«العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية» يدشن مبادرات تنموية لجودة الحياة
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
أبوظبي (وام)
اختتمت أعمال المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024 (AVPN)، الذي أقيم في أبوظبي في الفترة من 23 إلى 25 أبريل تحت رعاية سموّ الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، رئيس مجلس الشؤون الإنسانية الدولية، بعد ثلاثة أيام من الحوارات البنّاءة وإطلاق العديد من المبادرات المجتمعية وطرح الأفكار والرؤى المبتكرة.
وتحدثت ناينا سوبروال باترا، الرئيس التنفيذي للشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية عن نجاح المؤتمر، ودوره في فتح آفاق جديدة للاستثمار الاجتماعي قائلة: تعكس المشاركة الكبيرة والمواضيع التي تم طرحها في المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية حجم العمل المطلوب في آسيا والتحديات الكبيرة التي تواجهنا، التي يمكننا تجاوزها من خلال تبادل المعرفة وعقد الشراكات الاستراتيجية من أجل عقد تحالفات جديدة وتقديم حلول مبتكرة وتعزيز التعاون على تحقيق التغيير الإيجابي.
وأضافت: ستواصل الشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية تقديم الدعم للمستثمرين الاجتماعيين في أبوظبي وجميع أنحاء آسيا لتعزيز التعلّم والتعاون والاستثمار من أجل بناء مستقبل مستدام وآمن وعادل. وعُقد المؤتمر في أبوظبي بحضور أكثر من 1500 مشارك من رواد التمويل والبحث والتطوير من 44 دولة، بالإضافة إلى ممثلين عن حكومتي دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا.
125 مليون دولار
وعزز المؤتمر مكانته الرائدة في تنظيم اجتماعات المستثمرين الاجتماعيين، من مختلف أنحاء العالم في قارة آسيا، بإطلاق مجموعة من المبادرات والمشاريع، حيث شهد اليوم الأول الإعلان عن تخصيص المؤسسات الإماراتية صناديق تمويل بقيمة إجمالية بلغت 125 مليون دولار التزاماً منها بدعم الصحة العالمية والحد من الفقر والحفاظ على الأنواع المهددة بالانقراض، بالإضافة إلى عقد اتفاقية مهمة بين دولة الإمارات العربية المتحدة وإندونيسيا وكازاخستان للحد من التلوث بالمواد بالبلاستيكية. وشهدت النسخة الحادية عشرة من المؤتمر العالمي السنوي العديد من الأنشطة التعاونية تحت شعار «آسيا واحدة، مستقبل واحد».
الإمارات وإندونيسيا
وستتعاون دولة الإمارات وإندونيسيا بموجب المذكرة في العديد من المجالات الرئيسة بما فيها تعزيز القدرات ورفع مستوى الوعي لدى الجهات الفاعلة وتصميم وتنفيذ الأنظمة الدائرية المستدامة لإدارة النفايات.
وأعلنت رزان المبارك، المدير العام لصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية ومناصر الأمم المتحدة رفيع المستوى لتغير المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (COP28)، عن إسهام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، بمبلغ 40 مليون دولار لصندوق محمد بن زايد للحفاظ على الكائنات الحية.
الحفاظ على الكائنات
وقام صندوق محمد بن زايد، الذي أنشأه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في عام 2009، بدعم برامج متكاملة للحفاظ على الكائنات في 170 دولة.
ومن المتوقع أن يسهم هذا الدعم الجديد في زيادة وتعزيز وقف الصندوق إلى أكثر من 70 مليون دولار بحلول عام 2028. وسلط تقرير «أسباب العطاء: القيم والمعتقدات والدوافع التي تحفز التأثير» الصادر عن الشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية، الضوء على تميز قارة آسيا بشكل خاص بإمكانات العطاء المتوافق مع القيم، حيث تمتلك منظومة كبيرة من الموارد والشبكات والقيم العميقة التي يمكنها تعزيز التغيير الإيجابي على المستوى الاجتماعي والبيئي في المنطقة.
مذكرة تفاهم مع حكومة مدينة أستانا
وأصدرت أكبر شبكة للمستثمرين الاجتماعيين في آسيا، والتي تعد منصة شاملة ومحايدة عالمياً، هذا التقرير بهدف التأكيد على دور العطاء المتوافق مع القيم في مواجهة التحديات الاجتماعية الأكثر إلحاحاً في آسيا، وتحديد أفضل الممارسات التي تعزز الجهود الجماعية الرامية إلى إحداث التغيير في القارة. وكان من أبرز فعاليات ومبادرات اليوم الثاني من المؤتمر، توقيع مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية مذكرة تفاهم مع حكومة مدينة أستانا في جمهورية كازاخستان (أكيمات) لتأسيس مركز لتأهيل الأطفال من ذوي الهمم.
وسيتخذ المركز من منطقة يسيل بمدينة أستانا مقراً له حيث سيقدم الخدمات اللازمة لإعادة تأهيل الأطفال من ذوي الهمم.
وتؤكد هذه الشراكة على التزام مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية بدعم جهود التنمية الشاملة في كازاخستان. كما أعلنت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية خلال المؤتمر عن خطط لتمويل الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من أجل تطوير المشروعات التي تعزز قدرات رواد الأعمال الشباب في الدول الأقل نمواً في العالم.
منصة النتائج الاجتماعية
وبدأت المرحلة الأولى من هذه المبادرة بإطلاق منصة النتائج الاجتماعية، أول سجل لبيانات التأثير في آسيا والذي سيعزز قدرة الشركات على نشر رأس المال، وفقاً لتقييمات التأثير بالاعتماد على البيانات التي يمكن التحقق منها والنتائج التي قدمتها نحو 1200 شركة متخصصة في التغيير في قارة آسيا لمساعدة المستثمرين الاجتماعيين على اتخاذ قرارات التمويل استناداً إلى بيانات يمكنهم الاعتماد عليها. وتم التوقيع على مذكرة تفاهم بين الشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية وهيئة المساهمات المجتمعية - معاً لتعزيز الشراكات الاستراتيجية القائمة، والتعاون بين القطاعين الحكومي والخاص والمجتمع المدني، لتطوير حلول مبتكرة للتحديات الاجتماعية، خاصة في إمارة أبوظبي.
50 مليون دولار
سيتولى صندوق أبوظبي للتنمية إدارة التمويل إضافة إلى تقديم 50 مليون دولار كمساهمة من دولة الإمارات في دعم الصندوق منذ إطلاقه في عام 2016. كما أعلنت مبادرة “بلوغ الميل الأخير” التي تشمل مجموعة من البرامج الصحية العالمية التي تقودها الأعمال الإنسانية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الالتزام بتقديم تمويل بقيمة 15 مليون دولار للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية (غلايد) والذي يتخذ من أبوظبي مقراً له، وهي ثانية منحة منذ إطلاق المعهد في عام 2019.
«بلوغ الميل الأخير»
وتؤكد المنحة التزام مبادرة “بلوغ الميل الأخير” بأهداف المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية في بناء عالم خالٍ من الأمراض المعدية التي يمكن الوقاية منها، وتؤكد دور أبوظبي كشريك في تعزيز الرعاية الصحية والتنمية العالمية المبتكرة والشاملة. كما أعلنت وزارة التغير المناخي والبيئة في دولة الإمارات ووزارة البيئة والغابات في إندونيسيا عن إطلاق مبادرة تاريخية من خلال توقيع مذكرة تفاهم بالتعاون مع منظمة “كلين ريفرز” العالمية غير الربحية المتخصصة في مكافحة تلوث الأنهار بالمواد البلاستيكية، الشريك التنفيذي لمواجهة التحديات البيئية الملحّة التي يفرضها تسرب النفايات البلاستيكية إلى المحيطات التي تطل عليها إندونيسيا.
تمكين الشركات متناهية الصغر
وخصصت المبادرة تمويلاً بقيمة 27 مليون دولار لتمكين الشركات متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة من تنمية أعمالها من أجل المساهمة في التنمية الاقتصادية. كما تم إطلاق نظام AVPN ImpactCollab، أول نظام للاستثمار الاجتماعي يعتمد على النتائج في آسيا، وتم تطويره بدعم من سلطة النقد في سنغافورة.
فعاليات ومبادرات
أما أبرز فعاليات ومبادرات اليوم الثالث من المؤتمر فكانت تتمثل في توقيع مذكرة تفاهم بين الشبكة الآسيوية للأعمال الإنسانية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لاستكشاف طرق الاستفادة من التمويل المبتكر والترتيبات المالية التي لا تمثل مساعدات إنسانية تقليدية قائمة على الجهات المانحة لتعزيز جودة حياة النازحين قسراً عبر آسيا.
التمويل
يعكس الدعم الكبير ومبادرات التمويل التي تم الإعلان عنها خلال المؤتمر العالمي للأعمال الإنسانية الآسيوية 2024، إدراك منظومة الاستثمار الاجتماعي على مستوى العالم لضرورة التعاون والعمل العاجل والالتزام بإحداث تغيير إيجابي على نطاق غير مسبوق.
كما تشير المبادرات التي إطلاقها والتي بلغت قيمة قياسية، إلى عزم منظومة العمل الإنساني على إحداث تأثير إيجابي ملموس ومستدام من أجل «آسيا واحدة، مستقبل واحد».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أبوظبي ذياب بن محمد بن زايد الإمارات جودة الحياة العالمی للأعمال الإنسانیة الآسیویة محمد بن زاید آل نهیان المؤتمر العالمی دولة الإمارات على الکائنات مذکرة تفاهم ملیون دولار فی أبوظبی فی آسیا من أجل
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك: القيم الإنسانية عناصر محورية في توجيه الذكاء الاصطناعي
دبي (وام)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن التسامح والقيم الإنسانية والشمولية، يجب أن تكون عناصر محورية في توجيه التطور السريع للذكاء الاصطناعي (AI)، بما يضمن أن تسهم هذه التكنولوجيا في إثراء حياة الإنسان بدلاً من الإضرار بها أو زعزعتها.
جاء ذلك، خلال كلمته في النسخة الثالثة من قمة «الآلات يمكنها أن ترى 2025»، التي أقيمت في «متحف المستقبل» بدبي، حيث أبرز معاليه مكانة المدينة كمركز عالمي للابتكار والتعاون وتطوير الذكاء الاصطناعي المسؤول.
وتُعد القمة جزءاً من «أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي 2025» الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل بتنظيم مركز دبي للذكاء الاصطناعي، إحدى مبادرات المؤسسة، في متحف المستقبل، وعدد من المواقع الأخرى في دبي.
وقال معاليه: «يسعدني أن أكون معكم في قمة «الآلات يمكنها أن ترى» لهذا العام، ويشرّفني أن يُعقد هذا المؤتمر تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وأتقدم بخالص الشكر والامتنان إلى سموه على دعمه القوي والفعّال لجميع المبادرات المفيدة التي تعود بالنفع على المجتمع ولها قيمة إنسانية رفيعة، كما أرحب بكم جميعاً، وأشكر حضوركم ومشاركتكم أفكاركم حول الذكاء الاصطناعي في هذا المؤتمر المهم، وأتوجه بالشكر إلى مؤسسة دبي للمستقبل، ومكتب الذكاء الاصطناعي في الإمارات، وجميع الجهات المنظمة والداعمة».
وأضاف معاليه: «من الطبيعي تماماً أن يُعقد هذا المؤتمر في دبي. فهذه المدينة العالمية تشتهر بتبنيها للتكنولوجيا الحديثة، وهذا يتجلى من خلال دعمها ونموها للشركات والمؤسسات التي تساهم في جعل دولة الإمارات مركزاً للذكاء الاصطناعي في المنطقة والعالم. إنها مدينة تنظر إلى المستقبل بثقة، ومتحف المستقبل هذا دليل واضح على مكانتها كمدينة مستقبلية».
وأكد معاليه أن دولة الإمارات، تحت القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، تثمّن الإنجازات التكنولوجية، لا سيما تلك التي تخدم التعليم، والبيئة المستدامة، والرعاية الصحية، والاقتصاد، والمجتمع المنتج، والمبتكر، والمزدهر، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، تمضي دولة الإمارات في الاستفادة الكاملة من إمكانات الابتكار والتقدم التكنولوجي».
وتابع معاليه: «ندرك تماماً في دولة الإمارات قوة الذكاء الاصطناعي في تسريع وتغيير الأنشطة البشرية. ونتفق مع جوهر هذا المؤتمر بأن استخدام هذه الأدوات لخدمة رفاه الإنسان يتطلب تحليلاً مدروساً لجميع جوانب هذا الإمكان الهائل. علينا أن نكون استباقيين وبعيدي النظر في كيفية نشر الذكاء الاصطناعي وتطبيقه بأمان ومسؤولية في جميع جوانب حياتنا».
وأضاف معاليه: «بصفتي وزيراً للتسامح والتعايش، أعلم تماماً أن الابتكار في الذكاء الاصطناعي لا يمس التكنولوجيا فحسب، بل يمتد إلى الاقتصاد والمجتمع، مما يبرز البُعد الأخلاقي لعملكم. إن الوصول إلى نتائج حقيقية في هذا المجال يتطلب صبراً وجهداً كبيراً، وأود هنا أن أطرح بعض الملاحظات:
أولاً: «يحلم معظم سكان العالم بالسلام والاستقرار، والأمن الاقتصادي، والكرامة الشخصية، وجودة حياة عالية، وفرص تطوير الذات. إن الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي بات أداة قوية لتحقيق هذا الحلم. ويُظهر الذكاء الاصطناعي قدرة كبيرة على مساعدة المجتمعات في مواجهة تحديات مثل التغير المناخي، والفجوة بين الدول الغنية والفقيرة، وحماية البيئة، والحد من النزاعات، وسوء الفهم بين أصحاب الأديان والثقافات المختلفة. وآمل أن يساهم هذا المؤتمر في وضع الذكاء الاصطناعي في خدمة هذه القضايا».
ثانياً: «بعض تطورات الذكاء الاصطناعي تذكرنا بإمكانية استخدامه لأغراض ضارة من قبل مجرمين أو جهات خبيثة. كيف يمكننا تعظيم الفوائد وتقليل الأضرار المحتملة؟ أعتقد أننا بحاجة إلى العودة إلى قيمنا الإنسانية المشتركة، مثل التسامح، والإخاء، والرحمة، والاحترام، والرعاية بالآخرين وبالكائنات والبيئة. هذه القيم ضرورية لجعل التحول إلى الذكاء الاصطناعي أكثر نفعًا وشمولًا وأقل إضرارًا بالمجتمعات».
ثالثاً: «قضية تنمية الإنسان في عصر الذكاء الاصطناعي هي مسألة جوهرية. ولكي نستفيد إلى أقصى حد من الذكاء الاصطناعي، يجب أن تطبق الدولة برامج تعليمية وتدريبية كبرى تشمل تعزيز العلوم والتكنولوجيا، وتنمية مهارات التفكير النقدي والتحليلي، وفهم الموروثات الثقافية. ويجب أن يكون العاملون متمكنين في تقنيات المعلومات، ومغامرين مبدعين».
رابعاً: «يعتمد النجاح أيضاً على الشراكات القوية بين المؤسسات التعليمية والبحثية وبين القطاع الخاص، وعلى القدرة على تحويل نتائج البحث إلى تطبيقات تدفع التقدم الاجتماعي والاقتصادي».
خامساً: «التعاون الدولي شرط أساسي للنجاح. ومن خلال هذا المؤتمر أنتم تغتنمون فرصة تبادل الأفكار والمعرفة، وآمل أن تستمروا في تعزيز هذه الفرص للتعاون الدولي».
واختتم معاليه بقوله: «إن عملكم في الذكاء الاصطناعي يُعد منصة لتعزيز السلام والرخاء والتفاهم العالمي. وأدعوكم إلى استثمار هذه المناسبة ليس فقط لتعميق فهمكم للذكاء الاصطناعي، بل لتعزيز قدرتنا على العيش المشترك في سلام وازدهار».
وتعد القمة من أبرز المنتديات العالمية في الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والرؤية الحاسوبية، والروبوتات، وشارك فيها أكثر من 2000 مندوب دولي من كبار الباحثين والقادة الحكوميين.