GMT
البرلمان اللبناني يمدد ولاية المجالس المحلية للمرة الثالثة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
غيدا جبيلي (بيروت)
أخبار ذات صلة مصر تؤكد ضرورة إنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان الاتحاد الأوروبي يسعى لاتفاق مع لبنان بشأن المهاجرينأرجأ مجلس النواب اللبناني، أمس، الانتخابات البلدية لمدة عام، وفق ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، ممدداً ولاية المجالس المحلية الحالية للمرة الثالثة على التوالي خلال عامين، وذلك انطلاقاً من تعذّر إجرائها خصوصاً في جنوب البلاد.
وأفادت الوكالة أن مجلس النواب الذي اجتمع برئاسة رئيسه نبيه بري، بعد اكتمال النصاب، أقرّ مقترحَ قانون تمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية القائمة حتى تاريخ أقصاه 31/5/2025.
وجاء في الأسباب الموجبة للتمديد أن الاستحقاق «يأتي في ظرف أمني وعسكري وسياسي معقّد» في إشارة إلى أعمال العنف في الجنوب.
وكان نبيه بري قد أكد في وقت سابق أنه لا يمكن استثناء الجنوب من الانتخابات البلدية، بعد مطالبات بإجراء الاستحقاق في موعده.
وقد تمّ إقرار التمديد أمس، رغم اعتراض كتل برلمانية على رأسها كتلتي «حزب القوات اللبنانية» و«حزب الكتائب» و«كتلة التجدد» وعدد من قوى التغيير ونواب مستقلين، وقد قاطعوا الجلسة، بينما أيّد مقترَحَ التمديد كلا من «حزب الله» وحلفاؤه إلى جانب «التيار الوطني الحر».
وإلى ذلك فقد أدلى ساسة ومراقبون بتصريحات لـ«مركز الاتحاد للأخبار» أكدوا فيها أن لبنان يحتاج إلى الانتخابات البلدية، وفي الجنوب تحديداً أكثر من أي مكان آخر، وأنه حتى لو تعذر تقنياً إجراؤها في الجنوب فإنه يمكن إجراؤها في بقية لبنان مع تأجيلها شهرين أو أربعة شهور في الجنوب إلى أن تسمح الظروف بإجرائها هناك.
واعتبر بعضهم أن تأجيل الانتخابات المحلية من شأنه أن يفاقم أزمات اللبنانيين، وأنه يمثل نكبة للعمل البلدي ولمهام السلطات المحلية، وذلك باعتبار أن هذه الأخيرة مؤهلة في ظل الأزمة الاقتصادية للعب دور يساعد الأهالي في الإنماء وتقديم الخدمات، خاصة أن 20 في المئة من المجالس الحالية أصبح منحلاً وتحت وصاية وزارة الداخلية، أما الباقي منها فمترهل ويعاني خلافاتٍ داخليةً.
وقال رئيس حزب القوات اللبنانية، سمير جعجع، في تغريدة نشرها على منصة «إكس»، «حَرَم حزب الله وحلفاؤه والتيار الوطني الحر اللبنانيين مرة أخرى من فرصة انتخاب سلطات محلية»، مشيراً إلى أن البلديات هي السلطات الوحيدة «التي بقيت تقريباً وحدها مع الناس تحاول معالجة ما استطاعت من مشاكلهم بعد الانهيار والشغور وعدم الاستقرار».
وتلعب المجالس البلدية في لبنان دوراً بارزاً في توفير الخدمات الأساسية للسكان، لكن دورها تراجع كثيراً خلال السنوات الماضية على وقع الانهيار الاقتصادي المستمر الذي يعصف بالبلاد منذ عام 2019، والذي أدى إلى تضاؤل الاعتمادات الممنوحة لهذه المجالس من أجل القيام بمهامها كما دفع العديدَ من أعضائها إلى الاستقالة.
وينص القانون اللبناني على إجراء الانتخابات البلدية كل 6 سنوات، وقد انتخب اللبنانيون مجالسَهم البلدية لآخر مرة في عام 2016، لكنها تأجلت في عام 2022 لتزامنها مع الانتخابات النيابية، ثم أدت الأزمة المالية إلى تأجيلها للمرة الثانية عام 2023 نظراً لعدم توفر الاعتمادات المالية اللازمة لإجرائها. وفي العام الجاري أيضاً لن يتمكن اللبنانيون من ممارسة حقهم الديمقراطي للمرة الثالثة على التوالي، مما يعكس عمق الأزمة السياسية مع استمرار الشغور الرئاسي في البلاد.
وليس تأجيل مواعيد الاستحقاقات الدستورية أمراً جديداً على الممارسة السياسية في لبنان، إذ غالباً ما يؤدي نظام التسويات والمحاصصة القائم بين القوى السياسية والطائفية إلى تأخير القرارات المهمة، وبينها تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية. ولهذا يجد لبنان نفسه في حالة فراغ رئاسي وفراغ حكومي وفراغ على مستوى السلطات المحلية، وهو فراغ ثلاثي الأبعاد مِن أسوأ ما يمكن أن يتعرض له بلد على مستوى العالم.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: البرلمان اللبناني لبنان الأزمة اللبنانية الانتخابات البلدية أزمة لبنان مجلس النواب اللبناني الانتخابات البلدیة فی الجنوب
إقرأ أيضاً:
هل تعطي أورتاغوس ضمانات بانسحاب إسرائيل بالكامل قبل 18 شباط؟
كتبت دولللي بشعلاني في" الديار": يريد رئيس الجمهورية جوزاف عون وجود حكومة كاملة الصلاحيات قبل 18 شباط الجاري، ويودّ الرئيس المكلّف القاضي نوّاف سلام النجاح في مهمّة التشكيل، وإعلان حكومته هذا الأسبوع قبل أن يضمحل الزخم الداخلي والخارجي، الذي رافق انتخاب عون والإجماع على خطاب القسم. فبقاء القوّات "الإسرائيلية" في بعض القرى الحدودية التي دخلتها أخيراً، هو أمر يرفض لبنان تمديده مرّة ثانية.فلبنان يرفض تمديد مهلة انسحاب القوّات "الإسرائيلية" من القرى الحدودية مرة ثانية، على ما تقول أوساط ديبلوماسية مطّلعة، لأنّ التمديد الثاني قد يؤدّي الى تمديد ثالث ورابع وربما بقاء دائم. فهدف "إسرائيل" معروف، وهو البقاء في الجنوب اللبناني ويمثّل هذا الأمر تهديداً خطراً للسيادة اللبنانية.
فهل ستُقدّم الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها اليوم الجمعة تطمينات للمسؤولين اللبنانيين بانسحاب "إسرائيل" بشكل كامل من القرى الحدودية بعد 18 شباط، ومقابل ماذا؟ تجيب الأوساط الديبلوماسية بأنّ الولايات المتحدة ستُعطي على لسان الوسيطة الأميركية مثل هذه الضمانات للبنان، مقابل أن تقوم الحكومة الجديدة بالإصلاحات المطلوبة، كما بتطبيق القرار 1701. فـ "إسرائيل" تُبدي رغبتها بالبقاء في الجنوب من أجل إعلاء سقف مطالبها في تطبيق القرار 1701، وفي انسحابها لاحقاً من مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والتي تحتاج الى حلّها مع النظام السوري الجديد من جهة، ومع الأمم المتحدة من جهة ثانية.
من هنا، تلفت الأوساط الديبلوماسية الى أنّ أورتاغوس ستُناقش مع المسؤولين اللبنانيين اليوم ملفات عديدة أبرزها:
1- تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار، لا سيما في ما يتعلّق باستكمال نشر الجيش اللبناني في الجنوب، وضبط الأمن وعدم وجود أي سلاح غير شرعي فيه، وانسحاب القوّات "الإسرائيلية"، وإنهاء ملف الحدود البريّة في فترة لاحقة، الأمر الذي يُسهّل على شركات النفط الدولية الاستثمار في البلوكات البحرية اللبنانية.
2- مسألة الإفراج عن الأسرى السبعة من حزب الله لدى "إسرائيل".
3- البحث في حلّ النقاط المتبقية من النقاط الـ 13 المتنازع عليها على الخط الأزرق.
وفي ما يتعلّق بالملف الحكومي، وبمسألة طلب الولايات المتحدة عدم توزير أشخاص محسوبين على حزب الله فيها، تقول الأوساط إنّ أورتاغوس سبق وأن أجابت عن هذا السؤال قبل مجيئها الى لبنان. فقد أوضحت أنّها تحدّثت مع سلام وآخرين، و"لم أقل مَن عليهم أن يختاروا في الحكومة اللبنانية". علماً بأنّ الجهود الحثيثة من قبل سلام قد ظهرت أمس، من خلال زيارته الصباحية للمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، لإطلاعه على أسماء الوزراء السنّة في تشكيلته، والتي تلاها زيارته الى قصر بعبدا، واجتماعه بالرئيس عون وبرئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، بهدف إعلان ولادة الحكومة قبل وصول الموفدة الأميركية الى لبنان، لأنّ الأمور تتغيّر بشكل كلّي مع وجود حكومة كاملة الصلاحيات. لكن عدم الاتفاق على الشيعي الخامس مع برّي، جعل الأمور تتأخّر للمزيد من البحث.
كذلك، تلفت الأوساط الى أنّ الرئيس عون استبق زيارة أورتاغوس بالاجتماع بالسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، وبنائب رئيس لجنة المراقبة الجنرال الفرنسي غيوم بونشان، وبالقيام باتصالات ديبلوماسية مباشرة، طالباً دعم موقف لبنان الداعي الى الانسحاب الكامل للقوات "الإسرائيلية" من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 تشرين الثاني الفائت، لا سيما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبية الموازية للحدود. كما طلب الضغط لتنفيذ الاتفاق بإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري. فعودة الاستقرار الى الجنوب، وانسحاب "الإسرائيليين" الى ما بعد الخط الأزرق، وانتشار الجيش هي أمور أساسية تُسهّل عمل الحكومة الجديدة في تطبيق خطاب القسم.