أطباء مستشفى “شاريتيه” في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احتجاجا على تدنّي أجورهم
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
ألمانيا – أفادت شبكة RBB بأن مئات الأطباء بمستشفى “شاريتيه” في برلين أعلنوا إضرابهم عن العمل ليوم واحد مطالبين بزيادة الأجور، مما أدى إلى تأجيل علاج الكثير من الحالات غير المستعجلة.
وأضافت أن النقابة تطالب في محادثاتها مع “شاريتيه” بزيادة الأجور بنسبة 12.5% وزيادة العلاوات الليلية وإدخال مكافأة جديدة للعمل خارج ساعات العمل العادية.
ونقلت عن مؤسسة Marburger Bund أن هذه المؤسسة دعت نحو 2700 طبيب من 3 مستشفيات “شاريتيه” للمشاركة في إضراب تحذيري ليوم واحد اليوم الخميس.
من جانبه أكد ممثل للمستشفى أنه تم بسبب الإضراب تأجيل كل الإجراءات الطبية غير العاجلة، موضحا: “سنقوم بإجراء العمليات الضرورية لإزالة الأورام وزراعة الأعضاء والعمليات للأطفال ورعاية المرضى بعد السكتات الدماغية والنوبات القلبية وحالات الطوارئ الأخرى”.
المصدر: نوفوستي
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
“العمل التطوعي”.. ركيزة أساسية لبناء المجتمع وتعزيز الصمود
يمانيون../
تبنت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، مجموعة من الإجراءات المهمة الهادفة إلى تعزيز وغرس ثقافة العمل التطوعي باعتباره ركيزة أساسية في بناء المجتمع، وأحد أبرز صور الصمود في مواجهة العدوان والحصار على الوطن المستمر منذ نحو عشر سنوات.
هذه الإجراءات تأتي ضمن برنامج حكومة التغيير والبناء الذي يحث على مساندة وتشجيع المبادرات المجتمعية في كافة المحافظات والقطاعات وبث الأمل والتسامح والتعايش والتراحم والتكافل بين شرائح وأفراد المجتمع وتنمية روح المسؤولية الفردية والجماعية، ولهذا تبرز أهمية العمل التطوعي في اعتباره المحور الأساسي لنمو وتقدم المجتمعات والدول، حيث لا يمكن أن تنهض وتتطور أي دولة ما لم يكن لمواطنيها دوراً أساسياً في ذلك.
ففي هذا الإطار تبنت وزارة الشؤون الاجتماعية أوراق عمل قدمها نخبة من الأكاديميين والمختصين بجوانب التنمية والمجتمع، إلى المؤتمر الرابع للتطوع والعمل التطوعي الذي نظمته بالشراكة مع قسم الخدمة الاجتماعية بجامعة صنعاء، وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين والاتحاد التعاوني الزراعي ومؤسسة بنيان التنموية وجمعية الهلال الأحمر اليمني ومنظمات المجتمع المدني والمبادرات التطوعية، الذي عقد الأسبوع الماضي لمدة ثلاثة أيام، وسعت من خلاله إلى وضع اللبنة الأولى لإضفاء الطابع التنظيمي والرسمي على التطوع والعمل التطوعي مجتمعياً ومؤسسياً، وإشهار الإنجازات المحققة في التطوع، وغرس قيم وثقافة العمل التطوعي.
وكان من أبرز تلك الأعمال ورقة عمل مقدمة من رئيسة لجنة حقوق الإنسان والحريات العامة والمجتمع المدني في مجلس الشورى الدكتورة حسيبة شنيف، بعنوان “الدور الديني والمجتمعي والإعلامي والتعليمي في غرس ثقافة التطوع والعمل التطوعي لدى أفراد المجتمع”.
واعتبرت الدكتورة شنيف التطوع واجباً دينياً ومظهراً حضارياً، يعكس المروءة والشهامة والإيثار، والممارسة الفعلية لأعمال الخير، ووسيلة من وسائل بناء الفرد والمجتمع، وأحد مظاهر التكافل عند الخطوب والكوارث، حيث حث الإسلام من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية على التعاون على البر والإحسان وبذل المال في سبيل الله على الفقراء والمساكين والمحتاجين والمحرومين.
وذكرت أن تزايد الاهتمام بالعمل التطوعي وأعداد المتطوعين غالبًا ما يمثل مؤشرًا على الفوائد الكبيرة التي يحققها التطوع بالنسبة للفرد والمجتمع؛ وحددتها بشكل عام في تقليل وتخفيف المشكلات التي تواجه المجتمع، وتنمية روح المشاركة ومواجهة السلبية، والإسراع في التنمية، وبشكل خاص في إشباع المتطوع لإحساسه بالنجاح في القيام بعمل يقدره الآخرون، والحصول على مكانة أفضل في المجتمع، والحاجة إلى الانتماء، وتكوين علاقات اجتماعية.
ولفتت الدكتورة شنيف إلى أن التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومتطلبات الحياة المعاصرة أدت بالعمل التطوعي الفردي إلى الأعمال الجماعية المنظمة، في شكل جمعيات ومؤسسات حديثة وفي مجالات متعددة تتناسب واحتياجات خدمة المجتمع وتنميته.
وأوضحت أن هناك ثلاث وظائف رئيسية للعمل التطوعي، هي تكميل العمل الحكومي عن طريق رفع مستوى الخدمة وتوسيعها، توفير خدمات جديدة ربما يصعب على الجهات الحكومية تقديمها، وذلك لأن المؤسسات التطوعية تتسم بالسهولة واليسر في خدماتها، وتأدية خدمات لا تقوم بها الدولة.
وتضمنت الورقة العديد من الفوائد والآثار الإيجابية التي يحققها العمل التطوعي للفرد والمجتمع؛ فعلى المستوى الفردي يساهم في اكتساب خبرات جديدة وتنمية مهارات التطوع، تكوين علاقات وصداقات ومجموعات من المواطنين وخاصة الذين لهم الاهتمامات نفسها، الإحساس بتقدير الذات والثقة بالنفس، الولاء للمجتمع وإدراك أهمية عملية التنمية، ويساعد على استثمار وقت الفراغ في النواحي الإيجابية.
وعن آثار العمل التطوعي على المجتمع، أوجزت الورقة ذلك في توفير الطاقات البشرية المتنوعة والمتخصصة لتنمية المجتمع وتأهيله، توفير الكثير من الأموال لصرفها في مشاريع تنموية تخدم المجتمع، تحقيق روح المحبة والتكافل بين أفراد المجتمع، تنمية روح التنافس بين الجماعات التطوعية بما يعكس جودة الخدمات، ويساعد في التقليل من نسب البطالة.
وأضافت أن الصعوبات والعوائق التي تعترض العمل التطوعي وتؤدي بالتالي إلى قلة مردوده أو تقاعس بعض الناس للانخراط فيه، تتمثل في عدم وجود الأنظمة الأساسية التي تنظم العمل التطوعي، وغياب لوائح الحقوق والواجبات وغياب الأهداف الواضحة لدى الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تدير العمل التطوعي، وما تعرضت له الجمعيات الخيرية في العالم الإسلامي على وجه الخصوص من دعاوى جائرة مؤخرًا حد كثيرًا من نشاطها. وكذلك تراجع الثقافة التطوعية في المجتمعات العربية ينبئ عن خلل في البنية المؤسسية في معظم مؤسسات المجتمع المدني، ونقص التدريب للمتطوعين.
وتابعت الدكتورة شنيف في ورقتها أن هذه العوائق تحتاج من أجل النجاح في تخطيها؛ إلى متطوع يتحلى بالشجاعة في تحمل المسؤولية والتزام صارم بالمبادئ والأهداف التي تسعى المنظمة التطوعية لتحقيقها، والاتصاف بروح التسامح وتقبل النقد والقبول بإجماع الآراء فيما يتعلق بالعمل التطوعي.
وخرجت الورقة بمجموعة من التوصيات أكدت دور العلماء وخطباء المساجد في التوعية بأهمية العمل التطوعي لما لهم من تأثير في المجتمع، وإجراء الدراسات العلمية المتعمقة التي توفر المزيد من البيانات حول ملامح التطوع في المجتمع وآراء المشاركين فيه والمستفيدين منه، وضرورة تدشين قاعدة بيانات للمتطوعين، ومجالات التطوع التي يفضلون المشاركة فيها، وإجراء المزيد من الدراسات العلمية المتعمقة التي توفر المزيد من البيانات حول ملامح التطوع في المجتمع وآراء المشاركين فيه والمستفيدين منه.
كما دعت إلى تعزيز دور مؤسسات الإعلام التقليدية والرقمية في تعريف المواطنين بقيم التطوع، وأنواعه وأشكاله المختلفة، والجهات التي تحتاج للمتطوعين وسبل التقدم إليها، وتفعيل دور المؤسسات التعليمية بمختلف مستويات وأنواع التعليم في نشر ثقافة التطوع لدى النشء والشباب، وتطوير برامج تعليمية شاملة حول أهمية العمل التطوعي وكيفية المشاركة فيه بفعالية، وتعزيز التعاون بين القطاعات المختلفة لخلق فرص تطوعية متنوعة تلبي احتياجات المجتمع وتستفيد من مهارات المتطوعين المختلفة.
وشددت التوصيات على الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لتسهيل عملية التطوع، مثل إنشاء منصات إلكترونية وطنية تربط بين المتطوعين والفرص المتاحة.