«محمد بن راشد لإعداد القادة» ينظّم ورشاً تدريبية لـ«قيادات دبي الاقتصادية»
تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
أعلن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة عن انطلاق ورش العمل التدريبية لمنتسبي برنامج قيادات دبي الاقتصادية، الذي دشنه سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، بهدف تأهيل جيل جديد من الكوادر الوطنية لقيادة قطاعات دبي الحيوية، وتزويدهم بأحدث التوجهات والخبرات الاقتصادية والقيادية العالمية.
تستهدف ورش العمل التدريبية، التي يتم تنظيمها بالتعاون مع شركاء محليين وعالميين من القطاعين الحكومي والخاص، إكساب المنتسبين لبرنامج قيادات دبي الاقتصادية البالغ عددهم 28 منتسباً، مهارات حيوية تؤهلهم لقيادة قطاعات اقتصادية مستقبلية، وبما يدعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D 33 في مضاعفة النمو الاقتصادي لإمارة دبي خلال العقد المقبل، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم.
وتركز ورش العمل، التي تستمر لمدة 5 أيام ويشرف عليها نخبة من المسؤولين وقادة القطاعات والخبراء العالميين، على تعزيز المهارات القيادية للمنتسبين إلى البرنامج، بما يسهم في تنفيذ الخطط الطموحة لإمارة دبي، إضافة إلى إطلاع المشاركين في البرنامج على التوجهات الاقتصادية المستقبلية وأفضل الممارسات في تنمية واستدامة تطوير المجالات الاقتصادية.
عناصر مترابطة
شهد اليومان الأول والثاني من ورش العمل التدريبية تنظيم عدد من الجلسات حول السياسات والحوكمة الاقتصادية وإدارة الأزمات الاقتصادية وفن التفاوض لتعريف المشاركين في برنامج قيادات دبي الاقتصادية على مجموعة من الأدوات التي تساعد في الإدارة الناجحة للمفاوضات.
تجربة شركة «كريم»
استعرض أشيش جاين، المدير التنفيذي للشؤون المالية في شركة «كريم»، خلال الجلسة، تجربة «كريم» الناجحة، وأكد أنها مرتبطة بشكل وثيق بالازدهار الذي تشهده مدينة دبي من خلال توفيرها بيئة استثمارية مثالية للشركات الناشئة، لافتاً إلى أن فكرة تطبيق «كريم» انبثقت من رغبة المؤسسين في تبسيط وتحسين الحياة اليومية من خلال التكنولوجيا، حيث تم تطوير خدمة النقل في عام 2012، استجابة لحاجة لمسها المؤسسون في الأسواق المحلية.
ومنذ عام 2012، قامت شركة «كريم» ببناء منصة رائدة للخدمات المتعددة في الشرق الأوسط من خلال توفير باقة مميزة من خدمات النقل وتوصيل الطعام والبقالة وتحويل الأموال وغير ذلك عبر تطبيق موحّد. وقامت بتوفير أكثر من 2.5 مليون فرصة عمل لكباتنها، وتبسيط حياة 50 مليون عميل. كما ساهمت في نمو وازدهار أفضل المواهب في المنطقة، ودعم العديد من الشركات الناشئة في توسيع نطاق أعمالهم. وتوجد شركة «كريم» حالياً في أكثر من 70 مدينة في 10 دول من المغرب إلى باكستان.
وسلط جاين الضوء، خلال مشاركته، على مشاريع الشركة الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى استحواذ شركة «أوبر» عليها في عام 2019، حيث تناول الجوانب المهمة والدروس المستفادة من صفقات الدمج والاستحواذ، ومنها صفقة أوبر-كريم التي شارك فيها، حيث تطرق إلى السياق الذي أدى إلى عقد الصفقة وأهم التحديات التي واجهتها وأسباب نجاحها.
وناقش، خلال الجلسة، أبرز توجهات عمليات الدمج والاستحواذ في منطقة الشرق الأوسط، والتي تشهد تزايداً مؤخراً. كما تطرق إلى فنون عقد الصفقات، مركزاً على أهمية تطوير رؤية واضحة لأهداف الشركة قبل التوجه إلى طاولة المفاوضات، والسعي لتوازن مصالح المتفاوضين معاً لتحقيق أفضل النتائج، والتحلي بالمرونة لتفادي التحديات.
وتحدث المدير التنفيذي للشؤون المالية في شركة «كريم» عن وجهات النظر المتعددة التي قد تحدث في عملية التفاوض لصفقات الدمج والاستحواذ من منطقة إلى أخرى، متناولاً بالشرح أهم المبادئ التي تؤدي إلى عقد صفقات تجارية ناجحة، مختتماً بالحديث عما يمكن للحكومات أن تتبناه لتعزيز الابتكار وريادة الأعمال من خلال الحوكمة الاقتصادية.
الحوكمة الاقتصادية
وتحدث الدكتور نيفيل بولت، مفكر رائد في مجال السياسات والحوكمة الاقتصادية، عن مفهوم السياسات والحوكمة الاقتصادية في سياق المفاوضات. وقال: «يمكن تعريف السياسات والحوكمة الاقتصادية بأنها عملية تشكيل وتغيير الخطابات الأبرز في المجتمعات على المدى الطويل»، مؤكداً إمكانية خضوع السياسات والحوكمة الاقتصادية لقياس التأثير. وركز بولت، خلال الورشة، على 3 عناصر مترابطة تشكل جوهر السياسات والحوكمة الاقتصادية وتعمل معاً في دورة مستمرة تؤثر عناصرها في بعضها بعضاً وهي: تشكيل الذاكرة، وسرد القصة، وتطوير الهوية.
مهارات التفاوض
وتطرق جوناثان باول، الدبلوماسي البريطاني الذي عمل كبيراً لموظفي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، في جلسته إلى المراحل الأساسية للتفاوض التي تشمل مرحلة الاستعداد الذي يؤدي إلى بدء المفاوضات، ومرحلة التعامل معها، وأخيراً مرحلة الاتفاق وإنهاء المفاوضات، مشيراً إلى أن امتلاك القادة لمهارات فن التفاوض يعد أداة قوية تحقق النجاح في القيادة والنتائج المرجوة ويساهم في بناء علاقات قوية مع فريق العمل.
وناقش باول أبرز الأمور التي ينبغي التركيز عليها أو تجنبها أثناء الاستعداد لبدء المفاوضات، وأهمية تحديد النقاط الأساسية التي لا يشملها فن التفاوض لتجنب التحديات، وضرورة وضع خطة لمسار المفاوضات ومراجعتها باستمرار، كما ركز على الأهمية البالغة لبناء الثقة بين أطراف المفاوضات وأثرها في تغيير مسار المفاوضات، بالإضافة إلى دور الوسطاء.
واختتم باول الجلسة بتعريف المشاركين في البرنامج على مجموعة من الأدوات التي تساعد في تخطي تحديات التفاوض، ومنها ما يعرف بالغموض البنّاء، الذي يتيح تجنب طرح بنود محددة قد يتسبب التركيز عليها في خلق التحديات، ومن الأدوات التي ذكرها أيضاً الاتفاق على إجراءات تساهم في حل بعض القضايا التي تعجز المفاوضات عن تقديم حل نهائي لها، بالإضافة إلى توسيع دائرة الخيارات المطروحة لتسهيل تقديم التنازلات من قبل أطراف المفاوضات بدلاً من التركيز على مطالب محددة لا يمكن تحقيقها.
كيفية بناء الثقة
واستضافت ورش العمل التدريبية رولف ماير، وزير سابق في جنوب أفريقيا، حيث استعرض تجربته الشخصية وذكر 3 عوامل رئيسية لنجاح المفاوضات وهي الشمولية وعدم ترك أي أطراف على الهامش، وتعلم كيفية بناء الثقة بين أطراف المفاوضات، وتحمل مسؤولية عملية المفاوضات والمبادرة لإنجاحها.
وأشار ماير إلى أن دبي ودولة الإمارات حظيتا بقيادات ملهمة ساهمت في ترسيخ ريادتهما الاقتصادية عالمياً، مثلما ساهم مانديلا في تحول جنوب أفريقيا، مؤكداً أن سمات العطاء والكرم التي عُرف بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والفكر الريادي الذي يتحلى به صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي من أهم سمات القائد الناجح.
وأشاد ماير بالرؤية المستقبلية التي تنتهجها قيادة دولة الإمارات وساهمت في تقدمها، داعياً المشاركين في البرنامج إلى الاستفادة من الفرص والمزايا التي تتيحها دولة الإمارات.
تدريبات عملية
في جلسة تفاعلية قدمها سامح بدير، أستاذ علوم القيادة وفن التفاوض في المعهد الدولي للتطوير الإداري (IMD)، خضع المشاركون لتدريبات عملية حول إدارة الأزمات الاقتصادية.
وقال بدير إن إدارة الأزمات الاقتصادية وقيادة الفريق وفن التفاوض تقوم على الحوار، وبناء العلاقات، مركزاً من خلال حديثه على أهمية تحقيق التوازن بين أسلوب القيادة الجريء (الذي يجمع بين الذكاء والثقة) وأسلوب القيادة الهادئ (الذي يجمع بين التعاطف والتواضع)، مشيراً إلى أن دبي وقيادتها تشكل مثالاً حياً على الإدارة الناجحة للأزمات الاقتصادية في المنطقة والعالم خلال العقود الماضية.
وتعرف المشاركون، خلال الجلسة، على أهمية إرسال الإشارات المناسبة للطرف الثاني في المفاوضات، مثل دقة المواعيد والثقة في تقديم العروض وغيرها، بالإضافة إلى أهمية تفعيل وساطة أطراف خارجية تساهم في تعزيز مصداقية المفاوضات.
كما ركز سامح بدير، على استراتيجيات خلق القيمة في سياق عقد الصفقات، حيث سلط الضوء على عدد من النقاط التي ينبغي تجنبها خلال مفاوضات عقد الصفقات، ومنها عدم الخلط بين المشاعر ومنطق الأعمال، أو الخضوع لقبول العروض قبل أوانها.
وسلطت جلسته الضوء على أهمية بناء العلاقات وتطويرها كعامل أساسي لنجاح المفاوضات، واستكشف المشاركون أساسيات تطوير رأس المال الاجتماعي، الذي اعتبره بدير سمة أساسية يتمتع بها المفاوض المتميز.
وخضع المشاركون، خلال الجلسة، لسلسلة من التدريبات التفاعلية حول كيفية اختيار أساليب المفاوضات التكتيكية بناء على عوامل محددة منها ما يعرف باسم (BATNA) أو أفضل بديل للاتفاقية التي يتم التفاوض بشأنها، وعروض تعزيز القيمة، وتوظيف سلطة الجهة المسؤولة عن اتخاذ القرار، كما تعرف المشاركون على كيفية إدارة التنازلات التي قد يتطلب الأمر تقديمها خلال المفاوضات.
ونفذ المشاركون في البرنامج تدريباً عملياً لإجراء المفاوضات التجارية تبعه نقاش موسع لأبرز نقاط القوة والضعف.
كما تشهد ورش العمل التدريبية تنظيم عدد من الجلسات يتحدث خلالها عيسى كاظم، محافظ مركز دبي المالي العالمي، وجويل نزالي، عضو مجلس إدارة عدد من الشركات العالمية، وماثيو أغاروالا، مدير مشروع اقتصاد الثروات الذي ينفذه معهد بينيت للسياسة العامة في جامعة كامبريدج، وجورج غلينوس، أحد أبرز الاقتصاديين في أفريقيا والمدير المؤسس لشركة إيكونومتريكس، ودارون أسيموغلو، أستاذ في معهد ماساسوشيتس للتكنولوجيا وثالث خبراء الاقتصاد الأكثر ذكراً في العالم، حول مهارات التفاوض على إعادة هيكلة الديون، وتحليل التكاليف والفوائد، ونمو الإنتاجية.
يشارك في ورش العمل التدريبية منتسبو «برنامج قيادات دبي الاقتصادية» وهم: علي بن زايد الفلاسي، حسن محمد النهدي، فاطمة عبدالله الشيبة، محمد سليمان السويدي، راشد عتيق المري، أسماء هادي التاجر، محمد فهد لوتاه، بسمة سيف الشامسي، ماجد سعيد عبد الغفار، عبدالله راشد دعفوس المهيري، راشد محمد علي عبد الرحمن، أحمد وليد الصوالحي، هدى سبيل عبدالله، عالية السيد محمد الهاشمي، علي محمد القاسم، د.عبدالله محمد الغافري، أسماء عبدالله الحوسني، محمد حسين بالشالات، محمد خالد القاسم، سهيل نور الله حسن، مبارك راشد الدوسري، ميرة علي الشامسي، سالم سيف الشامسي، صنعاء علي محمد، عمار علي جبر، محمد أحمد الهاشمي، عمر عبد العزيز محمد، راشد سلطان الفجير.
أفضل الخبرات
يستهدف «برنامج قيادات دبي الاقتصادية»، الذي يشرف عليه «مركز محمد بن راشد لإعداد القادة»، إعداد كوادر وطنية من القطاعين العام والخاص، مؤهلة بأفضل الخبرات الاقتصادية والقيادية العالمية والمعارف مع التركيز على مهارات قطاعات اقتصادية مستقبلية.
يستمر البرنامج لمدة 9 أشهر، حيث يخضع منتسبو البرنامج لتدريبات عملية تستهدف صناعة قادة يمتلكون فكراً ريادياً ومهارات إدارية لابتكار حلول رائدة تستطيع ترجمة الخطط الاستراتيجية إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع. كما يتضمّن البرنامج لقاءات وخلوات تجمع بين منتسبي البرنامج وشخصيات اقتصادية عالمية، حيث يوفر البرنامج منصة للحوار تتيح للقيادات الشابة الاستفادة من خبرات وتجارب ودروس نجاح هذه النماذج.
تعمل منظومة برنامج قيادات دبي الاقتصادية على تطوير 8 كفاءات اقتصادية و8 كفاءات قيادية من خلال تقديم منهجية علمية وعملية مدروسة لكفاءات وقدرات القيادات المطلوبة للمرحلة القادمة من مسيرة نمو وازدهار إمارة دبي اقتصادياً ومواكبة المتغيرات العالمية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مركز محمد بن راشد لإعداد القادة ورشة برنامج قیادات دبی الاقتصادیة بالإضافة إلى المشارکین فی محمد بن راشد فی البرنامج خلال الجلسة على أهمیة من خلال عدد من إلى أن
إقرأ أيضاً:
حملة «وقف الأب» تحقق ما يزيد على 3.72 مليار درهم بدعم أكثر من 277 ألف مساهم
أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أن حملة «وقف الأب»، التي أطلقها سموه في 21 فبراير 2025، بهدف تكريم الآباء في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي مستدام، يخصص ريعه لتوفير العلاج والرعاية الصحية للفقراء والمحتاجين وغير القادرين، حققت نجاحاً غير مسبوق بتجاوزها مستهدفاتها بنتائج مضاعفة خلال أقل من شهر من إطلاقها، مؤكداً سموه أن الحملة ستتواصل وأن باب المساهمة سيبقى مفتوحاً طيلة العام.
ووصلت المساهمات في حملة «وقف الأب» قبل نهاية شهر رمضان الفضيل إلى 3.720.063.487 درهماً بدعم أكثر من 277 ألف مساهم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «في عام المجتمع.. وفي خواتيم هذا الشهر الفضيل.. مجتمعنا أثبت أنه الأكثر تماسكاً.. والأكثر تكاتفاً لخدمة القضايا الإنسانية.. والأكثر اعتزازاً بقيم العطاء.. ما حققته حملة (وقف الأب) من نتائج قياسية غير مسبوقة ساهم فيها الجميع من مؤسسات وشركات ورجال أعمال وأفراد، يؤكد أن الإمارات بقيادتها وشعبها ستظل يداً واحدة من أجل الخير تمتد لفتح أبواب الأمل للجميع».
وأضاف سموه: «روح رمضان تجمعنا على المحبة ونشر الخير للآخرين.. وفي ختام حملة وقف الأب أسعدنا هذا التفاعل المجتمعي الشامل لتكريم الأب، الذي سيظل أساس القوة والاستقرار للأسرة والمجتمع.. حفظ الله جميع الآباء».
وقال سموه: «وقف الأب هو نجاح جديد يضاعف من أهمية رسالة الإمارات في ترسيخ التكاتف لمواجهة التحديات الإنسانية وفي اعتماد نهج الاستدامة ركيزة للعمل الخيري الفاعل والمؤثر».
ووجه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشكر لجميع المساهمين في الحملة، وأكد سموه أن هذه المبادرات التي تعتبر الأكبر من نوعها لخدمة قضايا إنسانية ملحة، تعزز مكانة الإمارات كأكبر سند لتمكين الإنسان والمجتمعات، من خلال الدعم التنموي المستدام في مجالات تترك أثراً إيجابياً واضحاً على بناء المستقبل الأفضل للإنسانية وتحقيق التقدم والازدهار للجميع.
- تفاعل مجتمعي واسع
وشهدت حملة «وقف الأب» تفاعلاً مجتمعياً واسعاً وتسابقاً في العطاء للمساهمة في تكريم الآباء، ومساندة الفئات والمجتمعات الأقل حظاً من خلال دعم استدامة وتعزيز الرعاية الصحية المقدمة في هذه المجتمعات، بما يحسن جودة حياة مختلف الفئات، والارتقاء بواقعها، وتحقيق الاستقرار في المجتمعات ودفع عجلة التنمية والتطوير في شتى المجالات.ونجحت حملة «وقف الأب»، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، في تحقيق نتائج غير مسبوقة في وقت قياسي بعد تدفق المساهمات عبر قنوات المساهمة الرئيسة من خلال التبرع عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة، أو الرسائل النصية القصيرة SMS، لمستخدمي شبكة دو و«إي آند الإمارات» أو التحويل المصرفي، أو مركز الاتصال الخاص بالحملة، أو تطبيق «دبي الآن»، أو منصة دبي للمساهمات المجتمعية «جود» (Jood.ae).
- نهج نوعي بمفاهيم جديدة
وأكد معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الأمين العام لمؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تقود نهجاً نوعياً يرسخ مفاهيم جديدة للعمل الخيري والإنساني، ويأتي في صدارة أولويات هذه الرؤية تحقيق الاستدامة للدعم في القطاع الإنساني، وتعزيز العطاء كثقافة مجتمعية يشارك من خلالها الجميع بتكاتف وتعاون لإحداث التغيير، إضافة إلى استهداف دعم قطاعات ومجالات لها تأثير مباشر على تمكين الإنسان والارتقاء بجودة حياته بما ينعكس على استقرار وتنمية المجتمعات.
وقال معاليه إن نجاح «وقف الأب» في الوصول لـ3.72 مليار درهم خلال شهر واحد هو رسالة من مجتمع الإمارات في عام المجتمع بأن قيم العطاء وقيم التكاتف وقيم الأسرة الواحدة راسخة ومتجذرة في دولة الإمارات.
وأضاف معالي القرقاوي أن الدعم الكبير الذي تقدمة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» لقطاع الرعاية الصحية، سيبقى ضمن الأولويات المهمة على أجندة المؤسسة، لحيوية هذا القطاع وانعكاس قدراته على حياة الإنسان وجودتها، حيث تستهدف المؤسسة من خلال برامجها النوعية المتواصلة الارتقاء بمعايير الخدمات العلاجية لمختلف الفئات في المجتمعات الأقل حظاً.
وختم معاليه بالقول: «دولة الإمارات ستبقى تحت قيادتها الرشيدة عنواناً للعطاء والخير، والبذور التي وضعها المؤسسون أصبحت اليوم شجرة مثمرة يستفيد منها القريب والبعيد».
- مساهمات استثنائية
وتميزت حملة «وقف الأب» الرمضانية هذا العام بالدعم الواسع من كبار المساهمين، حيث أعلنت شركة عزيزي للتطوير العقاري عن مساهمتها بمبلغ 3 مليارات درهم، في أكبر تبرع فردي من القطاع الخاص في تاريخ دولة الإمارات، وسيتم استثمار المساهمة لبناء حي طبي إنساني يتضمن مستشفى ومركز أبحاث ومركز تدريب طبي، ما يمثل إضافة مهمة إلى القطاع الطبي في دولة الإمارات، حيث سيتم إنشاء الحي الطبي الجديد وفق أفضل المعايير العالمية، كما ستشمل مساهمة شركة عزيزي للتطوير العقاري إنشاء مبان وقفية أخرى.
كما أعلن رجل الأعمال الهندي سوني فاركي وعائلته، عن مساهمتهم بمبلغ 100 مليون درهم، دعماً لمستهدفات حملة «وقف الأب».
وأعلنت شركة «امتياز للتطوير العقاري» عن إنشاء مبنى وقفي في دبي بتكلفة 50 مليون درهم، وأعلنت شركة «بيس هومز للتطوير العقاري» عن إنشاء مبنى وقفي في دبي بتكلفة 50 مليون درهم، كما أعلنت شركة «سمانا للتطوير العقاري» عن إنشاء مبنى وقفي في دبي بتكلفة 40 مليون درهم، وأعلنت شركة «بيوميرك المحدودة» عن إنشاء مبنى وقفي في دبي بتكلفة 20 مليون درهم، حيث تستثمر إيرادات هذه المباني الوقفية في تحقيق مستهدفات حملة «وقف الأب» في دعم المنظومة الصحية في المجتمعات الأقل حظاً، وتطوير المستشفيات، وزيادة طاقتها الاستيعابية، وتوفير الأجهزة الطبية اللازمة، وتأمين الأدوية والعلاجات، وتأهيل غرف العمليات ودعم كفاءتها، ما يوفر فرصاً مستدامة لتحسين جودة حياتهم، والارتقاء بواقعهم.
- مزادات أنبل رقم
ولعبت الفعاليات النوعية التي ساندت حملة «وقف الأب» دوراً مهماً في تحقيق أهداف الحملة في وقت قياسي، بما في ذلك مزادات أنبل رقم الخيرية للأرقام المميزة في أبوظبي ودبي، والتي جمعت 167 مليوناً و461 ألف درهم. وحقق مزاد أنبل رقم الخيري للأرقام المميزة في دبي 83 مليوناً و784 ألف درهم حيث وصلت المزايدات الخيرية على الأرقام المميزة للوحات المركبات إلى 75.9 مليون درهم، والأرقام المقدمة من «إي آند الإمارات» إلى 4 ملايين و732 ألف درهم، فيما حققت الأرقام المقدمة من «دو» ما مجموعه 3 ملايين و45 ألف درهم.كما حققت النسخة الثالثة من مزاد أنبل رقم الخيري الإلكتروني الذي الذي نظمه مركز النقل المتكامل «أبوظبي للتنقل» التابع لدائرة البلديات والنقل في أبوظبي، 83 مليوناً و784 ألف درهم من خلال عرض 444 رقماً مميزاً خاصاً بلوحات المركبات في أبوظبي.
- تعزيز مفهوم الوقف
وتواصل حملة «وقف الأب» نهج الحملات الرمضانية التي يطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والهادفة إلى تعزيز مفهوم الوقف كأداة تنموية للمجتمعات، وترسيخ قِيَم بِرّ الوالدين والمودة والتراحم والتكافل بين أفراد المجتمع، كما تبرز حملة وقف الأب الدور الأساسي للأب في ترسيخ الاستقرار الأسري بما ينعكس على التماسك المجتمعي، إلى جانب تعزيز موقع الإمارات في مجال العمل الخيري والإنساني، من خلال توفير وقف مستدام يضمن توفير الرعاية الصحية المناسبة للفئات والمجتمعات الأقل حظاً.
- نجاحات تواصلة
وتندرج حملة «وقف الأب»، تحت مظلة مؤسسة «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، المؤسسة الأكبر من نوعها إقليمياً والمعنية بالعمل الإنساني والتنموي في مختلف أنحاء العالم، وتستكمل الحملة سلسلة إنجازات الحملات الخيرية السابقة التي أُطلقت في شهر رمضان الكريم بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والتي حظيت بتفاعل كبير من مجتمع الإمارات وحققت نجاحات فاقت مستهدفاتها من حيث حجم المساهمات المالية وعدد المستفيدين منها حول العالم.
وسجلت حملة «10 ملايين وجبة» التي أطلقت في رمضان 2020 مساهمات فاقت 15.3 مليون وجبة، أتت من الأفراد، مواطنين ومقيمين من أكثر من 115 جنسية، ومؤسسات القطاعين الحكومي والخاص.واستطاعت حملة «100 مليون وجبة»، التي تم إطلاقها في رمضان 2021، في مضاعفة عدد الوجبات التي وزعتها لتصل إلى ما يعادل 220 مليون وجبة تم توزيعها على 30 دولة حول العالم في 4 قارات، من خلال مساهمات 385 ألفاً من 51 جنسية، إلى جانب عدد كبير من المؤسسات والشركات.
وتمكنت حملة «مليار وجبة» في رمضان 2022 من تحقيق أهدافها في أقل من شهر من خلال 320 ألفا و868 مساهماً في توفير الدعم الغذائي في 50 دولة.
وشهدت حملة «وقف المليار وجبة»، التي تم إطلاقها في رمضان 2023، إقبالاً مجتمعياً واسعاً، حيث نجحت في جمع مليار و75 مليون درهم مع نهاية الشهير الفضيل، كما استقبلت أراض عقارية، وأسهم شركات، ومبالغ نقدية، من الشركات والأفراد، واشتراكات بمبالغ يومية من آلاف الأشخاص.ونجحت حملة «وقف الأم» التي أطلقت في رمضان 2024، بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام، في تحقيق مستهدفاتها قبل نهاية الشهر الكريم، إذ بلغت المساهمات في الوقف أكثر من 1.4 مليار درهم، ويذهب ريعه لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم ومنحهم الأدوات والمهارات اللازمة لتكوين حياة مستقلة تصون كرامتهم وتضمن لهم العيش الكريم، وذلك بالشراكة مع عدد من المنظمات والمؤسسات الإنسانية.