صحيفة الاتحاد:
2025-04-07@07:48:26 GMT

«الفن المفاهيمي».. تناغم الظل والنور

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

خولة علي (دبي) 
فيصل الريس، مصور فوتوغرافي إماراتي، ينتمي إلى مدرسة «الفن المفاهيمي» في التصوير، التي تسعى لنقل رسائل أو فكرة معينة تتطلب فهماً عميقاً للمشاهد، يعمل على تحفيز التأمل باستخدام تقنيات مبتكرة في التصوير لتحقيق تأثير مفاهيمي أكثر إبداعاً، ويميل الريس إلى تصوير العمارة، مستخدماً الألوان الأحادية بتناغم بين الظل والنور، لتظهر أعماله الفنية بأسلوب ملهم وغير تقليدي، ساعياً إلى تفكيك وإعادة بناء وإبراز جمال أبسط الأشياء من حوله.

 

بيئة محفزة 
بدافع الإلهام من البيئة المحيطة به، والتي كان لها الأثر القوي في تشكيل توجهه، بدأ الريس تجربته بالتصوير الفوتوغرافي في عمر صغير، ثم واصل مسيرته، حتى دخل معترك التصوير مع محترفي الفن البصري، وأثبت فيه جدارته وتميزه في استعراض المشاهد من حوله بلغة يطغى عليها الطابع الفني، ليكسر قواعد وتوجهات الفن التقليدي، ويتجاوز حدود التعبير ويحفز المتلقي على التفاعل النقدي والتفكير بعمق أكبر.  
ويعرّف فيصل الريس الصورة بأنها خليط من المشاعر والأحاسيس التي تجتمع وتتوحد ويتم اختزالها في صورة، قد تكون جامدة للبعض، لكن لها تأثيراً عميقاً في نفس الفنان، فهي نتاج تمازج أحاسيس المصور مع رؤيته للمشهد، لاقتناص لحظة ضوئية ملهمة داخل صورة، ومن هنا تأتي محاولاته كمصور لتكون الصورة غير جامدة، لتتفاعل مع المتلقي وتحقق أهدافها. 

شغف
على الرغم من شغفه بالتصوير في طفولته وتشبثه بهذا العالم الذي رسمه له والداه، إلا أن بدايته الفعالية في عالم التصوير بدأت عند بلوغه العشرين من عمره، قائلاً: «عزز نهمي للقراءة تطور مسيرتي، فكنت دوماً أمتلك أقراص «دي في دي»، وكتباً من داخل وخارج الدولة حول التصوير، لاكتشاف خباياه وأسراره». 
ويتابع: «أميل إلى الانعزال بطبيعتي، فكانت الكاميرا هي شغفي، وعندما تعرفت إلى المصور الفوتوغرافي جاسم العوضي رئيس عاكس للتصوير، ومجموعة أخرى من المصورين أكبر مني سناً، كانت فرصة ثمينة لصقل موهبتي ونضجي المهني، لأصل إلى ما وصلت إليه اليوم من خبرة وتميز في هذا المجال. 

تصوير معماري
ويؤكد الريس أن التصوير المعماري بدأ تقريباً في ستينيات القرن التاسع عشر، حيث كان المعماريون يوثقون منجزاتهم من القصور والكنائس والمعابد، عن طريق الرسم أو استخدام الكاميرا، وكانوا يصورونها بشكل أقرب للمثالية من دون أي محاولة للتلاعب بالزوايا، أما حالياً فالتصوير المعماري له أهداف كثيرة منها التوثيق أو لغرض إعلاني أو فني، وغالباً ما يكون ذلك عن طريق المطورين والمستثمرين الذين وضعوا جوائز للمصورين لتصوير المباني الخاصة بهم، اعترافاً بقوة تأثير الصورة.
ويلفت إلى أن التصوير المعماري له جماليات فنية، لكن لكل مصور نظرة ورؤية خاصة به، ومن ناحيته فهو يعتمد على التكوينات والتقسيمات والتباين من خلال تسخير الضوء والظل مع اعتماد استخدام اللون الأحادي، وهو «الأبيض والأسود»، لإضفاء بعد آخر غير مرئي على الصورة، مع استخدام زوايا مغايرة للتعبير عن المكان.

أخبار ذات صلة رحلة بصرية بين العمارة والطبيعة.. بعدسة ريم عبد الله الفنان السعودي محمد الفرج لـ«الاتحاد الثقافي»: الصور الفوتوغرافية «أحافير الوقت»

العدسة المناسبة
ودائماً ما يؤكد الريس ضرورة تطوير المهارات قائلاً: «أي مهارة يمكن تطويرها من خلال الشغف وكثرة المطالعة، فأنا كفنان شغوف بالتعلم والقراءة والاطلاع على كل جديد في مجالات التصوير والفنون، والأفلام الوثائقية، وغيرها، حيث إن التغذية البصرية ضرورية لكل فنان».
وعن أسس نجاح الصورة في التصوير المعماري، يرى الريس أنه يجب معرفة المكان وحركة الشمس بشكل جيد، ومدى توفر الإضاءات المساعدة حول المبنى لتضفي جمالية على الصورة، ثم يتم العمل على اختيار العدسة المناسبة، فهناك عدسات خاصة بتصحيح الصور «Tilt and Shift»، إضافة إلى قدرة الفنان في السيطرة على العدسة والمؤثرات المحيطة، لتفهم طبيعة المعلم أو المبنى بشكل عام، حتى تحقق العدسة وظيفتها على أكمل وجه.

مشاركات وجوائز
شارك الريس في العديد من المعارض داخل وخارج دولة الإمارات، منها «سكة الفني، بينالي الشارقة، مهرجان كان السينمائي، وبينالي البندقية»، وغيرها، وحاز العديد من الجوائز، منها جائزة وزارة الثقافة وتنمية المعرفة للتصوير الفوتوغرافي ليوم العلم، ومسابقة دبي سكاي دايف للتصوير الفوتوغرافي لجائزة الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم للتصوير الفوتوغرافي، وجوائز النوى من قبل جامعة الإمارات، وجائزة حبيب الرضا للإبداع الإعلامي في التصوير الفوتوغرافي والأفلام القصيرة.
ويسعى فيصل الريس، إلى تعزيز ونشر ثقافة الصورة في المجتمع المحلي، باعتبارها قوة ناعمة مهمة، يمكن تسخيرها لتحقيق أهداف مجتمعية، موضحاً أن الفن لا يرتبط بنمط أو شكل واحد ولا يحدده قانون أو حدود، فهو خليط من ثقافات ومفاهيم مختلفة.

نسج الفكرة
يرى فيصل الريس أن أهم التحديات لدى أي فنان، تتمثل في عدم وجود فكرة واضحة لديه، فالأدوات لن تعمل وحدها لخلق أو تكوين صورة، الفنان يقع عليه الدور الأكبر في نسج الفكرة من خلال نظرته الفنية ورسائله التي يسعى لتوجيهها، حيث إن التقاط الصورة لمجرد التصوير قد ينتج عنه مخرجات قد تكون جميلة، لكنها فقيرة المفاهيم.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التصوير التصوير المعماري التصوير الفوتوغرافي فن التصوير فی التصویر

إقرأ أيضاً:

التفاهمات السرية بين إيران وأمريكا: صفقة في الظل أم صراع بقاء

إلى أين يمكن أن تقودنا التفاهمات السرية بين الولايات المتحدة وإيران؟ هل هي مجرد تمثيلية لتخفيف التوترات أم أن هناك لعبة أكبر تُدار في الخفاء؟ هل يمكن للوساطة السويسرية أن تكون المنفذ الذي يعيد ترتيب القوى الكبرى في الشرق الأوسط؟ وكيف ستنعكس هذه التفاهمات على فصائل مثل حماس، التي قد تصبح محورية في معادلة إقليمية جديدة؟

ما لا يدركه الكثيرون هو أن هذه التفاهمات، مهما بدت سطحية في ظاهرها، هي تجسيد لصراع أكبر، صراع حول الهيمنة والاستمرارية، وليس مجرد محاولات لتسوية مؤقتة.

منذ أن أُسقطت الطائرات في الحادي عشر من سبتمبر، ومنذ أن بدأت الحرب على الإرهاب، وأمريكا لم تتوقف عن صناعة الفوضى في المنطقة، حتى أصبحت الحدود بين الأعداء والأصدقاء ضبابية للغاية. إيران، التي كانت تنظر إليها في البداية مصدراً للتهديد، أصبحت الآن شريكًا في فصول أكبر من اللعبة السياسية في الشرق الأوسط.

لكن دعونا نكن أكثر صراحة، ليست إيران هي من تسعى إلى الفوضى، بل هناك من يعمل وراء الستار لخلق تحولات إستراتيجية غير مرئية للعيان، حيث لا تكون المواجهة العسكرية هي الحل، بل التفاوض في الخفاء والابتزاز الدبلوماسي. وعندما يدخل اللاعبون مثل سويسرا للوساطة، نعلم أن اللعبة أكبر من مجرد صفقة تجارية.

إيران تتقاطع مع الولايات المتحدة في نقاط إستراتيجية عدة؛ منها النفوذ في المنطقة النفطية، السيطرة على طرق التجارة البحرية، والتأثير على الأنظمة التي أصبحت تترنح تحت ضغط التغييرات الجيوسياسية. لذا، التفاهمات بينهما ليست محض “هدنة”، بل هي محاولة لخلق مستقبل مقسم غير قابل للتوقع.

هل تقوم أمريكا بحيلة لإبقاء إيران في منطقة "الاحتواء الذكي" دون تصعيد يؤدي إلى حرب شاملة؟ في الحقيقة، الولايات المتحدة لم تعد تستطيع تحمل عبء حروب جديدة. ما يحدث اليوم هو “إدارة التوترات”، وهو مفهوم حديث يعكس التوازن الدقيق الذي تسعى أميركا لتحقيقه بين تحجيم إيران والحفاظ على مصالحها في الخليج والعراق.

ولكن، هنا يكمن السؤال، إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في احتواء إيران، فلماذا تكون سويسرا هي الوسيط؟ الإجابة تكمن في أنَّ الولايات المتحدة تدرك تماماً أن أي تصعيد إضافي سيؤدي إلى إشعال الصراع العالمي. بالتالي، يُمكن القول إنَّ أمريكا تسعى لإدارة هذا النزاع بطريقة تبدو أقل كلفة، بما يضمن إبقاء النفوذ الإيراني في حدود قابلة للسيطرة دون أن يؤدي ذلك إلى انهيار النظام العالمي القائم.

إيران، بتركيبتها السياسية المعقدة، لا تبحث عن حرب. هي تحتاج إلى استقرار داخلي، هذا الاستقرار الذي يزداد هشاشة مع كل يوم من العقوبات الدولية والاحتجاجات الشعبية. لا يمكن لإيران أن تبقى على هذا المنوال من التحديات الاقتصادية والاجتماعية. لذا، كانت في حاجة إلى تغيير إستراتيجيتها الخارجية بشكل غير مباشر.

إن الخوض في التفاهمات مع الولايات المتحدة هو محاولة لتأمين قدرة إيران على البقاء داخلياً، حتى لو كان ذلك يعني القبول بنوع من التهدئة. ولكن هل تستطيع إيران الحفاظ على صورتها كـ”قوة إقليمية مقاومة” دون التضحية بشيء من سياستها الخارجية؟ هذا هو التحدي الذي ستواجهه طهران في الأشهر القادمة.

حماس، الفصيل الذي يبدو في الظاهر المستفيد الرئيسي من الدعم الإيراني، يجد نفسه الآن في مفترق طرق. إيران، التي قدمت له الدعم العسكري والتقني لسنوات، قد تجد نفسها مضطرة لتقليص هذا الدعم إذا ما تواصلت التفاهمات مع الولايات المتحدة.

هنا تكمن المفارقة، هل ستظل حماس أداة في يد إيران أم أنها ستنجح في تحجيم تأثير إيران عليها وتبحث عن بدائل؟ حماس ليست مجرد “ورقة إيرانية” في لعبة القوى الكبرى؛ إنها تدرك أن وجودها طويل الأمد يتطلب إعادة التفكير في إستراتيجياتها، وإن كانت ستجد توازناً بين قوتها العسكرية والبحث عن حلول أكثر استقلالية.

لكن ماذا لو لعبت حماس لعبتها الخاصة؟ ماذا لو اتخذت قراراتها بمعزل عن طهران، في محاولة للبحث عن دور جديد في ظل التحولات الإقليمية؟ قد يكون هذا هو السيناريو الأكثر إثارة للقلق بالنسبة إلى إيران، لأنه يعني أن جزءاً من سياستها الإقليمية قد يصبح غير قابل للتنبؤ.

إن التفاهمات الأمريكية الإيرانية، بالرغم من تعقيداتها، قد تكون بداية لمرحلة جديدة في الشرق الأوسط. ليس الأمر مجرد محاولة لتحديد مسار الأزمة النووية، بل هو إعادة هيكلة لكيفية إدارة النزاعات والتهديدات في المنطقة.

يبدو أن ما يحدث في الخلفية هو إعادة توزيع السلطة بين القوى الإقليمية الكبرى، إيران، السعودية، إسرائيل، وحركات المقاومة. فالتفاهمات قد تؤدي إلى تغييرات دراماتيكية في شكل التوازنات العسكرية والاقتصادية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الصراع سينتهي. بل قد يكون بداية للمرحلة التالية، التي ستكون أكثر تعقيداً، حيث ستندمج المصالح الأميركية مع تلك الإيرانية بشكل خفي.

كلما حاولنا فهم هذه التفاهمات، كلما ازدادت الصورة ضبابية. الصراع في الشرق الأوسط لم يعد يُدار بالطريقة التقليدية؛ بل أصبح عملية معقدة من التنسيق غير المعلن، حيث يتغير كل شيء في لحظة. قد تكون هذه التفاهمات بداية لتغيير عميق في ديناميكيات المنطقة، حيث تُصبح إيران وأميركا على حافة “السلام البارد”، وحيث تلعب القوى الإقليمية الأخرى دورًا أكبر في رسم ملامح المستقبل.

لكن السؤال الأخير يبقى، هل ما نراه الآن مجرد بداية لسلام غير تقليدي، أم أن المنطقة ستغرق أكثر في الفوضى؟ الإجابة، ربما، ستكون في يد حماس، وقراراتها المستقبلية.

مقالات مشابهة

  • نشرة الفن| لقطات من عزاء زوجة نضال الشافعي .. جورج وسوف يحتفل بزفاف نجله حاتم
  • استمرار توافد نجوم الفن على عزاء زوجة نضال الشافعي
  • بحضور نجوم الفن والمشاهير.. الصور الأولى من عزاء زوجة الفنان نضال الشافعي
  • من أربيل.. وكالة الصحافة الفرنسية تقيم معرضها الفوتوغرافي الأول بالشرق الأوسط
  • الليلة.. عزاء زوجة الفنان نضال الشافعي بالشيخ زايد
  • التفاهمات السرية بين إيران وأمريكا: صفقة في الظل أم صراع بقاء
  • حمزة نمرة: الفن مغامرة.. ومرض ابني غيّر نظرتي للحياة
  • نجوم الفن في وداع هند محمد على زوجة نضال الشافعي (صور)
  • 50 صور من جنازة زوجة الفنان نضال الشافعي ومساندة قوية من أهل الفن
  • بحضور نجوم الفن.. وصول جثمان زوجة نضال الشافعي لأداء صلاة الجنازة